مجموعة اليسر للتدريب والاستشارات تأمل من زوارها الكرام المشاركة في الاستطلاعات التي تجريها بفعالية نظرا لفائدتها العالية
مجموعة اليسر للتدريب والاستشارات هي شركة تضامن لبنانية مسجلة تحت الرقم 489 تتنشط في مجال الدورات التدريبية والمؤتمرات العلمية والتربوية والاجتماعية والادارية والثقافية والتنمية والارشاد الاسري والاجتماعي ، واصدار المنشورات المتخصصة ، وتقديم الاستشارات في المجالات المذكورة وتوقيع الاتفاقيات مع الجامعات والمؤسسات والشركات الوطنية والعالمية على انواعها والقيام بالاستطلاعات والابحاث العلمية والدراسات المتخصصة في لبنان والخارج - نتمنى لكم زيارة ممتعة

07‏/12‏/2010

العقل العربي عند زكى نجيب محمود :قراءه نقديه

د.صبرى محمد خليل
من التغريب إلي التجديد: مر زكى نجيب محمود(شانه شان كثير من المفكرين العرب والمسلمين) بتجربة الانتقال من التغريب إلي التجديد، إذ يروى عن نفسه انه في شبابه كان رافضاً لقراءة التراث العربي بما يستحقه من إهتمام، وكان كما يحكى عن نفسه مبهوراً ومنجذباً للإنجاز الغربي الأوروبي والأمريكي، ولكنه وبعد مرحلة كبيرة من البحث والمعاناة أيقن أن كثيراً من التراث العربي يستحق القراءة والتأمل.
معيار المنفعة: ولكن كان السؤال المهم الذي طرحه لأمراض العقل العربي هو ماذا نقرأ ونأخذ من تراث الأسلاف؟ يقول د.زكى نجيب إن ما يجب أخذه من التراث هو ما نستطيع تطبيقه اليوم عملياً، فيضاف إلى الطرائق الجديدة المستحدثة، فكل طريقة للعمل اصطنعها الأقدمون وجاءت طريقة أنجح منها، كان لابد من إطراح الطريقة القديمة ووضعها على رف الماضي الذي لا يعنى به إلا المؤرخون، ويؤكد على أن ثقافة الأقدمين هي طرائق عيش، فإذا كان عند أسلافنا طريقة تفيدنا في معاشنا الراهن، أخذناها وكان ذلك هو الجانب الذي نحييه من التراث، وأما ما لا ينفع نفعاً عملياً تطبيقياً فهو الذي نتركه غير آسفين. 


قيود ومعوقات العقل العربي 
القيد الأول :و أن صاحب السلطان هو صاحب الرأي وليس صاحب رأى : 
يشبه فيلسوفنا الكبير تعاملنا مع التراث كمن يخزن إرثه في الخزائن ثم يطوف بتلك الخزائن المغلقة عابداً، ويقول أن الإرث ليس في حد ذاته حياة بل هو وسيلة حياة، ويؤكد على أن أساس البلاء هو أن يجتمع السيف والرأي ثم يورد عدد من الأحداث التاريخية التي تؤكد ذلك
القيد الثاني : سلطان الماضي على الحاضر : 
القديم له رهبة وسحر وجلال، ولكن أن يتحول الإعجاب إلى تقديس تلك هي المشكلة، وسر النهضة الأوروبية كانت في تحول الناس من إدمان قراءة كتب الأقدمين إلى كتاب الطبيعة المفتوح، فقد كان الكاتب قديماً لا يحتاج إلى الخروج من الدير والصومعة ...، فقد كان كل جهده أن يشرح ويلخص، فهو اجترار من بعد اجترار من بعد اجترار، وشرح للشرح وتعليق على التعليق، وحتى الآن أصبح العلم كله متأثراً بتلك النظرة عبارة عن تلقين في تلقين وهذه هي الكارثة القيد الثالث : تعطيل القوانين الطبيعية :
أكبر القيود التي تعطل مسيرتنا وتكبلها أننا نميل ميلاً شديداً إلى أن تكون قوانين الطبيعة لعبة في أيدي نفر من أصحاب القلوب الطيبة الورعة، فيكفى أن يكون الفرد "صالحاً " لينصرف صلاحه لا إلى شق الترع وبناء الجسور ورصف الطرق ولكن ينصرف صلاحه إلى تعطيل قوانين الطبيعة، ونحن منذ زمن طويل نمقت العقل ونتمنى للقلب السيادة ولو اقتصر الأمر على العامة لما أخذنا العجب ولكنه وللأسف الشديد يمتد إلى العلماء أنفسهم!!، إن هؤلاء العلماء وهم في معاملهم لا يقبلون إلا أن تكون قوانين العلم حاسمة صارمة، فما الذي يصيبهم إذا ما تركوا معاملهم وعادوا إلى منازلهم؟، أيتركون عقولهم مع معاطفهم البيضاء في حجرات المعامل، ليعودوا متنعمين في ظل الخرافة الندى الطري الممتع اللذيذ؟!!. 
إننا مازلنا في مرحلة السحر لا العلم كما يقول د.زكى نجيب محمود، فالسحر والعلم كلاهما محاولة لرد الظواهر إلى عللها وأسبابها، غير أن الساحر لا يقلقه أن يرد الظاهرة إلى علة غيبية ليس في وسع الإنسان أن يستحدثها أو يسيطر عليها، وأما العالم فهو لا يقر عيناً إلا إذا رد الظاهرة المحسوسة إلى علة محسوسة كذلك، الساحر والعالم يقفان إلى جانب مريض، الأول يربط الظاهرة المرضية بالجن والعفاريت، والثاني بجرثومة معينة، فبينما يصبح الطريق مفتوحاُ أمام العالم للبحث عن وسيلة يقتل بها الجراثيم، ترى الطريق مغلقاً أمام الساحر ولا يجد وسيلة لمغالبة العفاريت إلا بالبخور والأحجبة، فنحن بهذا المنهج أو بالأصح اللا منهج مازلنا في مرحلة السحر لم نبرحها بعد . 
تقويم:
وهكذا فان زكى نجيب محمود استطاع تجاوز الموقف التغريبي القائم على أن تحقيق التقدم لا يتم إلا باجتثاث الجذور الحضارية للامه في مرحلته الفكرية الاولي(التبني الكامل للوضعية المنطقية) إلى الموقف التجديدي القائم على استيعاب ما لا يناقض الهيكل الحضاري للامه من اجتهادات ذاتيه أو إسهامات الشعوب الأخرى المعاصرة. ولكنه(ربما تأثرا بالبراجماتيه) استند إلى معيار المنفعة في تحديد ماذا نأخذ من التراث، لكن المنفعة ضابط ذاتي للحركة لا يصلح وحده كمعيار موضوعي، إذ لابد أولا من التمييز بين ما ينتمي إلى الهيكل المعرفي الاساسى للعقل العربي المسلم، والبناء المعرفي المكتسب عليه، ثم جعل المنفعة احد معاييرالأخذ أو الرفض من الأخير،لا المعيار الوحيد
abuiyad

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق