د.صبرى محمد خليل استاذ الفلسفه جامعه الخرطوم
الإسلاميات التطبيقية:يقوم أركون بنقد العقل الاسلامي في إطار مشروعه الفكري الذي يسميه: «الإسلاميات التطبيقية» والتي تهدف إلى إحداث قطيعة جذرية مع الدراسات الإسلامية التقليدية في الغرب(الاستشراف) التي تتصف بالرؤية السكونية؛واستخدام المناهج الوضعية والتاريخية والفيلولوجيه(الفقه - لغويه) التي تجاوزها التطور العلمي. وذلك بالاعتماد على مجموعة من المناهج والأدوات المنتجة في إطار التطور الذي عرفته العلوم الإنسانية في الغرب،
المنهج الاركيولوجى( الحفري) التفكيكى: وهو يستخدم منهجاً حفرياً تفكيكياً، إلا أنه يوظف مجموعة من الأدوات ويستخدم عددا من المناهج، و يلحُّ على ضرورة التسلح بالأدوات المنهجية التي تبلورت منذ الخمسينيات في مجال العلوم الإنسانية بشتى فروعها من التاريخ واللسانيات والأنتربولوجيا وعلم النفس بجميع مدارسه وعلم الأديان المقارن، والسيمولوجيا، ثم الابستومولوجيا والفلسفة، لتجد مؤلفاته حافلة بأسماء كثيرة من قبيل: ماركس، وفرويد، وستراوش، وباشلار، وألتوسير، ، وفوكو، ، وديريدا، وغيرهم، إضافة إلى تكثيفه لمجموعة من المفاهيم المنتجة داخل المجال الحيوي للفكر الغربي منها: رأس المال الرمزي، الزمن الطويل، التقطيع الميثي، التاريخية، الخطاب السيميائي، اللا مفكر فيه، المكبوت، البنية العميقة، الابستيمي، مديونية المعنى... الخ.
اللامفكر فيه : ينطلق محمد أركون في كل أعماله من منظور نقدي قائم على تصور معين للتراث الإسلامي ونتاجه الفكري؛ فمشروعه ـ كما يقول ـ يرمي إلى «إعادة كتابة جديدة لكل تاريخ الفكر الإسلامي والفكر العربي»والمقصد الأساسي لهذه العملية هو تتبع المساحات الخفية التي ظلت بعيدة عن مجال النقد والتفكير، وكل ما يدخل ضمن دائرة ما يسميه «اللامفكر فيه» المستحيل التفكير فيه، يقول: «إن معظم الأسئلة التي ينبغي طرحها على التراث تدخل فــي دائرة «اللا مفكَّر فيه» أو «المستحيل التفكير فيه»،.
ماهية التراث: واركون يعرف التراث بأنه«مجموعة متراكمة ومتلاحقة من العصور والحقب الزمنية. إن هذه القرون المتطاولة متراتبة بعضها فوق البعض الآخر كطبقات الأرض الجيولوجية أو الأركيولوجية، وللتوصل إلى الطبقات العميقة، أي القرون التأسيسية الأولى.. لا بد من اختراق الطبقات السطحية الأولى والوسطى.. لا بد لمؤرخ الفكر كما يقول «فوكو» أن يكون أركيولوجي الفكر» ليتبين بوضوح أن مفهوم التراث غير مفصول في أبعاده الكاملة عن المنهج الذي يتبناه قبلاً. ولعل هذه الصورة تبدو أكثر وضوحاً عندما نتعرف على التركيبة الداخلية لهذه الطبقات، أي العناصر الثاوية تحت مسمى التراث كما يفهمه أركون؛ فالتراث ـ حسب هذه الرؤية ـ بنية تراكمية تشكلت عبر أجيال متلاحقة، وتتكون من مزيج من المعارف المتداخلة بطريقة لا يفصل فيها بين الإلهي والبشري، وهو ما يعطيه مضموناً ثبوتياً يقتضي إنتاج قراءة تفكيكية لمكوناته الداخلية؛ وعلى ذلك فإن المنهج يتحدد انطلاقاً من التصور الأركيولوجي للمعرفة؛ باعتبار أن صفة التراكم التي تميز التراث تفرض التعاطي مع منتجاته المعرفية بشكلها المتداخل والأفقي في حدود معطيات هذا التصور والمنهج الذي ينتجه.
الطابع المنهجي: وإذا كانت ممارسة القراءة النقدية تستلزم التسلح بآليات منهجية محددة يستطيع من خلالها القارئ الوصول إلى نتائج وخلاصات معينة، فإن أركون في اهتمامه بمثل هذه القراءة حريص على الطابع المنهجي أكثر من حرصه على الوقوف على النتائج والخلاصات النهائية، أي أن كتاباته تتضمن مشاريع في البحث بما تقدمه من خطاطات أكثر مما تعطي من إجابات عن الأسئلة التي تطرحها فخطابه يهتم أساسا بتجديد آليات الفكر الإسلامي وربطه بفتوحات الحداثة الفكرية، عن طريق الاستفادة من المناهج الجديدة
العقل الاسلامى: ومن خلال حديثه عن العقل الإسلامي وتركيبته الداخلية وكيفية نشأته وطرائق اشتغاله في التاريخ والمجتمع من خلال دراسته التحليلية لرسالة الشافعي؛ خلص إلى أن العقل الإسلامي الكلاسيكي تفرع إلى عقول إسلامية متنافسة، ثم تحول فيما بعد إلى عقل إسلامي أرثوذكسي صلب ومغلق على ذاته وهذا يعني نزع صفة العقلانية عن هذا العقل ومنتجاته الفكرية انطلاقاً من انغلاقه الأرثوذكسي وتشبعه بمفاهيم وقيم موروثة عن عصور سيادة اللاهوت والتصورات الميثولوجية!
العقلاني والاسطورى: ولأن الهدف الرئيسي عند أركون من الدراسة الأنثروبولوجية الدينية للتراث الإسلامي هو «توضيح التنافس المستمر بين المعرفة الأسطورية والمعرفة العقلانية وروابطها المتغيرة والمتحولة»فلا بد أن تأتي تأكيداً لهذه الخلاصة النظرية التي تقــول: «إن الفكر العربي الإسلامي لا يمكنه الانفتاح على العقلانية الحديثة بشكل فعلي ودائم وناجح إلا بتفكيك مفهوم «الدوغمائية» ومفهوم «الأرثوذكسية» الخاصين بتراثه » وهكذا فإن هذه الممايزة بين شكلين من أشكال المعرفة التي يتقاطع فيها الأسطوري بالعقلاني بطريقة تنافسية، يسوغ أي انزياح نقدي في اتجاه تحطيم أحد الشكلين لصالح الآخر.. وما دام أن العقلانية تبقى هي الخيار الوحيد أمام الفكر الإسلامي لتحقيق انطلاقته، فلا بديل سوى تحطيم أساسيات المعرفة الأسطورية داخل بنيته..
سلطه النص: والطريق إلى «الحداثة» يمر عبر التحرر من سلطة النص الذي تكونت في ظله ثوابت العقل الإسلامي ومحدداته التي تشكلت منها بنية النظام المعرفي داخل بناء الثقافة الإسلامية، والتي يحدد أركون أهم خصائصها فيما يلي:
الخلط بين الميثي (الأسطوري) والتاريخي، التدعيم القطعي للقيم الأخلاقية الدينية انطلاقاً من القرآن والسنة، التأكيد اللاهوتي لتفوق المؤمن على غير المؤمن، والمسلم على غير السلم، حصر وظيفة العقل في الاجتهاد وتأويل الوحي (النص المقدس)، تقديس اللغة، والتركيز على قدسية المعنى المرسل من قبل الله، التأكيد على تعالي المقدس وتجاوزه التاريخية.وهو تحديد يقوم على إبراز مجموعة من الثنائيات المتضادة: الأسطورة/ التاريخ، الإيمان/ الكفر، العقل/الوحي، التعالي/التاريخية.. من أجل إعطاء تفسير لما يسببه «الابيستمي الإسلامي»، أساسه رفض طابعه التقديسي، ومن ثم تجاوزه بوصفه خطاباً ومنظومة قيم، إضافة إلى تقديم تصور جديد للعلاقة بين المنظومات الفكرية التي تشكلت تاريخياً داخله.
عدم التمييز بين السنة والشيعة: مـن هـنا فأركون ـ مثلاً ـ لا يميز بين السنة والشيعة رغم ما بينهما من اختلاف؛ لأنهما بكل بساطة يستخدمان نفس المبادئ والقواعد والآليات، أي أنهما يعتمدان نفس النظام المعرفي، ونفس العقلية الدوغمائية ونفس المفهوم الأحادي للحقيقة، ونفس إستراتيجية الرفض التي تبديها كل فرقة إزاء الأخرى وعلى ذلك فإن توجهه النقدي محايث للتحديد السابق، إن لم نقل إنه ينطلق منه كمقدمة لإنجاز مشروعه في نقد العقل الإسلامي.. وإذا كانت «المشكلة مع التراث ـ كما يرى أركون ـ أنه لا توجد حدود واضحة بين الميثوس واللوغوس»؛
تحرير العقل الاسلامى: كما يرى أركون أن تفكيك التراث ، انطلاقاً من إعادة إنتاج آليات نقدية تستجيب للتطورات المعرفية التي يشهدها هذا العصر هدفه الأساسي هو تحرير العقل الإسلامي من الأساطير العديدة التي تشوبه،فهو ينظر إلي مشروعه باعتباره «إستراتيجية معرفية للفتح والتحرير» أي «فتح العقليات المغلقة وتحريرها»ومن هنا فهو لا يفتأ يبشر باليوم الذي تنتصر فيه الحداثة الفكرية؛ حيث يتم الخروج من الحالة الثبوتية التي وصل إليها الإسلام بعد تحوله إلى أرثوذكسية، أي «من طاقة تغييريه انبثاقية إلى تصور ثابت وثبوتي للحقيقة»
النص: إن تعامل محمد أركون مع النص القرآني ينطلق من اعتباره جزءاً من التراث الذي يستلزم القراءة النقدية، وإعادة كتابة تاريخه وفق محددات المشروع الذي يتبناه. بمعنى أن القرآن ليس أكثر من نص تشكَّل تاريخياً ضمن شروط معينة كغيره من النصوص التي يحفل بها الموروث الفكري للحضارة الإسلامية، مثله في ذلك مثل الشعر الجاهلي أو الشعر العباسي أو غيرهما من منتجات الفكر الإنساني عبر العصور المختلفة.. وهو ما يعني نزع القداسة عنه باعتباره نصّاً إلهياً له خصوصيته؛ من حيث إخضاعه للنقد ألتفكيكي والقراءة الحفرية عن طريق توظيف كل المناهج الممكنة من أجل «فرض قراءة تاريخية» عليه، ومن ثم إخضاعه «لمحك النقد التاريخي المقارن، وللتحليل ألألسني ألتفكيكي، وللتأمل الفلسفي المتعلق بإنتاج المعنى وتوسعاته وتحولاته وانهدامه» وكل ذلك بهدف «استنطاقه عن مشروطيته وحدثيته، كاشفاً عن تاريخيته الأكثر مادية ودنيوية، والأكثر يومية وعادية، بل الأكثر شيوعاً وابتذالاً»
النزعة التشكيكيه: وهكذا فإن موقفه من القرآن لا يتميز في شيء عن موقفه من التراث عموماً، وهو وإن كان يعتبر «أن الدراسة العلمية للمقدس لا تعني الانتقاص منه أو المس به، وإنما تعني فهماً أفضل لكل تجلياته وتحولاته، وتحذيراً لبعض الفئات أو بعض الأشخاص من التلاعب به لمصالح شخصية أو سلطوية»فإنه لا يخفي نزعته التشكيكية في دراسته هذه، بل إنه يقول في نفس السياق: «ويمكنني أن أقول بأن المقدس الذي نعيـش عليــه أو معــه اليـوم لا علاقة له بالمقدس الذي كان للعرب في الكعبة قبل الإسلام، ولا حتى بالمقدس الذي كان سائداً أيام النبي».. وبناء على ذلك فهو يشكك في الرواية الإسلامية لقصة جمع القرآن، بل إن هذا التشكيك يمتد إلى طريقة تبليغ الرسول للقرآن وكيفية نقله عنه حفظاً وكتابة؛
وبعد إثارة هذه الشكوك حول ما نقل من روايات عن حقيقة كتابة وجمع القرآن سواء في عهد الرسول أو في عهد خلفائه وخاصة عثمان بن عفان رضي الله عنه؛ فإنه ينتقل إلى تحديد ما يعتبره مهام عاجلة تتطلبها المراجعة النقدية للنص القرآني، فيقول: «ينبغي أولاً إعادة كتابة قصة تشكُّل هذا النص بشكل جديد كلياً، أي نقد القصة الرسمية للتشكيل التي رسخها التراث المنقول نقداً جذرياً، هذا يتطلب منا الرجوع إلى كل الوثائق التاريخية التي أتيح لها أن تصلنا سواء كانت ذات أصل شيعي أم خارجي أم سني. هكذا نتجنب كل حذف تيولوجي لطرف ضد آخر، المهم عندئذ هو التأكد من صحة الوثائق المستخدمة. بعدها نواجه ليس مسألة إعادة قراءة هذه الوثائق فحسب، وإنما أيضاً محاولة البحث عن وثائق أخــرى ممكنة الوجـود كـوثائق البحـر الميت»
توحيد الرؤية حول الأديان التوحيدية: و الدافع الأساسي لهذا التوجه إنما هو محاولة توحيد الرؤية حول الأديان التوحيدية، باعتبارها تجسد ظاهرة الكتاب الموحى، وما ينشأ عن ذلك من تشكيل متخيل مشترك لدى المجتمعات الكتابية محوره «هو الكلام المتعالي والمقدس والمعياري لله» حيث «اعتاد الجميع على إبراز الأديان التوحيدية بصفتها وحياً معطى أو نزولاً لله في تاريخ البشر بحسب ذلك المجاز القرآن (التنزيل) الذي يجد مقابلاً له في العقيدة المسيحية القائلة بتجسيد الله الأب في يسوع المسيح الابن. إن هذا الوحي المعطى متعالٍ ومقدس ويهدي البشر في تاريخهم الدنيوي لكي يحصلوا في نهاية المطاف على نجاتهم في الدار الآخرة»فإذا كانت التوراة والأناجيل قد تعرضت للنقد والتفكيك وطبقت عليها كل المناهج المعاصرة في قراءة النصوص، فإن القرآن باعتباره يشترك معها في نفس الخصائص العامــة لكــل كتب الوحــي، لا ينبغي أن يخرج عن القاعدة، ويجب إخضاعه لنفس المعايير النقدية، من أجل الوصول إلى نفس النتائج.
ظاهره الوحي: إن القراءة النقدية التي يباشرها أركون للنص القرآني تدخل ضمن تصور خاص لظاهرة الوحي يحاول من خلاله أن ينزع عنه طابعه المقدس باعتبار أن هذه القداسة إنما هي رداء تم إضفاؤه عليه عن طريق تحويله إلى «نص مثبت ومحدد في مصحف مغلق راح يُستغل... باعتباره مجموعة من الصيغ المعيارية التي تحدد المفكَّر فيه على المستوى المعرفي، وتحدد المؤسسات والقانون على المستوى السياسي والقضائي»وهو تحويل تم عبر «عملية الأسطرة التي طالت الحدث التاريخي التأسيسي الأول وحولته إلى حدث أسطوري»والمقصود بهذا الحدث التأسيسي الأول هو نزول الوحي.. وهذا ما يجعل القرآن يبدو كأنه نوع من الأسطورة والأسطورة ـ كما يعرفها ـ تعبير عن معنى مثالي مفتوح وفق تاريخية تعتمد الترميز الفني الذي يختلط فيه الخيالي بالعقلاني فالخطاب القرآني في رأيه نموذج للتعبير الميثي (الأسطوري)، يقول: «إن الحكايات التوراتية والخطاب القرآني هما نموذجان رائعان من نماذج التعبير الميثي (الأسطوري)»
نقد وتقويم
الطابع السلبي: المشروع النقدي عند أركون ذو طابع سالب يؤدى نسف أساسيات العقل الإسلامي وكل ما أنتجه من تراث فكري.،وليس ذو طابع ايجابي يؤدى إلي تحرير العقل الإسلامي من الأخطاء التي تعوق فعاليته ،ومرجع ذلك المنهج التفكيكى الحفري الذي استخدمه يقوم على التحليل دون التركيب ،ويفهم التفكيك بمعنى التحطيم والتدمير كما تبلور على يد كل من هايدجر ونيتشه ودريدا وفوكو.
الخلط بين المطلق والنسبي:ومشروع أركون يقوم على عدم التمييز بين ما هو المطلق عن قيود الزمان والمكان غير الخاضع للتغير أو التطور فيهما(القواعد التي مصدرها النصوص اليقينية الورود القطعية الدلالة) و النسبي في الزمان والمكان الخاضع للتغير في المكان والتطور خلال الزمان(الاجتهاد المبنى على تفسير النصوص الظنية الورود والدلالة .فاخضع النوعين للمناهج المعرفية النسبية مما يؤدى إلي استبعاد الوحي وإذا كان أركون قد أشار في بعض حواراته إلى أن ترجمة كلمة (Myth) ليست أسطورة، وأن مترجم كتابه «الفكر العربي» ـ عادل العوا ـ قد أخطأ حينما ترجم إحدى جمله بعبارة: «القرآن خطاب أسطوري البنية»، وأنه ما قصد ذلك بل قصده أن يقول: «إن القرآن قصصي البنية»، ورغم تأكيد تلميذه ومترجم مؤلفاته هاشم صالح على أن «كلمة أسطورة في استخدامات أركون لها مأخوذة بمعناها الوصفي الأنتروبولوجي وليس بأي معنى سلبي» لكن كلمتي اسطورى وقصصي كلاهما تعنيان عنده خيالي و غير حقيقي.
التغريب: المطالبة بإعادة تشكيل مناهج النظر والقراءة بالكيفية التي تتلاءم ومنتجات الفكر الأوروبي المعاصر هو شكل من أشكال الاستلاب الثقافي فالعقلانية عقلانية الغرب كما اتضحت معالمها منذ ما سمي بـ (عصر الأنوار) ، وبناء على ذلك فإن الفكر الإسلامي مدعو للدخول في الحداثة الفكرية بكل أبعادها انطلاقاً من الانفتاح على العقلانية المعاصرة من جهة، وتحطيم الموروث الديني من جهة أخرى! والملاحظ هنا أن أركون لم يأت بجديد يتميز به عمن سبقوه من دعاة التغريب؛ إنه نفس الخطاب الذي أنتجته الصدمة الأولى مع الغرب، يتكرر في ثوب جديد .
وهو خطاب يرتكز أساساً على نقد العقل الإسلامي (الذي نشأ في ظروف تاريخيه معينه، وتطور ضمن مراحل خاصة، وتشكلت مفاهيمه من خلال تفاعله مع النص القرآني وعبر اندماج تكاملي بين معطيات الوحي ونتاج التجربة الإنسانية)؛ من خلال الفكر الغربي الذي نشأ وتطور في ظروف تاريخية مختلفة ، وله مفاهيمه الخاصة وتجربته المغايرة.
فهو خطاب مبنى على نقد ثوابت العقل العربي الاسلامى طبقا لمتغيرات العقل الغربي فمناهج النقد الغربية تطورت بعد التفكيكيه إلى مناهج النقد الثقافي والنقد النسوى والتاريخيه الجديدة واليسار الجديد ...
اللا مفكر فيه:كما أن تطبيقه لمفهوم اللا مفكر فيه حول مشروعه من النقد(إبراز الايجابيات والسلبيات) إلى نقض لأنه قائم على إبراز السلبيات وإخفاء الايجابيات.
موقف غير نقدي:كما أن الموقف النقدي يقتضى اتخاذ موقف نقدي من المنهج المستخدم أولا، وهو ما قام به كثير من الفلاسفة الغربيين(كما هو واضح في نقد فوكو للبنيوية)، ولم يقم به اغلب المفكرين العرب ومنهم أركون.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق