د.صبرى محمد خليل
(1)الهولوكوست(المحرقه)بين النفى والاثبات
• الإبادة النازية لليهود هي حدث تاريخي وضعه النازيون لحل المسألة اليهودية بشكل جذري ومنهجي عن طريق إبادة اليهود أو تصفيتهم جسديا.
•ولكنها على مستوى صناعة الهولوكست تحولت إلى أسطورة محاطة بهالة مقدسة تم توظيفها لبناء دولة الكيان الصهيوني ،وابتزز الغرب، والتستر على جريمتها بالاستيلاء على ارض فلسطين.
•ونستند الى الباحث الأمريكي اليهودي المعادي للصهيونية "نورمان فنكلستين" في كتابه صناعة الهولوكست The Holocaust Industry الصادر مع بداية الألفية الجديدة والذى تناول الموضوع بموضوعيه تجرد رغم انه يهودى ورغم أن أباه وأمه من الناجين من معسكرات الاعتقال النازية.
•في كتابه هذا يذهب نورمان فنكلستين في عكس الاتجاه الذي ذهب إليه بعض الذين شككوا في صحة المحرقة اليهودية.
ولكنه قام اولا بتصحيح بعض المفاهيم عن المحرقه:
•اوضح ان تأكيد اليهود على ان الاباده كانت مقصوره عليهم غير صحيح االنازيه فقد امتدت لتشمل الغجر والمعوقين والشيوعيين والبولنديين...
•كما اوضح ان تاكيد اليهود ان العالم كله تامر على اباده اليهود غير صحيح وينقل القول"الاباده طريق شيده الحقد وعبدته اللا مبالاه".
ثم بين كيفيه توظيف المحرقه لتحقيق عده اهداف اهمها:
•تكميم الأفواه وصم الآذان عما عداها بهدف تبرير كل انحرافات الكيان الصهيوني. و نزع الشرعية عن كل نقد لليهود، وعن كل نقد للمنظمات اليهودية الأمريكية.
•استغلالها من قبل الحركة الأمريكية اليهودية المنظمة لترسيخ التحالف الوثيق بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني؛ فقد باتت إسرائيل من منظور هذا التحالف خندقًا أولاً على خط النار في الدفاع عن أمريكا وعن "الحضارة الغربية" في وجه القبائل العربية المتخلفة على حد تعبير نورمان في سخريته من أوجه الاستغلال تلك.
•ابتزاز اورباوتوظيف معاناة اليهود بشكل تجاري فج، ويعلق نورمان ساخرًا بقوله: "إن الحملة الحالية التي تقوم بها صناعة الهولوكست من أجل ابتزاز الأموال من أوروبا باسم ضحايا الهولوكست المحرومين قد قلصت القيمة الأخلاقية لمعاناتهم إلى قيمة كازينو في مونت كارلو". .
(2)اصل اليهود الاشكانزيم
اليهود ينقسمون الى طائفتين رئيسيتين هما السفاراديم الذين يرجعون اصلهم الى الاندلس والعراق وفلسطين، والاشكنازيم الذين ينتمون الى روسيا وشرق اوروبا.
•حتى القرن العاشر الميلادي كان معظم يهود العالم يسكنون البلدان الاسلامية، خاصة العراق والاندلس، وفجأة ظهرت في القرن الحادي عشر اقوام يهودية في شرق اوروبا والمانيا، تفوق في عددها اليهود الشرقيين عرفت بعد ذلك بالاشكناز. كلمة «اشكناز» تدل على اول منطقة استقر بها اليهود بكثافة في شمال غرب اوروبا اولا على ضفاف نهر الراين بالمانيا الحالية، وظهرت منطقة اوروبا الشرقية في ما بين القرنين الرابع عشر والتاسع عشر كموطن لغالبية يهود العالم.
•السؤال الذي حاول علماء الجينات الاجابة عليه هو: هل هناك دليل جيني يثبت ان يهود العصر الحالي ينتمون في اصلهم السلالي الى اجداد جاءوا من منطقة الشرق الاوسط؟
•واتضح من تقرير نشره علماء الجينات الاميركيون عدم انتماء اليهود الاشكناز الى الاجناس التي تعيش في الشرق الاوسط، ذلك ان العينات التي قام العلماء بفحصها جاءت من سبع مجموعات يهودية: هي الاشكناز وروما وشمال افريقيا والاكراد والشرق الاوسط واليمن واثيوبيا، بينما يمثل الاشكناز الغالبية العظمى لليهود الحاليين، فإن المجموعات الست التي اتفقت مع الجينات العربية تنتمي كلها الى طائفة السفاراديم، ولم تتفق جينات الاشكناز الا مع جينات بعض سكان مناطق شمال سورية، التي وقعت تحت التأثير السلالي لشعوب آسيا الصغرى منذ عهد الحثيين في القرن 14 قبل الميلاد والى العصر العثماني.
(3)هل لليهود دور فى بناء الاهرام
•قال البعض ان العمال الذين بنوا الاهرام المصرية، كانوا من العبرانيين. مثلاً عالم آثار يهودي (يدعى جو تايلر) الف عام 1959 كتاباً يدعي فيه ان بني إسرائيل بنو الاهرامات - قبل خروجهم من مصر - لحفظ ما توصلوا اليه من علوم وحكمة
•وهذا الادعاء لم يصدر عن اي من الباحثين اليهود او علماء الدراسات التوراتية. فرغم ان غالبية علماء الآثار المصرية من اليهود، فإن احدا منهم لم يزعم بأن اليهود كان لهم اي دور في ما يتعلق ببناء اهرام مصر. فهذا كلام يخالف كلية جميع الادلة الموجودة لدينا، سواء من مصادر التاريخ او من قصص التوراة ذاتها،
•فبينما بنيت الاهرام ايام الدولة القديمة في النصف الاول من الالف الثالث قبل الميلاد، لم يظهر العبرانيون على ساحة التاريخ الا في ايام الدولة الحديثة بعد ذلك بألف و 200 سنة.
• كما لم يكن هناك يهود في مصر ايام يوسف الصديق وموسى (عليهما السلام)، وانما جاء اخوة يوسف من اسباط يعقوب الذين عرفوا بعد ذلك ببني اسرائيل، ولم يكونوا من اليهود. فاليهودية لم تظهر الا منذ القرن السادس قبل الميلاد بعد ثمانية قرون من عصر موسى ويوسف.
• وبنو اسرائيل هم سلالة يعقوب، الذي يقال ان اسمه تغير بينما كان في «بيت ايل» التي تقع غرب اريحا، قبل مولد بنيامين آخر ابنائه، فاصبح يدعى «اسرائيل».الا ان بني اسرائيل يعتبرون ان جدهم الاكبر هو ابراهيم عليه السلام، جد يعقوب نفسه.
•واختلف الباحثون في تحديد العصر التاريخي الذي عاش فيه ابراهيم بين عامي 3000 و 1000ق.م، ولكن الادلة الحديثة تشير الى ان عصره كان خلال القرن الخامس عشر ق.م، واول ما ظهرت كلمة «عبري» كانت في سفر التكوين ـ اول كتب العهد القديم من الكتاب المقدس ـ للدلالة على ابراهيم، ثم وردت كلمة «عبرانيين» للدلالة على بني اسرائيل اثناء وجودهم في مصر وبعد دخولهم ارض كنعان. وعلى هذا يستحيل اشتراك اليهود في بناء الاهرام التي شيدت في عصر يسبق ظهور بني اسرائيل باثني عشر قرنا، ويسبق ظهور الديانة اليهودية بألفي سنة. فهناك فارق كبير بين اليهود وبني اسرائيل والعبرانيين، وحتى الكتب الدينية لا تتحدث عن وجود «اليهود» في مصر ايام يوسف وموسى، فهؤلاء كانوا «بني اسرائيل».
•كما ان يهود العصر الحالي يختلفون عن يهود فلسطين الاوائل الذين عادوا بعد السبي البابلي. فغالبية اليهود الآن تنتمي الى سلالة الخزر وليست لها علاقة ببني اسرائيل ولا ببابل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق