مجموعة اليسر للتدريب والاستشارات تأمل من زوارها الكرام المشاركة في الاستطلاعات التي تجريها بفعالية نظرا لفائدتها العالية
مجموعة اليسر للتدريب والاستشارات هي شركة تضامن لبنانية مسجلة تحت الرقم 489 تتنشط في مجال الدورات التدريبية والمؤتمرات العلمية والتربوية والاجتماعية والادارية والثقافية والتنمية والارشاد الاسري والاجتماعي ، واصدار المنشورات المتخصصة ، وتقديم الاستشارات في المجالات المذكورة وتوقيع الاتفاقيات مع الجامعات والمؤسسات والشركات الوطنية والعالمية على انواعها والقيام بالاستطلاعات والابحاث العلمية والدراسات المتخصصة في لبنان والخارج - نتمنى لكم زيارة ممتعة

08‏/12‏/2010

علم الاجتماع السياسي عند المفكرين القدامى

يرى أرسطو أن الأسرة هي أول خلية اجتماعية أو وحدة اجتماعية نتيجة عنها القرية و من اجتماع عدة قرى تكون المدينة السياسية أو الدولة و على ذلك الدولة هي شيء طبيعي و هي أكمل الوحدات الاجتماعية و أهمها لتحقيق واجبات الأفراد و هي الوسط الذي يمكن للإنسان من ممارسة لملكاته العقلية عكس الأسرة و القرية باعتبار الإنسان حسبه حيوان سياسي أو مدني و الفرد ينوب في دولة باعتبارها نسيج من الأفراد و هي التي تعطي للفرد وجوده الحقيقي و الدولة حسبه أرسطو هي توسع من المشاركة بين الأفراد الذين تتألف منهم و هي نوع خاص من المعيشة المشتركة بينهم فالدولة هي الكل المركب من الأجزاء الذين هم الأفراد .
و الدولة حسب أرسطو سابقة للفرد لأنها الكل و الفرد جزء و الكل سابق على الجزء و الفرد لا يعيش إلا في المجتمع و منه فالمدينة السياسية سابقة على القرية و على الأسرة اللتين ما هما إلا مرحلتين للوصول إلى الدولة و الفرد لا يتعارض مع الاتجاه العام للمجتمع فلا يتعارض أسلوبه مع أسلوب الدولة و لا يقوم بوظيفة ما إلا إذا كانت تحقق غرضا يتفق مع مصلحة الدولة و غاياتها العليا .
وغاية الدولة هي : توفير أسباب السعادة للأفراد و هذه الأسباب منها ما هو مادي و ما هو أزلي لذلك على الدولة أن تعي بنظام التربية و التعليم و الثقافة العامة فضلا إلى أسباب الاستقرار و الأمن في الداخل و الخارج .
أنـواع الحكـومـات :
يرى أرسطو أن الحكام يحكمون وفقا لدستور يحدد شكل الحكومة و شؤون من الأحوال فابن خلدون يتحدث عن تأسيس الدولة و اتساع نطاقها أو تقلصها و أسباب انقسامها و انقراضها ، كما قام باستقصاء أحوال الدولة في كل دور من أدوارها و تحدى العوامل التي تؤثر في ذلك .
يرى ابن خلدون أن وجود الدولة ضروري بالنسبة للمجتمع باعتبار الحياة الاجتماعية تستلزم الملك و الدولة و في ذلك يقول " الدولة و الملك للعمران " الدولة و الملك للعمران بمثابة الصورة للمادة فالدولة دون العمران لا تتصور و العمران دون الدولة و الملك متعذر لما في طباع البشر من العدوان الداعي إلى الوازع " و قد اعتمد ابن خلدون على أساسية في حديثه عن التطورات التي تطرأ على الدولة و هي :
 الأساس الأول : التطورات التي تحدث في الدولة من ناحية الأحوال العامة و الخاصة .
 الأساس الثاني : التطورات التي تحدث في الدولة من ناحية كبر حجمها و اتساع نطاقها .
كما يرى ابن خلدون أن الدولة لا تبقى على حالة واحدة في حياتها و أنها تتطور تطورا مستمرا و تتغير أحوالها عبر مراحل متعاقبة منذ نشأتها إلى زوالها و انحلالها ، و يشمل هذا التطور أنواع عديدة و كل دولة تنتقل من حالة إلى حالة و من طور إلى طور و هذه الحالات و الأطوار تتوالى على وتيرة واحدة و تشمل جميع الدول باعتبارها الدولة حقيقية اجتماعية تخضع للتطور عبر عدة مراحل من أبرزها :
أطــوار الـدولــة :
 المرحلة الأولى : طور الظفر بالبغية هو الاستيلاء على الملك و انتزاعه من أيدي الدولة السابقة و العمل على تدعيمه .
 المرحلة الثانية : طور الاستبداد و الانفراد بالسلطة : التذكر لأهل العصبية القاهرة و الالتجاء إلى اتخاذ الموالي و أهل الارتزاق .
 المرحلة الثالثة : طور الفراغ والدعة ( الرفاهية ) : لتحصيل ثمرات الملك من خلال ما ينزع إليه طبائع البشر من تحصيل المال و تخليد الآثار .
 المرحلة الرابعة : طور القناعة و المسالمة : يكون هنا صاحب الدولة قانعا بما ورثه عن أبائه و يكتفي باقتناء أثارهم و سيرتهم .
 المرحلة الخامسة : طور الإسراف و التبذير : فيكون هنا صاحب الدولة مبذرا خاضعا لنزواته و سرعان ما تصاب الدولة بالهرم الذي يؤدي إلى انحلالها و فنائها .
و عموما ابن خلدون يتحدث عن الدولة كظاهرة طبيعية للمجتمع و أول مظهر لقيام هذه الهيئة هو تجمع السلطة في رئيس واحد و قيام الدولة ضروري لاستقرار المجتمع و تطور المجتمع يقتضي وجود قوانين سياسية تنظم العلاقة بين الحاكم و المحكومين ( الدستور ) تطبق عن طريق القوة و هي وليدة الظروف و الضرورات .
النظريـة الماركسيـة : لعـالـم الاجتمـاع السياسـي كارل ماركس فيبر :
الدولة عند كارل ماركس هي منظمة سياسية ربط وجودها بظروف مرحلية تاريخية ليأتي وقت تختفي فيه تماما بعد أن يصبح وجودها معطلا لمسيرة التطور التاريخي .
التاريخ :عبارة عن نضال للطبقات : طبقة ظالمة ، سائدة ضد طبقة مستغلة مظلومة و كل طبقة تعمل على تقوية الطبقة الأقوى دون أن تشعر على أنها تضادها مما يؤدي إلى صراع بينهما و التطور التاريخي يقضي في النهاية على نظام الطبقات و يضل في النهاية إلى المجتمع بلا طبقات و قبل أن يصل إلى هذه المرحلة يمر عبر خمسة 5 مراحل وهي :
1) المرحلة الأولى : المرحلة المشاعية : و يكون فيها لكل مشاع هو ملك للجميع .
2) المرحلة الثانية : المرحلة الملكية : و التي يسودها فيها حكم الملك للمجتمع كمرحلة أولى لنشأة الدولة .
3) المرحلة الثالثة : المرحلة الإقطاعية : و التي يسودها النظام الإقطاعي .
4) المرحلة الرابعة : المرحلة الاشتراكية : و التي يسود فيها ديكتاتورية الطبقة العاملة بعد أن تكون قد قضت على الطبقة الرأسمالية .
5) المرحلة الخامسة : المرحلة الشيوعية : و التي لم يتحدث عنها ماركس إلا قليلا باعتباره جعلها ضرب من الخيال أو المجتمع المثالي للاشتراكية .
وظـائــف الـدولـــة :
كما يحدد ماركس وظائف الاشتراكية كما يلي :
القضاء على مصادر الثروة في المجتمع : وهي توزيع على أفراد المجتمع حسب كمية العمل و ليس حسب الحاجة و هنا تراقب الدولة وسائل الإنتاج و تشرف على التوزيع و تكون دولة ديمقراطية لان الأغلبية تحكم الأقلية أو الطبقة العاملة ، تحكم من مازالوا متشبعين بالمبادئ الرأسمالية .
إلغاء الدولة نهائيا : باعتبار الدولة عندما تصل إلى هذه المرحلة ( الشيوعية المثالية ) التي هي غاية أو قمة التطور يجب أن تزول و هنا يقول الجلز : " إن الدولة تزاول المنتجة لثورة المستقبل ثورة الشيوعية " و عموما يرى العديد من الباحثين أن إسهامات ماركس في هذا المجال هي مجرد إشارة إلى أن السلوك السياسي هو انه جعل دراسة علم الاجتماع السياسي موازية لدراسة بناء المجتمع أو علم الاجتماع ( الوحدات الكبرى ) ( ماكروسيولوفيك ) كما أنه يأخذ الحقبة التاريخية بأكملها باعتبارها وحدة للدراسة فعلماء الاجتماع السياسي يرون أن المجتمع يمر بمراحل تطورية دون وجود انهيارات عكس الذي يرى أن مستقبل هذا المجتمع انهيار كلي للدولة و تكون صورة جديدة للمجتمع تستمر عن طريق الثورة كما أن كارل ماركس يرفع لأحد السياسة للوقائع الاجتماعية إلا انه لا يعطي أهميته لأثر النظم السياسية في تغيير المجتمع لذلك وصفت بالنظرية الطبقية لعلم الاجتماع السياسي .
كما أن هذه النظرية لا تتلاءم تطور الدول النامية حديثا و تصدق فقط على الدول الأوروبية باعتبار الدول النامية بأنظمتها السياسية دور أساسي في عملية التنمية .
نظرية ماركس فيبر : لقد اهتم كثيرا ماركس فيبر بموضوع السلطة نظرا لتأثيره بأحداث الثورة الفرنسية و محمل التغيرات التي طرأت على المجتمع في أعقابها حيث شهدت البناءات التقليدية للسلطة تغيرات هامة وفقا لتصورات متنوعة حيث ظهر اتجاه ثوري يرى ضرورة استبدال البناء التقليدي ببناء قائم على العقل أو ما يعرف ببناء السلطة العقلاني في حين يرى آخرون أن الاستبدال يجب أن يكون بواسطة الكاريزماتية و عن هذا الأساس بلورت ثلاث أساسيات للسلطة :
 السلطة التقليدية
 السلطة العقلانية
 السلطة الكاريزماتية
كما حول ماركس فيبر معظم مقالاته في علم الاجتماع السياسي إلى نماذج لدراسة أنساق السلطة في مختلف أقسام النظام الاجتماعي لدى مختلف الدول و لقد ميز ماركس فيبر في إطار تناوله لقضية السلطة بين مفهومين أساسيين : مفهوم القوة و مفهوم السلطة ( السيطرة )
1) القــوة : مرتبطة بفرصة الفاعل لفرض إرادته على الأخر و لو كان كذلك في مواجهة مقاومة الأخر و هي مجموعة داخل إطار التفاعل الاجتماعي و الفاعل حسب ماركس فيبر قد يكون مجتمعا كالولايات المتحدة الأمريكية أو فرنسا أو جماعة من الفاعلين في إطار ساحة التفاعل الاجتماعي و تتزايد فعالية القوة أو تتضاءل حيث قدرة الفاعل على تحقيق خضوع الآخر لإرادته بدرجة أكثر أو أقل .
2) السلطـة ( السيطـرة ) : يعرفها على أنها " فرصة السيد على تحقيق طاعة هؤلاء الذين يدينون له نظريا " ( جيمس ماركس فيبر) القوة تختلف عن السلطة أو السيطرة حيث أن مفهوم القوة لا يتضمن فكرة الحق في الأمر و واجب الطاعة بينما تتضمن السلطة إمكانية تحقيق طاعة الإرادة من جانب الخاضعين و السلطة حسبه تعتمد على الشرعية أو ما يسميه بالإدعاء بالشرعية و هي ثلاث أنواع :
السلطة التقليدية : وتقوم الشرعية (L’autorité Traditionnel) على :
الاعتقاد بقدسية التقاليد الموجودة و التي تقر شرعية من هو في السلطة سواء كانت سلطة أبوية ، قبلية ، أو عشائرية أو سلطة الملك التقليدي على شعبه كلها تمثل أنواعا مختلفة للسلطة التقليدية و أساس هذه السلطة هو اعتقاد الأفراد بوجود قواعد معينة لها قدسية أو قوة سحرية معينة فتتعرض المخالف لها للعقاب الإلهي أو إلى نوع من الشر الدنيوي هذه القاعدة هي التي تقر ضرورة خضوع الأفراد إلى السلطة سواء كان ملكا أو أميرا أو رئيس قبيلة .
السلطة العقلانية :
أو السلطة القائمة على أساس عقلاني أو قانوني أو شرعي و تعتمد على قواعد معينة يعتقل بها الأفراد و الشخص الذي يأتي إلى السلطة استنادا على هذه القواعد الذي يملك الشرعية في الحكم و تحدد هذه القواعد بنصوص الدستور أو قواعد أخرى غير شخصية يؤمن بها الأفراد كما للحاكم السلطة الشرعية في إعطاء الأوامر و يمارس سلطة باسم هذه القواعد و يمتثل لها و هنا تكون سلطة محدودة و هذا النوع من السلطة نوع حديث .
السلطة الكاريزمية :
يقصد بالكاريزما القابليات و الخصائص غير الاعتيادية التي يمتلكها الفرد سواء كانت صفات خارقة أو حقيقية أو وهمية أو يفترض وجودها عند الشخص فالسلطة الكاريزماتية التي تقوم على وجود هذه الصفات في الحاكم و يعتقد المحكومون بوجودها ( يعتقدون بأنه الشخص الوحيد الذي يحل الأزمة ) فيخضعون لملك الحاكم و هي التي تعطيه الشرعية السياسية و قد تستمد هذه السلطة وجودها من شيء غيبي أو سحري مثل سلطة الأنبياء ، القيادات المشهورة بانتصاراتهم في الحروب ن رؤساء الأحزاب اللامعة في المجتمع و هي غير عقلانية
abuiyad

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق