مجموعة اليسر للتدريب والاستشارات تأمل من زوارها الكرام المشاركة في الاستطلاعات التي تجريها بفعالية نظرا لفائدتها العالية
مجموعة اليسر للتدريب والاستشارات هي شركة تضامن لبنانية مسجلة تحت الرقم 489 تتنشط في مجال الدورات التدريبية والمؤتمرات العلمية والتربوية والاجتماعية والادارية والثقافية والتنمية والارشاد الاسري والاجتماعي ، واصدار المنشورات المتخصصة ، وتقديم الاستشارات في المجالات المذكورة وتوقيع الاتفاقيات مع الجامعات والمؤسسات والشركات الوطنية والعالمية على انواعها والقيام بالاستطلاعات والابحاث العلمية والدراسات المتخصصة في لبنان والخارج - نتمنى لكم زيارة ممتعة

09‏/12‏/2010

استقلال علم الاجتماع


تتحدد استقلالية العلم بمجموعة من الشروط هي : 
1وجود طائفة من الظواهر تتشكل مع بعضها موضعا متا ميزا لهذا العــــــــــــــلم .
2 اتباعية للطريقة العلمية في تحصيل المعرفة حو تلك الظواهر , وصياغة النظريات المفسرة لها واختبار القضايا المطروحة حولها .
3 وصول العلم إلى طائفة من القوانين المفسرة لظاهره .
شكل يوضح طبيعة هذه الشروط الضرورية لاستقلال العلم وعلاقتها ببنائه :
نظـــرية ب المنهج
علم الاجتماع
ج ا
الظواهــــر الاجتماعية
وتشكل هذه الشروط مع بعضها بناء العلم حيث تربطها ببعضها علاقات أساسية تعــــــــكس طبيعة المهام التــــي تؤديها الطريقة العلمية في هذا البناء فتشير العلاقة (ا) في الشكل إلــــــى مهمة المنهج في جمع المعلومـــــــــــات حــــول طائفة من الظواهر وتشير العلاقة (ب) إــــلى مهمة المنهج في صياغة النظرية المفسرة لهذه الظواهــــر في ضــوء المعلومات التي جمعت حولها . ثم تشير العلاقة (ج) إلى اختبار النظريات وقوانينها في ضــــــــوء الواقع المتعـــــــلق بمجموعة الظواهر التي يدرسها العلم.
دراسة طائفة من الظواهر الاجتماعية :
1 يرتبط استقلال العلم بوجود طائفة مميزة من الظواهر يختص بدراسته ، لأنه إذا لم تكن ظواهر الــعلوم متمايزة عن بعضها من حيث خواصها وصفاتها النوعية اختلطــــــــــت الظواهر مع بعضها وتداخلت ميـادين العلوم وتلاشت الفواصل والحـــدود ، وذلك يؤدى بدوره إلى عدم قيام علوم مستقلة عن بعضها .
2 وهذا م جعل علماء الاجتماع يهتمون بتحديد مجال علم الاجتماع والظــــــــــــواهر التي يتناولها وطبيعــــة هذه الظواهر، وخواصها النوعية بهدف تعيين مجال عمــــل خـاص بعلم الاجتماع .
3 تعرف الظواهر الاجتماعية بأنها أساليب وقوالب للتفكير والعمل البشرى الذي ينتج عن إجماع الإفـــراد وتفاعلهم مع بعضهم ، وما يفرزه هذا التفاعل من قـــــوالب و أساليب عمل تتـــــــجاوز فردية كل منهم ، ويسيرون عليها جميـعا في مختـــــــــــلف الشؤون الأسرية ، والعلاقات والأوضاع الاقتصادية والسياسيـــــــــة والدينية والأخلاقيـــــــــة ، وغيرها من النظم التي تنشا تلقائيا بين أفراد اى مجتمع من المجتمعـــــات البشــــــرية شكل يوضح الخصائص التي تميز أساليب العمل وقوالب السلوك الجمعيــــــــــــــة تـلك باعتبارها ظواهر اجتماعية. 
خصائص الظواهر الاجتماعية 
وقد عرف عالم الاجتماع " إميل دوركايم " الظاهرة الاجتماعية بأنها ضرب من الســلوك والتفكير والشعور الموجود خارج الفرد ، وإنها بحكم ما زودت به من قـهر وإلزام تــــــــفرض نفسها على الفرد ، بمعنى إن الظاهرة الاجتماعية بمثابة قوة ملزمة للإفراد ، في سلوكـــــهم ، وتفاعلهم ، وتنظيم علاقاتهم ، وتربية أبنائهم وترتيب شؤون أسرهم .
وقد حدد أنصار المدرسة الفرنسية لعلم الاجتماع وعلى رأسهــــــــــــــم " إمـيل دوركايم " خصائص الظاهرة الاجتماعية على النحو الذي اوضحناه في الشكل السابق وتفصيـــــــلها كما يلي : 
1 تلقائية الظاهرة الاجتماعية :
تنشا الظاهرة الاجتماعية بصورة تلقائية اى أنها بحكم تراكماتها التاريخية ، ولكونـــها تنشا خارجة عـــن الإفراد (نظرا لأنها من صنع الجماعة ، ومحصلة للتراكم التاريخي للمورثات الاجتماعية والثقافـــية وتنــــــتقل ألينا من جيل إلى جيل دونما تخطيط ) ، بحكم ذلك كله اكتسبت الظاهرة الاجتماعية صفة التلقائية ( مثال ذلك طريقة انتقال أساليب تربية الإباء للأبناء ، والتقاليد والعادات الغذائية ، والسلوك المتعلق بالصحة العامة . وما تتسم به من تلقائية تجعلنا لا نشعر بها سواء ونحن نتلقنها أو عندما نعملها لأبنائنا وندربهم عليها بصـــــــورة تلقائية ) وبذلك تظهر الظاهرة الاجتماعية على مسرح المجتمع بوحي من العقل الجمعي ونتيجة لانصهــــار رغـبات الإفراد وإرادتهم مع بعضهما وذلك ما أكده عالم الاجتماع الفرنسي اميل دوركايم .
2 عمومية الظاهرة الاجتماعية :
من خصائص الظاهرة الاجتماعية أنها عامة، وإنها تنتشر في مختلف المجتمعات ، وبين الجماعـــــــات البشرية ، وإنها تدخل في حياة الإفراد والجماعات بصورة متكررة ، وان ظهورها بصورة واحدة ومتكررة بين الإفراد والجماعات يظل لفترة طويلة من الزمن .
3 جبرية الظاهرة الاجتماعية :
تتمثل هذه الصفة فيما تمتاز به الظاهرة الاجتماعية من قوة ملزمة للإفراد في جميع إشكال سلوكهم، ـــفلا يستعطون الخروج عليها ، أو الحياد عنها ، وإنما عليهم إن ينصاعون إليها ، لأنها تفرض عليهـــــــــــم وليس بمقدورهم مخالفتها . ومن يحاول مخالفتها ، أو الخروج عما رسمه المجتمع من حدود وأوضاع يقابل بالرفض والعنف ، وقد يرى شخص ما في قراره نفسه انه غير راضى عن أمر من الأمور التي يقرها المجتمع ، إلا انـه لا يستطيع إن يرفضه ، أو إن يخرج عليه . 
وما ذلك إلا لان هذا الأمر يعبر عن رغبة الجماعة و المجتمع وليس عن رغبة الفرد . وقد يختلف الجزاء الاجتماعي باختلاف صور الخروج على حق المجتمع. ومن ثم تتحدد صور الجزاء بدرجة رد فعل المجتمـــــع لأنماط الخروج على ما تواضع عليه ، وسنه للإفراد
4 نسبية الظاهرة الاجتماعية : 
رغم عمومية الظاهرة الاجتماعية وتكرارها في المجتمعات البشرية، إلا أنها تأخذ صورا وأشكــــــــــــــالا متمايزة ( من مجتمع لأخر ) تبعا لتمايز مورثات المجتمع الاجتماعية، والثقافية . وذلك ما أدى وجــــــــــــودها بإشكال مختلفة، لأنها تاخد طابع الجماعة ، وتتلون بلونها الثقافي ، وتلك ظاهرة عامة . مع ذلك فلكل مجتمــع سننه الخاصة به .
وهذا ما يخلع صفة النسبية على الظاهرة الاجتماعية رغم عموميتها وتكرارها ، فرفض الخروج عن سنـن المجتمع ومعاييره صفة عامة، غير إن اختلاف السنن والمعايير من مجتمع لأخر يخلع على ظاهرة رفـــــــض الخروج عن السنن صفة النسبية. 
كما إن شدة الرفض تتمايز من مجتمع لأخر بتمايز رد فعل المجتمعات لخروج الإفــــــــراد عن السنن التـي تعارفت عليها.
5 شيئية الظاهرة الاجتماعية : 
للظاهرة الاجتماعية وجودها المستقل عن الإفراد . وقد أشار دوركايم لتلك الخاصية بقوله " تجب دراسة الظاهرة الاجتماعية بصفتها أشياء لها تجسيداتها في الواقع المعاش " فجميع شؤون المجتمع ، الاقتصاديـــــة والسياسية والتربوية واللغوية والإدارية و الثقافية بما فيها من وسائل تكنولوجية جميعها وبلا استثناء بمثابة أشياء ، لها وجودها المستقل عن الإفراد ، ويمكن حصرها ، وقياسها ، والتحقق من وجودها ،
6 ترابط الظواهر الاجتماعية :
يشكل ترابط الظواهر الاجتماعية صفة من صفاتها . فهي تؤثر على بعضها وتفسر ببعضها . وذلك لأنــها لا تعمل منعزلة عن بعضها ولا يمكن فهم اى منها دون الكشف عن علاقتها بالظواهر الأخرى التي تمت لها بصـــلة قريبة ( ونسوق لذلك مثالا بالظواهر الأسرية وما يرتبط بها من أنماط سلوكية ومدى تأثرها بالظواهـــــــــــــــــر الاقتصادية . وهذه الأخيرة مرتبطة بدورها بالأوضاع السياسية في المجتمع ودراستنا للأوضاع السياسية لا تأتى مستقلة عن دراسة الوضع القومي للمجتمع ، والبناء الاجتماعي ، وقوة العقيدة ، وأيضا المبادئ الفكرية الـــــتي تسود فيه وحتى هذه الأخيرة لا تدرس بمعزل عن تراث المجتمع الثقافي والاجتماعي ووضعه الاقتصــادي...الخ)
وذلك يدلل بوضوح على مبلغ ترابط الظواهر الاجتماعية في المجتمع كما انه يؤكد على إن دراسة اى منهمـــا لا يتم عن الأخرى . 
وهذه الخاصية التي تنفرد بها الظواهر الاجتماعية تتأكد بها تلك الظواهر وتجعلها تشكل مع بعضها موضوعا مستقلا لعلم الاجتماع وتجعل له مجال عمل مميز، وخاص به دون غيره من العلوم. وهذا ما يؤكد بوضوح استقلاليه ( من حيث موضوعه ) عن غيره من العلوم الأخرى .
إتباع الطريقة العلمية في دراسة الظواهر الاجتماعية :
* منذ الإعلان عن نشأة علم الاجتماع، والعلماء يشغلون أنفسهم بتحديد مدى استناد هذا العلم إلــــــــــى الطريقة العلمية في بحوثه ودراسته .
* فعندما أعلن ابن خلدون عن قيام علم الاجتماع أكد بوضوح على إن هذا العلم يتبع في بحوثه المنهــــج المقارن والمنهج التاريخي إضافة إلى التجربة الطبيعية المتمثلة في الوقائع والإحداث التاريخية .
* وعندما أعلن اوجست كونت عن نشأة علم الاجتماع اتخذ من الطريقة العلمية سندا لتأكيد علميــــــــة عـلم الاجتماع واستقلاله . ومن ثم أكد على المقارنة و التجربة كركائز منهجية أساسية لعلم الاجتمـــــاع وكـان بذلك يؤكد على استخدام علم الاجتماع للطريقة التجريبية في بحوثه شانه في ذلك شان العلوم المستقلة والتي تقدمت في مجال عملها بإتباع المنهج التجريبي .
* وعندما تصدى " اميل دوركايم " للدفاع عن علم الاجتماع واستقلاله أكد على ضرورة الاهتمــــــام بالطريقة العلمية التي تتبع في دراسة ظواهر هذا العلم ومن ثم حدد القواعد المنهجية لدراسة الظواهـــــــــــــر الاجتماعية ، وهذه القواعد ما تزال حتى وقتنا الحاضر أساس لدراسة الظواهر الاجتماعية . 
ثم تناول إمكانية استخدام منهج المقارنة والمنهج التاريخي في دراسة تلك الظواهر . ومن خـــــــلال تأكيده على المنهج المقارن توجه للدفاع عن إمكانية استخدام التجربة في معالجة ظواهر المجتمع البشرى. 
* وقد ترتب على استخدام علم الاجتماع لتلك المناهج تحقيق تقدم ملموس في معالجة الظواهر الاجتماعية والوصول إلى بعض القوانين التي تفسر طبيعة تلك الظواهر وترابطها واتجاه تغيرها.
* فقد ساهم استخدام للطريقة المقارنة في توسيع نطاق التصميمات التي استخدمها حول ظواهر المجتمــع بحيث أمكن تعميمها حول طبيعة الظواهر الاجتماعية وعناصرها، ومظاهر تطورها، والعلاقات التي تربطهــــــا يبعضها. والوظائف التي تؤديها بالنسبة للمجتمع البشرى .
* وترتب على استخدام المنهج التاريخي تقدم الدراسات العلمية الوصفية التحليلية لظواهر المجتمـــع .احتل وبذلك علم الاجتماع وضعا مميزا بين العلوم الأخرى كما إن استخدامــه المنهــج التاريــخي قد دعــم بحثـــــــه. وباستخدام عالم الاجتماع لكل من الملاحظة والمقارنة في معالجته للظواهر الاجتماعية دعم بحوثه، ودراستــه وبالتالي حقق تقدما ملموسا في تحقيق الاستقراء العلمي عند معالجته ظواهر المجتمع البشرى.
* وقد شجع ذلك بدوره علماء الاجتماع للتأكيد على إمكانية استخدام المنهج التجريبي في معالجة الظواهـر الاجتماعية . وذلك ما شجع الباحثين والدارسين لإتباع الطريقة التجريبية في معالجة ظواهر المجتمـــــــــــــع، وبالتالي حقق علم الاجتماع الدقة في القوانين والتعميمات التي استخلصها بإتباع الطريقة العلمية في معالجــــة ظواهره.
وصول علم الاجتماع إلي طائفة من القوانين حول المجتمع وظواهره :
لم يستمد علم الاجتماع علميته من مجرد وجود طائفة من الظواهر التي يختص بدراستها ، واستناده ألي الطريقة العلمية عند معالجته لتلك الظواهر فقط ، أنما يستمدها أيضا من توفــــر مجموعة من القوانين التي اكتشفها والتي يرجع إليها عند تفسيره لنشأة الظواهر الاجتماعية ، وتفسيرها وأدائها لوظائفها وعلاقتها بغيرها من الظواهر .
وقد أكد " إميل دوركايم " علي إن كافة النظريات تعيننا علي وضع المسلمة التي يستــــند علم الاجتماع والتي مؤداها إن القوانين توجد ويستطيع العقل إن يساعد علي اكتشافها . 
ومع تطور علم الاجتماع ظهر ميل العلماء ، نحو تطوير صياغات نظرية أكثر تعقيدا مـــــن تلك النظريات البسيطة . ولذا نعرض بعض النظريات والآراء والاتجاهات التي نظر إليها عــلى إنها بمثابة قوانين تحكم الظواهر الاجتماعية . 
فقد ساهم استخدام علم الاجتماع للطـــريقة المقارنة في توسيـــــع نطاق التعميمـــــات التي سنلخصها حول ظواهـــــر المجتمع بحيث أمكن تعميمها حول طبيعة الظـــــواهر الاجتمـــــاعية وعناصرها ومظاهر تطورها ، والعلاقات التي تربطها يبعضها والوظائف التي تؤديها بالنسبـــة للمجتمع البشرى , وترتب على استخدامه للمنهج التاريخي تقدم الدراسة العلمية الوضعيـــــة والتحليلية لظواهر المجتمع والتي أوصلت العلماء إلى طائفة لا باس بها من التعميمات حـــــــول المجتمع البشرى وظواهره .
ويركز النضج العلمي لعلم الاجتماع من هده الزاوية المتعلقة بتوفير مجموعة من القوانيــن " في شكل نظريات وتعميمات " تلك المحاولة التي اتبعها عالم الاجتماع "جنزبرج " لتحـــديد نماذج التعميم " النظريات , والقوانين " في العلوم الاجتماعية بما فيها علم الاجتمــــاع والتي حصرها في ستة نماذج تعميمية أساسية تتمثل في:
1 الارتباطات الامبيريقية " الواقعية " بين ظواهر اجتماعية ملموسة . " مثل ظــــروف الحياة الحضرية ومعدلات الانحراف " . 
2 التعميمات التي تحدد الظروف التي تنشا في ظلها بعض النظم والإشكــــــال الاجتماعيــة الأخرى " مثل محاولات البحث عن ظروف الرأسمالية " .
3 التعميمات التي تؤكد على التغيرات التي تحدث في نظم معينة تصاحبها بانتظام تغيــــرات في نظم أخرى " مثل الارتباط بين أبناء الطبقة والتغيرات الاجتماعية الأخرى كما في نظريـــــة ماركس " .
4التعميمات التي تقرر حدوث توترات إيقاعية أو تكرارات أو مراحل متتالية من أنـــــــــواع مختلفة " مثل مراحل النمو الاقتصادية عند " بوشر و شمولر ".
5التعميمات التي تصف الاتجاهات الرئيسة في تطور البشرية ككل مثل قوانين التطــــور عند كونت ، والماركسية ،.......الخ .
6القوانين التي تقرر بعض الافتراضات حول السلوك البشرى " مثل بعض قوانين النظـــرية الاقتصادية . 
وفيما يلي نعرض بعض نماذج للقوانين التي توصل إليها علماء الاجتماع : القوانين التي توصل إليها ابن خلدون : 
كان العلامة العربي " عبدا لرحمن ابن خلدون " أول من ساهم كعالم اجتمــــاع في الكشف عن بعض القوانين التي تحكم حركة المجتمع البشرى ، فبعد إن درس التاريخ الاسلامى وتناول حياة الشعوب الشرقية من حيث نشأتها وازدهارها واضمحلالها ، ونشأة دولة وانهيار أخـــرى استخلص من كل دلك قانونا أساسيا يحكم حركة المجتمعات البشرية وهو " قانون الأطــــــــوار الثلاثة للمجتمع الانسانى " ألدى يرى إن كل مجتمع يمر بالأطوار التالية : 
• طور النشأة والتكوين .
• ثم طور النضج والاكتمال .
• وأخيرا طور الهرم والشيخوخة . 
وهنا يقوم على أنقاضه مجتمع أخر يأخذ نفس الأطوار التي مر بها المجتمع السابق .
وابن خلدون يؤكد في هذا الصدد علي إن تلك الحركة الاجتماعية تتم بشكل إلى ومستمر ،فحيث ينتهي مجتمع يستأنف المسيرة محله مجتمع أخر .
قانون الأطوارالثلاثة 
مرحلة النشأة
 مرحلة النضج والتكوين والاكتمال
مرحلة الهرم والشيخوخة
ورغم ما وجه من نقد لهدا القانون نتيجة لتعميمه من قبل ابن خلدون على كافة المجتمــعات البشرية . إلا انه كان باكورة المحاولات التي استهدفت الكشف عن القوانين التي تحكم حركــــة المجتمع وظواهره وقد درس ابن خلدون التقدم ، وقرر إن مراحل التطور السابقة مصحوبة بتقدم مستمــــــر . كذلك درس عدالة الحكومة وسلطان الدولة ، وقرر إن هناك علاقة وثيقة بين عمر الحضـــــارة
وعمر الدولة . 
ومن بحوثه السياسية وتحليله للنظام السياسي علل قيام الحكومة وقدر إن قيام الحكومـــــة أمر ضروري لثبات المجتمع ودوام استقراره . وقد قسم النظم السياسية إلى : 
1 سياسة عقلية يقرها فلاسفة الدولة والتشريع .
2 سياسة دينية ترتبط بنبي من الأنبياء يوحى إليه من الله سبحانه وتعـــــــــالى . والسياسة الدينية في نظره أفضل من الأولى .
ومن دراساته الاجتماعية توصل إلى إن الضرورة الاقتصادية دعامة من دعائــــــــــــــــــــم نشأة المجتمع . ودرس الظواهر الأخلاقية وعلاقتها بالظواهر الأخرى واعتبرها دعامة أساسية لاستقرار المجتمع ودوامه . وتناول الناحية التربوية . وأكد على ضرورة التدرج في تعليـــــــــم النشء من النقص إلى التام ، ومن السهل إلى الصعب ، ومن الأبسط إلى الأكثر تعقيدا مــــــــــع مراعاة الاستقرار والقدرة على التحصيل .
والواقع إن القوانين التي توصل إليها ابن خلدون مستمدة من ملاحظاته ودراساتــــه لبعض الأمم . ولدلك فهي لا تصدق إلا في محيط تلك الأمم التي درسها .
القوانين التي توصل إليها أوجست كونت :
• توصل إلي مجموعة من القوانين مثل قانون الأدوار الثلاثة وهو ألدى استخلصه مــــــــن دراسته للديناميكي الاجتماعي " أي لنواحي التطور في المجتمع " . 
وملخص قانون الحالات الثلاث عنده هو إن العقل الانسانى . أو التفكير البشرى قد انتقل في إدراكه لكل فرع من فروع المعرفة مارا بالأدوار التالية :
الدور الأول : الدور التيولوجى " الديني ، اللاهوتي " حيث يسير العقل على أسلوب مـــن الفهم الديني بمعنى انه يفسر الظواهر بقوى مشخصة خارج عن الظاهرة مثل الإلهــة والأرواح والشياطين .
الدور الثاني : الدور الميتافيزيقي " اى الفهم التجريدي " ويقصد به أن العقــــل كان يفسر الظواهر بردها إلي معان مجردة، وإرجاعها لقوى مجردة ، وعلل أولية لا يقوى على إثباتهـــــا " مثل تفسير نمو النبات بنسبتها إلى قوى أرواح النبات " .
الدور الثالث : العلمي " الوضعي " وفيه يذهب العقــــــــل في تفسير الظواهر بنسبهــا إلى القوانين التي تحكمها ، والأسباب المباشرة التي تؤثر فيها ، والتي تعرف عليها بإتباع مناهـــج البحث العلمي مثل الملاحظة ، والتجربة ، والمقارنة ، والمنهج التاريخي .
1 الدور الوضعي
2 الدور الميتافيزيقي 
3 الدور الثيولوجى أللاهوتي
 وعندما تناول كونت ظاهرة التقدم ذهب إلي إن التناقل الاجتماعي لابد وان يكون خاضعا لقوانيــــن ، وان انتقال الإنسان من مرحلة إلى أخرى يكون مصحوبا عنده بمظهرين :
_ تقدم في حالتنا الاجتماعية ، ويسميه بالتقدم المادي . وهو أوضح ظهورا ، وأكثر حركة وأسهــــل حدوثا واقرب تحقيقا . ويتوقف على مقدار معرفتنا بقوانين الظواهر الاجتماعية والتدخل بفضلها لكي نحقق الإصــلاح والتقدم المنشود .
_ والتقدم في طبيعتنا الإنسانية وهو يبدو واضحا في ناحيتين :
الناحية البيولوجية : مثل زيادة عمر الإنسان وتقدم القواعد الصحية وفن الطب والناحية العقليـــة : حيــث أدى التقدم العلمي إلى كشف وسائل جديدة للسيطرة على الطبيعة وتسخيرها لخدمة الإنسان ، ويؤكـــــــد كونت على ضرورة سير المظهرين مع بعضهما . لان السعادة الإنسانية لا تعتمد علي جانب المنافع المادية المتعلقــة بالوضع الاجتماعي للإفراد ، وإنما تتطلب فوق ذلك ارتقاء في المعايير العقلية والأخلاقية والجمالية وغيرها من ضروريات الحياة الاجتماعية .
_ وتطرق كونت إلي دراسة الأسرة واعتبرها خلية أولية في جسم المجتمع الذي ينهض عنده على التعاون والتضامن 
_ ويرى إن مبد التضامن هو الذي يسيطر على المجتمع . ونظرا لقناعته بضرورة التضامن فقـــد اهتـــــــم بتحقيقه في المجتمع . مشيرا إلي أن هذا المطلب يعتمد أساسا على الإصلاح لثلاثة نظم هي : نظام التربيـــــة ، ونظام الأسرة والنظام السياسي في الدولة .....الخ .
ويمثل قانون التضامن عند كونت قانون تقسيم العمل وتوزيع الوظائف عند عالم الاجتماع الفرنسي " إميل دوركايم " فهو الذي اعتبر تقسيم العمل أساس التضامن الاجتماعي في المجتمع .
ولما كان مبدأ التضامن هو الذي يسيطر علي المجتمع . وانه مطلب ضروري لتقدمه فان تحقيقه يتطلب إصلاح نظم المجتمع الأساسية المتمثلة في التربية ، والأسرة النظام السياسي في الدولة .
وأكد إن تحقيق الوحدة العقلية " اتفاق العقول " بالنسبة للحلول المنتظرة للمشكلات – التي تعانى منها نظم المجتمع – سيدعم تقدم المجتمع .
فالاتفاق على حلول المشكلات المتعلقة بالتربية سوف يساعد على وضع نظام تربوي يركز علـــــى معاييــر أخلاقية ومعتقدات تتسق مع مستوى ، التفكير العام .
وفى ميدان السياسة ستحقق الوضعية مبدأ وجوب فصل السلطات الدينية الزمنية وقيام نظم تحقق النظــــام والتقدم .
وفى ميدان الاقتصاد تنظيم العلاقات بين رأس المال والعمل لدعم وحدة المجتمع بإصلاح طريقته الاقتصادية من خلال الإصلاحات الأخلاقية .
نظر إلى الإنسانية على أنها الحقيقة المجردة السامية التي علينا إن نقدسها وان نتجه إليها بكل قلوبنا.,
القوانين التي توصل إليها هربرت سبنسر :
• تأكيده لقانون هام ملخصه إن في الحياة ميلا إلي التفرد والتخصص ، والانتقال من التجـــــــانس إلي اللاتجانس ، ومن التشابه إلي التباين والاختلاف .
• كما انه قرر إن التخصص غاية كل تطور وارتقاء وبذلك يعتمد التطور عنده علي فكرة الانتقــــال من التشابه إلي التباين ، ومن التعميم إلي التخصص .
• ومــن ثم ينهـــض التطور عنده علي فكرتي التجـــانس والتبـــاين اى الانتقال من حالة التجـانس homogeneity والتشابه ، إلي اللاتجانس heterogeneity والاختلاف في الوظائــــــــف والسلوك.
• التكامل وهو يسير مع ظاهرة التباين وبقدر ما يكون التنوع والتخصص متزيدا في المجتمع يكون التضامن والتماسك قويا .
القوانين التي توصل إليها إميل دوركايم :
• حدد خصائص الظواهر الاجتماعية ، وحدد قانون التضامن الاجتماعي في المجتمع . 
• تناول التربية وتكيف الأطفال حسب ظروف المجتمع الذي يعشون فيه ، وقد تعددت نظريـــاته في طبيعة المجتمع وتقسيم المجتمعات وتوزيع الأعمال ، وفي المعرفة والأسرة والانتحار والتربيـــة 
• ورغم أن تحديده لخصائص الظاهرة الاجتماعية وقواعد المنهج في علم الاجتماع كان بمثابــــــة الخطوة الأولى الأساسية في إرساء مجموعة من القوانين العلمية التي تفسر الظواهــــــــــر في ضوئها . ألا أن ما طرحه من نظريات تتعلق بشؤون المجتمع كانت علي جانب كبير من الأهميــة وخاصة ما يتعلق منها بالجوانب التالية : 
* طبيعة المجتمع وأنواع المجتمعات .
* النظام الديني .
* المعرفة البشرية .
* شؤون التربية الأسرية .
* ظاهرة الانتحار والجريمة .
* تقسيم العمل .
* العقل الجمعي .
* التضامن الاجتماعي .
وقد كانت قوانينه بمثابة تتويج لإسهامات رواد المرحلة الأولى من نشأة علم الاجتماع .
• فبالنسبة لطبيعة المجتمعات وأشكالها يؤكد على الطبيعة التلقائية للاجتماع البشرى ، بمعنـــــــى إن الحياة الاجتماعية تنشا بصفة تلقائية ، اى طبيعة المجتمع البشرى من طبيعة مغايرة لطبيعــة الأفراد .
• وبالنسبة لأشكال المجتمعات البشرية وضع نظريته في الأسس التي تنهض عليها عملية تصنيف المجتمع البشرى .
وتتلخص تلك الأسس في :
1 درجة تركيب المجتمع حيث أن ابسط الأشكال الاجتماعية هي أول درجات الضبط الاجتماعي .
2 درجة الاتحاد والاندماج بين المكونة للمجتمع وبذلك يقوم تصنيف المجتمعات عنده على مبدأيـــــــن أساسيين هما .
ا التركيب المورفولوجي البنائي " للمجتمع " ب مبدأ توزيع الوظائف .
وعليه يقسم المجتمعات البشرية إلي شكلين أساسين هما :
أولا مجتمعات بسيطة غير معقدة التركيب وغير مميزة الوظائف وغير خاضعة لمبدأ تقسيم العمل فلا توجد بها هيئات تقوم بشؤون الاقتصاد والتربية والتشريع ......الخ .
ثانيا مجتمعات واسعة النطاق معقدة التركيب ومميزة الوظائف وتخضع لمبدأ تقسيم العمـــــــــــل في هده المجتمعات يتعقد التركيب الاجتماعي . فتوجد بها الهيئات والمؤسسات والجماعات وتتوزع الأعمال وتتنـوع الوظائف وتزداد درجات التخصص .
_ وتقوم نظريته في الدين علي أساس تقسيم الظواهر إلي قسمين :
1 قسم مقدس يتعلق بالعقيدة وما يتصل بها .
2 قسم علماني يتعلق بالطقوس والعبادات وما يرتبط بها .
_ أما نظريته في المعرفة الإنسانية فتنهض على أساس أن الحياة العقلية ومبادئ الفكر ترجع إلـــــى أصول اجتماعية لأنها من نتاج العقل الجمعي ومن صنعه .
_ وبعد دراسته لشؤون الآسرة ووظيفتها قرر أن : الاجتماع الأسرى لا يقوم على الغريزة ودوافع الطبيعة وقرابة الدم ، ولكنة يقوم على قواعد وأساليب يرتضيها عقل الجماعة " العقل الجمعــــــــي " ومتطلبات الحياة الاجتماعية . 
_ قرر أن الاسره انتقلت في تطورها من الاتساع ألي الضيق . فقد انتقلت من الشكل العشائري القديم ألي الأسرة الأبوية الكبيرة، وفيها وصلت إلى شكلها الحالي كما أن وظائف الأسرة تقلصـت وانتزعت منها الوحدة بعد الأخرى إلى أن انحصرت وظيفتها في المجتمعات المعاصرة واقتصرت على مجرد الإنجـــــــاب والتنشئة في بعض المجتمعات .
_ ربط ظاهرة الانتحار بالحالة الاقتصادية والدينية والعرف والتقاليد السائدة في المجتمع. 
_ يرتبط تزايد الفردية في المجتمعات الحديثة بالتضامن الاجتماعي العضوي القائم علي أساس من التخصص وتقسيم العمل .
فإذا كان التضامن الالى الذي ساد المجتمعات القديمة البسيطة ينتج عن التماثل والتشابه بين النــاس وعدم وجود نظام لتقسيم العمل . كما هو معروف في المجتمعات الحديثة . فان ذلك قد جعل التضامن الالى يعبر عن وجود عواطف ومشاعر مشتركة وعن مشاركة عامة في القيم والمعايير السائدة في المجتمـــع . في حين أن التضامن العضوي يرجع إلى أن مصدر التضامن في المجتمع هو التباين والاختــــــلاف . وانه بزيادة التخصص وتقسيم العمل الحديث بدا التكامل والتضامن في المجتمع يأخذ طابع التضامن العضـــوي القائم على التخصص والتنوع الدقيق في الوظائف . فكلما زاد تحديد الوظيفة التي يؤديهـــــــا كل جزء في المجتمع زاد التكامل في المجتمع قوة نتيجة لحالة الاعتماد المتبادل بين الأجزاء من حيث الوظائــــف التي يؤديها كل منها .
بهذه الآراء والنظريات التي تقرر في معظمها مجموعة من القوانين الأساسية التــــــي تحكم المجتمـــــــع وظواهره في نشأتها وتطورها ...الخ . توفر لعلم الاجتماع من خـــــلال المرحلة الأولى في نشأة هذا العلـــــم طائفة من القوانين الأساسية التي يستند أليها في فهم ظواهره وبالتالي يدعم وجوده واستقلاله كنظـــــــام علمي متكامل له موضوعه وفهمــــه ، و القوانين التي تفسر ظواهره.
مكانة علم الاجتماع في ميدان المعرفة
كان تحديد وضع علم الاجتماع بين العلوم واحدا من المحاور الأساسية التي انطلق منها علماء الاجتمـــاع للتعريف به ، ودعم استقلاليته . وقد بدأت تلك المحاولات بتأكيد أوجست كونت على أهمية أبراز موقع علـــم الاجتماع بين العلوم البسيطة والعلوم المركبة . ثم جاءت محاولة عالم الاجتماع الانجليــزي هربرت سبنسر بعد ذلك لتوضح وضع علم الاجتماع في ضوء الظواهر التي يدرسها وقد اتخذ هذا المنحى من بعده دوركايــم وحث ذلك بدوره لفيفا من علماء الاجتماع ومنهم" رولاند وارنر" و"جوزوف روسيك " لتحديد الخصائص العامة التي يشترك فيها علم الاجتماع مع بقية العلوم الأخرى ثم تأتى بعد ذلك تلك المحاولة التي تستــــهدف تأكيد علمية علم الاجتماع واستقلاليته من حيث المبادئ الاساسيه للمنظور العلمي ومدى تحقيقها في مـيدان علم الاجتماع 
مكانة علم الاجتماع بين العلوم : 
اهتم بعض العلماء بالكشف عن المكانة التي يحتلها علم الاجتماع بين العلوم الأخرى . وذلك بتصنيــف تلك العلوم إلى علوم بسيطة وعلوم مركبة . وكانت محاولة عالم الاجتمـــــــاع اوجست كونت رائدة فـــي هذا المجال . فقد ذهب إلى أن العلوم تصنف إلي علوم بسيطة وعلوم مركبة حسب طبيعة الظواهر التي تعالجهـــا ودرجة اعتمادها علي العلوم الأخرى في فهم ظواهرها .
وفي ضوء ذلك يرتب العلوم تصاعديا حسب درجة تركيبها من الرياضيات ، الفلك ، الطبيعة و الكيمياء الأحياء ، علم الاجتماع .
ويقصد بالعلوم البسيطة تلك العلوم التي لا تعتمد في درستها ألا على المعرفة المرتبطـــــــــة بالعلم ذاته وذلك يصدق على مجموعة العلوم الرياضية ، والفلك ، والطبيعة ، والكيمياء الأحياء , أما العلوم المركبة فهـي تلك العلوم التي تعتمد في دراستها لموضوعها على ما حققته العلوم الأخرى الناحية المنهجية " وكونـــــــت " يخص بالذكر هنا علم الاجتماع حيث يعتمد في دراسته لظواهره على ما حققتـــــه تلك العلوم من تقدم في مجال عملها ، ودراستها لظواهرها .
طبيعة الظواهر التي تشكل موضوع علم الاجتماع :
اهتم بعض العلماء بتحديد وضع علم الاجتماع بين العلوم الأخرى ، وذلك بالكشف عن طبيعة الظواهر التي يعالجها علم الاجتماع ، بالمقارنة بطبيعة الظواهر الأخرى . وقد كانت محاولــــة " هربرث سبنسر " رائدة في هذا المجال عندما اهتم بتصنيف الظواهر ألي ظواهر دون العضويــــــــة ، ظواهر عضوية ، ثم ظواهر فوق العضوية .
وقد رتبها من حيث بساطتها ودرجة تعقيدها على أساس أن الظواهر دون العضوية هي ابسط الظواهر فــي تعقيدها ، ثم الظواهر العضوية وهي متوسطة التعقيد ، يليها الظواهر فوق العضوية ، وهي أكثر الظواهـــــــــر تعقيدا ، ويهتم بدراستها علم الاجتماع .
هذا وقد ذهب علماء الاجتماع في تحديد موضوع علم الاجتماع مذاهب متعددة . فمنهم من أكد علي المجتمع ككل والحياة ، الاجتماعية كموضوع لعلم الاجتماع ومنهم من اهتم بالعلاقات الاجتماعية أو ظواهر المجتمــــع ، أو نظمه ، ومنهم من اتخذ من الجماعات والثقافة والشخصية موضوعا أساسا لعلم الاجتماع.
وقد ذهب فريق من علماء الاجتماع مذهبا يؤكد على أن بعض هذه الموضوعات أو جميعها تشكل الموضوع الرئيسي لعلم الاجتماع ومن هذا الفريق " نيقولا تيماشيف " الذي أكد علي أن موضوع علم الاجتماع يشتمــل على الموضوعات التالية :
• الظواهر والنظم الاجتماعية .
• العلاقات والجماعات الاجتماعية .
• الثقافة .
• تغير البناء الاجتماعي و الثقافي .
وبذلك يتضح أن جميع موضوعات الدراسة في علم الاجتماع تأتي في مستوي الظواهر فوق العضوية بمعني أنها موضوعات مجردة وأكثر تعقيدا من موضوعات العلوم الاخري .
الخصائص المشتركة بين علم الاجتماع والعلوم الأخرى :
مع تزايد اهتمام العلماء بتأكيد علمية علم الاجتماع ومكانته بين العلوم الأخرى ، اهتم البعض منهم بتحديد الخصائص العامة للعلوم وإبراز الخصائص التي يشترك فيها علم الاجتماع مع بقية العلوم الأخرى وذلك ما قام به كل من " جوزيف رويسك " و" ورلاند وارنر " حيث حصر تلك الخصائص فيما يلي :
• الاهتمام بوضع وصياغة الفرضيات .
• " " بتعريف المصطلحات .
• استخدام الطرق الموضوعية للملاحظة .
• تصنيف الظواهر موضوع الملاحظة .
• اقتراح الفروض الجديدة واختبارها .
• التعبير عن الاستنتاجات المنظمة بمصطلحات كمية قدر الإمكان 
• تطوير النظريات التي ترتبط بجوانب الواقع المختلفة في ضوء المعطيات الجديدة .
• النقد المستمر للتعميمات المنتظمة وإعادة اختبارها في ضوء النتائج الجديدة .
علم الاجتماع ومبادئ المنظور العلمي 
قبل أن نتناول المبادئ الأساسية لنسق التفكير العلمي ومدى توفر هذه المبادئ في نطاق علم الاجتمـــــاع . نستهل المعالجة بتحديد معنى العلم ، وأهدافه تمهيدا لتحديد المبادئ الأساسية التي تحكم عمل العلم وتحديـــــــد طبيعة نظرته وتناوله لظواهر الواقع أيا كان نوع هذه الظواهر .
ما هــــو العــــــــــلم :
تشير كلمة ٍScience العلم بمعناها العلم للمنهج العلمي ولطريقة معينة في البحث والدراسة لظواهـــــــر معينة . وبذلك ينصب اهتمام العلماء بالنسبة لتعريف العلم علي الطريقة العلمية والمنهج القائم علي التحليـــــل المتعمق للوقائع ، والنظريات " المعارف " والآراء ......الخ .
وذلك لان البحث العلمي يمكننا من ضبط ملاحظاتنا للعالم الواقعي وظواهره ، والوصول إلي معرفة صادقة حول تلك الظواهر .
ومن ثم يذهب بعض العلماء في تعريف العلم ألي انه المعرفة المنظمة ، المتضمنة لمجموعة من القضـــايا المنطقية ، المترابطة حول ظاهرة معينة من الظواهر الواقع ، والتي يؤكد حدوثها في ظروف وأوضاع معينـة . وهذا التعريف ينطبق علي اى علم من العلوم الطبيعية والاجتماعية ، فبتوفر الطريقة المنهجية لعلم الاجتماع ، وتحصيله لقدر من المعرفة المنتظمة حول مجمعة الظواهر الاجتماعية ، التي يعالجها . وبوضعه العلمي المميز بين العلوم الأخرى ، يكتسب علم الاجتماع مقوماته كعلم قائم بذاته ، ومستقل عن الفلسفة والعلوم الاجتماعيــة الأخرى في بحثه ، ومعالجته لمجموعة الظواهر الاجتماعية .
أهــــــــداف العلــم ووظائفــه 
أهداف العلم :
تتحدد أهداف العلم عادة علي أنها : الفهم Understanding التنبؤ Prediction ثم التحكم والسيطـرة Control وهذه الأهداف ترتبط منطقيا بوظائف العلم الأساسية المتمثـلـــــــة في وصف الظواهر وتفسيرها ، وذلك ما جعل البعض يؤكد علي الوصف والتفسير باعتبارهما من الوسائل الأساسيــــــــة التي تساعد علي أداء العلم لأهدافه 
abuiyad

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق