إن معظم الإتجاهات الفرنسية السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي ظهرت منذ أواخر القرن التاسع عشر وخاصة بعد الثورة الفرنسية، قد تبنت السياسات الإصلاحية ونبذت الأفكار والتيارات الثورية خاصة نظريات ماركس وانتقدتها بشدّة بسبب سياساتها المتشددة والتي بعدت فيها عن أفكارها ومبادئها التي انطلقت فيها. فقد ركز رواد النظرية السياسية المثالية على ضرورة تبني الأساليب والسياسات الإصلاحية التي تؤمن بالتغيير والتحديث التدريجي في المجتمع الحديث ونبذ علاقات القوة الدموية التي جاءت في تحليلات ماركس.
ومن أهم علماء الاجتماع السياسي في فرنسا (مورسيس دو فرجيه) و (فيليب بيرو) وقد اهتم كل منهما بالتركيز على أهمية تطوير وتحديث مجالات علم الاجتماع السياسي المعاصر وضرورة تحديث مناهجه وأدوات البحث الميداني. كما اتسمت تحليلات كل من (دو فرجيه وبيرو) بالواقعية في اختيارهم للقضايا والظواهر السياسية التي اهتما بمعالجتها بالفعل ومحاولة تحديث هذه القضايا بصورة مستمرة بما يتناسب مع طبيعة الواقع السياسي والعمليات السياسية التي تحدث في المجتمعات المتقدمة والنامية في الوقت عينه.
وكذلك تبنى كل منهما طابعاً تحليلياً لمقارنة إسهامات العديد من الاتجاهات السياسية المثالية والشيوعية والرأسمالية ولم تخلُ تحليلاتها من الطابع النقدي للظواهر السياسية والمشكلات التي تم معالجتها بواسطة الاتجاهات السابقة وهذا ما تتسم به عموماً تحليلات المدرسة الفرنسية الاصلاحية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق