كان زعيم علماء الألمان، و قدم بحوث اجتماعية كثيرة، صدرها في باقي الدول الأوربية. بدأ حياته من الماركسية و تنفيذ مفردات الماركسية في الجدال التاريخي و المادي، و أوجد سميل أن الظاهرة الاقتصادية لا يمكن أن تفهم إلا من القوى الروحية و النفسية و السياسية.
ماركس درس الاقتصادية البحتة المادية، شركة وسائل الانتاج و أيدي عاملة، كلما كان الكل متفاعل منسجم كان لدينا إنتاج أفضل.
لكن سميل يقول أن ماركس نسي عوامل أخرى تقوي الانتاج بوجود عوامل نفسية و أخلاقية و دينية، عوامل تؤثر في العمال و أصحاب المصانع و الشركات، فالإنسان بدون وازع أخلاقي ديني يصبح آلة إنساني ميكانيكي بتفكير ميكانيكي دون سيكولوجية نفسية هكذا نقد كارل ماركس.
وسميل كشف عن وظائف الظاهرة النفسية الاجتماعية ووضع أسس في هذا الصدد و قال:
أ- وظيفة اجتماعية تتلخص بقيامها على توحيد مواقف الأفراد في الحياة الاجتماعية و تدعوهم للاشتراك في أغراض اجتماعية ، المجتمعات ذات التعامل المشترك خصوصاً المجتمع يعاضد بعضه البعض " التعاون و التضامن اجتماعي لكي يكون منتجاً".
ب- نفوس الأفراد هي قوة اجتماعية و الضمانة الاجتماعية، الإنسان المريض نفسياً يكون عطائه ضعيف " أمراض نفسية أو عقلية" لا يعطي في أي مجال ، الحالة النفسية تعطي في مجال الاقتصاد في أي مجتمع من المجتمعات.
ت- مقام العلاقات الاجتماعية تترجم عن هذه السلع و العلاقات و تعتبر وسيطاً و تكتفي الثقة، العلاقات كانت ميكانيكية اقتصادية يجب أن يكون هناك علاقات في المجتمع في البيت في المصنع في المدرسة تدفع ظاهرة الاجتماعية والاقتصادية إلى الأمام. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :" مثل المؤمنين في توادهم و تراحمهم و تعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر و الحمى".
ث- التعامل يحول العلاقات الشخصية إلى غير شخصية أساسها الثقة، يؤكد على أهمية النقود لأن الناس منذ آلاف سنين، لا يتعاملون بالنقود إنما السلع بين النجار و الخباز، إلا أن اكتشفت النقود منذ القرون الوسطى بالعملة.
و نظريات سميل في الاجتماع تتلخص فيما يلي " طريقة تعامل المجتمع بـ بعضه البعض:
i. إن المجتمع يحتاج لتحيد إطاره العام، لابد من تعينيه، أي مفهوم علم الاجتماع مفهوم مطاطي، و يضرب مثال بأن علم الاجتماع يجب أن يكون كالرياضيات لا يدرسون الفلك ، و الطب لا يدرسون الفيزياء و الكيمياء، بسبب التخصصات ، وعلم النفس يدرس الظواهر النفسية، يريد أن يقول أن يحدد علم الاجتماع في كل مجتمع، و المقصود من علم الاجتماع: ما المقصود؟ هل فقط دراسة المجتمع من خلال وسائل الانتاج، و الانتاج، والاقتصاد، العلاقات، التربية، الأبناء و الآباء، التلاميذ والأساتذة في المدرسة و الأكاديمية؟!
علم الاجتماع كامل و له تفرعات: عائلي، ثقافي، تربوي، يجب أن يحدد و ألا يخرج علم الاجتماع من تخصصه إلى ما ليس من اختصاصه كـالانثروبولوجيا والانطولوجيا، إذ أنها فلسفية لا علاقة له بها.
ii. إن وظيفة علم الاجتماع وظيفة تجريدية مقصورة على الوصول إلى أشكال Form أي شكل العلاقات الاجتماعية، فهو شكل من أشكال الشكلية، أي النظام وفق الألمانية، لكل مجتمع شكله و نظامه الخاص، مجتمعات عشائرية، طائفية، بدائية، ديكتاتورية، ديمقراطية.
يجب على عالم الاجتماع عندما يدرس مجتمع، يدرسه بميزاته الخاصة، فالمجتمع العربي القائم على العشائرية يختلف عن البدائية، والعادات عن الصين أو المجتمعات الأوربية، بسب العادات و التراث و التقاليد التي تختلف عن المجتمعات العربية .
iii. النقطة الثانية: علم الاجتماع الصوري أو الشكلي هو هندسة العلاقات الاجتماعية ، أي التنظيم الهندسي للعلاقات الاجتماعية، العلاقة بين الأبناء و الآباء، التلاميذ و المدرسين، حقل العمل: العمال و أرباب العمل، و في السياسة، كيف تكون العلاقة بين الحاكم و المحكوم، رئيس الدولة أو الوزراء ؟!، ما هي العلاقة بين المحكومين أي الشعب و الحاكمين؟!، هذه الهندسة الاجتماعية.
وظيفة علم الاجتماع تحليل الظواهر المختلفة للعلاقات الاجتماعية حتى تصل إلى مقوماتها الأساسية، و خصائصها الأساسية ثم الوصول إلى ظواهرها المجردة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق