تظهر أهمية الاتجاهات الليبرالية السياسية المعاصرة من خلال تركيز أصحابها على تناول عدد من القضايا والمشكلات والظواهر الاجتماعية والسياسية التي لا تزال تشغل العقل البشري حتى البدايات الأولى من القرن الحادي والعشرين.
وقد انشغلت هذه الاتجاهات في تحليل البناءات والنظم السياسية التي توجد في المجتمعات الرأسمالية الحديثة إضافة إلى دراسة المجتمعات الشيوعية والاشتراكية أو الاتحاد السوفياتي سابقاً.
ومن أهم العلماء الذين أسهموا في تحليل وبلورة الكثير من الظواهر والنظم والمشكلات السياسية في المجتمعات الحديثة (ماكس فيبر) الذي تناول في إسهاماته قضايا هامة كالسلطة ونماذجها المختلفة والعلاقة بين السلطة والبناءات السياسية والاجتماعية المختلفة.
ومن العلماء الذين كانت لهم إسهامات هامة في مجال علم الاجتماع السياسي (فلغريد باريتو) الذي اقترنت أفكاره بأفكار المدرسة الإيطالية التي أسهمت في طرح العديد من الأفكار والظواهر السياسية والاجتماعية الهامة التي لا تزال تعتبر موضع اهتمام شديد للعديد من المتخصصين سواء في علم الاجتماع السياسي أو العلوم السياسية ككل. ولقد اتسمت تحليلات باريتو في مجال علم الاجتماع السياسي بتصوراته حول الديمقراطية والتمايز الطبقي أولاً وفكرته عن الصفوة السياسية ثانياً.
وقد لوحظ أن آراء باريتو السياسية تشبه إلى حد كبير تصورات فيبر السياسية ولا سيما أن كل منهما يمثل التيارات السياسية الليبرالية التي ظهرت في أوروبا خلال النصف الأخير من القرن التاسع عشر والعقود الأولى من القرن العشرين.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق