وهو الكونت هنري دي سان سيمون (Saint Simon)، الباريسي النشأة، ولد عام 1760م، وكان فيلسوفا فرنسيا يميل إلى مبدأ تدخل الدولة في الحياة الاقتصادية. وكانت دعوته موجهة إلى الاهتمام بالصناعة، ونوه إلى أهمية الحياة البرلمانية في الاقتصاد، ودعى إلى أن يكون البرلمان مكونا من ثلاثة مجالس هي: مجلس الاختراع -مجلس الفحص-- مجلس التنفيذ.
وبذلك تتمثل في الحكومة هيئات من قطاعات الصناعة، والتجارة، والزراعة، والمهندسين ومن الآراء التي كان يبشر بها دعوته إلى تكافؤ الفرص لا التجانس الكامل. وأشترك سان سيمون في الثورة الأمريكية مدفوعا بحماسه وإخلاصه، وأيد الثوار الفرنسيين في فرنسا. وتعرض في حياته إلى الجوع والتشرد، وتحمل الكثير من الصعاب في صراعه الطويل من أجل صياغة أفكاره ونظرياته التي كان يرمي منها قيام مجتمع عادل، ومن أشهر مؤلفاته (المسيحية الجديدة). ولقد توفي في عام 1825م. وكان من أتباع سان سيمون الفيلسوف أوجست كونت، والمهندس فرديناند دي لسبس الذي قام بحفر قناة السويس في مصر.
ولكن يلاحظ أن مذهب سان سيمون الذي حمله أتباعه (سان سيمونيون) فيما بعد كان مذهبا اشتراكياً ويدعو إلى إلغاء الميراث. وكان من رأيهم أن انتقال الثروة يجب عدم تقييدها بالعائلة وإنما يجب أن تؤول هذه الثروة بعد وفاة صاحبها إلى الدولة.ويدعو أنصار هذا المذهب إلى أن تتولى الدولة تنظيم الإنتاج وتعهد به إلى المقتدرين لمصلحة المجموع العام. وأن تعهد إلى كل شخص من العمل ما يتناسب ودرجة كفاءته وتقيم هذه الكفاءة بالقدر المنتج من العمل. ويجب على السلطة أن تسلم إلى الصناعيين لا للعلماء، لأنهم هم الرؤساء الحقيقيون للشعب، فهم الذين يقودونه في أعماله اليومية. فالأمة هي ورشة صناعية واسعة، تزول فيها فروق المولد والنسب، وتبقى اختلافات القدرات. وقد كانت آراؤه وراء بدايات "العلم الوضعي" والاشتراكية، ورأى أنصار سان سيمون في دولة مصر، وحكم محمد علي فرصة لتطبيق أفكارهم، لذا فقد سافر الكثير منهم إلى مصر للمساهمة في نهضتها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق