مجموعة اليسر للتدريب والاستشارات تأمل من زوارها الكرام المشاركة في الاستطلاعات التي تجريها بفعالية نظرا لفائدتها العالية
مجموعة اليسر للتدريب والاستشارات هي شركة تضامن لبنانية مسجلة تحت الرقم 489 تتنشط في مجال الدورات التدريبية والمؤتمرات العلمية والتربوية والاجتماعية والادارية والثقافية والتنمية والارشاد الاسري والاجتماعي ، واصدار المنشورات المتخصصة ، وتقديم الاستشارات في المجالات المذكورة وتوقيع الاتفاقيات مع الجامعات والمؤسسات والشركات الوطنية والعالمية على انواعها والقيام بالاستطلاعات والابحاث العلمية والدراسات المتخصصة في لبنان والخارج - نتمنى لكم زيارة ممتعة

11‏/12‏/2010

السـكان ..المفاهيم والأساليب والتطبيقات

ملخص : إعداد سهام محمد العزام

أ.د رشود بن محمد الخريف .. جامعة الملك سعود 1423هـ
المقدمة
تعتبر الدراسات السكانية وتلك المعرفة التي توفرها عن السكان وتوزيعهم وخصائصهم من الأمور المهمة جداً . فالعنصر البشري يعد أحد الأبعاد أو المدخلات الأساسية في التخطيط سواء على المستوى الوطني أو على مستوى وحدات مكانية أصغر . ومن تظهر أهمية الدراسات السكانية المتعلقة بتوزيع السكان وتحركاتهم الجغرافية وخصائصهم المختلفة سواء كانت تلك الدراسات ديمقرافية أو اقتصادية أو اجتماعية ونظراً لحاجة المكتبة العربية لمزيد من الجهود لتوضيح المفاهيم والأسس بقدر من التركيز لا يهمل معه التطبيقات والأمثلة فقد جاءت فكرة هذا الكتاب ليركز على المفاهيم الأساسية والمؤشرات والمقاييس المهمة بالإضافة إلى إبراز التطبيقات والإحصاءات التي تربطنا بالواقع وتيسر لنا فهم عناصر الدراسة السكانية وحرصت ما أمكن أن يكون هذا الكتاب مفيداً للدارسين والمهتمين والمتخصصين على حد سواء ولقد إزداد إحساسي بالحاجة إلى كتاب في هذا الموضوع من خلال تدريسي لمقررات في مجال السكان ، وكذلك من خلال إرتباطي ببعض العاملين في القطاعات العامة والخاصة ذات الصلة بهذا المجال الحيوي . ومن هذا المنطلق عقدت العزم على تأليف هذا الكتاب ليكون سهلاً وشاملاً ومتعمقاً إلى مستوى يتلاءم مع الذين ليس لديهم خلفية سابقة في الديموغرافيا أو الدراسات السكانية .
لذا تعد خلاصة تجربتي في تدريس العديد من المقررات ذات الصلة بالسكان مثل مقرر جغرافية السكان ومقرر أساليب التحليل السكاني ومقرر السكان والتنمية وكذلك بعض مقررات الدراسات العليا .
أحمد الله سبحانه وتعالى على توفيقه وآمل أن يكون في هذا البحث نفعاً وفائدة . 
والله من وراء القصد 

دراسة السكان وأهميتها :
يحظى موضوع السكان باهتمام كبير لما له من دور مهم في التأثير على حياة الإنسان من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية ، إلى جانب تأثر المتغيرات السكانية وارتباطها الوطيد بخصائص المجتمع وقيمه وتقاليده والسياسات التي تتخذها الحكومات للتدخل في حل مشكلاته أو تغيير اتجاهاتها وتطوراتها . لذلك لم يكن الاهتمام بموضوع السكان جديد بل ظهر في كثير من كتابات القدماء والمحدثين من المفكرين والعلماء وتزايد الاهتمام بموضوع السكان والمسائل المرتبطة به خلال القرن العشرين على وجه الخصوص الذي شهد أكبر التحولات الديمقرافية والتغيرات السكانية . ويعود هذا الاهتمام المتزايد والتطور المعرفي المتنامي في مجال السكان إلى العديد من العوامل منها :
أ- التزايد السكاني السريع خلال القرنين الماضيين مما أدى إلى التخوف من نتائج النمو السكاني المرتفع ومن ثم ظهور آراء ووجهات نظر تؤيد أفكار مالثوس .
ب- تطور معظم المجتمعات ووعيها بأهمية التخطيط . 
ج- تقدم العلوم بشكل عام أدى إلى تطور مختلف العلوم النافعة . 
د- الإحساس بوجود علاقة وطيدة وترابط قوى بين السكان والتنمية والبيئة . 
هـ - دعم كثير من المنظمات مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي وغيرهما لأنشطة البحوث السكانية وجهود جمع البيانات مما أدى إلى توافر إحصاءات سكانية كثيرة . 
وعلى الرغم من أن الدراسات السكانية ظهرت منذ قرون إلا أن جغرافية السكان تعتبر حديثة نسبياً . فقد أصبحت أحد فروع الجغرافيا البشرية عقب مانادى به تريورثا عام 1953 أثناء انعقاد الاجتماع السنوي لرابطة الجغرافيين الأمريكيين مشيراً إلى أهميتها بوصفها رابطاً بين سطح الأرض الطبيعي وسطحها الحضاري وقد عرفها بأنها دراسة التباين المكاني للسكان لا من حيث عددهم فحسب بل من حيث خصائصهم ونموهم وتحركاتهم . 
جغرافية السكان هي دراسة الاختلافات المكانية في توزيع السكان وتركيبهم وهجراتهم ونموهم وعلاقة ذلك بخصائص البيئة أو الأماكن ومن جهة أخرى يذكر زيلنسكي ثلاثة اهتمامات رئيسية لجغرافية السكان تتمثل في التالي :
1- وصف مبسط لتوزيع السكان وتباين خصائصهم مكانياً ، أي أين توجد ؟ .
2- تفسير التباين المكاني لهذه الأعداد والخصائص أي بالتحديد لماذا توجد بالشكل أو النمط الذي هي عليه ؟
3- تحليل العلاقات المتبادلة بين المتغيرات السكانية من جهة وبين المتغيرات الجغرافية المتمثلة في خصائص المناطق أو الوحدات المكانية وسماتها من جهة أخرى .
وتعتبر جغرافية السكان عن الديموغرافيا بأنها تهتم بالاختلافات المكانية في توزيع الظاهرات السكانية وتركز على مدى تأثير الخصائص المكانية الأخرى في توزيع هذه الظاهرات السكانية وتفسير أنماط توزيعها وسلوكها المكاني . وفوق هذا وذاك لايمكن أن نفترض وجود حدود صارمة بين فروع العلم ومجالات المعرفة وخاصة بين الديموغرافيا والدراسات السكانية من جهة . وبناء عليه فإن الدراسات السكانية بوصفها فرعاً من فروع العلم والمعرفة هي الدراسات التي يتم فيها إدخال متغيرات غير ديموغرافية في التحليل ، سواء كانت متغيرات تابعة أو مستقلة . ففي بعض الأحيان تتم الإفادة من بعض المتغيرات غير الديموغرافية . وتعد جغرافية السكان اقرب إلى الدراسات السكانية منها إلى الديموغرافيا ولكن جرافية السكان تركز على التباين المكاني والعلاقات المكانية في دراسات الظاهرات السكانية وبذلك تدخل جغرافية السكان ضمن دائرة الدراسات السكانية . من جهة أخرى يهتم علم اجتماع السكان بفهم الظاهرات السكانية في ضوء البناء الاجتماعي للمجتمع وذلك من خلال الربط بين النظرية الاجتماعية والتركيب الهيكلي للمجتمع المتمثل في السكان . أما عن دور المعرفة السكانية بشكل عام وجغرافية السكان بشكل خاص في التخطيط الشامل ونحوه فيمكن إيجازه فيما يلي :
أولاً : بما أن التخطيط يبدأ بالإنسان وينتهي به وأن التخطيط يهدف بشكل أساسي إلى تنمية الإنسان ورفع مستوى معيشته فإنه لابد من معرفة خصائص هذا الإنسان وتوزيعه الجغرافي قبل البدء في وضع الخطط المتعلقة به وبتحسين مستوى معيشته أو حل مشكلاته . 
ثانياً : إلى جانب التخطيط تحظى المسائل السكانية بأهمية كبيرة لدى الكثير من العلماء والمسئولين والناس على حد سواء لارتباطها بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية . 
ثالثاً : ما من شك أن عدد السكان وطبيعة تركيبهم وسماتهم الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية والعرقية من العوامل المهمة التي تشكل القوة السياسية للدولة . 
رابعاً : تعتبر المعرفة السكانية خلفية أساسية لكثير من فروع المعرفة كالجغرافيا والتاريخ والاقتصاد والإعلام وعلوم البيئة . 
خامساً : تحتل المعرفة السكانية أهمية كبيرة لدى رجال الأعمال والمستثمرين فنجاح كثير من الاستثمارات والأنشطة الاقتصادية يعتمد بدرجة كبيرة على دقة البيانات السكانية ومدى الاهتمام بها وأخذها في الاعتبار 
سادساً : لايمكن تجاهل أهمية البعد الديمقرافي في كثير من مجالات الحياة والمشكلات السياسية والصراعات الدولية على وجه الخصوص . فكثير من الصراعات لها جوانب سكانية مهمة كالقضية العربية الإسرائيلية وغيرها من الصراعات الإقليمية وهذا يجعل المعرفة السكانية بعداً مهماً وجانباً أساسياً في فهم كثير من المسائل .
مصادر البيانات السكانية :
تنقسم البيانات السكانية إلى نوعين رئيسين هما :
البيانات الثابتة : ويوفر هذا النوع معلومات عن توزيع السكان وخصائصهم كالنوع والعمر في فترة زمنية محددة .
البيانات غير الثابتة : وهي عن حركة السكان مثل المواليد والوفيات والزواج والطلاق والهجرة وغيرها . ومن أهم مصادر البيانات السكانية مايلي :
- التعداد السكاني .
- المسح بالعينة 
- الإحصاءات الحيوية 
- سجل السكان . 
أولاً : التعداد السكاني :
مفهوم التعداد السكاني :
يرجع أصل كلمة تعداد التي تعني جمع الضرائب أو التثمين . وعلى الرغم من أن التعداد السكاني يكون شاملاً لكل أفراد المجتمع في معظم الأحيان إلا أنه قد يكون جزئياً حينما يستهدف عد السكان لإقليم أو منطقة داخل دولة معينة . وبعبارة أخرى فإن التعداد السكاني يتمثل في الحصر الشامل لكل الأفراد في الدولة وجمع المعلومات المتعلقة ببعض خصائصهم الديمقرافية والاقتصادية والاجتماعية . 
أهداف التعداد :
 تلبية احتياجات الدولة في توفير البيانات الإحصائية الأساسية كعدد السكان وخصائصهم وتوزيعهم الجغرافي وذلك لأغراض التخطيط الشامل . 
 توفير البيانات اللازمة لإجراء الدراسات والبحوث السكانية والجغرافية والاقتصادية والاجتماعية المتخصصة . 
 إيجاد إطار لتصميم العينات والمسوحات السكانية والاجتماعية والاقتصادية . 
 توفير المعلومات اللازمة عن حجم الفئات السكانية .
تاريخ التعديدات السكانية :
لقد اهتم الإنسان منذ القدم بمسالة أعداد السكان فالقبيلة العربية تهتم بأعداد رجالها وتفتخر بكثرتهم وتشير المصادر التاريخية أن فكرة العد السكاني موجودة قبل ذلك بزمن طويل وبخاصة لدى المصريين القدماء والبابليين . وتدل الطريقة الموجودة في مصر على انه تم إجراء حصر للسكان في عام 2000 ق. م . اما التعداد بمفهومه الحديث فلم يظهر في القرن الثامن عشر الميلادي كما أن التعداد الأمريكي لم يكن نتيجة تخطيط مسبق وإنما جاء لحل النزاع بين الولايات الكبيرة والصغيرة في بداية تكوين جمهورية الولايات المتحدة الامريكية 
فمنذ ذلك الوقت تغير مفهوم التعداد وبدأت الدول تنظر إلى التعداد لا بوصفه مجرد وسيلة لحصر السكان ومعرفة أعدادهم فقط ، وإنما بوصفه عملية يتم من خلالها جمع المعلومات عن الخصائص المهمة للسكان ، كالعمر والنوع والتعليم والحالة الاجتماعية والمهنة والدخل ومكان الإقامة وغيرها . 
طرق إجراء التعداد :
 طريقة العد الفعلي : تتمثل هذه الطريقة في حصر السكان حسب أماكن وجودهم في لحظة الإسناد سواء كان وجودهم فيها بصورة دائمة أو مؤقتة . وكذلك عند وجود عدد كبير من العمال الأجانب أو عندما تكون مستويات الأمية مرتفعة .
 العد النظري باستخدام هذه الطريقة يتم حصر السكان حسب أماكن إقامتهم المعتادة على الرغم من صعوبة تحديدها وليس حسب أماكن وجودهم في ليلة التعداد وجدير بالذكر أن كثيراً من الدول تستخدم أكثر من طريقة ففي دولة الكويت يتم استخدام العد النظري في حصر السكان الكويتيين وإتباع طريقة العد الفعلي للسكان غير الكويتيين وتتبع البحرين طريقة مشابهة في تعداداتها الأخيرة.
 طريقة العد النظري / الفعلي تعتبر هذه الطريقة مزيجاً من الطريقتين السابقتين إذا تم حصر السكان حسب أماكن إقامتهم المعتادة .

خصائص التعداد وملامحه :
يتميز التعداد مقارنة بمصادر البينات السكانية الأخرى بخصائص أو مزايا ومن هذه الخصائص :
1- الشمولية : يفترض أن يشمل تعداد السكان كل أفراد المجتمع من المواطنين والمقيمين أو الأجانب وتستخدم طرق كثيرة لقياس درجة شمولية التعداد . 
2- الفردية : يقصد بذلك أن يتم عد أو حصر كل فرد على حده وتسجل خصائصه الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية منفصلة عن غيره من أفراد المجتمع مما يسهل تصنيف السكان إلى فئات مختلفة .
3- الدورية : يتخذ التعداد في معظم الدول صفة الدورية بمعنى أنه يجرى على فترات زمنية منتظمة وغالباً ما تكون عشر سنوات . 
4- الآنية : ويقصد بها أن بيانات التعداد تجمع في وقت محدد أو فترة زمنية معينة تتمثل في ليلة التعداد أو بالتحديد لحظة الإسناد التي يتم إسناد معظم بيانات التعداد لها . 
5- الإقليم المحدد : يقصد بذلك أن يجرى التعداد في منطقة جغرافية محددة تحديداً واضحاً عن طريق الحدود السياسية للدولة لأن ذلك يؤثر في نواح كثيرة كتقدير درجة شمولية التعداد ودقة بياناته . وبعض استخداماتها الجغرافية . 
6- الرعاية الحكومية : يحظى التعداد بالرعاية الحكومية من الناحية القانونية والمالية والإدارية فعادة مايستند على أساس قانوني يتمثل في قرار أو مرسوم سام يحدد الحقوق والواجبات للأفراد والقائمين على التعداد . 
استمارة التعداد : 
وتشتمل على الموقع الجغرافي والحالة الزواجية والمستوى التعليمي والمهنة ومكان الميلاد ومكان الإقامة المعتادة . هناك أربعة امرر مهمة يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند إعداد الاستمارة وهي :
1- احتياجات الدولة من المعلومات على المستوى الوطني والمحلي . 
2- محاولة الالتزام بالتوصيات والمعايير الدولية لتحقيق درجة من المقارنات الدولية . 
3- الإمكانات المتاحة للقيام بالتعداد سواء البشرية أو المادية . 
4- مقدرة المستجوبين واستعدادهم لإعطاء البيانات الدقيقة . 
الأخطاء في بيانات التعدادات السكانية :
1- أخطاء الشمول : تتعلق هذه الأخطاء بدرجة الشمول أو مدى تغطية التعداد لأفراد المجتمع وتشمل أخطاء الحذف وتكرار العد التي تحدث بقصد أو بدون قصد . وتختلف من دولة إلى أخرى . 
2- أخطاء المحتوى : يطلق على هذا النوع أخطاء الإجابة والتسجيل وتشمل الزيادة أو النقصان في سنوات العمر أو مقدار الدخل أو عدم الإدلاء بالبيانات الصحيحة للحالة الزواجية أو النشاط الاقتصادي وغيرها .
ثانياً : المسح بالعينة : هو احد الأدوات المهمة التي تجمع من خلاله بعض البيانات السكانية ويكمن الغرض الأساسي من العينات في إمكانية تعميم النتائج على المجتمع الذي أخذت منه تلك العينات مايلي :
1- العينة العشوائية البسيطة . 2- العينة المنتظمة . 3- العينة الطبقية 4- العينة العنقودية .
من الأسباب التي تدعو الكثيرين إلى استخدام العينات بدلاً عن الحصر الشامل لمفردات الظاهرة المدروسة مايلي 
 سهولة تنفيذ العينات ومرونتها بالنسبة لنوع وكمية البيانات المراد جمعها .
 تتسم البيانات التي تجمع عن طريق المسح بالعينة بالدقة لإمكانية تنفيذها بسهولة .
 يتميز المسح بالعينة بقلة تكاليفه مقارنة بالحصر الشامل إذ يمكن إجراء المسح بالعينة في حدود الإمكانات المتاحة .
 يمكن من خلال المسح بالعينة الحصول على النتائج بسرعة وفي وقت قصير مقارنة بالحال عندما يكون الحصر شاملاً . 
 يمكن دراسة أية ظاهرة سكانية أو اجتماعية أو اقتصادية في أي وقت بخلاف التعداد الذي يجري في الغالب كل عشر سنوات .
أغراض المسح بالعينة واستخداماته :
 استخدام المسح بالعينة لتلبية الاحتياجات المستجدة من وقت إلى آخر .
 يستخدم المسح بالعينة لتوفير بيانات تفصيلية عن بعض الظاهرات السكانية وذلك لغرض الدراسات والأبحاث السكانية . 
 يستخدم المسح بالعينة لتقويم دقة وشمولية البيانات الأخرى مثل التعداد والإحصاءات الحيوية . 
أنواع المسوحات :
تصنف المسوحات السكانية إلى عدة أنواع وهي كالآتي :
1- مسوحات ذات زيارة واحدة وهي تمثل أغلب المسوحات السكانية التي يتم إجراؤها .
2- مسوحات ذات زيارات متعددة من خلالها يتم جمع البيانات . 
ثالثاً : التسجيلات أو الإحصاءات الحيوية :
تعتبر الإحصاءات الحيوية احد المصادر الأساسية للبيانات السكانية التي لابد من توافرها لحساب المعدلات الديموغرافية والصحية والاجتماعية المهمة كمعدلات المواليد والوفيات .ولنظم التسجيلات الحيوية وظائف قانونية أكثر منها وظائف إحصائية فبناء عليها يتمكن صاحب العلاقة من الالتحاق بالمدارس الحكومية وغير الحكومية . كما أنها لازمة عند دفن الموتى . كما ان الحقوق المدنية والسياسية التي أقرتها الجمعية العمومية للأمم المتحدة تشتمل على أنه يتوجب تسجيل كل طفل فور ولادته .
تاريخ السجلات الحيوية :
وجدت سجلات في الكنائس في أوربا تحتوي على المواليد والوفيات وذلك في القرن السادس عشر في عام 1563م .وقد كانت هذه السجلات ولازالت مصدراً مهماً للدراسات الديموغرافية التاريخية التي أسهمت في رصد التحول الديموغرافي في أوربا .وتعتبر التسجيلات في دول الخليج العربية في بدايتها وتعاني كغيرها من جوانب نقص كبيرة مع تطورها .
أغراض التسجيلات الحيوية :
يمكن إستخدامات التسجيل المدني أو الإحصاءات الحيوية فيما يلي :
1- تسجيل الواقعات الحيوية ومن ثم ضبط الأمور . 
2- توفير بيانات شهرية لإعداد المواليد والوفيات . 
3- توفير البيانات اللازمة لحساب المعدلات الديموغرافية والصحية لاستخدامها في الدراسات الديموغرافية والطبية والجغرافية والاجتماعية . 
خصائص أو ملامح التسجيلات الحيوية :
1- الشمولية الجغرافية ويقصد بها أن التسجيلات عادة ما تغطي رقعة جغرافية واسعة تمثل البلد كله .
2- الإجبارية : تعتبر إجبارية بحكم القانون مما يطعيها صفة خاصة مما قد ينعكس على دقتها وبخاصة انها سبيل لإصدار شهادات الميلاد أو شهادات الوفاة . 
3- الاستمرارية : يقصد بها الاستمرارية في التسجيل مما يجعلها تتفوق بتجددها على بيانات التعداد . 
4- الفورية في التبليغ .
5- انخفاض التكاليف في معظم الحالات لاتقوم بتسجيل الوقائع الحيوية .
الصعوبات والمشكلات التي تواجه التسجيلات الحيوية :
أولاً : تسجيلات الوفيات :
تعترى إحصاءات الولادة والوفاة بعض المشكلات التي ينبغي التنبه بها ومنها :
1- عدم الدقة في تعريف حادثة الوفاة .
2- التأخر في تسجيل بعض حالات الولادة والوفاة
3- وفيات الأطفال قبل التبليغ عن ولادتهم .
4- النقص في تسجيل حالات الوفاة . 
5- عدم الدقة في توزيع وقائع الوفيات جغرافياً .
6- عدم الدقة في توزيع حالات الوفاة زمانياً .
تقويم دقة الإحصاءات الحيوية :
هناك العديد من الطرق والأساليب التي يمكن من خلالها تقويم دقة البيانات ومنها :
 نسبة النوع المعتادة .
 فحص أنماط المعدلات
 استخدام بيانات التعداد .
 استخدام المسح بالعينة لمعرفة درجة شمولية التسجيلات الحيوية ودقة بياناتها .
رابعاً : سجل السكان :
يعتمد هذا النظام على بطاقة تشتمل على بيانات كل فرد وكل أسرة منذ ميلاد الفرد حتى وفاته أو هجرته إلى الخارج ويمكن إيجاز المزايا الرئيسة لهذا النظام فيما يلي :
1- بالإيمان الحصول على بيانات حديثة عن السكان بمختلف خصائصهم .
2- من خلال سجل السكان الديناميكي المتجدد يمكن رصد التغيرات التي تحدث في المجتمع في أي وقت 
3- توفر سجلات السكان إطاراً حديثاً ومكتملاً للمسوحات المتخصصة في أي وقت . 
أين نحصل على الإحصاءات أو المعلومات السكانية ؟
هناك العديد من الكتب أو المصادر والمطبوعات والوثائق التي يمكن أن نحصل من خلالها على المعلومات السكانية ومنها :
1- الكتاب الديموغرافي السنوي . يصدر هذا الكتاب عن الأمم المتحدة سنوياً باللغتين الإنجليزية والفرنسية . ويعد من أهم مصادر البيانات السكانية . 
2- تقرير عن التنمية في العالم يصدر هذا التقرير عن البنك الدولي باللغة الإنجليزية ويحتوي على ملحق بالمعلومات السكانية والاقتصادية لجميع دول العالم . 
3- كشوف البيانات والنشرات التي تصدرها اللجنة الاقتصادية لغربي آسيا .
4- النشرات الإحصائية التي يصدرها مكتب مرجع السكان .
5- الكتاب الإحصائي السنوي الذي تصدره معظم دول العالم سنوياً .
تاريخ نمو السكان في العالم :
شهد العالم تزايداً سكانياً وتغيرات ديموغرافية خلال القرن العشرين لم يشهد لها التاريخ مثيلاً ولقد تزايدت أعداد الإنسان عبر التاريخ الطويل منذ ظهور آدم عليه السلام . من الممكن مناقشة تطور اعداد السكان في العالم من خلال التقديرات التي قام بها العلماء والباحثين في ذلك . وهناك ثلاثة فترات رئيسية وهي :
أولاً : التغير السكاني فيما قبل 1650م :
تكاثر الإنسان ببطء شديد في بداية ظهوره على سطح الأرض فقد اعتمد على الجمع والالتقاط من خلال الترحال والتنقل لذلك فإنه من الصعوبة بمكان أن نتوصل إلى تقدير لحجم السكان في العصور التاريخية المبكرة لذلك فإنه من الصعوبة بمكان أن نتوصل إلى تقدير لحجم السكان في العصور التاريخية المبكرة ومن بداية فترة الرومان إلى قبيل الثورة الصناعية ازداد معدل النمو قليلاً عما كان عليه . 
ثانياً : الوضع السكاني خلال الفترة (1650-1930م) :
ومنذ بداية الثورة الصناعية ارتفع معدل نمو السكان ارتفاعاً سريعاً , نتيجة للتحسن في مستوى المعيشة الذي صاحب الثورة الصناعية في بداية القرن الثامن عشر إلى ارتفاع نسبة سكن أوربا أما البلدان التي لم تبدأ بها الثورة الصناعية والتي تمث البلدان النامية في الوقت الحاضر . فإن سكانها كانوا ينمون ببطء بسبب ارتفاع معدل الوفيات . ويمكن إيجاز أسباب انخفاض الوفيات للأتي :
1- تحسن مستوى المعيشة .
2-توفر الغذاء نتيجة تطور المواصلات الذي أسهم في جلب الغذاء من المناطق الغنية والمنتجة وتوزيعه في المناطق التي تحتاج الغذاء .
من العوامل المتشابكة التي أدت إلى انخفاض الخصوبة :
1- التحول من الزراعة إلى الصناعة إبان الثورة الصناعية أسهم في تقليل القيمة الاقتصادية . 
2- فقدان الأسرة لدورها بوصفها وحدة الإنتاج . 
3- لقد أسهم انخفاض معدل وفيات الرضع في طمأنة الوالدين . 
4- التوسع في تعليم المرأة ومشاركتها في قوة العمل . 
5- التحول في التطلعات من تلبية الحاجات الضرورية . 
ثالثاً : الفترة من 1930 إلى الوقت الحاضر :
وشهد العالم خلال هذه الفترة أكبر زيادة سكانية في تاريخ البشرية ولقد جاءت من الدول النامية التي شهدت انخفاضاً في معدلات الوفيات فيما بين الحرب العالمية الثانية .ويلاحظ أن النمو السكاني خلال الفترات الزمنية الماضية تأثر بالعديد من الضوابط التي أدت إلى تذبذبه من فترة زمنية ويمكن إيجاز هذه الضوابط فيما يلي :
أولاً : الضوابط التي تسهم في خفض أعداد السكان في بعض الفترات الزمنية أو خفض معدلات النمو . 
ثانياً : العوال التي أدت إلى ارتفاع معدلات النمو السكاني على مستوى العالم أو أجزاء منه . 
النمو السكاني في المملكة العربية السعودية :
لاشك أن السكان هم الهدف الرئيسي للتنمية وتعاني تقديرات حجم السكان في المملكة خلال الفترات السابقة من تناقص كبير من مصدر إلى آخر وقد شهد عدد السكان في المملكة كمعظم الدول النامية ازدياداً كبيراً خلال النصف الأخير من القرن الميلادي المنصرم . فقد ازداد عدد السكان من ثلاثة ملايين نسمة تقريباً حسب حصر السكان عام 1382هـ إلى سبعة ملايين تقريباً ثم إلى حوالي 17 مليون نسمة حسب تعداد 1413هـ واستمر النمو ليصل عدد السكان إلى حوالي 21 مليون نسمة عام 1421هـ .
توزيع السكان والعوامل المؤثرة فيه : 
يصل عدد سكان الأرض إلى أكثر من 6 بلايين نسمة في عام 2002م ويقدر بحوالي 9 بلايين في عام 2050 ويأتي هذا الاهتمام بتوزيع السكان لما له من أهمية كبيرة في وضع الخطط والبرامج .
توزيع السكان على سطح الكرة الأرضية :
هناك ثلاث مناطق رئيسة لتركز السكان في العالم في نصف الكرة الارضية الشمالي وهي :
- جنوب شرق آسيا . – شمال غرب أوربا - شرق الولايات المتحدة . 
1-قارة آسيا :
وتشمل أكبر دولتين في العالم من حيث عدد السكان هما الصين والهند وتعد من المناطق الشاسعة ذات التبعثر السكاني الواضح ولكنها تتفوق على القارات الأخرى من حيث ارتفاع الكثافة السكانية . 
2- قارة أفريقيا :
يسكن قارة أفريقيا أكثر من 800 مليون نسمة ويتركز معظم سكان القارة في رابع دول هي : 
نيجيريا ومصر والجزائر وجنوب أفريقيا . وإلى جانب مناطق الكقافة المرتفعة نسبياً تسود الصحاري والغابات ذات الكثافة المنخفضة ولذلك تعد قارة أفريقيا من أسرع القارات نمواً سكانياً ولكنها في الوقت نفسه من أكثر القارات فقراً وانخفاضاً في مستويات المعيشة . 
3- قارة أوربا :
يمثل سكان أوربا البالغ عددهم 728 مليون نسمة نحو 12% من إجمالي سكان العالم . يتميز توزيع السكان في قارة أوربا بالانتظام النسبي بحيث يأخذ نمطاً متدرجاً من المناطق ذات الكثافة المرتفعة في الشمال الغربي إلى المناطق الأقل كثافة في اتجاه الجنوب والشرق . 


4-أمريكا الشمالية :
يقع جزء كبير من هذه القارة ضمن نطاق المناخ المعتدل ولاشك ان الكثافة السكانية تتباين من جزء إلى أخر ويمثل سكان أمريكا الشمالية 5% تقريباً من سكان الكرة الأرضية . أما كندا فيصل عدد سكانها 30 مليون عام 2000م . 
5- أمريكا اللاتينية :
يمثل سكان أمريكا اللاتينية 9% من سكان الأرض ففي الشرق يتركز السكان حول نويات تمثلها المدن الكبرى وعواصم الدول مثل ريودي جانيرو وبونيس ايرس وغيرهما .
6- استراليا وماجاورها من جزر ( الاقيانوسية ) :
لاتصل نسبة السكان الاقيانوسية إلى 1% من سكان الكرة الأرضية ويعود السبب في ذلك إلى تاريخ الاستيطان الحديث نسبياً . علاوة على سياسة الهجرة التي تحد من هجرة الأجناس الأخرى . فالكثافة في استراليا لاتتجاوز ثلاثة أشخاص في الكيل المربع في عام 2000 م .
توزيع السكان في الوطن العربي :
تتباين الكثافة السكانية في الوطن العربي من منطقة إلى أخرى ترتفع الكثافة إلى أقصاها في البحرين ولبنان وقطاع غزة وتنخفض في ليبيا وموريتانيا ، ترتبط الكثافة السكانية المرتفعة نسبياً في جنوب غرب شبة الجزيرة العربية كما يسهم وجود الثروات المعدنية ومصادر الطاقة في ارتفاع كثافة السكان وخاصة في بلاد الخليج العربي . 
العوامل المؤثرة في توزيع السكان في العالم :
لاشك أن توزيع السكان يتأثر بمجموعة كبيرة من العوامل المختلفة ويمكن إبراز العوامل المفسرة لتوزيع السكان على سطح الكرة الأرضية بشكل عام فيما يلي :
1- الموقع الجغرافي ( القاري أو البحري ) :
لاشك أن الموقع الجغرافي للمكان أو المنطقة أو الدولة يؤثر على الكثافة السكانية لذا يمكن من خلال فحص خارطة تفصيلية عن توزيع السكان في العالم التوصل إلى ملاحظة أن معظم سكان الارض يعيشون في مناطق لاتبتعد كثيراً عن سواحل البحار .
2- مظاهر السطح ( التضاريس ):
يلاحظ أن تباين التضاريس على سطح الكرة الأرضية من حيث الارتفاع والانخفاض أو من حيث اختلاف أنواعها من مرتفعات وجبال وسهول وأنهار ترتبط أرتباطاً قوياً بالتباين في توزيع السكان .وبناء عليه فإن الجبال تعتبر من مناطق الكثافة المنخفضة جداً وذلك لوعورتها وصعوبة التنقل فيها . 
3- المناخ :
يعد المناخ من اكثر العوامل تاثيراً في توزيع السكان سواء بشكل مباشر من خلال عناصر المناخ والتساقط ويمكن تصنيف المناخ إلى قسمين :
أ- المناخ البارد : لايوجد في المناطق المتجمدة في الأجزاء الشمالية والجنوبية من الكرة الارضية في هذه المناطق فالإنسان يصبح أكثر عرضة لأمراض الجهاز التنفسي كما أن هذه المناطق تتميز بفصل نمو نباتي قصير لايتيح المجال لزراعة محاصيل متعددة . 
ب- المناخ الحار الجاف : على الرغم من أن الصحاري تغطي خمس مساحة اليابسة إلا أن سكانها لايمثلون إلا نسبة صغيرة جداً من سكان الكرة الأرضية .عدم توفر المياه أو ندرتها تحول دون ممارسة الزراعة التي يمكن أن يكون نموها سريعاً .
ج- المناخ الحار الرطب : لاتعتبر المناطق الحارة المطيرة المكان الأمثل لسكنى الإنسان مع بعض الإستثناءات مثل مناطق جنوب شرق آسيا وبعض مناطق تركز السكان في أمريكا اللاتينية . ومن الجوانب السلبية لهذا النوع من المناخ سرعة تكاثر الحشرات والنباتات الضارة .
د- المناخ المعتدل والمعتدل البارد : تعد المناطق ذات المناخ المعتدل من أكثر عناصر الحياة وخاصة المياه وعدم تطرف درجات الحرارة وان معظم السكان يعيشون بين درجتي عرض 20 و 60 شمالاً حيث تقع هذا النطاق الأقاليم الأقاليم المعتدلة والموسمي التي تعتبر أكثر المناطق ملاءمة لسكنى الإنسان . 
4- التربة :
على الرغم من أن التربة تعد المصنع الطبيعي لغذاء الإنسان إلا انه ليس من السهل الربط بين توزيع السكان وأنواع التربة وتركز السكان في بعض المناطق خاصة عندما تكون الزراعة هي النشاط الاقتصادي السائد فالتربة الطموية في دلتاوات الأنهار في مناطق شرق آسيا وفي دلتا النيل وكذلك التربة البركانية في جاوة لها دور كبير في ارتفاع الكثافة السكانية . 
5- الثروات المعدنية ومصادر الطاقة :
لاشك أن الثروات الطبيعية تلعب دوراً كبيراً في جذب السكان بل وإعادة توزيع السكان عند أكتشافها واستغلالها في مناطق معينة . وتزايد الحاجة إلى المعادن ومصادر الطاقة كالفحم والحديد .أدى ذلك إلى تركز السكان بجوار أماكن توافر هذه المواد . 
6- النشاط الاقتصادي السائد :
يلعب النشاط الاقتصادي دوراً هاماً في نمط توزيع السكان . تسهم الصناعة في وجود كثافة سكانية مرتفعة مقارنة بالأنشطة الزراعية بشكل عام وينبغي الإشارة إلى أن النشاط الاقتصادي السائد يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعوامل المذكورة أنفاً ويؤثر بالاشتراك معها في توزيع السكان وبناء على ماسبق يتضح تأثير الصناعة وتركزها في المدن . 
7- النقل :
لقد أسهمت طرق النقل وخطوط السكك الحديدية بدورها في نشأة بعض المراكز العمرانية وازدياد الكثافة السكانية في بعض الأماكن .كما أسهم النقل البحري في نشأة الموانئ وتركز السكان في المناطق المجاورة لها . لذلك يلاحظ انتعاش ونمو بعض المراكز العمرانية التي تقع على خطوط النقل وانكماش تلك التي تقع بعيداً عن الطرق وخطوط النقل .

8- التنمية الاقتصادية واتجاهاتها :
يرتبط هذا العامل أرتباطاً وثيقاً بالعوامل الثلاثة السابقة ( المعادن ومصادر الطاقة والنشاط الاقتصادي والنقل ) إذ تلعب استراتيجيات التنمية وأهدافها دوراً كبيراً في توزيع السكان ونمو أعدادهم دوراً كبيراً في توزيع السكان ونمو أعدادهم .فالهجرة آلية مهمة من خلالها يتم إعادة توزيع السكان وذلك بتأثير الحوافز والدوافع المتمثلة في توفر فرص العمل والخدمات الأساسية .
9- العوامل التاريخية والحروب :
بما تفسر العوامل التاريخية انماط توزيع السكان في بعض المناطق فعلى سبيل المثال لا أحد ينكر البصمات التي تركها الاستعمار على توزيع السكان في قارة أفريقيا كما ان هناك تغير كثير من الحدود في أوربا بعد الحرب العالمية الثانية أحدث تحركات سكانية كبيرة وأخيراً أدى تفكك الاتحاد السوفيتي السابق وما اعقبه من حروب في البوسنة والهرسك وكوسوفا إلى تهجير إجباري وتحركات سكانية كبيرة . أسهمت في تغيير الخارطة السكانية لتلك المناطق . 
10- الزيادة الطبيعية والسياسات السكانية :
تؤثر العوامل الديموغرافية المتثملة في المواليد والوفيات أو الزيادة الطبيعية على نمو السكان ومن ثم زيادة تركز السكان أو انخفاض الكثافة وتبعثر إعداد السكان فالتباين في معدلات المواليد بين المناطق الجغرافية يؤدي خلال فترة من الزمن إلى تغير في توزيع السكان نتيجة تزايد أعداد السكان أو تناقصهم في تلك المناطق . كذلك فإن التقدم التقني الهائل الذي حققه الإنسان خلال القرن العشرين مكن الإنسان وخاصة في الأقاليم المتقدمة من العيش في أي مكان بصرف النظر عن الظروف القاسية . وتبقى رغبات الإنسان وميوله مهمة ايضاً . 
الأساليب المستخدمة في دراسة توزيع السكان :
أولاً : مقاييس الكثافة السكانية :
لقد ظهر مقياس الكثافة السكانية لأول مرة في الخرائط المعدة لتخطيط خطوط الحديد الإيرلندية في عام 1837 هـ وتقاس الكثافة باستخدام العديد من الطرق أو الأساليب فهناك الكثافة الحسابية أو العامة . 
1- الكثافة الحسابية أو الخام :
تعتبر الكثافة الحسابية أكثر مقايس الكثافة شيوعاً واستخداماً وأسهلها حساباً لذلك يطلق عليها الكثافة السكانية لشيوع استخدامها وتداولها بين الناس مقارنة بالمقاييس الأخرى للكثافة وتعتمد على افتراض أن السكان يتوزعون بالتساوي على مساحة الدولة أو المنطقة . تحسب الكثافة السكانية لإجمالي مساحة جمهورية مصر العربية على الرغم من أن مساحة المنطقة القابلة للسكنى لاتتجاوز 6% .
2- الكثافة الفيزيولوجية :
قد ينظر إلى الكثافة الفيزيولوجية لأنها أكثر مدلولاً من الكثافة الخام أو الحسابية وذلك لانها تستبعد الصحاري والأراضي البور ولكنها ليست شائعة الاستخدام لصعوبة الحصول على البيانات المطلوبة لحسابها وتمثل الكثافة نسبة السكان إلى مساحة الأرض التي تم استثمارها اقتصادياً في الزراعة مع استبعاد الارض غير المنتجة .تعطي الكثافة الفيزيولوجية فكرة عن العلاقة بين عدد السكان والموارد الزراعية المتوافرة في المنطقة أو الإقليم

3-الكثافة الزراعية : 
الكثافة الزراعية هي عبارة عن نسبة السكان الزراعيين إلى مساحة الأراضي المزروعة وتستخدم لقياس العلاقة بين الأيدي العاملة في الزراعة والأراضي الزراعية . ففي الدول المتقدمة تكون الكثافة الزراعية منخفضة لأنه بإمكان عدد قليل من المزارعين زراعة أراضي شاسعة لتوفير الغذاء لأعداد كبيرة من السكان . مما يتيح لكثير من الناس العمل في المصانع والمكاتب والدكاكين . 
4- الكثافة الاقتصادية :
يمكن قياس أنواع أخرى من الكثافات السكانية ومن هذه الأنواع مايمكن أن يطلق عليه 
" الكثافة الاقتصادية " لم يتفق المتخصصون على تعريف مناسب لهذا النوع من مقاييس الكثافة السكانية لذلك فإن الكثافة الاقتصادية تكمل هذا النقص خاصة بعدما أصبح إيجاد حجم المساحات المستغلة سهلاً وميسراً من خلال استخدام المرئيات الفضائية . 
5- درجة التزاحم :
درجة التزاحم هي عبارة عن نسبة عدد السكان في منطقة جغرافية معينة أو وحدة مكانية عدد الغرف السكنية في تلك المنطقة أو الوحدة أي نصيب الغرفة من الافراد وعادة مايكون عدد الغرف مختصراً على الغرف الصالحة للمعيشة فقط مثل غرف النوم . 
ثانياً :مؤشر التركز :
لقد وضع هوفر هذا المؤشر لفحص توزيع السكان في الولايات المتحدة الأمريكية لذلك يطلق عليه أحياناً مؤشر هوفر ويعبر عن هذه النسبة بمتوسط الفروق المطلقة بين العدد النسبي للسكان والعدد النسبي للمساحة وذلك لمختلف المناطق بالدولة أو الوحدات المكتبية أو الأحياء بالمدينة . يستخدم هذا المؤشر في تطبيقات عديدة ومتنوعة ويطلق عليه أسماء كثيرة تبعاً لطبيعة التطبيق ومن هذه التطبيقات :
1- يعتبر هذا المؤشر من الطرق المعتادة لقياس الارتباط المكاني . بالاعتماد على منحنى لونز أو يحسب مباشرة من البيانات كما سبق إيضاحه . 
2- في بعض المجالات مثل مجال بيانات العمل على سبيل المثال يأخذ هذا المؤشر مدلولات أخرى .
3- يأخذ المؤشر مدلولاً مختلفاً عند تطبيقه في مجال التوظيف .
4- في مجال استخدامات الأرض أو المجالات الزراعية يعطي المؤشر مدلولاً يطلق عليه معامل التركز المكاني . 
5- يطبق في مجال دراسات السكن على وجه الخصوص .
ثالثاً : منحنى لورنز:
يعد من الطرق أو الأساليب البيانية المستخدمة لقياس عدم التساوي في توزيع ظاهرات كثيرة ومتنوعة مثل الدخل والخدمات الصحية والتعليمية . ويقوم منحنى لورنز على المقارنة بين التوزيع الفعلي للظاهرة المدروسة من جهة والتوزيع المثالي من جهة أخرى . وعلاوة على بساطة فهم منحنى لورنز وسهولة إنشائه فإنه يعطي مدلولات مختلفة للتوزيع حسب الأشكال ومنها :
1- إذا كان توزيع الظاهرتين المدروستين متماثلاً فإن المنحنى يأتي خطاً مستقمياً يمثل القطر للمربع وفي هذه الحالة يكون توزيع السكان منتظماً جداً ,
2- الفرق بين التوزيع المنتظم والتوزيع الفعلي للظاهرة هو الفرق بين القطر والمنحنى .
3- الحالة المتطرفة تحدث عندما يتبع المنحنى المحور الأفقي ثم يتبع أو يقترب في المحور العمودي .
طريقة إنشاء منحنى لورنز :
يمكن حساب القيم المطلوبة ومن ثم إنشاء منحنى لورنز باتباع الخطوات التالية :
1- نقوم بحساب الكثافة الحسابية لكل وحدة مكانية أو منطقة جغرافية .
2- يتم ترتيب هذه الوحدات المكانية أو المناطق المدروسة تبعاً لقيم الكثافة . 
3- نقوم بحساب نسب المساحة ونسب السكان في كل وحدة مكانية أو منطقة جغرافية . 
4-نقوم بحساب التكرار المتجمع الصاعد لكل من نسب المساحة ونسب السكان .
5- بناء على النسب التراكمية المحسوبة في الخطوة السابقة نقوم يرسم المنحنى. 
توزيع السكان في المملكة العربية السعودية :
يتركز نصف سكان المملكة في منطقتين هما الرياض – ومكة المكرمة . بل أن ثلثي سكان المملكة تقريباً يقطنون في ثلاث مناطق إدارية هي الرياض ومكة المكرمة والشرقية . وعلى الرغم من التغير في نسب السكان في معظم المناطق الإدارية إلا ان ترتيب المناطق النسبي لم يحدث عليه تغيير كبير خلال الفترة (1394 -1421هـ) .الكثافة السكانية في المملكة العربية السعودية :
لقد ازدادت الكثافة السكانية في المملكة العربية السعودية خلال العقود الثلاثة الماضية من 1.70 نسمة في الكيل المربع في عام 1382هـ إلى ثلاثة أشخاص تقريباً عام 1394هـ وإلى تسعة أشخاص في الكيل المربع في عام 1421هـ وعلى الرغم من أن هذه الزيادات المستمرة إلا أن الكثافة السكانية في المملكة تعد منخفضة جداً إذا ماقورنت ببعض الدول الأخرى . 
تركيب السكان العمري والنوعي :
لا نبالغ إذا قلنا أن تركيب السكان هو المفتاح لفهم كثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المجتمع وفي الحقيقة هناك أنواع كثيرة لتركيب السكان من أهمها التركيب العمري والنوعي وبعض الخصائص الأخرى مثل العرق والدين والحالة الزواجية والجنسية والتعليم والمهنة والحالة العملية . وبناء عليه فإن التركيب العمري هو عبارة عن عدد السكان أونسبهم في الأعمار أو الفئات العمرية المختلفة ويقصد بالتركيب النوعي من جهة أخرى تصنيف السكان إلى ذكور وإناث ويعتبر التركيب العمري والنوعي من اهم أنواع التركي السكاني في الدراسات الديموغرافية بشكل عام .أهم أنواع التركيب السكاني مايلي :
1- لاشك أن الشباب هم عدة المستقبل وهذا الأمر اصدق مايكون بالنسبة لوضع السكان ومستقبل النمو السكاني . فالمجتمع الذي يتكون من عدد كبير من الشباب سينمو بمعدلات أسرع بصرف النظر عن مستوى الخصوبة . 
2- يتأثر التركيب العمري بالعمليات الديموغرافية الثلاثة ( الخصوبة والوفيات والهجرة ) .لذا يؤخذ التركيب العمري في الاعتبار عند مقارنة الدول فيما يتعلق بمعدلات الخصوبة او الوفيات أو الهجرة . 
3- تعتبر المعلومات عن التركيب العمري مهمة جداً في التخطيط للقوى العاملة وكذلك بالنسبة للتخطيط التربوي .
4- توجد علاقة بين التركيب العمري والسياسات العامة وبخاصة الإنفاق العام على بعض الخدمات الخاصة ببعض الفئات العمرية كالأطفال أو كبار السن على سبيل المثال . 
5- تسهم معرفة خصائص التركيب السكاني في فهم البناء الاجتماعي وما يحدث فيه من تغيرات وتطورات كما تستخدم كثير من الخصائص والسمات السكانية كالتركيب العمري والنوعي .
6- بناء على بيانات التركيب العمري يمكن تصنيف المجتمعات إلى فتية أو ناضحة أو هرمة والمقارنة بينها بعبارة اخرى من خلال قياس التركيب السكاني وتحديد خصائصه وأنماطه يمكن مقارنة البلدان أو المناطق الجغرافية أو المدن فيما يتعلق بالخصائص الديموغرافية وغير الديموغرافية .
7- من خلال النظر إلى طبيعة التركيب العمري يمكن أن يستدل على النمط السائد للحالة الصحية في المجتمع 
مصادر بيانات العمر والنوع :
أ- تصغير الأعمار أو تكبيرها لأسباب ذاتية او اعتقادات وهمية من قبل بعض الناس . 
ب- ميل كثير من الناس إلى التقريب لأرقام تنتهي بالصفر أو الخمسة . 
ج- عدم ذكر الأطفال الرضع وبخاصة الإناث مما ينتج عنه انخفاض ملحوظ في نسبة السكان.
أولاً : التركيب العمري :
في ضوء ماسبق يحظى التركيب العمري بأهمية كبيرة سواء بالنسبة لمتخذي القرارات وصناع الاستراتيجيات والسياسات الاقتصادية والاجتماعية .
المؤشرات والمقاييس للتركيب العمري :
1- نسب السكان في الفئات العمرية الكبرى : تلجأ بعض دراسات التركيب العمري وبخاصة الدراسات الاقتصادية أو المهتمة بشيخوخة السكان إلى تصنيف السكان إلى ثلاث فئات عمرية كبرى ومن ثم حساب النسب على النحو التالي :
أ- نسبة صغار السن ( اقل من 15 سنة ) أكثر من 40% في كثير من الدول بينما لاتتجاوز 20-25% في كثير من الدول المتقدمة .
ب- نسبة البالغين ( متوسطي السن ) وتشمل هذه الفئة أفراد قوة العمل في أي مجتمع وتتأثر هذه الفئة بالهجرة بدرجة اكبر من الفئات الأخرى وذلك لان السكان في هذه الفئة هم أكثر ميلاً للهجرة من غيرهم . 
ج- نسبة كبار السن أو المسنين (65 فأكثر ) وتشمل هذه الفئة كثيراً من المتقاعدين والإناث والأرامل . 
السمات العمرية العامة للسكان في المملكة العربية السعودية :
يتميز المجتمع العربي السعودي بفتوته بوصفه أحد المجتمعات النامية فنسبه صغار السن تصل إلى نحو 42% من إجمالي السكان حسب بيانات تعداد 1413هـ وهذه النسب تعد مرتفعة إذا ماقورنت بمثيلاتها في بعض الدول النامية إذ تقدر نسبة صغار السن عام 1992م نحو 33% ونسبة كبار السن تصل أعمارهم إلى 65 سنة أو أكثر إلى 1.6 % من إجمالي السكان في المملكة ولكنها تصل إلى 6% في العالم بشكل عام .
2- نسب الإعالة :
تعد نسب الإعالة من المؤشرات التي لها مدلولات اقتصادية واجتماعية مهمة وتتناسب نسبة الإعالة عكسياً مع نسبة قوة العمل إلى إجمالي السكان في الدولة . وبالأعتماد على تصنيف السكان إلى ثلاث مجموعات عمرية كبرى يمكن حساب نسب الإعالة سواء كانت للصغار أو الكبار أو الإعالة الكلية . 
3- الهرم السكاني :
يحتل الهرم السكاني أهمية كبيرة لدى الديموغرافيين لانه يمكن ان يعطي فكرة عن الماضي الذي قد يمتد إلى مائة عام وصورة للحاضر . وهو عبارة عن شكل بياني يوضح الحجم العددي المطلق للسكان في الفئات العمرية أو نسبهم حسب العمر والنوع . وهناك نوعان من الأهرام السكانية هما :
1- الهرم العددي : يعتمد إنشاء هذا النوع على عدد السكان في الفئات العمرية مباشرة دون تحويلها إلى نسبة مئوية .
2- الهرم النسبي : يبنى هذا النوع من الأهرام على نسب السكان في الفئات العمرية المختلفة وتجدر الإشارة إلى جميع السكان في الفئات العمرية منسوبة إلى إجمالي السكان . 
يمكن تصنيف الأهرام السكانية إلى ثلاثة أنواع :
1- الموسع : يسمى أحياناً عريض القاعدة ويتميز بنسب كبيرة من السكان في الاعمار الصغرى وفي المقابل نسب صغرى من كبار السن نتيجة ارتفاع مستوى الخصوبة . 
2- المتقلص : يتميز بنسب اقل من السكان في الاعمار الصغرى . 
3- الثابت : يتميز هذا النوع بنسب متقاربة من السكان في الفئات العمرية المختلفة .مع تناقص تدريجي نحو قمة الهرم . ويكون النمو السكاني منخفضاً في المجتمع الذي يكون تركيبه العمري مشابهاً لهذا النوع ويمكن اعتبار الهرم السكاني لدولة السويد نموذجاً قريباً لهذا النوع .
تصنف الأهرام إلى أربعة أنواع :
1- الهرم المثلث : يشبه شكل المثلث ويمثل البلدان التي ترتفع بها كل من معدلات المواليد والوفيات . 
2- الهرم السكاني مقعر الجوانب : هو ضيق القمة وعريض القاعدة مع تقعر ملحوظ في أضلاعه الجانبية . 
3- الهرم السكاني المشبه بخلية النحل : ويمثل التركيب العمري في بعض البلدان التي تشهد انخفاضاً في كل من معدلات الخصوبة .
4- الهرم السكاني المتقلص القاعدة : يمثل هذا النوع نمط التركيب العمري في البلدان التي تشهد انخفاضاً سريعاً في معدلات الخصوبة مما يسبب تقلصاً في قاعدة الهرم السكني . 
4- العمر الوسيط : وهو احد المؤشرات الإحصائية المعروفة بمقاييس النزعة المركزية في علم الإحصاء ويستخدم في دراسة التركيب العمري من اجل التعرف على طبيعته وأنماطه وسماته . 
5- متوسط العمر : 
يعد الوسط الحسابي أكثر مقاييس النزعة المركزية شيوعاً واستخداماً لسهولة حسابه وإمكانية التعامل معه جبرياً بالإضافة إلى أن جميع القراءات أو القيم المدروسة تؤخذ في الاعتبار عند حسابه .
6- مؤشر التعمر :
من المؤشرات المستخدمة في دراسة التركيب العمري مايسمى بمؤشر التعمر وهو عبارة عن التناسب بين كبار السن من جهة وصغار السن من جهة أخرى .
العوامل المؤثر في فتوة أو شيخوخة السكان :
يتاثر التركيب العمري بالعديد من العوامل التي تجعل المجتمع فتياً يمثل الشباب نسبة كبيرة من افراده من جهة أو تؤدي إلى شيخوخته وهرمه بحيث يمثل كبار السن نسبة مرتفعة نسبياً .العوامل المؤثرة في فتوة المجتمعات البشرية فيما يلي :
 انخفاض الخصوبة .
 انخفاض مستوى الوفيات يحدث في الغالب في الأعمار الصغرى ولكنه ضئيلاً .
 الكوارث والمجاعات والحروب .
 تعتبر الهجرة من العوامل المؤثرة في شيخوخة المجتمعات . 
علاقة التركيب العمري بالخصوبة والوفيات والهجرة : يمكن صياغة العلاقة بين التركيب العمري والعمليات الديموغرافية وذلك على النحو التالي :
1- العلاقة بين التركيب العمري ومعدلات الخصوبة :
يؤثر التركيب العمري على الخصوبة ويتأثر بها فالخصوبة هي العامل الرئيس المؤثر في التركيب العمري وبخاصة في تعمر المجتمعات وفتونها كما ان التركيب العمري يؤثر في الخصوبة من خلال ما يسمى بقوة الدفع . 
2- العلاقة بين التركيب العمري والهجرة :
العمر هو عامل مهم من عوامل الهجرة بل هو من أبرز السمات التي تبنى عليها أنتقائيه الهجرة كما ان الهجرة نفسها تحدث تأثيراً ملحوظاً على التركيب العمري . 
3- نسبة النوع عند الميلاد :
تعد نسبة النوع عند الميلاد من المؤشرات المهمة في دراسات التركيب النوعي للسكان أما بالنسبة للمجتمع السعودي فهذه النسبة لاتبتعد عن الرقم المذكور كثيراً وتقدر نسبة النوع عند الميلاد في المملكة بنحو 106 مولود ذكر مقابل 100 أنثى .
4- نسب الذكورة والأنوثة :
على الرغم من شيوع النسب المذكورة آنفاً واستخدامها بكثرة ألا أن بعض الدارسين يميلون إلى استخدام نسب آخرى مثل نسبة الذكور إلى إجمالي السكان او نسبة الإناث .
العوامل المفسرة للتباين المكاني في نسب النوع :
أولاً : تعد الهجرة من أهم العوامل حيث تسهم الهجرة المغادرة في العادة في خفض هذه النسبة لأن الذكور يعدون أكثر ميلاً للهجرة أكوادور في أمريكا الوسطى من جهة أخرى تؤدي الهجرة الداخلية إلى ارتفاع نسب النوع في المدن مقارنة بالقرى أو المناطق الريفية في السعودية ومعظم الدول العربية . 
ثانياً : يعد نمط الوفيات من العوامل المهمة المؤثرة في نسبة النوع إذ ان وفيات الذكور أعلى من وفيات الإناث في كل الفئات العمرية . وبخصوص التباين بين الذكور والإناث في نمط الوفيات . 
ثالثاً : قد تعد نسبة النوع عند الميلاد من العوامل المؤثرة في نسبة النوع فهي قد تختلف من بلد إلى اخر مما يحدث زيادة أو نقصاً في أعداد الذكور بالنسبة للإناث في المجتمع بشكل عام .كذلك يلاحظ اختلاف واضح بين الدول في نسب النوع للمواليد الذين لم يكملوا عامهم الأول .
رابعاً : من المتوقع أن يكون مستوى الخصوبة من العوامل المؤثرة في نسبة النوع لجملة السكان من خلال مايتركه من أثر على التركيب العمري وعندما يكون التركيب العمري فتياً فإنه يسهم في رفع نسبة النوع للسكان بسبب ارتفاع نسبة النوع لمجموعة صغار السن .
العوامل المؤثرة في التركيب النوعي في البلدان العربية فيما يلي :
1- عدم الدقة في تسجيل الإناث وبخاصة في بعض الفئات السكانية .
2- الخطأ في تسجيل أعمار البنات وخوصاً في الأعمار التي تتراوح بين 10-19 سنة . 
3- ارتفاع وفيات الأمهات بسبب الحمل المبكر والمتكرر . 
4- هجرة الذكور للعمل في خارج بعض البلدان العربية . 
خصائص السكان الاجتماعية والاقتصادية :
التركيب الزواجي :
يقصد بالتركيب الزواجي تصنيف السكان حسب فئات الحالة الزواجية للحصول على أعداد أو نسب السكان في فئاتها الأربع وتعد الحالة الزواجية من خصائص السكان الأساسية المكتسبة كذلك فإن معدلات الزواج والطلاق والترمل ابعاداً اقتصادية واجتماعية وسياسية مهمة .
بيانات الزواج والطلاق :
تعتمد دراسات الحالة الزواجية على ماتوفره التعدادات السكانية والمسوحات الديموغرافية بالإضافة إلى تسجيلات الزواج والطلاق التي يتم جمعها من خلال مكاتب عقود الانكحة ويمكن الحصول على بيانات الزواج والطلاق من خلال النشرات التي تصدرها الجهات المعنية مثل إدارات الإحصاء وكذلك وزارة العدل ،وزارة العمل والشئون الاجتماعية بالإضافة إلى ماتوفره الأمم المتحدة في مطبوعاتها الكثيرة .
العمر عند الزواج :
يتفاوت العمر القانوني للزواج من دولة إلى أخرى وكذلك العمر عند الزواج الأول وذلك بسبب اختلاف الاعراف والتقاليد والأنظمة بين دول العالم فمعظم الدول تفرض سناً قانونياً للزواج في حين يترك الأمر للأسرة في بعض الدول . بل أن بعض الدول تفرض سناً للذكور وآخر للإناث وأحياناً يتطلب الزواج إذن الوالدين لإتمامه .
التباين المكاني في معدلات الزواج والطلاق :
من خلال بيانات الزواج والطلاق التي توفرها وزارة العدل في المملكة العربية السعودية وباستخدام بيانات تعداد السكان فإنه يمكن حساب معدلات الزواج والطلاق الخام وكذلك معدلات الزواج والطلاق العام للسكان السعوديين على مستوى المملكة وفي المناطق الإدارية وبناء عليه يتبين ان معدل الزواج الخام يصل إلى 5.5 في الالف ولا يكاد يتجاوز معدل الطلاق الخام في الألف لعام 1413هـ .وبالمقارنة ببعض الدول الأخرى تبدو هذه المعدلات منخفضة نسبياً .
التركيب الاقتصادي للسكان :
العمل والإنتاج مرتبطان بوجود الإنسان وبقائه فخلال مراحل التطور الحضاري من مرحلة الجمع والالتقاط والصيد إلى مراحل الزراعة ثم الصناعة فمفهوم التخطيط ليس مقتصراً على تخصيص الموارد الاقتصادية فحسب بل يتعداه إلى نطاق أوسع ليهتم بتعزيز الموارد وتنميتها وبشكل أساسي المورد البشري . القوة البشرية بوصفها ثروة وموارد لا تقل في أهميتها عن الموارد الطبيعية بمكوناتها المختلفة بل تفوفها أهمية لكونها عنصراً مهماً لابد من توافره لاستغلال الموارد والإمكانيات المتاحة .
المفاهيم الرئيسة والمقاييس المهمة :
1- السكان النشطون اقتصادياً : يصنف السكان إلى فئتين هما : السكان النشطون اقتصادياً والسكان غير النشطون اقتصادياً ويتكون النشطون أقتصادياً من الأفراد الذين يمثلون العرض من العمال لإنتاج السلع والخدمات أثناء فترة الإسناد من الافراد الذين يمثلون العرض من العمال لإنتاج السلع والخدمات أثناء فترة الإسناد الزمني او الفترة المرجعية لجمع البيانات . 
2- قوة العمل : ينقسم السكان في أي مجتمع إلى مجموعتين رئيستين :
الاول : تمثل قوة العمل والثانية بقوة العمل جميع الافراد الذين هم في سن العمل . وهنا يتضح أنه لا بد أن يكون الشخص قادراً على العمل ويزاوله أو يبحث عنه لكي يصنف ضمن قوة العمل .
3- الحالة العملية : يصنف السكان حسب حالتهم العملية وتشمل أصحاب العمل الذين يوظفون وأصحاب العمل الذين لايوظفون والعاملين بأجر أو بدون أجر وبناء عليه يمكن أن يكون الفرد إما مشغولاً أو متعطلاً عن العمل وتكمن أهمية هذا النوع من التصنيفات في انه يبرز مقدار التعطل عن العمل الذي على أساسه يمكن حساب معدل في المجتمع . 
4- النشاط الاقتصادي :
هناك تصنيفات عديدة للمجال الذي يعمل فيه الفرد فهناك التصنيف الدولي الموحد للنشاط الاقتصادي ويشمل الأقسام الرئيسة التالية :
1- الزراعة والصيد 2- المناجم والمحاجر والبترول 3- الصناعات التحويلية 4- الكهرباء والغاز والمياه 5- التشييد والبناء 6- تجارة الجملة والتجزئة 7- النقل والمواصلات 
8- المال والتأمين 9- الخدمات الاجتماعية والشخصية .10- غير مبين . 
5- التركيب المهني :
يصنف السكان على أساس المهنة أو نوع الحرفة التي يمارسها ، ظهرت نتائج تعداد السكان في المملكة لعام 1413هـ بأقسام المهن الرئيسة التالية :
1- المهن العملية والفنية وتنقسم إلى أقسام فرعية عديدة جداً .
2- المديرون والإداريون ومديرو الأعمال .
3- الموظفون التنفيذيون والكتبة .
4- أعمال ( عمال ) البيع .
5- العاملون في الخدمات . 
6- القائمون بأعمال الزراعة وتربية الحيوان وصيد البر والبحر . 
7- عمال الإنتاج وتشغيل وسائل النقل والعمال العاديون ( الفعلة ) .
8- غير مبين . 

معدلات المشاركة في النشاط الاقتصادي :
تعد معدلات النشاط الاقتصادي أو الإسهام في قوة العمل من الأمور المهمة لتأثيرها بالعديد من العوامل الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية كما أن هناك عاملان يحددان نسبة السكان المشاركين في قوة العمل يتمثل العامل الأول في الرغبة في المشاركة في قوة العمل التي تعكسها معدلات النشاط لفئات عمرية ونوعية مختلفة .و يتمثل العامل الثاني في مجموعة العوامل الديموغرافية وخاصة التركيب العمري والنوعي الذي تحدده كل من الخصوبة والوفيات والهجرة .
المؤشرات المستخدمة في قياس النشاط الاقتصادي :
1- معدل النشاط الاقتصادي الخام : ويمثل نسبة قوة العمل إلى إجمالي السكان ويطلق عليه معدل النشاط الأولي وقد يحسب هذا المعدل حسب النوع والفئات السكانية المختلفة كالجنسيات وغيرها وذلك لأغراض المقارنة بين مجموعة سكانية وأخرى . 
2- معدلات الإسهام أو المشاركة الاقتصادية : يعد قياس معدل المشاركة في قوة العمل من المؤشرات المهمة في دراسات القوى العاملة وبخلاف المعدل الخام للنشاط الاقتصادي وتقاس معدلات المشاركة في النشاط الاقتصادي بنسبة عدد الأشخاص ذوي النشاط الاقتصادي كما يمكن الحصول على معدلات المساهمة حسب النوع لكل من الذكور والإناث أو الفئات عمرية معينة . لذا يطلق عليها أحياناً معدلات المشاركة النوعية والعمرية . 
الخصائص التعليمية :
لايعتمد تقدم الأمم والشعوب على الموارد الطبيعية فقط بل يتعداه إلى تنمية الموارد البشرية فعلى الرغم من أهمية الثروات الطبيعية والموارد الاقتصادية إلا أن الثروة البشرية لاتقل أهمية أو شأناً في تنمية المجتمعات وتطويرها ومن ثم الاستفادة من مواردها وثرواتها الطبيعية بالشكل الفعال وهذا يؤكد على أهمية التعليم ويدعو إلى ضرورة الاستمرار في زيادة المعارف وتطوير المهارات لدى أفراد المجتمع . تكمن أهمية دراسة الخصائص التعليمية فيما يلي 
1- تؤدي بيانات الخصائص التعليمية للسكان دوراً مهماً أثناء التخطيط للتعليم من جهة وللقوى العاملة من جهة اخرى . فالتعليم هو احد المدخلات المهمة لرفع الإنتاجية وزيادة الإنتاج .
2- يرتبط تركيب السكان حسب الحالة التعليمية بظاهرات أخرى كمستويات الخصوبة والزواج والطلاق والهجرة ومعدل المشاركة الاقتصادية ونوع المهنة وغيرها . 
3- يستخدم التعليم بوصفه متغيراً مهماً في كثير من الدراسات الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية والإعلامية لتفسير ظاهرات بشرية كثيرة ومتنوعة . 
المستوى العام للحالة التعليمية في المملكة :
شهدت العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الميلادي المنصرم تقدماً هائلاً وتوسعاً كبيراً في الخدمات كافة وخاصة التعليم مما انعكس على تغيرات اجتماعية واقتصادية ملحوظة في المجتمع العربي السعودي .ويؤكد ذلك ماتشير إليه بيانات تعداد السكان الذي اجري في عام 1413هـ والمسح الديموغرافي المنفذ عام 1419هـ من ان نسب المتعلمين ومن يعرفون القراءة والكتابة تصل إلى أربعة أخماس السكان 81% في حين لا تمثل نسبة الأمية سوى 
18 % بعدما كانت الأمية هي السمة الشائعة والسائدة في المجتمع .تشكل فئة الحاصلين على الشهادة الجامعية فما فوق نسبة قدرها 9% من إجمالي السكان في عام 1419هـ بينما كانت نسبة هذه الفئة لاتتجاوز 1% في عام 1394هـ وهذا يعد إنجازاً كبيراً في مجال التعليم كذلك خفض نسبة الأمية بين المواطنين والمواطنات .فمن الواضح انه على الرغم من الجهود الكبيرة والتحسن الملحوظ خلال السنوات الأخيرة إلا أن الطريق لا يزال طويلاً لتحقيق الطموحات المتمثلة في القضاء التام على الأمية في المملكة . 
الخصائص التعليمية لإجمالي السكان في المناطق الإدارية :
تتفاوت الخصائص التعليمية من مجموعة سكانية إلى أخرى وتتباين مستوياتها من منطقة جغرافية إلى اخرى فبالنسبة للتباين الجغرافي في الحالة التعليمية لإجمالي السكان في المملكة يلاحظ أن منطقة جازان تأتي في المقدمة من حيث ارتفاع مستوى الأمية إذ تصل فيها حوالي 34% وتليها منطقة الباحة 30% وبعد ذلك نجران وعسير بنسب متفاوته .أما المناطق التي تنخفض فيها مستويات الأمية فتأتي الرياض والشرقية في مقدمتها بنحو 12% أما بالنسبة للمستويات التعليمية من فئة الجامعة فأعلى فتظهر نمطاً واضحاً يتمثل في ارتفاع نسب الحاصلين على هذه الشهادات العليا في مناطق الرياض والشرقية ومكة المكرمة .
النمو السكاني والتحول الديموغرافي :
يعد النمو السكاني من المسائل الدولية التي تحظى باهتمام جميع الدول المتقدمة والنامية على حد السواء فهناك من يخشى النمو السكاني ويعد العدة لكبح جماحه .
أولاً : النمو السكاني بناء على الإحصاءات الحيوية :
لعله من المناسب في البداية فهم مكونات النمو السكاني من خلال مايعرف بمعادلة الموازنة التالية :
س2 = س1 + ( م-و) + ( هـ و – هـ م ) حيث ان س1 – س2 ترمزان إلى أعداد السكان في فترة سابقة ولاحقه على التوالي .في حين أن " م " ترمز لعدد المواليد و " و " لعدد الوفيات وتدل " هـ و " على حجم الهجرة الوافدة و " هـ م " حجم الهجرة المغادرة خلال الفترة وتوضح الصيغة السابقة مكونات التغير السكاني المتمثلة في الزيادة الطبيعية وصافي الهجرة وينبغي عليه أن تميز بين الزيادة الطبيعية وبين النمو السكاني فمعدل الزيادة الطبيعية هو المعدل الذي يزيد به عدد السكان أو ينقص خلال سنة أو فترة زمنية معينة بسبب الفرق بين المواليد والوفيات . 
ثانياً : طرق حساب معدل النمو باستخدام بيانات التعدادات السكانية :
في حالة عدم توافر بيانات من التسجيلات الحيوية فإنه يمكن استخدام بيانات تعدادين سكانيين لحساب معدلات النمو ومن ثم تقدير حجم السكان في المستقبل وذلك باستخدام احدى الطرق المعروفة التالية :
1- الطريقة أو المتوالية العددية 2- المتوالية الهندسية 3- المتوالية الأسية . 
1- المتوالية العددية :
تستند هذه الطريقة على افتراض أن السكان يتزايدون سنوياً بمقدار عددي ثابت وهذا يعني ثبات التغير السنوي في نمو السكان طبقاً لمتوالية عددية وهذا أمر قد لايكون واقعياً على المدى الطويل باختصار إذا كان لدينا عدد السكان في دولة ما بناء على تعدادين في فترتين مختلفتين ويمثل " س " عدد السكان في الفترة السابقة أو حسب التعداد الثاني .
2- المتوالية الهندسية : 
تعد هذه الطريقة من الطرق الشائعة الاستخدام في تقدير عدد السكان على افتراض أن عدد السكان يتزايد سنوياً بمعدل ثابت أي على أساس قاعدة الربح المركب وتأخذ هذه الطريقة الصيغة التالية : س 2 = س1
( 1+ ر )ن وليس من الضرورة ضرب نتيجة هذه الصيغة في مائة إلا عند الرغبة في الحصول على معدل نمو مئوي . 
3- المتوالية الأسية :
تعد هذه الطريقة إلى جانب الطريقة السابقة من أكثر الطرق استخداماً في تقدير عدد السكان أو حساب معدلات النمو بناء على عدد السكان حسب تعدادين سكانيين على هذه الصيغة :
س2 = س1 هـ ر(ن) وليس من الضروري ضرب نتيجة هذه الصيغة في مائة إلا عند الرغبة في الحصول على معدل نمو مئوي وعلى أية حال للتعرف على الفرق بين هذه الطريقة والطريقة السابقة دعنا نفترض أن احد الناس أودع ف البنك 1000 ريال على أساس أن معدل الفائدة تساوي 10% سنوياً في هذه الحالة لو استخدمنا الطريقة العددية سيكون لدى هذا الشخص مبلغ 1400 ريال بعد مضي اربع سنوات أما إذا كان استخدام طريقة الربح المركب فإنه سيكون في حسابه مبلغ قدره 1464 ريالاً عند نهاية الفترة . وبناء عليه أن الطريقة العددية تعتمد على الزيادة بمقدار عددي ثابت في حين أن الطريقة الهندسية تعتمد على معدل ثابت يماثل طريقة الربح المركب . 
3- المتوالية الآسية :
تعد هذه الطريقة إلى جانب الطريقة السابقة من أكثر الطرق استخداماً في تقدير عدد السكان أو حساب معدلات النمو بناء على عدد السكان حسب تعدادين سكانيين . وتأخذ الصيغة التالية
س2 = س1 هـ ر (ذ)
حيث تم ذكر دلالات الرموز الواردة في الصيغة السابقة باستثناء (هـ) التي هي ترمز لعدد ثابت هو اساس اللوغاريتم الطبيعي ويساوي (2.71828) ويرمز لهذه الدالة في اغلب الآلات الحاسبة اليدوية وبعض برامج الحاسب الآلي مثل Excel وتعتبر الطريقة الآسية من أكثر الطرق الثلاث استخداماً لسهولة حسابها ودقتها مقارنة بالطريقة العددية على وجه الخصوص .
نظرية الانتقال ( أو التحول ) الديموغرافي :
توصل الباحثون بعد دراسة التغير الديموغرافي في أوربا إلى مايسمى ب " نظرية الانتقال الديموغرافي " التي ظهرت بدايات فكرتها في كتابات تامبسون وتكمن نظرية الانتقال الديموغرافي في أن التغير الاقتصادي والاجتماعي الذي صاحب الثورتين الزراعية والصناعية أدى إلى انخفاض كل من معدلات المواليد والوفيات على حد سواء ومن ثم انخفاض معدل النمو . 
أولاً : المرحلة الأولى ( البدائية أوما قبل التصنيع ) :
تتميز هذه المرحلة بارتفاع معدلات المواليد والوفيات ويتعرض عدد السكان للتأرجح نتيجة للأمراض والاوبئة والمجاعات بالإضافة إلى الحروب التي تنشب بين الجماعات والقبائل والمماليك المتنافسة لذا يطلق عليها بعض الكتاب والدارسين " المرحلة الماثوسية " وقد مرت معظم المجتمعات الإنسانية أو الدول بهذه المرحلة .
ثانياً : المرحلة الثانية (التزايد السكاني المبكر ) :
تتميز هذه المرحلة بالنمو السكاني المتزايد والسريع نتيجة انخفاض معدل الوفيات مع بقاء معدل المواليد مرتفعاً مما يجعل الفارق بين المواليد والوفيات كبيراً ومن ثم معدل الزيادة الطبيعية مرتفعاً . ولاشك أن هناك فرقاً بين وضع الدول الأوربية عندما عاشت هذه المرحلة .
ثالثاً : المرحلة الثالثة ( التزايد السكاني المتأخر ) :
في هذه المرحلة يبدأ معدل الخصوبة في الإنخفاض تدريجياً مع استمرار معدل الوفيات في الانخفاض ولكن بمعدل أبطأ مما كان عليه في المرحلة السابقة وفي ضوء الإحصاءات السكانية لايزال كثير من الدول النامية تعيش هذه المرحلة .
رابعاً : المرحلة الرابعة ( الثبات والاستقرار ) :
تنخفض معدلات المواليد والوفيات خلال هذه المرحلة انخفاضاً كبيراً ونتيجة لذلك يهبط معدل النمو إلى أدنى المستويات حيث يكون في أغلب الأحيان اقل من 1% وتصل معدلات المواليد والوفيات إلى أقل من 20 واقل من 15 الف على التوالي . أن معدل الزيادة الطبيعية في معظم البلدان المتقدمة لا تصل إلى 1% بل تنخفض إلى اقل من الصفر في قليل منها .
التباين الجغرافي لمستويات الزيادة الطبيعية في العالم :
أولاً : دول تنخفض بها معدلات الزيادة الطبيعية بشكل كبير لتصل إلى ما دون 1% :
وتشمل دول هذه المجموعة الدول المتقدمة بشكل عام بل تصل معدلات الزيادة الطبيعية في معظم دول هذه المجموعة إلى الصفر أو أقل من ذلك مما يشير إلى حدوث تناقص في إعداد السكان على المدى الطويل ما لم يحدث ارتفاع في معدلات الخصوبة أو تعويض عن طريق الهجرة الخارجية . 
ثانياً : دول ذات معدلات منخفضة نسبياً ( 1.0 - 1.9%)
وتشمل كثيراً من دول أمريكا اللاتينية وآسيا وتشهد أغلب دول هذه المجموعة انخفاضاً في معدلات الخصوبة أو اتجاهاً واضحاً نحو الانخفاض . 
ثالثاً : دول ذات معدلات مرتفعة (2.0 – 2.9 %) 
وتتكون دول هذه المجموعة من معظم دول آسيا وأمريكا اللاتينية وبعض دول أفريقيا . 
رابعاً : دول ذات معدلات مرتفعة جداً ( 3.0 فأكثر ) .
وتشمل دول قليلة في كل من أمريكا اللاتينية مثل هندوراس ( 3.2%) ونيكاراجوا (3.1%) وبعض دول أفريقيا مثل سوازيلاند (3.2) زائير (3.4) وليبيريا (3.1) ومدغشقر(3.3) بعض الدول الآسيوية وبخاصة العربية منها . 
الزيادة الطبيعية في الدول العربية :
يمكن تصنيف الدول العربية إلى ثلاث مجموعات تبعاً لمستويات الزيادة الطبيعية :
1- بلدان ذات مستويات منخفضة نسبياً ( أي اقل من 2% )
وتتكون من خس دول هي : تونس – لبنان – المغرب – قطر – البحرين وتقف عوامل مختلفة وراء انخفاض مستويات الزيادة الطبيعية في كل من هذه الدول . 
2- بلدان ذات مستويات مرتفعة نسبياً (2.0 – 2.9%)
وتشمل دول هذه المجموعة معظم الدول العربية ومنها سوريا والعراق موريتانيا والجزائر .
3- بلدان ذات مستويات مرتفعة جداً مقارنة بدول العالم (3.0 – 3.9%) 
وتشمل هذه المجموعة ثلاثة دول عربية هي المملكة العربية السعودية وعمان وفلسطين . 
الخصوبة : قياسها وتباينها والعوامل المؤثرة فيها :
أصبحت العوامل المؤثرة في ارتفاع الخصوبة وانخفاضها والآثار المترتبة على تغيراتها من الاهتمامات الرئيسة في العالم ومن الموضوعات المهمة للندوات والمؤتمرات الدولية والإقليمية ونظراً لانخفاض معدلات الوفيات أو اتجاهها للانخفاض التدريجي السريع في معظم البلدان فقد أصبحت مستويات الخصوبة واتجاهاتها هي التي تسهم في تباين معدلات النمو من مكان إلى أخر .وتعد الخصوبة أحد مكونات النمو أو ضوابط التغير السكاني وهي احد العمليات الديموغرافية المرتبطة بديناميكية السكان . أما التقدم العلمي والتقنيات العلمية الحديثة فقد بدأت تفتح آفاقاً جديدة في هذا المجال . 
مصادر البيانات لدراسة الخصوبة :
تعتمد دراسة الخصوبة على إحصاءات المواليد المولودين أحياء وبهذا لايدخل المواليد المولودون موتى ضمن دراسة الخصوبة . يمكن الحصول على بيانات الخصوبة من ثلاثة مصادر رئيسية هي :
1- الإحصاءات الحيوية : تأتي الإحصاءات الحيوية وخاصة تسجيل المواليد في مقدمة مصادر إحصائية الخصوبة 2- التعدادات السكانية : توفر التعدادات السكانية بيانات جيدة عن الخصوبة في بعض الأحيان وذلك يعتمد على طبيعة الأسئلة التي تحتوي عليها استمارة التعداد . فالتعداد مصدر للبيانات عن :
- تركيب السكان العمري والنوعي والزواجي .
- بعض المتغيرات التي ترتبط بالخصوبة مثل الحالة الزواجية والسن عند الزواج ومدة الحياة الزوجية .
- إعداد مباشرة عن جملة المواليد وأعداد الباقين منهم على قيد الحياة . 
3- المسح بالعينة : توفر المسوحات المعتمدة على العينات البيانات التفصيلية اللازمة لدراسة الخصوبة فهي يمكن أن توفر لنا البيانات نفسها والتعرف على أبعاد لايمكن فحصها من خلال بيانات التعداد . 
المقاييس أو المؤشرات المستخدمة في دراسة الخصوبة :
هناك العديد من المقاييس والمعدلات التي يمكن حسابها واستخدامها في دراسة الخصوبة سواء للمقارنة بين البلدان أو المناطق الجغرافية أو للتعرف على اتجاهات الخصوبة وتنقسم مؤشرات الخصوبة إلى قسمين :
 المؤشرات أو المقاييس الفوجية وتعتمد على مفهوم الفوج ويقصد بالفوج مجموعة من السكان تشترك في حدث ديموغرافي معين . 
 مؤشرات أو مقاييس الفترة وتعتمد على بيانات تجمع في فترة زمنية محددة مثل بيانات التعدادات السكانية أو المسح بالعينة . 
أما المعدلات المستخدمة في دراسة الخصوبة فكثيرة ولكن من أهمها الآتي :
أ) معدل المواليد ( أو الخصوبة ) الخام : هو عبارة عن عدد المواليد ( أحياء ) أي المولودين وهم احياء منسوباً إلى جملة السكان في منتصف السنة . وعادة ما يكون عدد المواليد لكل الف من السكان .
ب) معدل الخصوبة العامة : بعكس المعدل الخام السابق فإنه يمكن تنقية هذا المعدل من الفئات السكانية التي ليس لها علاقة بالحدث المدروس لذا يكون هذا المعدل بمثابة نسبة المواليد المولودين أحياء إلى النساء في سن الإنجاب(15 -49 سنة ) ويعتبر هذا المعدل أكثر دلالة عند المقارنة بين الدول أو الوحدات المكانية .
ج) معدلات الخصوبة العمرية الخاصة : وهو عبارة عن معدل الخصوبة حسب الفئات العمرية للنساء في سن الإنجاب وهذه المعدلات مفيدة في دراسة الخصوبة لان الإنجاب يختلف باختلاف الأعمار . لذا فإن هذه المعدلات مصححة من التباين في العمر والنوع . 
د) معدل الخصوبة الكلية : يعتبر ملخصاً لمعدلات المواليد العمرية الخاصة السابقة ويمثل هذا المعدل متوسط عدد الأطفال المتوقع ان تنجبهم امرأة إذا سلكت مسلكاً يتمشى مع معدلات الخصوبة العمرية الخاصة السائدة في الوقت الحاضر . 
هـ) معدل التكاثر الإجمالي : هو شبيه بمعدل الخصوبة الكلية إلا انه لا يأخذ في الاعتبار إلا المواليد الإناث لذا فهو عبارة عن عدد الأطفال الإناث اللواتي يتوقع إنجابهن من قبل إمراة خلال سنوات إنجابها مع افتراض سلوكها مسلكاً يتمشى مع الظروف الراهنة للخصوبة . 
ز) معدل التكاثر الصافي : إن هذا المعدل شبيه بمعدل التكاثر الإجمالي إلا أنه يأخذ في اعتباره وفاة الأنثى قبل بلوغها نهاية سن الإنجاب وهذا يجعله أفضل مقاييس الخصوبة للتعبير عن قدرة المجتمع في استبدال نفسه . لذا فإذا كانت قيمة معدل التكاثر الصافي واحداً دل ذلك على انه في المتوسط تستطيع الإناث إحلال إناث أخريات بالعدد نفسه محلهن .
و) نسبة الأطفال إلى النساء في سن الإنجاب : يحسب هذا المؤشر غير المباشر للخصوبة باستخدام بيانات التعداد مباشرة وبخاصة بيانات العمر والنوع وهو عبارة عن عدد الأطفال الذين أعمارهم أقل من 5 سنوات.
التباين الجغرافي للخصوبة في العالم :
شهدت الخصوبة انخفاضاً يتفاوت من قارة إلى أخرى ومن دولة إلى أخرى على امتداد العقود الماضية فتتباين معدلات الخصوبة داخل مجموعات الدول والأقاليم الجغرافية ويبرز التباين بين الدول العربية بحيث يرتفع في بعض الدول والمناطق مثل الصومال واليمن وعمان . في حين ينخفض في مصر والمغرب وتونس كما تختلف مستويات الخصوبة فيما بين الدول المتقدمة . أما الدول العربية فتتباين مستويات الخصوبة فيما بينها بشكل ملحوظ وتعد مرتفعة جداً مقارنة بغيرها من الدول .وبناء على ذلك التباين يمكن تصنيف الدول العربية إلى ثلاث مجموعات هي
أولاً : مجموعة الدول ذات مستوى الخصوبة المرتفعة :
يصل معدل الخصوبة الكلية إلى أكثر من ستة أطفال للمرأة في المتوسط وتشمل هذه المجموعة فلسطين واليمن والصومال وعمان والسعودية . 
ثانياً : مجموعة الدول ذات مستوى الخصوبة المتوسطة :
يتراوح معدل الخصوبة الكلية ما بين أربعة وستة أطفال للمرأة الواحدة في سن الإنجاب وتشمل هذه المجموعة وهي ليبيا وجيبوتي والعراق والأردن وموريتانيا والسودان وسوريا وقطر . 
ثالثاً : مجموعة الدول ذات الخصوبة المنخفضة نسبياً أو التي تتجه للانخفاض :
تنخفض الخصوبة نسبياً في هذه المجموعة إلى اقل من أربعة أطفال للمرأة وتتكون هذه المجموعة من البحرين والكويت ولبنان وتونس ومصر والجزائر والإمارات العربية المتحدة . 
العوامل المؤثرة في الخصوبة :
تتأثر الخصوبة بمحددات بيولوجية مثل العمر والقدرة على الإنجاب ومحددات اجتماعية مثل الزواج ومن هذه العوامل :
أولاً العوامل الوسيطة :
لقد تعددت المحاولات والنظريات التي تحاول فهم السلوك الإنجابي مما يكشف عن أن الخصوبة ظاهرة معقدة تتداخل في تفسيرها عوامل عديدة . 
أ- العوامل المؤثرة في التعرض للجماع :
1- العمر عند الدخول في الحياة الزوجية 2- استمرار العزوبة أو العزوف عن الزواج نسبة النساء اللواتي لم يدخلن الحياة الزوجية . 3- المدة الفاصلة بين زواج وآخر . 4- الامتناع الاختياري عن الجماع
5- الامتناع الإجباري بسبب العجز أو المرض .6- تكرار الجماع . 
ب- العوامل المؤثرة في التعرض للحمل :
1- عدم القدرة على الإنجاب بسبب العقم الطبيعي . 
2-استخدام وسائل تنظيم الأسرة أو موانع الحمل . 
3- عدم القدرة على الإنجاب لأسباب اختيارية .
ج- العوامل المؤثرة في الحمل والوضع :
1- الإجهاض القهري لأسباب غير اختيارية تؤدي إلى وفاة الجنين . 
2- الإجهاض الاختياري لأسباب اختيارية المؤدية لوفاة الجنين . 
ثانياً : العوامل الاجتماعية والاقتصادية والبيئية :
يمكن دراسة الخصوبة على مستوى الافراد بحيث تكون المرأة هي وحدة الدراسة من جهة ووحدات الدراسة من جهة آخري .وكذلك الاختلاف في مستويات الخصوبة من امرأة إلى أخرى من خلال العوامل التالية :
1- التعليم : كلما ارتفع مستوى تعليم النساء قل متوسط عدد الأطفال للمرأة أما التعليم الابتدائي فيسهم في خفض الخصوبة قليلاً . وبوجه عام كلما ارتفع مستوى التعليم انخفضت الخصوبة أكثر من مما يحققه تعليم الرجل . ويأتي تأثير التعليم على الخصوبة من طريقتين هما :
أ- يؤثر على مستوى المعيشة وطريقة حياة الفرد .ب- يستطيع الإنسان من خلال التعليم نفسه الحصول على المعلومات اللازمة لتأجيل الحمل أو منعه . ج- يعتقد أن مفاهيم ووسائل تنظيم الأسرة تلقي قبولاً أكبر لدى المتعلمين . د- يرتفع متوسط السن عند الزواج مع ارتفاع مستوى التعليم . 
2- المهنة : لوحظ أن الأزواج من أصحاب المهن الفنية والتي تتطلب مهارة فائقة لديهم عدد أطفال أقل مقارنة بغيرهم . 
3- الدخل : قد يفكر المرء أن زيادة الدخل تعني القدرة على إعالة عدد كبير من الأطفال فتكلفة تنشئة الأطفال تزداد مع زيادة الدخل وعلاوة على ذلك قد يكون الأغنياء كثيرة حول تأثير الغذاء الغي بالبروتينات.
4- مشاركة المرأة في قوة العمل ( عمل المرأة ) : تشير كثير من الدراسات النظرية والتطبيقية التي أجريت في الدول المتقدمة إلى إنه كلما إزدادت نسبة العاملات انخفضت معدلات الخصوبة . 
5- نمط الحياة ( أو مكان الإقامة في الريف أو الحضر ) : لاشك أن نمط الحياة أو المعيشة وماينطوي عليه من قيم وتقاليد يؤثر على حجم الأسرة ومن ثم يعكس على السلوك الإنجابي للمرأة .
6- الرضاعة الطبيعية ( رضاعة الثدي ) : حظيت الرضاعة الطبيعية باهتمام كل العاملين في مجال الصحة والديموغرافيا فقد وجد أن الرضاعة الطبيعية تؤجل الحمل حوالي 4 أشهر في المتوسط .
7- سن الزواج : يؤثر سن الزواج على الخصوبة فكلما أرتفع سن الزواج تقلصت فترة الإنجاب أو التعرض للحمل ويعتبر سن الزواج من العوامل الوسيطة المهمة التي من خلالها يتم تأثير مستوى تعليم المرأة على الخصوبة . 
8- الديانة : تجمع الأديان السماوية على أهمية التناسل وضرورة الحفاظ عليه وعدم الحد منه . وقد وجد أن هناك تباين في مستويات الخصوبة حسب الديانة . فالدين الإسلامي على سبيل المثال يحث على التناسل والتكاثر مما يسهم في رفع الخصوبة لدى المسلمين . 
9- القيم والعادات والتقاليد :
تؤثر العادات والتقاليد في الخصوبة سلباً وإيجاباً تبعاً لنمط العادات والقيم السائدة فتسود بعض العادات والقيم التي تشجع الإنجاب في بعض المناطق كما أن تعدد الزوجات قد يسهم في خفض الخصوبة . 
10- وفيات الأطفال الرضع : يعتقد أن ارتفاع وفيات الأطفال يجعل الآباء يكثرون من الأبناء وذلك لتعويض الفاقد بسبب الوفاة . كما أن وفاة الطفل قبل الفطام تتيح المجال للحمل في وقت مبكر . 
11- انتشار وسائل تنظيم الأسرة (أو موانع الحمل ) : يعد انتشار وسائل تنظيم الأسرة وفعالية هذه الوسائل أحد العوامل الوسيطة المؤثرة في الخصوبة . فتوفير وسائل تنظيم الأسرة وجعلها في متناول من يحتاج إليها يؤدي إلى انخفاض الخصوبة . 
12- الضمان الاجتماعي وصناديق التامين للمسنين والمتقاعدين :
هناك من يعتقد ان الضمان الاجتماعي وصناديق التامين للمسنين يؤثر على الرغبة في الإنجاب .
الوفيات : مفهومها وطرق قياسها وتوزيعها الجغرافي :
إن ظاهرة الوفيات هي أول ظاهرة سكانية استرعت اهتمام مؤسسي علم الديموغرافيا إذا قام جون جراونت بأول دراسة للوفيات اهتمت بمدينة لندن وضواحيها وتعد الوفيات عنصراً أساسيا من العناصر أو العوامل المؤثرة في النمو السكاني . لذا فإن انخفاض الوفيات خلال القرن العشرين هو العامل الرئيسي المسئول عن الانفجار السكاني من الدولة النامية وقبل ذلك في دول غرب أوربا وأمريكا الشمالية . فمن السهولة أن يلاحظ انخفاض الوفيات خلال النصف الثاني من القرن الميلادي المنصرم . وعلى العكس من الخصوبة أو الهجرة فإن الوفاة واقعة سهلة التعريف وبسيطة التحديد حيث تتحدد بانقضاء حياة الإنسان على الرغم من صعوبة تحديد أسباب حدوثها كما سيتبين لاحقاً . ويهتم الجغرافي بدراسة انماط التوزيع المكاني للوفيات والأسباب الرئيسية المسببة للوفاة وارتباطها بالظروف البيئية السائدة . 


المعمرون بين الحقيقة والمبالغة :
هناك عديد من الناس عاشوا اعماراً تناهز المائة بل تزيد عن ذلك بكثير فهناك مجموعة من الناس في القوقاز وكشمير وجبال الأكوادور وغيرها من الاماكن يتجاوزون مائة سنة . وهناك من عاشوا مائة واربعين سنة أو حتى مائة وخمسين سنة . ولكن جميع الحالات الموثقة لأفراد بلغوا اعماراً تناهز 120 سنة .
أهم مصادر بيانات الوفيات :
تأتي التسجيلات الحيوية في مقدمة مصادر بيانات الوفيات . فمن خلالها نحصل على عدد الوفاة حسب سبب الوفاة وعمر المتوفي ومهنته والمنطقة الجغرافية التي توفي فيها . ولكن لحساب المعدلات الديموغرافية فإنه لابد من توافر الإحصاءات الحيوية وبيانات التعداد السكاني معاً . وبشكل عام فإن نظم التسجيلات الحيوية في الدول النامية بعيدة جداً عن الشمولية الكاملة لجميع الوفاة في الوقت الحاضر . 
معدل الوفيات الخام :
هو عبارة عن عدد الوفيات لكل الف من السكان في منتصف السنة ويتم حسابه بالصيغة الآتية :
عدد الوفيات خلال السنة 
معدل الوفيات الخام = × 100
عدد السكان في منتصف السنة
ويعد هذا المعدل خاماً لأنه لايميز بين الفئات العمرية التي تختلف بينها احتمالية الوفاة .
معدل وفيات الرضيع :
يعبر هذا المعدل عن عدد وفيات الأطفال الذين أعمارهم تقل عن سنة واحدة لكل الف من المواليد المولودين أحياء خلال السنة . ويحسب باستخدام الصيغة التالية :
عدد حالات الوفاة بين الأطفال الذين أعمارهم أقل من سنة ×1000
معدل وفيات الرضع = عدد المواليد خلال السنة
ويعد هذا المؤشر من المؤشرات ذات الدلالات المهمة . فهو يستخدم للدلالة على المستوى الصحي أو المعيشي في المجتمع .
معدل الوفيات العمرية الخاصة :
هو عبارة عن معدلات للفئات العمرية المختلفة وتحسب هذه المعدلات للذكور والإناث معاً أو كل نوع على حده . وتحسب هذه المعدلات حسب الأعمار كما يلي :
عدد حالات الوفاة للسكان في فئة عمرية معينة
معدل الوفيات العمرية الخاصة = عدد السكان في الفئة نفسها × 1000
ويكون أكثر دقة عندما يحسب حسب النوع ، أي للذكور والإناث كل على حدة . 
توقع العمر أو أمد الحياة :
يقصد بهذا المفهوم متوسط العمر الذي يعيشه السكان وهو المتوسط التقديري لعدد السنوات الإضافية التي يتوقع أن يعيشها الفرد إذا استمرت معدلات الوفيات العمرية على ماهي عليه . وتشير بعض المصادر إلى أن أمد الحياة في اليونان في العصر الحديدي والبرونزي المبكر لايتعدى 18 سنة فقط . ويصل في روما عند ظهور المسيح عليه السلام حولي 33 سنة . 
أسباب الوفاة :
ليس من السهولة تصنيف الوفيات حسب أسبابها وذلك لوجود الأسباب المتعددة والمتشابهة . فهناك سبب رئيسي وسبب ثانوي ، وسبب مباشر وسبب كامن . وعلى الرغم من ذلك يعتمد إعداد بيانات أسباب الوفاة في جميع الدول على " التصنيف الدولي للأمراض " الذي ظهر منذ القرن التاسع عشر وعلى الرغم من تعدد أسباب الوفاة وتنوعها إلا أنها يمكن تصنيفها لأغراض التوضيح والتبسيط إلى نوعين هما :
أولاً : الأسباب المرضية :
هي الأسباب المتعلقة بالأمراض بشكل عام سواء كانت ذات طبيعة بيولوجية كأمراض الهرم والشيخوخة أو أمراض تحدث بسبب جراثيم أو فيروسات تدخل جسم الإنسان وتسبب له المرض والمتاعب ثم الوفاة .ويمكن تقسم الأمراض إلى قسمين هما :
1- الأمراض الكامنة : وهي في معظمها بيولوجية ترجع إلى أسباب خلقية أو إلى تبدل سريع في الوظائف الجسمية مثل أمراض الجهاز الدموي والأورام الخبيثة والسرطان . 
2- الأمراض الخارجية : وهي في الغالب تكون من نتاج البيئة وتشمل الأمراض المعدية وأمراض الجهاز الهضمي . ويمكن تقسيم الأمراض التي تكون مسبباتها خارجية إلى المجموعات التالية :
أ- الأمراض ذات الطبيعة الاجتماعية : مثل السل وفقر الدم والنزلات الصدرية . 
ب- الأمراض ذات الطبيعة المهنية : مثل البلهارسيا والأمراض الصدرية . 
ج- الأمراض المعدية : مثل الكوليرا والتيفوس .
ومن المتوقع أن يتقدم مرض نقص المناعة على الأمراض الأخرى خلال السنوات القادمة إذا استمر انتشاره بالمعدلات السائدة في الوقت الحاضر . ولاشك أن دول الخليج العربية قطعت شوطاً كبيراً في القضاء على كثير من الأوبئة مما جعل أسباب الوفاة فيها تشابه الدول المتقدمة إلى حد كبير . 
ثانياً : الحوادث والإصابات والكوارث :
تتنوع الإصابات والحوادث المسببة للوفاة لدرجة يصعب حصرها فقد تكونت حوادث تتعلق بوسائل النقل كالسيارات والطائرات والقطارات وغيرها . وقد تكون حوادث الانهيارات والحريق والتسمم بالإضافة إلى الكوارث الطبيعية وترتفع نسبة الوفاة بسبب الحوادث في بعض الدول النامية بشكل ملحوظ . تحتل الوفيات بسبب الحوادث في الكويت المرتبة الثالثة من بين أسباب الوفاة في عام 1996 . في حين تنخفض نسبة الوفاة بسبب الحوادث بأنواعها إلى 4% في الولايات المتحدة الأمريكية . وتعد الحوادث بأنواعها كافة أحد الأسباب الرئيسة للوفاة في المملكة العربية السعودية خاصة حوادث السير والتي تفتك بأعداد كبيرة من الشباب . 
التباين بين دول العالم في معدلات الوفيات ومؤشراتها الرئيسة :
* وفيات الرضع : يعد معدل وفيات الرضع من المؤشرات المهمة المرتبطة بمستويات المعيشة والصحة العامة في المجتمع . لذا يحظى اهتمام الدراسين في مجال العلوم الاجتماعية بشكل عام وقد شهدت وفيات الرضع انخفاضاً سريعاً في معظم دول العالم . وذلك نتيجة توفر الأدوية والأمصال بالإضافة إلى تحسن مستوى المعيشة في بعض البلدان . وارتفاع مستوى التعليم . ففي الدول المتقدمة تنخفض معدلات وفيات الرضع لمستويات منخفضة جداً لا تتعدى خمس وفيات ولاتتجاوز عشر حالات وفاة في الألف في كثير من الدول مثل المانيا وفرنسا والنرويج وبريطانيا واسبانيا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية وغيرها . وتتباين مستويات وفيات الرضع من دولة إلى أخرى داخل القارة الأوربية . وعلى الرغم من التباين الكبير بين دول العالم في معدلات وفيات الرضع إلا انه يمكن تصنيف دول العالم إلى خمس مجموعات هي :
1- المجموعة الأولى ( المعدل أكثر من 100) :
على الرغم من الإنخفاض الكبير الذي شهدته معظم الدول النامية بل والمتقدمة خلال النصف الثاني من القرن العشرين إلا أن مجموعة قليلة من الدول لم تتمكن من خفض معدلات وفيات الرضع بدرجة كبيرة . فلايزال معدل وفيات الرضع مرتفعاً جداً في عدد قليل من الدول النامية ، خاصة في أفريقيا وآسيا وتأتي في مقدمة هذه الدول كل من أفغانستان ومالي والنيجر وسير اليون وأثيوبيا . 
تعد دول هذه المجموعة من أكثر دول العالم فقراً واقلها مستوى معيشة فلايتجاوز نصيب الفرد من الدخل الإجمالي القومي 150 دولار في السنة في كل من أثيوبيا وسير اليون .
2- المجموعة الثانية: ( 50-100) :
يصل معدل وفيات الرضع في الدول النامية بشكل عام 63 في عام 2000م وهذا يعني أن كثير أمن الدول النامية وخاصة في أفريقيا تصنف ضمن هذه المجموعة مثل نيجيريا وكينيا ورواندا وكمبوديا وبنغلاديش كما تدخل بعض الدول العربية ضمن هذه المجموعة مثل السودان واليمن . 
3- المجموعة الثالثة ( 20-50) :
تمثل هذه المجموعة معظم الدول النامية وقد شهدت هذه الدول انخفاضاً كبيراً في معدلات وفيات الرضع من مستويات مرتفعة إلى معدلات معقولة . وتصنف بعض الدول العربية ضمن هذه المجموعة بالإضافة إلى عدد كبير من الدول النامية في آسيا وأفريقيا وأمريكيا اللاتينية مثل سوريا ولبنان الأردن وإيران والفلبين والصين وكذلك المكسيك وأكوادور وبيرو وغيرها . 
4- المجموعة الرابعة (10-20) :
تمثل هذه المجموعة بعض دول أوربا الشرقية بالإضافة إلى روسيا وأوكرانيا وقليل من الدول العربية مثل الإمارات العربية المتحدة والكويت وبعض الدول النامية مثل كوريا الجنوبية وأروجواي . 
5- المجموعة الخامسة ( اقل من 10) :
تكاد تقتصر عضوية هذه المجموعة على الدول المتقدمة في أوربا وأمريكا الشمالية بالإضافة إلى اليابان وتايوان ولكن هناك دولاً نامية حققت انجازاً كبيراً في خفض وفيات الرضع وأصبحت في مصاف الدول المتقدمة مثل تايوان والبحرين وماليزيا .
العوامل المرتبطة بمعدلات وفيات الرضع :
لاشك ان مستويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية بما فيها الخدمات الصحية ترتبط بمستويات الوفيات بشكل عام وبمعدلات وفيات الرضع بشكل خاص فعلى مستوى العالم وجد أن هناك ارتباطاً بين معدلات وفيات الرضع من جهة ونصيب الفرد من الدخل الإجمالي من جهة أخرى . كلما ارتفع مستوى التحضر في الدولة انخفض معدل وفيات الرضع وذلك نتيجة توفر الخدمات الصحية في المدن أكثر منه في الريف إلى جانب المميزات الأخرى التي تتمتع بها المناطق الحضرية . كما تتأثر وفيات الرضع بمستوى تعليم المرأة .
معدلات الوفيات وأمد الحياة :
شهد العمر المتوقع ( أمد الحياة ) ارتفاعاً ملحوظاً خلال العقود القليلة الماضية في جميع قارات العالم وذلك بسبب السيطرة على كثير من الأمراض والأوبئة في معظم البلدان وكذلك تحسن مستوى المعيشة والصحة العامة في الدول وعلى الرغم من انخفاض الوفيات على مستوى العالم وفي كل دولة من الدول سواء كانت متقدمة أو نامية أو غنية أو فقيرة إلا أن هناك تبايناً جغرافياً واضحاً في توقع العمر على خريطة العالم .ففي عام 2000م لا يتعدى معدل الوفيات 9 حالات وفاة لكل الف من السكان على مستوى العالم . ويرتفع امد الحياة إلى 68 سنة للإناث في حين ينخفض قليلاً إلى 64 سنة للذكور . وتختلف مستويات أمد الحياة من إقليم إلى آخر ومن دولة إلى اخرى . 
يمكن تصنيف دول العالم حسب مستوى أمد الحياة إلى أربع مجموعات هي :
1- المجموعة الأولى ( أقل من 50 سنة ) :
في الماضي كان أمد الحياة في معظم الدول النامية لايتجاوز 50 سنة ولكن التحسن شهدته الصحة والخدمات الطبية أدى إلى انخفاض ملحوظ في وفيات الرضع وتأتي في مقدمة هذه الدول زامبيا وسوازي لاند ورواندا وغيرها ودول هذه المجموعة تعد من أفقر الدول في العالم . 
2-المجموعة الثانية : (50-60سنة ) :
تصنف معظم الدول النامية في إفريقيا وآسيا ضمن هذه المجموعة مثل تنزانيا ونيجيريا وغانا والسودان واليمن والعراق ونيبال وغيرها .وهذه الدول تعاني من أزمات اقتصادية مما انعكس على ارتفاع وفيات الرضع ومن ثم انخفاض توقع العمر . 
3- المجموعة الثالثة (60-70 سنة ) :
تنتمي إلى هذه المجموعة بعض الدول النامية التي تتمتع بمستوى اقتصادي ومعيشي جيد إذ استطاعت هذه الدول من القضاء على كثير من الأمراض وتمكنت من خفض معدلات وفيات الرضع عند مستويات معقولة ومن هذه المجموعة : سوريا ، وتركيا ، والأردن ، ومصر ، والجزائر ، والبرازيل . 
4- المجموعة الرابعة : ( 70 سنة فأكثر ) :
تمثل هذه المجموعة جميع الدول المتقدمة بالإضافة إلى بعض الدول النامية التي حققت نجاحاً ملحوظاً وتقدماً واضحاً في رفع مستوى المعيشة وتأتي معظم دول الخليج العربية ضمن دول هذه المجموعة .وتحتل الإمارات العربية المتحدة ثم الكويت وقطر المراتب الأولى بين الدول العربية ، ويختلف أمد الحياة بين الذكور والإناث على مستوى العالم وفي معظم البلدان .
العوامل المؤثرة في انخفاض مستوى الوفيات :
* تحسن مستوى المعيشة : من خلال تقدم مستويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية وتستخدم عدة معايير لقياس التباين في مستويات التنمية الاقتصادية والاجتماعية مثل متوسط الدخل أو نصيب الفرد .
* اكتشاف الأمصال والمضادات الحيوية : وتوافرها للدول الفقيرة بأسعار معقولة أومن خلال الدعم المقدم من المنظمات الدولية . 
* الخدمات الصحية :لاشك أن مستوى الخدمات الصحية يؤدي إلى انخفاض الوفيات بشكل عام ويقاس مستوى الخدمات الصحية في الدول أو المناطق الجغرافية بعدد من المؤشرات مثل عدد السكان لكل طبيب أو عدد الأطباء لكل الف من السكان . 
* وفوق هذا وذاك تأتي السياسات الصحية المناسبة لتسهم في خفض الوفيات بفاعلية من خلال تحديد الأولويات وكذلك دعم برامج النوعية والتثقف لرفع الوعي الصحي والغذائي للسكان . 
الهجرة والتحركات السكانية :
مفهوم الهجرة وتعريفها :
الهجرة ظاهرة كونية لاتقتصر على بني البشر فالطيور والأسماك وغيرها من الكائنات تهاجر من مكان إلى آخر . وتعد الهجرة البشرية ظاهرة جغرافية واجتماعية قديمة جداً لازمت الإنسان منذ ظهوره على وجه الأرض . ولاشك أن الهجرة تختلف تماماً عن الخصوبة والوفاة فهي ليست حتمية مثل الوفاة وليست ضرورية لبقاء النوع البشري مثل الخصوبة أو التناسل وذلك لأنها لاتعتمد على أساس بيولوجي .
ماهي الهجرة ؟ هي تغيير دائم او شبه دائم في مكان الإقامة بدون تحديد لمسافة الانتقال وسواء كان اختيارياً أم اجبارياً وبدون تمييز بين الهجرة الداخلية أو الخارجية . 
أهمية دراسة الهجرة :
الهجرة ظاهرة جغرافية لأنها تتعلق بالمكان فلايمكن أن يعد الشخص مهاجراً إلا بعد ان يعبر حداً معيناً أو حدوداً جغرافية سواء كانت حدود مدينة أو إمارة أو ولاية أو إقليماً أو دولة وينبغي أن نلاحظ أن تعريف الهجرة الداخلية وتحديها يختلف من بلد لآخر فقد تكون الوحدات المكانية صغيرة جداً في بلد ما ولكنها كبيرة جداً في بلد آخر . وتزداد أهمية الهجرة لأن الهجرات الاختيارية ظاهرة انتقائية أو انتخابية وليست عشوائية بعبارة أخرى فإن هناك فئات من السكان تعد أكثر ميلاً نحو الهجرة مقارنة بغيرها من الفئات . كما تكمن أهمية الهجرة في كونها أحد عوامل التغير السكاني ولما لها من آثار إيجابية وسلبية على كل من مكاني الأصل والوصول وايضاً على المهاجر نفسه .
مصادر بيانات الهجرة :
هناك عدد من المصادر التي يمكن من خلالها الحصول على بيانات الهجرة ومنها مايلي :
1- سجلات الهجرة : تتوفر سجلات الهجرة بالنسبة للهجرة الدولية ولكنها نادرة فيما يتعلق بالهجرة الداخلية.
2- التعداد السكاني : يعتبر التعداد أحد المصادر المهمة جداً لدراسة الهجرة للتعرف على اتجاهاتها سواء الهجرات الداخلية أو الدولية .
3- المسوحات بالعينة : تعد المسوحات بالعينة أحد المصادر المهمة لبيانات الهجرة وقد اعتمدت دراسات كثيرة على المسوحات بالعينة سواء لدراسة خصائص المهاجرين أو تحديد اتجاهات الهجرة . 
أنماط الهجرة :
تصنف الهجرة إلى أنواع معينة هي :
* هجرة غازية من أمثلتها السلب القوطي الغربي لمدينة روما . 
* هجرات الفتوحات وتتمثل في تحركات إلى مناطق معينة يقوم بها جماعات من ثقافة ارقى مستوى من تلك الثقافة السائدة في المناطق المقصودة .
* الاستعمار ويتمثل في قيام دولة متقدمة مستقرة وقوية بالاستيلاء على دولة جديدة وحديثة . 
* الهجرة الوافدة التي تتمثل في الهجرة الاختيارية التي تحدث في أوقات السلم وتكون متأثرة بدوافع فردية .
أسس تصنيف الهجرات :
يمكن تصنف الهجرة بناء عليها مايلي :
1- حرية الانتقال :
وتصنف الهجرة على أساس الانتقال إلى إجبارية واختيارية وهناك من يميز بين الهجرات الاضطرارية والهجرات الإجبارية . 
2- المجال الجغرافي :
تصنف الهجرة بناء على المجال الجغرافي إلى الهجرات الداخلية والهجرات الخارجية وتختلف الأولى عن الثانية في التكلفة وتصنف الهجرات الداخلية إلى عدة أنواع أهمها :
- الهجرة من الريف إلى المدن . 
- الهجرة من المدن إلى المدن .
- الهجرة من الريف إلى الريف . 
- الهجرة من المدن إلى الريف . 
- الهجرات الإقليمية بين المناطق الإدارية أو الأقاليم داخل الدولة . 
3- المسافة :
تصنف الهجرة على أساس المسافة إلى هجرات طويلة المسافة والهجرات قصيرة المسافة .
4- مدة الإقامة في مكان الوصول :
تصنف الهجرة بناء على ذلك إلى مايلي :
- الهجرات الدائمة .
- الهجرات المؤقتة .
- الهجرات الدورية ( هجرة العمال والجماعات الرعوية ) .
5- كيفية الوصول إلى المكان الجديد :
هناك الهجرات المباشرة التي تتمثل في انتقال الشخص مباشرة من مكان الأصل إلى مكان الوصول ويعتقد بأن هذه الأنماط لم تعد سائدة في الوقت الحاضر نتيجة التقدم الهائل في وسائل النقل والاتصالات .
6- هجرة فردية أو جماعية :
قد تكون هجرة فردية أو عائلية أو جماعية فبعض الأفراد يهاجر بمفرده تاركاً وراءه أسرته في مكان الأصل . في حين يستطيع بعض الأسر الانتقال بكامل أعضاء أسرهم .
7- اتجاه الهجرة :
تصنف الهجرة حسب الاتجاه إلى نوعين : هجرات وافدة أو قادمة إلى المنطقة أو الدولة وهجرات مغادرة أو نازحة منها وبناء عليه يطلق على المهاجر من مكان ما " نازحاً " .ملامح الهجرة :
1- من الملاحظ أن تتجه الهجرة من المناطق الريفيه والمدن الصغيرة إلى المدن الكبيرة . 
2- من المتوقع أن تتجه الهجرة من المناطق والأقاليم التي تعاني من الركود الاقتصادي إلى المناطق التي تشهد ازدهاراً ونمواً اقتصادياً . 
3- تتجه الهجرة من الأقاليم التي يزداد بها التمييز الاجتماعي والعنصري إلى المناطق التي ينخفض بها التمييز . 
4- تتجه الهجرة من المناطق المختلفة ثقافياً وحضارياً إلى المناطق بملامحها الثقافية والحضارية . 
نظريات الهجرة :
من القوانين التي توصل إليها رافنستين مايلي :
1- لا تهاجر الأغلبية العظمى من المهاجرين إلا مسافات قصيرة . 
2- تتم الهجرة إلى مراكز التجارة والصناعة الكبرى على خطوات . 
3- النساء يسيطرن عددياً في الهجرات قصيرة المسافة أي انهن أكثر ميلاً للهجرة من الرجال . 
4- الدوافع الاقتصادية هي اهم دوافع الهجرة . 
5- يتجه المهاجرون لمسافات طويلة إلى مراكز التجارة والصناعة الكبرى . 
الجذب والطرد :
تتأثر الهجرة بأربع مجموعات من العوامل هي :
1-عوامل مرتبطة بمنطقة الأصل .
2-عوامل مرتبطة بمنطقة الوصول . 
3-العوائق الوسيطة بين منطقتي الأصل والوصول مثل المسافة .
4-العوامل الشخصية . 
انتقائية الهجرة :
يقصد بمصطلح " انتقائية الهجرة " أن بعض الأفراد أكثر ميلاً للهجرة من غيرهم أي أن عوامل الجذ والطرد تميل إلى اختيار أو انتقاء فئات معينة أكثر من غيرها من السكان . وانطلاقاً من هذا المفهوم تسعى الدراسات والبحوث إلى التعرف على خصائص المهاجرين ومدى الاختلاف بينهم وبين الافراد غير المهاجرين .
نظريات أخرى :
1- الهجرة هي نوع من الاستثمار مثله في ذلك مثل التعليم الذي يعد استثماراً من قبل الشخص لرفع مستوى دخله 
2- تنتج الهجرة عندما يعتقد الإنسان أن العائد من الهجرة أكبر من التكاليف المتوقعة . 
3- من المفاهيم المطروحة في دراسة الهجرة " أضواء المدينة " التي طرحها جيجار .
طرق قياس الهجرة :
هناك العديد من الطرق لقياس حجم الهجرة الداخلية أو تقدير أعدادها ولكن من هذه الطرق مزايا وعيوب فهناك الطرق المباشرة وغير المباشرة . 

أولاً : الطرق المباشرة :
1- طريقة محل الميلاد : تعتبر هذه الطريقة من أكثر الطرق استخداماً وشيوعاً وذلك لتوافر بيانات عن مكان الميلاد ومقر الإقامة المعتادة في معظم التعدادات السكانية وعلى الرغم من سهولة حسابها وشيوع استخدامها إلا انه ينبغي أخذ المسائل التالية :
- أن الشخص قد ينتقل إلى عدة أماكن قبل وصوله إلى المكان الأخير .
- ربما يكون الشخص قد انتقل من مكان الميلاد إلى المكان الذي تم فيه الحصر .
- لانستطيع أن نفرق بين المهاجرين الذين هاجروا حديثاً والذين هاجروا منذ سنوات طويلة . 
- لانستطيع أن نعرف عدد المهاجرين في فترة زمنية معينة .
2- طريقة تغيير محل الإقامة :
لاتخلو قوانين الأحوال المدنية أو تسجيل النفوس في بعض الدول من مواد تلزم فيها الناس بإبلاغ الجهات المختصة في حالة تغيير محل إقامتهم . 
3- إحصاءات العبور :
تمثل الإحصاءات التي تجمعها الجهات المسئولة كإدارة الهجرة أو الأحوال المدنية عن القادمين إلى البلاد والمغادرين منها . 
ثانياً : الطرق غير المباشرة :
1- طريقة معادلة الموازنة :
تعتمد هذه الطريقة على بيانات التسجيلات الحيوية على مستوى الوحدات الإدارية أو على المستوى الوطني
وبيانات تعدادين على الأقل . 
2- طريقة مقارنة معدلات نمو السكان لفترة معينة :
تعتمد هذه الطريقة بمقارنة معدل النمو للدولة بمعدل النمو في منطقة جغرافية معينة داخل الدولة نفسها خلال فترة زمنية معينة . وبالتحديد يتم تقدير عدد المهاجرين في فترة زمنية معينة تنحصر بين تعدادين وذلك بمعرفة الفرق بين عدد السكان المتوقع في المنطقة تحت الدراسة باستخدام معدل النمو السنوي للدولة .
3- معدلات البقاء :
يتم مقارنة الفئات العمرية المختلفة في ضوء بيانات تعدادين سكانيين وذلك بحساب الفرق بين حجم فوج معين بناء على هذين التعدادين وبين تقدير حجم الفوج نفسه باستخدام نسب البقاء من جداول الحياة للدولة .
فعند مقارنة تقدير عدد السكان في الفائيات العمرية دون الحاجة إلى أعداد المواليد والوفيات ولكن ينبغي توافر بيانات عن أعداد السكان موزعين حسب العمر لنتمكن من حساب نسبة البقاء .
مصفوفة الهجرة :
تعد مصفوفة الهجرة من الأدوات المهمة لحساب معدلات الهجرة والتعرف على تياراتها ويتم إعداد المصفوفة على أساس أماكن الأصل .


الهجرة الداخلية في المملكة العربية السعودية :
يمكن قياس حجم الهجرة الداخلية على مستوى المناطق الإدارية في المملكة العربية السعودية بناء على بيانات المسح الديموغرافي لعام 1419هـ . وباستخدام طريقة " محل الميلاد " وتعريف المهاجر بأنه الشخص أو الفرد الذي يختلف مكان ميلاده عن مكان إقامته المعتادة . وتعد مناطق الرياض والشرقية ومكة المكرمة وتبوك ونجران هي مناطق جذب للمهاجرين السعوديين . وتعد الطائف مصيفاً متميزاً وعاصمة صيفية للبلاد . يتبين أن اغلب المهاجرين 70% اتجهوا إلى ثلاث مناطق إدارية هي الرياض والشرقية ومكة المكرمة ومن جهة أخرى خسرت جازان والباحة وعسير اعداداً كبيرة من السكان . وتأتي كل من القصيم وحائل بعد هذه المناطق الثلاث . ولاشك أن مستويات التنمية الاقتصادية ومايرتبط بها من فرص عمل وخدمات تعليمية واجتماعية وصحية تفسر اتجاهات الهجرة الداخلية في المملكة بشكل عام . 
فمحور التنمية المعروف ( الشرقية – الرياض – مكة المكرمة ) يتمتع بأكبر رصيد من السكان إلى جانب تفوقه الكبير من حيث حجم الأنشطة التجارية والصناعية . 
نتائج الهجرة وآثارها :
تؤثر الهجرة في مكاني الأصل والوصول وفي المهاجر نفسه وقد تكون نتائجها إيجابية بعض الأحيان ولكن يمكن ان تكون سلبية في الأحيان الأخرى . باختصار يمكن إيجاز النتائج فيما يلي 
1- تغيير حجم السكان في مكاني الأصل والوصول فقد يزداد حجم السكان بمعدلات سريعة نتيجة تدفق المهاجرين إلى مكان معين . فعلى سبيل المثال تسهم الهجرة الدولية في رفع معدلات نمو السكان في كل من الإمارات العربية المتحدة في رفع معدلات نمو السكان به . كما تسهم في زيادة سكان المدن ومن ثم زيادة نسبة التحضر في معظم البلدان . 
2- التأثير في التركيب العمري والنوعي وبعض الخصائص الأخرى تؤدي الهجرة إلى تغيير الخصائص الديموغرافية للسكان سواء في مكان الأصل أو في مكان الوصول .
3- تؤثر الهجرة إيجابياً وسلباً في مناطق الأصل من عدة جوانب . ففي بعض الأحيان تسهم الهجرة في تخفيف حدة البطالة في منطقة الأصل . وترفع مستوى الإنتاجية .كما تساعد في رفع مستوى المعيشة من خلال العون والمساعدات النقدية والعينية التي يرسلها المهاجرون إلى أقاربهم في مناطق الأصل .
4- تؤدي الهجرة إلى توافر الأيدي العاملة للعمل في الصناعة والتجارة مما يسهم في ازدهار الصناعات وتقدمها . 
5- قد تسهم الهجرة في استنزاف الأيدي العاملة من بين الشباب والمتعلمين في منطقة الأصل في بعض الأحيان أو إهمال الزراعة في بعض الأرياف . 
6- تسهم الهجرة في تخفيف حدة التباين في مستويات الدخل بين المناطق العاملة ومن ثم زيادة التوازن في مستويات الدخل .
7- الهجرة والنمو الحضري : إن من ابرز آثار الهجرة في الدول النامية بشكل عام وفي الدول العربية بشكل خاص هو إسهامها في نمو المدن وتزايد أعدادها إلى جانب ظهور المدن المليونية . وزيادة الهيمنة الحضرية لعدد محدود من المدن العملاقة بحجومها الكبيرة . 
8- يؤدي تدفق المهاجرين إلى المدن بأعداد هائلة فوق طاقة استيعابها إلى انتشار بعض مظاهر انحراف السلوك وارتفاع معدلات الجريمة كالسرقات وغيرها . 
9- من الآثار المعروفة للهجرة سواء الداخلية أو الدولية أنها تؤدي إلى نشر الأفكار والمخترعات بل والأمراض فكثير من المهاجرين يحضرون بعض الهدايا والمخترعات الجديدة عند زيارتهم لأقاربهم في مكان الأصل . 
السكان والتنمية والبيئة : 
ليس من الصعب فهم الترابط الوثيق بين موارد الأرض وأنظتها الطبيعية والسكان . فالناس يعتمدون في حياتهم على الغذاء والهواء والماء وفي الأرض بمواردها الطبيعية المتنوعة أوجد الله لهم مصادر الطاقة والمواد الخام اللازمة لأنشطة الإنسان . وهذه الأنشطة تتركاً بدورها اثراً على الأرض ومواردها وأنظمتها الطبيعية وأن كثيراً من الحضارات قامت وازدهرت لتوافر الموارد المهمة اللازمة . فعندما تزداد إمدادات الغذاء وترتفع معدلات النمو الاقتصادي ينمو حجم السكان وتزداد أعدادهم استجابة لذلك . ولكن أعداد السكان الكبيرة تتطلب استهلاك الموارد بكثافة مما يؤدي في النهاية إلى استنزافها فلا شك أن الطلب على الغذاء والطاقة والملبس وغيرها من الاحتياجات الضرورية يتزايد بتزايد أعداد السكان . علاوة على ذلك يؤدي ازدياد الثراء لدى الإنسان إلى زيادة الاستهلاك .فكلما ارتفع مستوى المعيشة إزداد استهلاك الطاقة وغيرها من الموارد الطبيعية الأخرى 
مفهوم التنمية وطرق قياسها :
مفهوم التنمية : لعل من أكثر تعريفات التنمية الاقتصادية شيوعاً هو أنها تمثل النمو في متوسط الدخل مقاساً بنصيب الفرد من الدخل . وبشكل عام فإن تحسين المستوى المعيشي يعد أحد الجوانب المهمة للتنمية ولا شك أن كل هذا التحسن يؤدي في النهاية إلى زيادة الإنتاجية الاقتصادية . وتحسن الإشارة إلى ان النمو الاقتصادي يعني الزيادة في مجموع الإنتاجية أو الدخل في الدولة .
أنماط التنمية وجوانبها :
تنقسم التنمية إلى ثلاثة أقسام مهمة وهي : التنمية الاقتصادية والاجتماعية والتنمية البشرية ولكن للتنمية العديد من الجوانب مثل التنمية العمرانية والتنمية الصناعية والزراعية . 
أولاً : التنمية الاجتماعية :
التنمية الاجتماعية هي عملية تعبئة الموارد البشرية والمادية لتحقيق أهداف اجتماعية في الميادين المتعلقة بتفاعل الإنسان مع بيئة الاجتماعية . 
ثانياً : التنمية الاقتصادية :
تهتم التنمية الاقتصادية بكل ما له قيمة مادية في بيئة الإنسان كالزراعة والصناعة والتجارة واستخراج الثروات الطبيعية . وترمي كل من العمليتين سواء كانت اجتماعية او اقتصادية إلى توفير الفرص للإنسان لكي يحيا حياة سعيدة كريمة ومنتجة .
ثانياً : التنمية البشرية :
نظراً لإحساس الأمم المتحدة بأن الاهتمام الشديد بالنمو الاقتصادي وبناء الثروة أسهم في حجب حقيقة أن التنمية هي في نهاية المطاف تتعلق بالناس ويأتي ذلك لأن حقيقة التنمية الإنسانية أوسع من مفاهيم التنمية التقليدية ومن هذا المنطلق فإن التنمية البشرية هي عملية توسيع الخيارات وهذه الخيارات متنوعة ومتعددة فبعضها اقتصادي وبعضها اجتماعي وبعضها سياسي وبضها ثقافي . 
قياس التنمية :
لقد ظهرت مفاهيم قريبة من التنمية ومرتبطة بها فعلى سبيل المثال ظهر مفهوم مستوى المعيشة في العقود الأولى من القرن العشرين . ويقتصر هذا المفهوم على مجالات المعيشة المتعلقة بالاستهلاك من السلع والخدمات . وبعد ذلك ظهرت مفاهيم أوسع للتنمية البشرية وفي مقدمتها " مفهوم التنمية المستدامة " . الذي يجمع بين حاصر التنمية البشرية ومستقبلها . وتشتمل التنمية البشرية على العديد من الجوانب ومنها :
الجانب الاقتصادي والجانب الاجتماعي والجانب الإنساني .
الجانب الاقتصادي :
يتصل بالإنتاج والتصنيع واستهلاك السلع والخدمات ويقاس من خلال العديد من المؤشرات مثل الدخل وحجم استهلاك الغذاء وحجم استهلاك الطاقة .
الجانب الاجتماعي :
فيعني بجوانب التعليم والصحة والمستوطنات البشرية أو المراكز العمرانية وتستخدم متغيرات مثل نسبة الامية ونسب الالتحاق بالتعليم للذكور والإناث . ومعدلات وفيات الرضع .
الجانب الإنساني :
يختص بحقوق الأفراد الشخصية والاجتماعية والسياسية وحقوق الإنسان وتشمل مجالات المرأة ومجال عدالة التوزيع والفقر ومجال الاستقرار والسلم ومجال الاطلاع على المعلومات . 
نماذج نظرية ومفاهيم أساسية حول العلاقة بين السكان والموارد :
لقد ظهرت آراء ووجهات نظر متعددة حول نمو السكان وتزايد إعدادهم منذ زمن ليس بالقصير وكان تناول موضوع السكان عند المفكرين عرضياً في بعض الأحيان وأساسيا في أحيان أخرى إذ تناول المفكرين من خلال كتاباتهم عن موضوعات ذات صلة بالسكان دون الاعتماد على إحصاءات سكانية دقيقة في اغلب الأحيان كما اهتم المفكرون اليونانيون وخاصة أفلاطون بالحجم الأمثل للسكان .
أ- روبرت مالثوس (1766- 1836) :
يعد مالثوس من أوائل من كتبوا حول العلاقة بين السكان والغذاء بشكل عام عندما ظهر مقاله المعروف في عام 1798م بعنوان " مقال عن مبدأ السكان " وقد اعتقد مالثوس أن لدى الإنسان خاصيتين لايمكن الاستغناء عنهما لضرورتهما لحياة الإنسان وهما :
1- الحاجة إلى الغذاء 2- العاطفة بين الجنسين . 
ويعمل احدهما ضد الآخر فالعاطفة بين الذكور والإناث تؤدي إلى الزواج في سن مبكرة مما ينتج عنها انجاب الأطفال ومن ثم تكاثر السكان بل تضاعف إعدادهم . إن السكان يميلون إلى التزايد السكاني بدرجة تفوق زيادة الموارد الغذائية اللازمة لهم . وبناء عليه فإن السكان يتزايدون 64 مرة في حين لايزيد الغذاء إلا بمقدار سبعة أمثال مقداره الأصلي خلال 150 سنة .
ب- الحجم الأمثل للسكان والقدرة الاستيعابية :
على الرغم من صعوبة تعريف القدرة الاستيعابية للأرض وتحديدها بالأرقام أو الطرق الكمية إلا انه لايوجد خلاف حول حقيقة وجود عدد مناسب من السكان يقصد بالحجم الأمثل وجود حالة من التناسب بين لسكان والموارد بحيث يتم استغلال الموارد المتاحة أفضل درجات الاستغلال وأمثلها . وهناك بعض المؤشرات التي تعطي فكرة عن طبيعة العلاقة بين السكان والموارد ومنها :
1- متوسط الدخل 2- الكثافة السكانية 3- أمد الحياة 4- نسبة البطالة . 5- التجارة الدولية 
6- اتجاه الهجرة الدولية بالنسبة للدولة . وبناء على فكرة الحجم الأمثل ظهرت في هذا المجال عدد من المفاهيم العامة التي تسهم في توضيح العلاقة بين السكان والموارد ومن أبرزها :
1- الافتقار السكاني : هو عدم التناسب بين عدد السكان والموارد بحيث يكون عدد السكان اقل من أن يسمح باستغلال الموارد بالشكل المطلوب . 
2- الاكتظاظ السكاني : وهو مفهوم نسبي وليس مطلق ويقصد بهذا المفهوم عدم التوازن بين السكان والموارد نتيجة نمو السكان بمعدلات سريعة تحدث ضغطاً على الموارد المتاحة . ولعل ما أثير في مؤتمر السكان والتنمية في عام 1994م من جدل واختلاف في الرأي ووجهات النظر تعكس حقيقة الاختلافات الكثيرة في هذا المجال الحيوي ويمكن إيجازها في ثلاثة وجهات نظر هي :
أولاً : النمو السكاني يحفز التنمية :
يؤكد أصحاب هذا الرأي بان حل مشكلة الاكتظاظ السكاني لا يأتي من خلال الحد من نمو السكان بل يكمن في زيادة مستوى الموارد وذلك من منطلق الإيمان بأن التقدم العلمي والتقني سيتخطى المشكلات التي تنتج عن النمو السكاني واستنزاف الموارد . 
3- تؤدي المحاولة التي يتخذها المجتمع لمقاومة انخفاض مستوى المعيشة إلى زيادة القدرة على التحكم في البيئة وتحسين التنظيم الاجتماعي من اجل تحقيق التنمية ومن ثم رفع مستوى المعيشة . وهناك من يتفاءل كثيراً ويرى أنه ليس هناك مشكلة سكانية بل هناك افتقار إلى مزيد من السكان وذلك لأن الأرض فسيحة وكثير من مواردها لم تستغل بعد .
ثانياً : النمو السكاني لا علاقة له بالتنمية :
هناك من يعتقد بأنه لا علاقة بين النمو السكاني والتنمية فالتنمية تتأثر بالدرجة الأولى بالنظم السياسية والاقتصادية السائدة في البلد . فما يحدث في الصومال وغيرها من البلدان يعود إلى غياب النظام الاقتصادي والسياسي الملائم . 
ثالثاً : النمو السكاني يعرقل التنمية :
يتوقع أصحاب هذا الرأي الذين ينتمي كثير منهم إلى المدرسة المالثوسية الجديدة ظهور نتائج اجتماعية واقتصادية وسياسية سلبية وإمكانية حدوث الدمار والانهيار السياسي والاجتماعي والبيئي نتيجة تزايد اعداد السكان وما ينجم عنه من استنزاف وتدمير للموارد . ولايقتصر على ذلك بل هناك من يعتقد بأن هناك علاقة بين النمو السكاني وارتفاع درجة حرارة الأرض وعلى الرغم من أهمية العلاقة بين السكان والتنمية والبيئة للدول النامية والمتقدمة على حد السواء إلا أن بعض الباحثين يشير لما شعرت به الدول المتقدمة من عواقب سلبية لتزايد سكان العالم . 
السياسات السكانية :
ماهي السياسة السكانية : هي مجموعة الإجراءات الظاهرة أو الضمنية التي تتخذ في الغالب من قبل الحكومات للتأثير على حجم السكان أو معدلات نموهم أو توزيعهم أو تركيبهم الديموغرافي . كما تعرف السياسية السكانية من قبل بعضهم على أنها مجموعة من الإجراءات المؤثرة على العمليات الديموغرافية وبخاصة الزيادة الطبيعية والهجرة . 
لماذا السياسة السكانية :
لم تكن محاولات التأثير على المتغيرات السكانية وليدة العصر الحديث بل تشير بعض المصادر إلى أن الناس في بعض دويلات المدن في اليونان وبخاصة في اسبرطة يعمدون إلى ترك المواليد تحت ظروف صعبة لكي لايبقى منهم إلا الاصلب عوداً والأقوى بدناً .وعلى اية حال فإن الإنسان بطبعه شغوف بالنظر إلى المستقبل للتعرف على ماذا يخفيه من أحداث ومفاجآت لذلك حاول الإنسان منذ القدم اخذ الحيطة والحذر في محاولة لتغيير مجريات الأمور لصالحه .
العوامل المؤثرة في نمط السياسة السكانية :
هناك العديد من العوامل التي تؤثر على نوع السياسة السكانية التي تتخذها الدولة ومن أهمها :
1- العوامل الاجتماعية والثقافية والدينية :
يتأثر نوع السياسة السكانية بالحياة الاجتماعية والدينية ويأتي الدين في مقدمة هذه العوامل فالبلدان التي يلعب الدين فيها دوراً مؤثراً في حياة الأفراد غالباً ما تتبع سياسة سكانية ترفض الحد من النسل ولكنها قد تقبل خيارات أخرى تتعلق بتنظيم الأسرة . 
2- العوامل الاقتصادية :
يؤثر المستوى الاقتصادي وأنماط الإنتاج في الدولة على نوع السياسة السكانية المتبعة وتقوم الدولة باتباع السياسة السكانية التي تناسب وتنسجم مع إمكاناتها وثرواتها الطبيعية . وهذه الظروف الاقتصادية تعكس على الحاجة إلى اليد العاملة ومن ثم تؤثر على سياسات الهجرة والنمو السكاني 
3- العوامل السياسية والاعتبارات القومية :
تسعى الدول الصغيرة إلى زيادة عدد سكانها وبخاصة تلك المهددة من قبل دولة أو دول مجاورة ذات حجم سكاني كبير .ويشهد التاريخ بنماذج كثيرة لتأثير الجوانب القومية على السياسات السكانية في فترات مختلفة.
طرق السياسة السكانية وأساليبها :
1- الإجراءات الاقتصادية : تتمثل في الحوافز الاقتصادية كمنح مساعدات للأسر الكبيرة او فرض سياسة ضرائبية تهدف إلى تحديد الضرائب حسب حجم الأسرة أو توفير تسهيلات سكنية للأسرة التي بها أطفال كثيرون أو تطوير خدمات مدارس حضانة أو تمديد إجازات الأمومة أو منح قروض للزواج أو قروض الإسكان وغيرها . 
2- إجراءات إدارية قانونية : تكون هذه الإجراءات على هيئة تشريعات قانونية تحدد الأمور والمسائل المتعلقة بالسكان كأن تسمح أو تمنع إنتاج واستخدام موانع الحمل أو حتى بيعها وتوزيعها في الأسواق . أوتسن تشريعات وأنظمة تحدد العمر القانوني للزواج للذكور والإناث . 
3- إجراءات أيديولوجية فكرية :
من هذه الإجراءات استخدام وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة لتحقيق هدف معين يتعلق بالسكان والسياسة وفق القيم والعادات السائدة في المجتمع ويعتقد أن الإجراءات القانونية والإدارية والفكرية لايمكن ان تقدم نتائج ملموسة ما لم تتخذ الإجراءات الاقتصادية اللازمة . 
ملامح السياسات السكانية في المملكة العربية السعودية :
اشتملت الأهداف العامة والأسس الإستراتيجية لحظة التنمية السابعة (1420-1425هـ ) في المملكة العربية السعودية على إعلان الخطوط العريضة لسياسة سكانية تراعي المتغيرات الكمية والنوعية للسكان وتوزيعهم الجغرافي وتشمل هذه السياسات على مايلي :
 بناء الموارد البشرية الوطنية وإعدادها وتأهيلها لمواجهة الحاجات المتجددة والمتغيرة للسكان . 
 تنويع مهارات المواطن ورفع مستوى إنتاجيته وتشجيع الاستثمار في مجالات التنمية البشرية . 
 تحقيق التوازن بين السكان والتنمية في مناطق المملكة . 
 تحقيق المزيد من الرعاية الصحية والاجتماعية وتهيئة الظروف الاقتصادية .
 توفير الوسائل المناسبة لمقابلة احتياجات التركيبة السكانية . 
 التوسع المدروس في الخدمات والمرافق العامة كافة بالكم والكيف المناسبين . 
 إجراء الدراسات السكانية لتحديد احتياجات السكان الآنية والمستقبلية والاهتمام بإجراء المسوحات الإحصائية للمتغيرات السكانية دورياً. 
كما نص الأساس الاستراتيجي الثاني عشر على المحافظة على البيئة وحمايتها وتطويرها من خلال تحقيق السياسات الآتية :
1-تطوير أنظمة حماية البيئة والمحافظة على خصائصها الطبيعية والحد من التصحر . 
2-حماية مختلف أنماط الحياة الفطرية في المملكة وتطويرها . 
3-الاستمرار في تحقيق توازن مستمر بين التوزيع السكاني والطاقة الاستيعابية للبيئة مع الأخذ في الحسبان آثار النمو السكاني والأنماط الاستهلاكية على قاعدة الموارد الطبيعية . 
ولقد جاء هذا الاهتمام من منطلق وعي الدول العربية بأهمية المتغيرات السكانية لتأثيرها وتأثرها بكثير من المتغيرات التنموية مما يحتم أخذها في الاعتبار ، وإدخالها في الخطط التنموية الشاملة لتحقيق تنمية مستدامة بإذن الله .
abuiyad

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق