مجموعة اليسر للتدريب والاستشارات تأمل من زوارها الكرام المشاركة في الاستطلاعات التي تجريها بفعالية نظرا لفائدتها العالية
مجموعة اليسر للتدريب والاستشارات هي شركة تضامن لبنانية مسجلة تحت الرقم 489 تتنشط في مجال الدورات التدريبية والمؤتمرات العلمية والتربوية والاجتماعية والادارية والثقافية والتنمية والارشاد الاسري والاجتماعي ، واصدار المنشورات المتخصصة ، وتقديم الاستشارات في المجالات المذكورة وتوقيع الاتفاقيات مع الجامعات والمؤسسات والشركات الوطنية والعالمية على انواعها والقيام بالاستطلاعات والابحاث العلمية والدراسات المتخصصة في لبنان والخارج - نتمنى لكم زيارة ممتعة

12‏/12‏/2010

مقدمه فى مناهج البحث الاجتماعى

تأليف د.عمر عبد الجبار
الباب الأول 
أساسيات البحث
مقدمة
يختص هذا الجزء بمناقشة أساسيات البحث العلمى. ويهدف الى توضيح وشرح عدد من المكونات الاساسية التى لايمكن أن يخلو منها بحث علمى جاد. تشمل هذه الاساسيات: المنهج العلمى، بعض المصطلحات الاساسية، أنواع الاسئلة، المدة الزمنية، أنواع العلاقات، المتغيرات، الفروض، أنواع البيانات، وحدة التحليل، مغالطات البحث، فلسفة البحث، بناء البحث، مكونات البحث، أنواع التعليل، أنواع الصدق، صياغة المشكلة، إمكانية الدراسة، مراجعة الادبيات، خطة البحث و آداب البحث وأخلاقياته.

1/1 المنهج العلمي
المنهج العلمى طريقة للتفكير المنظم تعتمد فى دراستها للظواهرعلى الملاحظة العلمية والبيانات والحقائق. ويسعى المنهج العلمى الى دراسة الظواهر دراسة موضوعية خالية من المصالح والموثرات والاتجاهات الذاتية. فيما يلى نتناول بعض المفردات الاساسية للمنهج العلمى: 

أ/ مصادر المعرفة :
سنناقش هنا كيفية اكتسابنا للمعرفة عن العالم الذي حولنا[1]. وما يلي يمثل الطرق الأساسية للحصول على تلك المعرفة.
1 - إننا نتعلم من تجاربنا - عرفت هذه الطريقة تاريخياً بالأمبريقية - المعرفة من التجربة - ولفظة إمبريقية تعنى أنها مبنية على الملاحظة والتجربة .
2 - إننا نتعلم من آراء الخبراء .
3 - إننا نتعلم من التعليل وهناك نوعان من التعليل هما التعليل الاستنتاجي والتعليل الاستقرائي. 
ب/ المنهج العلمي لإنتاج المعرفة :
يعتبر العلم منهجاً لإنتاج المعرفة، وله عدد من الخصائص المميزة أهمها أنه متغير، وهذا يعنى أن العلم مضطرد، عقلاني، أخلاقي ، متجدد ، متفتح ، نقدي ولا ينتهي أبداً .

ج/ الفروض الأساسية للعلم : من أجل إنتاج المعرفة العلمية نقوم بافتراض ما يلي :
1 - هنالك عالم موجود موضوعياً يمكن دراسته .
2 - هنالك قدر من الاتساق والانتظام في هذا العالم .
3 - الاتساق والانتظام في العالم يمكن اكتشافه وتحديده عن طريق الدراسة الصارمة.

د/ الخصائص الاساسية للمنهج العلمي : يتميز المنهج العلمى بالخصائص التالية:
1 - أننا نقوم بملاحظات إمبريقية .
2 - أننا نضع ونختبر فرضيات .
3 - أننا نضع ونختبر نظريات .
4 - بناء على ما نتعلمه نحاول التأثير على الواقع .

هـ/ طرق المنهج العلمى: هناك طريقتان للمنهج العلمي: 
1 - الطريقة الاستنتاجية وتشتمل على الخطوات التالية :
* صياغة الفرضية بناءً على نظرية أو أدبيات بحثية .
* جمع بيانات لاختبار صحة الفرضية .
* اتخاذ القرار برفض أو قبول الفرضية .

2 - الطريقة الاستقرائية وخطواتها هي :
* ملاحظة الواقع .
* البحث عن نمط فيما لاحظناه .
* صياغة تعميم عن ما يحدث .
تستخدم التطبيقات العلمية الطريقتين - الطريقة الاستقرائية وهى مفيدة في وضع الفرضيات والنظريات في حين أن الطريقة الاستنتاجية مفيدة في اختبار تلك النظريات والفرضيات .

و/ النظرية :
إن كلمة نظرية تعني ببساطة شرح أو تفسير . فالنظريات تشرح وتفسر كيف ولماذا أن شيئاً يعمل كما يعمل . 
بعض النظريات متطورة جداً وتشتمل على حقول معرفة واسعة، وهذه هي النظريات الكبرى. نظريات أخرى هي نظريات أصغر أو تفسيرات مختصرة . ويمكن الاستفادة من كلا النوعين من النظريات في إعداد البحوث .
وعند تقويم النظريات يجب أن نأخذ في الاعتبار ما يلي :
1 - قانون الاقتصاد في الفكر، وهو يعني إذا كان لدينا نظريتين إحداهما بسيطة والأخرى أكثر تعقيداً وتفسر الظاهرة موضوع الدراسة بمستوى واحد، علينا أن نتبع النظرية الأبسط .
2 - النظرية يجب أن تكون قابلة للدحض .
ويرى الباحثون أن المعرفة غير نهائية، وأن البحث الامبريقي يقدم أدلة وليس إثباتات.

ز/ أهداف العلم : للعلم عدة أهداف نعرض فيما يلي لأهمها :
1 – الاستكشاف، نقوم بالاستكشاف عندما نود خلق أفكار عن شيء ما .
2 – الوصف، وهذه هي عملية وصف مميزات شيء ما .
3 - الشرح والتفسير، هنا نكون مهتمين بتوضيح كيف ولماذا أن شيئاً ما يعمل بالطريقة التي يعمل بها .
4 - التنبؤ والتوقع، حول ما آلت الظاهرة المحددة إليه .
5 - التأثير ، وهذا يعني تطبيق نتائج البحث لنؤثر في العالم .

1/2 : بعض مصطلحات البحث الأساسية :
يشتمل البحث على عملية مزج لتوليفة نطاق ضخم من المهارات والنشاطات[2]. ومن أجل أن تكون باحثاً جيداً يجب أن يكون لديك الاستعداد للعمل بشكل جيد مع مجموعات متنوعة من الناس ، مع فهم الطرق المحددة التي تستخدم في إجراء البحوث ، وفهم الموضوع الذي تود دراسته، المقدرة على إقناع الجهات المختصة بالتمويل، الالتزام بالمسار والجدول الزمني المحدد، المقدرة على الحديث والكتابة بشكل مقنع وما إلى ذلك من المقدرات .
في هذه الفقرة نقوم بعرض بعض المصطلحات التي نعتقد أنها تساعد في وصف الجوانب الأساسية للبحث الاجتماعي المعاصر .
نبدأ بمصطلحي نظري وإمبريقي في آن واحد لأنهما في أغلب الأحيان يكونان في تعارض مع بعضهما البعض . البحث الاجتماعي نظري، وهذا يعنى أن الكثير منه يختص بتطوير ، واستكشاف أو اختبار النظريات أو الأفكار التي يحملها الباحثون الاجتماعيون عن كيفية عمل العالم .
لكن البحث الاجتماعي في نفس الوقت إمبريقي، وذلك يعنى أنه مبنى على ملاحظة الواقع وقياسه . أي أنه مبنى على ما ندركه من العالم حولنا . بإمكاننا اعتبار أن معظم البحث مزيج من هذين المصطلحين - مقارنة لنظرياتنا عن كيفية عمل العالم مع ملاحظاتنا عن عمله حقيقة .
المصطلح الثالث هو ذلك الذي يصف البحث الاجتماعي بأنه عام. مصطلح عام يرجع إلى القوانين والقواعد التي تختص بالحالة العامة ـ" نواميس" ، وهو يتعارض مع مصطلح " فردي" والذي يرجع إلى القوانين والقواعد التي تتعلق بالأفراد. على كل حال النقطة الأساسية هنا هي أن معظم البحث الاجتماعي يختص بالنواميس - الحالة العامة - أكثر من اهتمامه بالفرد . غالباً ما نقوم بدراسة أفراد لكننا نهتم عادة بالتعميم إلى ما يتعدى الفرد نفسه .
إن رؤية ما بعد الوضعية للعلوم لم تعد تعتبر أن اليقين يمكن تحقيقه . لذلك فإن المصطلح الرابع الذي يميز الكثير من البحث الاجتماعي المعاصر هو أنه احتمالي أو مبنى على الاحتمالات. إن الاستنتاجات التي نحصل عليها في البحث الاجتماعي لها احتمالات مصاحبة لها - إن هذه الاستنتاجات نادراً ما تعتبر قوانين شاملة تطبق على كل الحالات. جزء من الأسباب التي جعلت علم الإحصاء له ماله من أهمية في البحث الاجتماعي سماحه لنا بتقدير احتمالات الموقف الذي ندرسه .
المصطلح الأخير الذي نعرضه هنا هو مصطلح سببي، وهو يعنى أن معظم البحث الاجتماعي يهتم في نقطة ما بالنظر في علاقة السبب بالنتيجة . وهذا لا يعنى أن معظم الدراسات تدرس فقط العلاقة بين السبب والنتيجة . 
هنالك بعض الدراسات التي يمكن أن نقول إنها ببساطة تلاحظ - مثلاً المسوحات التي تسعى إلى وصف نسبة الناس الذين لديهم وجهة نظر معينة -، كما أن هناك العديد من الدراسات التي تستكشف العلاقات - كالدراسات التي تهدف إلى معرفة هل هناك علاقة بين النوع والدخل . ربما أن معظم البحوث الاجتماعية التطبيقية تحتوى على دراسات وصفية ودراسات العلاقات المتبادلة - لماذا نتحدث إذن عن الدراسات السببية ؟ الإجابة هي، بالنسبة لمعظم العلوم الاجتماعية من الضروري النظر إلى ما وراء العالم وإلى ما وراء العلاقات ـ ذلك أننا نسعى إلى تغيير العالم ، إلى تحسينه وإلى القضاء على بعض مشاكله الأساسية - وإذا كنا نود تغيير العالم " خاصة إذا كنا نود القيام بذلك بطريقة منظمة وعلمية " نكون بشكل آلى مهتمين بالعلاقات السببية - تلك التي تخبرنا كيف أن الاسباب (البرامج والمعالجات مثلاً ) تؤثر في النتائج موضع اهتمامنا .

1/3 : أنواع الأسئلة :
هنالك ثلاثة أنواع أساسية من الأسئلة تتناولها مشاريع البحوث :
1 - الوصفية : عندما تصمم الدراسة بشكل أساسي لوصف ما يحدث أو وصف ما هو موجود . استطلاعات الرأي العام التي تسعى إلى وصف نسبة الناس الذين يحملون وجهة نظر معينة هي في الأساس وصفية في طبيعتها - مثلاً إذا أردنا أن نعرف نسبة الناخبين الذين سيصوتون للحزب الديمقراطي أو الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة فنحن ببساطة مهتمون بوصف شيء .
2 - العلائقية : عندما تصمم الدراسة للنظر في العلاقات بين متغيرين أو أكثر . استطلاعات الرأي التي تقارن نسب النساء والرجال الذين سيصوتون لمرشحي الحزب الديمقراطي أو الحزب الجمهوري في الانتخابات الرئاسية القادمة هي بالضرورة تدرس العلاقة بين النوع وخيارات التصويت .
3 - السببية : عندما تصمم الدراسة لتحديد ما إذا كان واحداً أو أكثر من المتغيرات ( متغير برنامج أو معالجة مثلاً ) يتسبب أو يؤثر في واحد أو أكثر من المتغيرات الناتجة . إذا قمنا باستطلاع للرأي لتحديد ما إذا كان أن حملة حديثة للدعاية السياسية غيرت إتجاهات الناخبين نكون بالضرورة ندرس ما إذا كانت الحملة - السبب - غيّر في نسبة الناخبين الذين سيصوتون للديمقراطيين أو الجمهوريين - النتيجة -
أنواع الأسئلة الثلاثة يمكن النظر إليها على أنها تراكمية . ذلك أن دراسة علائقية تفترض أن بإمكانك أن تصف أولاً ( عن طريق القياس أو الملاحظة ) كل واحد من المتغيرات التي تحاول إيجاد العلاقة بينها . كما أن دراسة سببية تفترض أن بإمكانك وصف كل من متغيرات السبب والنتيجة وأن بإمكانك أن توضح أن هنالك علاقة تربط بينهما . الدراسات السببية هي التي في الغالب تتطلب جهداً أكثر .

1/4 : الفترة الزمنية :
تعتبر الفترة الزمنية التى يستغرقها البحث عاملاً مهماً في تصميم أي بحث، ونود أن نعرض هنا أحد أنواع الاختلافات الأساسية في مصطلحات تصميم البحوث: الدراسات المقطعية في مقابل الدراسات الطولية. الدراسة المقطعية هي تلك الدراسة التي تتم في نقطة زمنية واحدة . لذلك فإننا نأخذ " شرائح " أو مقاطع لما نقوم بملاحظته أو قياسه. الدراسة الطولية هي تلك التي تتم عبرفترة من الزمن. في الدراسات الطولية لدينا على الأقل موجتين من القياس .

1/5 : أنواع العلاقات :
العلاقة تعنى الاتصال بين متغيرين - وعندما نتحدث عن أنواع العلاقات فإننا نعنى ذلك في طريقتين على الأقل : طبيعة العلاقة ونوعها .
أ/ طبيعة العلاقة :
في حين أن كل العلاقات تتحدث عن الاتصال بين متغيرين هنالك نوع خاص من العلاقات يشير إلى أن المتغيرين ليس فقط في حالة اتصال وإنما يسبب أحدهما الآخر - هذا هو الفرق الأساسي بين علاقة إرتباطية وعلاقة سببية . العلاقة الارتباطية تقول ببساطة أن شيئين يحدثان بطريقة متزامنة - مثلاً نحن نتحدث عادة عن الارتباط بين معدلات التضخم والبطالة . فعندما ترتفع معدلات التضخم ترتفع أيضاً معدلات البطالة وعندما تنخفض معدلات التضخم تنخفض معدلات البطالة أيضاً . المتغيران في حالة ارتباط - لكن معرفة أن المتغيرين في حالة ارتباط لا يخبرنا شيئاً عن هل يسبب أحدهما الآخر . إننا نعلم مثلاً أن هنالك علاقة ارتباط بين عدد الطرق التي تبنى في أوروبا وعدد الأطفال الذين يولدون في الولايات المتحدة الأمريكية . هل معنى هذا أننا إذا أردنا أطفال أقل في الولايات المتحدة علينا التوقف عن بناء طرق كثيرة في أوروبا ؟ أو هل يعنى ذلك أنه إذا لم يكن لدينا طرقاً كافية في أوروبا هل يجب أن نشجع مواطني الولايات المتحدة على إنجاب المزيد من الأطفال ؟ بالتأكيد لا . في حين أن هنالك علاقة بين عدد الطرق التي تبنى وعدد الأطفال فإننا لا نعتقد أن العلاقة سببية - هذا يقودنا إلى مناقشة ما اصطلح على تسميته بمشكلة المتغير الثالث . حتى فى المثال السابق قد يكون هنالك متغير ثالث يسبب كل من بناء الطرق ومعدلات المواليد أي أنه يسبب العلاقة الارتباطية التي نلاحظها . مثلاً ، ربما يكون الاقتصاد العالمي العام هو المسئول عن الاثنين . عندما يكون الاقتصاد جيداً تبنى المزيد من الطرق في أوروبا ويولد المزيد من الأطفال في الولايات المتحدة الأمريكية . الدرس الأساسي من هذا المثال هو يجب أن تكون حذراً عندما تقوم بتفسير علاقات الارتباط .
إذا كنت تدرس علاقة الارتباط بين عدد ساعات استخدام الحاسب الآلي لدى الطلاب ومتوسط درجاتهم ووجدت أن الطلاب الأكثر استخداماً للحاسب يحققون أعلى الدرجات لا يمكنك افتراض أن العلاقة هنا سببية : أى أن استخدام الكمبيوتر يزيد من معدل الدرجات - في هذه الحالة قد يكون هنالك عامل ثالث - الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية - حيث إن الطلاب ذوي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الأفضل تكون لديهم موارد ضخمة ويميلون إلى استخدام الحاسب الآلي والحصول على أفضل الدرجات . بذلك يكون متغير الموارد هو الذي يحدد استخدام الحاسب الآلي ومستوى الدرجات وليس متغير استخدام الحاسب الآلي هو الذي يقود إلى التغير في مستوى الدرجات .
ب/ نوع العلاقة :
لدينا العديد من المصطلحات التي تصف أنواع العلاقات الأساسية :
أولاً : هناك حالة اللاعلاقة أو عدم وجود علاقة ما . إذا كنت تعرف قيمة أحد المتغيرات فإنك لا تعرف أي شيء عن قيمة المتغير الآخر - مثلاً فإننا نتوقع عدم وجود علاقة بين خطوط اليد ومعدل الدرجات . فإذا كنت أعرف معدل درجاتك فإنه ليس لدى أية فكرة عن خطوط يدك .
ثانياً : هناك العلاقة الإيجابية . في العلاقة الإيجابية تكون القيم العالية لأحد المتغيرات مصحوبة بقيم عالية للمتغير الآخر، كما أن القيم الدنيا لأحد المتغيرات تكون مصحوبة بقيم دنيا للمتغير الآخر أيضاً . مثال ذلك أننا نفترض علاقة إيجابية بين عدد سنوات الدراسة والراتب المتوقع الحصول عليه لشخص ما .
ثالثاً : هناك العلاقة السلبية التي تقتضي أن القيم العالية في أحد المتغيرات تكون مصحوبة بقيم دنيا في المتغير الآخر - هذا النوع من العلاقة يعرف أحياناً بالعلاقة العكسية .
تلك هي الأنواع البسيطة من العلاقات التي يمكن أن تجدها في بحث - لكننا يجب أن نضع في الاعتبار أن نوع العلاقة يمكن أن يكون أكثر تعقيدا،ً من ذلك مثال العلاقة الانحنائية - مثال لهذه العلاقة مريض يعاني من مرض ما ويستخدم دواء بجرعات معينة، وكلما زادت الجرعات قلّت حدة المرض، لكن في مرحلة ما بدأ المريض يعاني آثاراً جانبية ناتجة عن زيادة الجرعات مما أدى إلى زيادة حدة المرض مرة أخرى .
1/6 : المتغيرات :
لن يكون بإمكانك معرفة الكثير عن البحث ما لم تتعلم كيف تتحدث عن المتغيرات . المتغير هو كل شيء يمكن أن يأخذ قيماً مختلفة . هذا يعنى أن كل شيء يمكن أن يتغير يمكن أن يعتبر متغيراً . مثلاً العمر يمكن أن يعتبر متغيراً لأن العمر يأخذ قيماً مختلفة - يتغير - لأناس مختلفين أو لشخص واحد في أوقات مختلفة . أيضاً ، الوطن يمكن أن يعتبر متغيراً لأن وطن الشخص يمكن أن توضع له قيمة .
المتغيرات ليست دائماً كمية أو رقمية . متغير النوع يتكون من قيم يعبر عنها بالحروف - ذكر وأنثى وبإمكاننا عندما يكون ذلك مفيداً أن نضع قيماً كمية في مكان القيم التي يعبر عنها في كلمات . من الأهمية بمكان أن نعرف أن المتغيرات ليست هي أشياء يمكن قياسها بالطرق التقليدية . مثلاً في معظم أنواع البحث الاجتماعي وتقييم البرامج نعتبر أن المعالجة أو البرنامج يتكون من عدد من المتغيرات . البرنامج التعليمي يشتمل على كميات مختلفة من عدد الساعات ، قاعات الدراسة ونسبة الطلاب إلى الأساتذة - وما إلى ذلك - لذلك البرنامج نفسه يمكن اعتباره متغيراً يتكون من عدد من المتغيرات الفرعية .
الصفة قيمة محددة للمتغير . مثلاً متغير النوع يكون على صفتين - ذكر وأنثى . أو أن متغير الموافقة يمكن أن يكون على خمسة صفات :
1 - لا أوافق بشدة .
2 - لا أوافق .
3 - محايد .
4 - أوافق .
5 - أوافق بشدة .
تمييز مهم آخر على علاقة بمصطلح " متغير " هو الفرق بين المتغير المستقل والمتغير التابع. يكون هذا التمييز مهماً في الدراسات التي تهتم بالسبب والنتيجة . والمتغير المستقل هو ذلك المتغير الذي يتحكم فيه الباحث أو الطبيعة - معالجة - برنامج - سبب . المتغير التابع هو ذلك المتغير الذي يتأثر بالمتغير المستقل - النتائج . مثلاً إذا كنت تدرس أثر برنامج تعليمي جديد على مستويات الطلاب، يكون البرنامج هو المتغير المستقل ومستويات الطلاب هي المتغير التابع .
أخيراً ، هناك ميزتان للمتغيرات يجب أن تتحققا دائماً . المتغير يجب أن يكون شاملاً ، يجب أن يحتوى كل الإجابات المحتملة . مثلاً متغير " المهنة " وضعت له الخيارات - معلم - مهندس - طبيب - مزارع فقط نجد أن هنالك العديد من المهن التي لم تدرج في هذه الخيارات - من الناحية الأخرى إذا أردنا أن نشمل جميع المهن فإن القائمة ستكون طويلة جداً . للتعامل مع مثل هذا الوضع يجب أن ندون أنواع المهن الأساسية ثم تستخدم فئة عامة مثل " أخرى " لتشمل كل المهن الأخرى التي لم تدون في القائمة .
إضافة إلى خاصية الشمول يجب أن يكون المتغير قاصراً تبادلياً ، أي ألا تحمل إجابة واحدة صفتين في آن واحد . فالسؤال عن المهنة فقط مثلاً قد لا يكون قاصراً تبادلياً بمعنى أن شخصاً ما يمكن أن يكون له أكثر من مهنة، لذلك من أجل أن يكون المتغير قاصراً تبادلياً فإننا نضيف كلمات أخرى للمهنة مثل المهنة الحالية أو المهنة الأساسية وما إلى ذلك .
1/7 : الفرضيات :
الفرضية عبارة عن مقولة تنبؤية، فهى تصف بصورة ملموسة وليست نظرية ما سيحدث في دراستك . ليس لكل الدراسات فرضيات - أحياناً تصمم الدراسة لتكون دراسة استكشافية، وفي مثل تلك الدراسات ليس هنالك فرضية محددة، وقد يكون الهدف من الدراسة استكشاف بعض الجوانب من أجل تطوير فرضيات يمكن اختبارها بالبحث مستقبلاً. كما يمكن أن يكون للدراسة الواحدة أكثر من فرضية .
في الواقع عندما نتحدث عن الفرضية فإننا نعنى في آن واحد فرضيتين . دعنا نفترض أنك تتوقع علاقة ما بين متغيرين في دراستك . الطريقة التي سنضع بها اختبار الفرضية هي أن نضع فرضيتين واحدة تصف ما تتوقعه أنت وأخرى تصف كل النتائج الأخرى المحتملة بالنسبة للعلاقة المفترضة . ما تتوقعه سيكون المتغير " أ " والمتغير " ب " سيكون على علاقة به - إننا لا نهتم هنا بنوع العلاقة سلبية هي أم إيجابية - . عليه تكون النتيجة الوحيدة الأخرى المحتملة هي أنه ليست هنالك علاقة بين المتغيرين " أ " و " ب " .
عادة نسمي الفرضية التي تدعمها أنت أو ما تتوقعه بالافتراض الاختياري - المغاير - ونسمى الافتراض الذي يصف كل النتائج الأخرى المحتملة بالافتراض الصفري . أحياناً نستخدم الرموز مثل HA و H1 للافتراض الاختياري و H0 أو HO للافتراض الصفري .
يجب أن تكون حذراً هنا ففي بعض الأحيان يكون توقعك هو عدم وجود اختلاف أو تغير . في هذه الحالة فإنك تحاول إيجاد الدعم للافتراض الصفري وتعارض الافتراض الاختياري.
إذا كان افتراضك يحدد اتجاهاً ويكون الافتراض الصفري هو عدم وجود اختلاف فإننا نسمى هذا بالافتراض وحيد الجانب - One tailed - مثلاً دعنا نفترض أنك تدرس أثر برنامج جديد لتدريب الموظفين وتعتقد أن إحدى النتائج ستكون انخفاض نسبة غياب الموظفين . في هذه الحالة تكون صياغة الفرضيات كما يلي :
الافتراض الصفري لهذه الدراسة هو :
HO - نتيجة لبرنامج شركة XYZ لتدريب الموظفين لن يكون هنالك اختلاف كبير في نسبة غياب الموظفين أو سيكون هنالك ازدياد ملحوظ في نسبة الغياب .
يختبر هذا الافتراض في مقابل الافتراض الاختياري :
HA نتيجة لبرنامج شركة XYZ لتدريب الموظفين سيكون هنالك انخفاض ملحوظ في نسبة غياب الموظفين.
عندما لا يحدد توقعك اتجاهاً فإننا نسمى ذلك افتراضاً ثنائي الجانب - مثلاً دعنا نفترض أنك تقوم بدراسة عقار جديد لمعالجة الاكتئاب . لقد جرب العقار على الحيوانات لكنه لم يجرب بعد على الإنسان - وإنك تتوقع - بناءً على معلومات نظرية وأبحاث سابقة - أن يكون لهذا العقار أثر لكنك ليس واثقاً بما يكفي لصياغة افتراض يحمل اتجاهاً لتقول أن ذلك العقار يقلل من الاكتئاب . في هذه الحالة فإنك تقوم بصياغة افتراضاتك كما يلي :
الافتراض الصفري سيكون :
HO نتيجة لتناول 300 ملغ من عقار ABC يومياً لن يكون هنالك تغير في حالة الاكتئاب.
يختبر هذا الافتراض في مقابل الافتراض الاختياري :
HA - نتيجة لتناول 300 ملغ من عقار ABC يومياً سيكون هنالك تغير مهم في حالة الاكتئاب.
الشيء المهم والذي يجب تذكره عند صياغة الفرضيات هو أنك تبنى توقعك (اتجاهي أو غير اتجاهي) ثم تقوم ببناء الافتراض الثاني الذي يجب أن يكون نافياً للأول ويستوعب كل النتائج الأخرى البديلة المحتملة للحالة .
عند الفراغ من تحليل الدراسة يكون بإمكانك الاختيار بين الفرضيتين - إذا كان توقعك صحيحاً فإنك ترفض الافتراض الصفري وتقبل الافتراض الاختياري .
أما إذا كانت البيانات لا تدعم توقعك فإنك تقبل الافتراض الصفري وترفض الافتراض الاختياري .
أخيراً ، يمكننا أن نقول أن منطق اختبار الفرضيات مبنى على مبدأين أساسين :
أ - صياغة فرضيتين تنفيان بعضهما تبادلياً وهما سوياً يشملان كل النتائج الممكنة .
2 - اختبارهما بحيث إن أحدهما يقبل بالضرورة بينما يرفض الآخر .

1/8 : أنواع البيانات :
سيكون لدينا الكثير الذي نقوله لاحقاً عن أنواع البيانات، أما هنا فإننا نود أن نوضح اختلافاً أساسياً بين نوعين من البيانات: البيانات النوعية والبيانات الكمية . إننا نسمى البيانات كمية إذا كانت تتكون من أعداد، ونسميها نوعية إذا كانت غير ذلك . يجب أن نلاحظ أن البيانات النوعية يمكن أن تكون أكثر من الكلمات والنصوص . الصور ، أشرطة الفيديو ، تسجيلات الصوت وما إلى ذلك كلها يمكن اعتبارها بيانات نوعية .
لا نود هنا الدخول في الجدل الدائر في العلوم الاجتماعية حول البيانات النوعية والكمية ويمكن للقارئ أن يراجع العديد من المصادر الأخرى حول هذا الموضوع . لكن يمكننا أن نقول أن الكثير من ذلك الجدل يخفى حقيقة أن البيانات النوعية والكمية ترتبط ببعضها البعض بصورة أساسية . كل البيانات الكمية مبنية على أحكام نوعية وكل البيانات النوعية يمكن وصفها ومعالجتها عددياً - مثلاً ، العديد من المقاييس الكمية يتم بناؤها عن طريق المرور عبر العديد من الأحكام النوعية . من الناحية الأخرى كل البيانات النوعية يمكن تحويلها إلى بيانات كمية .
1/9 : وحدة التحليل :
واحدة من الأفكار الهامة في مشاريع البحوث هي وحدة التحليل . ووحدة التحليل هي الكينونة الأساسية التي تقوم بتحليلها في دراستك - مثلاً ، أي مما يلي يمكن أن يكون وحدة للتحليل في دراسة ما:
- الأفراد .
- الجماعات - ( طلاب - نساء - مهاجرون ) .
- المنتجات الإنسانية - ( كتب - صور - صحف ) .
- الوحدات الجغرافية - ( المدن - خطوط التعداد - الدول ) .
- التفاعلات الاجتماعية ( علاقات ثنائية - الطلاق - التوقيف ) .
لماذا تسمى " وحدة التحليل " وليس شيئاً آخر ( وحدة اختيار العينة مثلاً)، الإجابة هي لأن التحليل الذي تقوم به في دراستك هو الذي يحدد الوحدة - مثلاً إذا كنت تقارن بين معدلات أداء الأطفال في مجموعتين دراسيتين تكون الوحدة هنا هي الطفل الفرد الواحد لأن هنالك معدل أداء لكل طفل . من ناحية إذا كنت تقارن بين المجموعتين من الأطفال حول بيئة قاعة الدراسة تكون وحدة التحليل في هذه الحالة هي المجموعة الدراسية لا شك أن هنالك بيئة قاعة دراسية واحدة لكل قاعة وليست لكل طالب على حدة .
في الدراسة الواحدة قد يكون لديك وحدات دراسة مختلفة من أجل مستويات تحليل مختلفة . فإذا أردت أن تبنى تحليلك على معدلات الطلاب يكون الفرد هو وحدة التحليل . لكن ربما تقرر القيام بمقارنة بين متوسط أداء المجموعات الدراسية - في هذه الحالة، وبما أن البيانات التى سيتم تحليلها هي المتوسط نفسه ( وليس معدلات الطلاب الأفراد ) ستكون وحدة التحليل هي المجموعة الدراسية .
1/10 : مغالطات البحث :
المغالطة في المنطق هي خطأ في التحليل ناتج عن افتراضات خاطئة . يكون الباحثون عادة على معرفة بمكامن الزلل وبالمغالطات التي يمكن أن يكونوا عرضة لها . سنناقش هنا اثنتين من هذه المغالطات .
المغالطة الأولى هي ما يعرف بالمغالطة البيئية وتحدث عندما نصل إلى استنتاجات عن الأفراد مبنية فقط على تحليل بيانات المجموعة . مثلاً ، لنفترض أنك تقوم بقياس معدلات مادة الرياضيات لدى إحدى الصفوف الدراسية ووجدت أن لديهم أعلى معدلات أداء في مادة الرياضيات على مستوى المحافظة . لاحقاً " وربما في أحد الأماكن العامة " تلتقي بأحد الطلاب من تلك المجموعة. فتقول لنفسك " لابد أنه بارع جداً في الرياضيات ". هذه مغالطة لأن مجرد انتماء ذلك الطالب لتلك المجموعة لا يعنى أنه من أصحاب المعدلات العليا في الرياضيات . وقد يكون صاحب أدنى معدل في مادة الرياضيات في ذلك الصف الذي كان يمكن أن يحتوى على عباقرة في الرياضيات لولا وجود ذلك الطالب بينهم .
المغالطة الثانية هي المغالطة الاستثنائية وهي عكس المغالطة البيئية، وتحدث عندما نصل إلى استنتاجات حول المجموعة مبنية على حالات استثنائية .
هذا النوع من التعليل المغلوط هو السبب في الكثير من التعصب العرقي والنوعي . مثال ذلك أن تخطئ طالبة في مادة الرياضيات ثم تستنتج " النساء سيئات في الرياضيات " هذه مغالطة .
تشير هاتان المغالطتان إلى بعض الأخطاء التي تحدث في البحث وفي التعليل اليومي . كما أن المغالطة تشير أيضاً إلى أهمية إجراء البحوث. نحن بحاجة إلى أن نقيم إمبريقيا أداء الأفراد ولا نعتمد فقط على متوسطات المجموعات . كما أننا نحتاج إلى النظر في العلاقات الارتباطية بين أنماط معينة من السلوك ومجموعات بعينها .

1/11 : فلسفة البحث :
ربما تعتقد أن البحث شيء بالغ التجريد والتعقيد . ربما ، لكن إذا فهمت المراحل والأجزاء الأساسية للبحث وكيف أنها تنسجم مع بعضها البعض لن يكون البحث عملية معقدة كما يبدو من الوهلة الأولى .
لكل مشروع بحث بناء واضح المعالم - بداية - منتصف ونهاية . في فقرة بناء البحث نعرض المراحل الأساسية لمشروع البحث. في تلك الفقرة نعرض بعض الاختلاف العام بين أنواع الأسئلة التي تسألها في مشروع بحث والأجزاء الأساسية لمشروع البحث .
قبل أن تظهر فكرة البحث بشكلها الحديث كان لدينا مصطلح لما اعتاد الفلاسفة أن يطلقوا عليه لفظ بحث - التعليل المنطقي، لذلك ليس غريباً أن نجد أن بعض الاختلاف في المنطق نقل إلى البحث المعاصر . في الفقرة عن نظم المنطق سنناقش كيف أن نظامين أساسيين من نظم المنطق ، الطريقة الاستنتاجية والطريقة الاستقرائية للتعليل يرتبطان بالبحث الحديث .
كما هو معلوم ، البحث العلمى مبنى على افتراضات حول فهمنا للعالم وأمثل الطرق لفهمه، لكن من المؤكد أن لا أحد يعرف حقيقة أفضل الطرق لفهم العالم، وقد ظل الفلاسفة يتجادلون لقرابة قرنين من الزمان حول ذلك الموضوع .
النوعية واحدة من القضايا الأساسية في البحث . وسنعرض إلى فكرة المصداقية لنعنى بها نوعية مختلف الاستنتاجات التي يمكن أن تصل إليها في مشروع البحث، وتكتسب فكرة المصداقية أهمية خاصة لأنها هي القاعدة التي تستخدمها لتحكم على نوعية البحث .

1/12 : بناء البحث :
تشترك معظم البحوث في شكل البناء العام . وتبدأ عملية البحث عادة من اهتمام موسع ، المشكلة التي يود الباحث أن يدرسها - مثلاً قد يرغب الباحث في دراسة كيفية استخدام الحاسب الآلي فى تحسين أداء الطلاب في مادة الرياضيات . لكن هذا الموضوع واسع جداً ليدرس في مشروع بحث واحد . وعلى الباحث أن يقلص السؤال إلى ما يمكن دراسته في مشروع بحث واحد . وقد يتطلب ذلك صياغة افتراضات أو أسئلة للتركيز، مثلاً ، يمكن للباحث أن يفترض أن طريقة معينة لتدريس الرياضيات عن طريق الحاسب الآلي ستحسن من مقدرة طلاب المرحلة الابتدائية في محافظة معينة. وفي مرحلة أكثر تقليصاً وتحديداً من البحث يبدأ الباحث القيام بالقياسات والملاحظات حول المسألة موضوع الاهتمام . 
بعد الفراغ من جمع البيانات يبدأ الباحث في محاولة فهمها وذلك عن طريق تحليلها في طرق متعددة . وقد يكون للافتراض الواحد عدد من التحليلات يمكن أن يقوم بها الباحث، وفي هذه النقطة يبدأ الباحث في صياغة بعض الاستنتاجات الأولية حول ما حدث نتيجة لبرنامج الرياضيات المحوسب. أخيراً ، في أحيان كثيرة يحاول الباحث العودة إلى مسألة الاهتمام الأساسية عن طريق التعميم من نتائج الدراسة المحددة إلى مواقف أخرى شبيهة. مثلاً، على أساس النتائج المؤكدة التي تشير إلى أن برنامج الرياضيات كان له أثر إيجابي على أداء الطلاب يمكن للباحث أن يخلص إلى أن المدارس الأخرى في المحافظة التي هي في وضع مماثل لتلك التي قام بدراستها قد تتوقع نفس النتائج عند تطبيقها لذلك البرنامج .
لتوضيح مراحل بناء البحث بصورة أفضل يمكننا ايجازها فى الخطوات التالية :
البداية بمسألة اهتمام عريضة 
تقليصها لتصبح أكثر تركيزاً .
القياس + الملاحظة 
تحليل البيانات
الوصول إلى الاستنتاجات 
التعميم بالرجوع إلى المسألة الأساسية .

1/13 : مكونات البحث :
ما هي مكونات أو أجزاء البحث أو الدراسة الأساسية ؟ سنعرض المكونات الأساسية لدراسة سببية. فالدراسات السببية تفترض مسبقاً أسئلة وصفية وعلائقية وتوجد العديد من مكونات الدراسات السببية في الدراسات الأخرى .
يبدأ معظم البحث الاجتماعي من مشاكل، مسائل أو أسئلة عامة. ربما تكون مهتماً مثلاً ، بالبرامج التي تساعد العاطلين على إيجاد فرص عمل، وعادة ما تكون المشكلة متعددة الجوانب بصورة لا تمكن من تناولها في بحث واحد، نتيجة لذلك فإننا نقوم بتقليص المشكلة إلى أسئلة بحث أكثر تحديداً يكون بإمكاننا دراستها .
يوضع سؤال البحث عادة في إطار نظرية طرحت لمناقشة المشكلة. فمثلاً ، قد يكون لدينا النظرية التي تقول إن الخدمات المساندة المتواصلة ضرورية من أجل بقاء الموظفين الجدد في عملهم. سؤال البحث هو الموضوع الأساسي الذي يتناوله البحث ويصاغ في أحياناً كثيرة في لغة نظرية. مثلاً، سؤال البحث قد يكون :
هل برنامج التوظيف المدعوم أكثر فاعلية ( من عدم وجود برنامج ) في مساعدة الموظفين على البقاء في وظائفهم؟ .
المشكلة مع هذا السؤال هي أنه مازال عاماً جداً ليدرس مباشرة . نتيجة لذلك، في معظم البحوث نقوم بتطوير مقولة أكثر تحديداً تعرف بالفرضية تصف بطريقة عملية ما نعتقد حدوثه في الدراسة. مثال لذلك :
إن برنامج التوظيف المدعوم سيزيد بصورة ملحوظة من معدلات التوظيف بعد ستة أشهر بالنسبة للأفراد حديثي التوظيف " والذين ظلوا بدون عمل لمدة عام على الأقل " مقارنة بالأفراد الذين لا يتلقون مثل ذلك البرنامج " .
لاحظ أن هذه الفرضية محددة بشكل كاف ذلك أن القارئ يمكن أن يفهم وبكل سهولة ما تحاول أن تقوِّمه الدراسة .
في الدراسات السببية نهتم بنوعين من المتغيرات - السبب والنتيجة . عادة ما يكون السبب نوع من الأحداث ، البرامج أو المعالجات. إننا نميّز بين الأسباب التي يمكن أن يسيطر عليها الباحث (مثل البرامج) في مقابل الأسباب التي تحدث طبيعياً أو هي خارج تأثير الباحث ( مثل التغير في معدلات أسعار الفائدة - حدوث الزلازل ) . النتيجة هي الناتج أو الحصيلة التي نرغب في دراستها . في تناولنا لكل من السبب والنتيجة فإننا نميز بين أفكارنا عنها " النموذج " وكيف أنها موجوة فعلاً في الواقع . مثلاً ، إننا نكون أفكاراً عن فائدة برنامج الخدمات المدعومة بالنسبة للموظفين الجدد ، هذا هو النموذج أو ما نبنيه نحن . من الناحية الأخرى، العالم الواقعي ليس دائماً مطابقاً لأفكارنا عنه . في البحث إننا نذكر أنفسنا عن ذلك بالتمييز بين أفكارنا عن شيء ما " النموذج " و "الشييء" كما هو موجود في "الواقع العملي". نظرياً نأمل في تطابق الاثنين.
يجرى البحث الاجتماعي دائماً في بيئة اجتماعية . إننا نسأل الناس أسئلة ، نلاحظ تفاعل الأسر أو نقيس آراء الناس في مدينة من المدن . تعد الوحدات التي ستشملها الدراسة جزءاً مهماً من مشروع البحث. فالوحدات تتصل مباشرة بموضوع العينة. وفي معظم مشاريع البحث لا نستطيع تغطية كل الناس الذين نود تغطيتهم بالدراسة . فمثلاً ، في دراستنا لبرنامج الخدمات المدعومة لحديثي التوظيف لا يمكننا أن ندخل في دراستنا كل حديثي التوظيف في العالم أو حتى في قطر واحد . بدلاً عن ذلك علينا الحصول على عينة ممثلة لأولئك الناس. عندما نقوم بأخذ العينة يجب أن نميّز بين مكون السكان النظري موضوع اهتمام الدراسة والعينة النهائية التي نقيمها فعلياً في دراستنا. في هذه الحالة الوحدة تعنى الناس الذين نتخذهم كعينة لجمع البيانات. لكن في بعض مشاريع البحوث قد تكون الوحدات منظمات، جماعات ، أو وحدات جغرافية مثل المدن .
في الدراسات السببية نهتم بأثر بعض الأسباب على واحد أو أكثر من النتائج، وتكون النتائج على علاقة مباشرة بمشكلة البحث ، ونهتم أكثر بالنتائج التي تعكس مشكلة البحث أكثر. في دراستنا الافتراضية عن برنامج التوظيف المدعوم نكون أكثر اهتماماً بمقاييس التوظيف ، الحالة الوظيفية ومعدلات الغياب .
أخيراً في الدراسة السببية نقوم بمقارنة أثر السبب موضوع اهتمامنا " البرنامج " مع الظروف الأخرى " برنامج آخر أو عدم وجود برنامج على الإطلاق " . لذلك فإن جزءاً أساسياً من الدراسة السببية يختص بالطريقة التي نقرر بها الوحدات التي ستتلقى برنامجنا والتي توضع في مواقف بديلة . هذا الموضوع يرتبط مباشرة بتصميم البحث الذي يمكن أن نستخدمه في دراستنا. أحد الأسئلة الأساسية في تصميم البحوث هو أن نقرر كيف يتم وضع الناس في مختلف البرامج والمعالجات التي نقارنها . وفيما يلي المكونات الأساسية للدراسة السببية :
- مشكلة البحث .
- أسئلة البحث .
- البرنامج - السبب .
- الوحدة .
- النتيجة - الأثر .
- التصميم .


1/14 : التعليل الاستنتاجي والتعليل الاستقرائي :
في المنطق نتحدث عن طريقتين للتعليل هما الطريقة الاستنتاجية والطريقة الاستقرائية . التعليل الاستنتاجي ينطلق من المعمم إلى المحدد . أحياناً يطلق عليها طريقة " من الأعلى نحو الأسفل " . ربما نبدأ بالتفكير في نظرية ما عن موضوع دراستنا، ثم نقوم بتقليص الموضوع إلى فرض محدد يمكننا اختباره، ثم نواصل تقليصناً للموضوع عندما نجمع الملاحظات لمناقشة الفرض، وهذا يقودنا في النهاية إلى اختبار الفرض على ضوء بيانات محددة، وهو ما يمثل تأكيداً أو عدم تأكيد لنظريتنا الأصلية . وتأخذ هذه الطريقة الشكل التالي :
- نظرية .
- فرض.
- ملاحظة .
- تأكيد أو نفي .
التعليل الاستقرائي يعمل في الاتجاه الآخر، فهو ينطلق من الملاحظات المحددة إلى التعميم الأوسع والنظريات - أحياناً تعرف بطريقة " من الأسفل نحو الأعلى " . وفي التعليل الاستقرائي نبدأ بالملاحظات والقياسات المحددة ثم نستكشف الاتساق والانتظام ، نصيغ بعض الفروض المبدئية التي يمكننا استكشافها ثم ننتهي بتطوير بعض الاستنتاجات العامة أو النظريات .
للطريقتين ملمس مختلف عندما تقوم بإعداد بحث، فالتعليل الاستقرائي بطبيعته أكثر انفتاحاً واستكشافاً خاصة في البداية. والتعليل الاستنتاجي بطبيعته أكثر تحديداً ويختص باختبار وتأكيد الفروض. وعلى الرغم من أن دراسة معينة قد تبدو استنتاجية خالصة " تصميم تجريبي لاختبار أثر افتراضي لبعض البرامج والمعالجات على بعض النتائج " يشتمل معظم البحث الاجتماعي على طريقتي التعليل - الاستنتاجية والاستقرائية.

1/15 : مقدمة حول الصدق :
عندما نتحدث عن الصدق السؤال الأول الذي يجب أن نطرحه هو صدق ماذا ؟ يفكر العديدون منا في مكونات البحث . ربما نقول أن مقياساً ما صادق أو أن عينة صادقة قد أخذت أو أن لتصميم البحث مصداقية عالية . لكن كل هذه المقولات غير صحيحة فنياً . المقاييس والعينات وأنواع التصميم ليست لها مصداقية . القضايا وحدها هي التي يمكن أن توصف بأنها صادقة . فنياً يجب أن نقول أن المقياس يقود إلى استنتاج صادق أو أن العينة تتكون من استنتاجات صادقة وما إلى ذلك . فالقضايا والاستنتاجات هي التي يمكن أن توصف بأنها صادقة.
أثناء عملية البحث نقوم بعمل العديد من الاستنتاجات، والعديد منها يتعلق بعملية إعداد البحث ولا تمثل الفروض الأساسية للدراسة. وعلى الرغم من ذلك توفر هذه العمليات الوسيطة والقضايا المنهجية الأساس للاستنتاجات الملموسة التي نرغب في تناولها . مثلاً ، يتضمن كل البحث الاجتماعي مقاييس وملاحظات، وعندما نقيس أو نلاحظ نكون هل نكون مهتمين بقياس ما نود قياسه فعلاً أو نكون مهتمين بالمدى الذي تكون فيه ملاحظاتنا متأثرة بالظروف التي تجرى فيها؟ . إننا نصل إلى استنتاجات حول نوعية مقاييسنا وهي استنتاجات ستلعب دوراً مهماً في تناول القضايا العريضة والملموسة لدراستنا . عندما نتحدث عن صدق البحث فإننا نعنى الاستنتاجات العديدة التي نصل إليها حول مختلف أجزاء منهجية البحث .
سنقسم الصدق إلى أربعة أنواع، كل نوع يتناول سؤالاً منهجياً معيناً . ومن أجل فهم أنواع الصدق يجب أن تعرف شيئاً عن كيفية دراستنا لسؤال البحث . لأن أنواع الصدق الأربعة فعالة في حالة دراسة الأسئلة السببية فقط، وسنستخدم دراسة سببية لوضع السياق العام .
أنواع الصدق الأربعة مبنية على بعضها البعض، اثنان منها " صدق الاستنتاج " و"الصدق الداخلي" - يختصان بمجال الملاحظات التي نقوم بها – الثالث، " صدق النموذج " يركز على الارتباط بين النظرية والملاحظة والأخير " الصدق الخارجي " يختص بمدى النظرية .
لنتخيل أننا نود دراسة ما إذا كان استخدام الـ " www" World Wide web يحسن من فهم الطلاب لمقرر ما .
لنفترض أننا أخذنا نموذجين ، الأول نموذج السبب ( website ) والآخر نموذج النتيجة أو الأثر ( الفهم ) وحولناهما إلى واقع حقيقي ببناء موقع الـ www ومقياس لتحديد المعرفة بالمقرر. فيما يلي أنواع الصدق الأربعة والسؤال الذي يتناوله كل منها :
1. صدق الاستنتاج :
في هذه الدراسة هل توجد علاقة بين المتغيرين؟ .
في سياق المثال الذي نحن بصدده يمكننا وضع السؤال كما يلي :
هل هنالك علاقة بين موقع الـ www والمعرفة بالمقرر؟ . هنالك العديد من الاستنتاجات للإجابة على مثل هذا السؤال .
ربما نستنتج أن هنالك علاقة، كما يمكننا استنتاج علاقة إيجابية أو يمكن أن نستنتج عدم وجود علاقة إطلاقاً - بإمكاننا تقييم صدق الاستنتاج لكل هذه الاستنتاجات .
2. الصدق الداخلي :
بافتراض أن هنالك علاقة في هذه الدراسة - هل هي علاقة سببية ؟
لمجرد أننا وجدنا أن هنالك علاقة ارتباط بين موقع الـ www والمعرفة لا يمكننا بالضرورة افتراض أن موقع الـ www هو سبب المعرفة . كلاهما يمكن أن يكونا نتيجة لعامل واحد. ربما يكون الطلاب ذوى الوضع الأقتصادى الأفضل أكثر استخداماً لموقع الـ www وبذلك يتفوقون في الاختبارات .
عندما نود أن ندعى أن برنامجنا أو معالجتنا تسببت في تلك النتيجة في دراستنا علينا الأخذ في الاعتبار الصدق الداخلي لذلك الادعاء السببي .
3. صدق النموذج :
لنفترض أن هنالك علاقة سببية في هذه الدراسة ، هل يمكن أن نقول أن البرنامج يعكس بصورة كافية نموذجنا عنه وأن المقياس يعكس تصورنا لنموذج المقياس ؟
بمعنى آخر ، هل قمنا بتنفيذ البرنامج الذي نود تنفيذه، وهل قمنا بقياس النتيجة التي نود قياسها ؟ هل قمنا بالصياغة العملية الكافية لأفكارنا عن السبب والنتيجة ؟ عند نهاية بحثنا نود أن يكون بإمكاننا القول بأننا أنجزنا عملية موثوقة في إطار الصيغة العملية للنماذج المتصورة - يمكننا قياس صدق النموذج لهذا الاستنتاج .
4. الصدق الخارجي :
لنفترض أن هنالك علاقة سببية في هذه الدراسة بين نماذج السبب والنتيجة ، هل بإمكاننا تعميم هذه النتائج على أشخاص فى أماكن وأزمنة أخرى ؟
إننا نرغب في أن ندعى أن نتائج بحثنا تنطبق على مجموعات أخرى وأفراد آخرين في مواقف وأزمنة أخرى، عندما نقوم بذلك فإننا نختبر الصدق الخارجي لهذه الادعاءات .
لاحظ كيف أن كل سؤال في كل نوع من أنواع الصدق يفترض إجابة توكيدية للسؤال الذي يسبقه . هذا ما عنيناه عندما قلنا أن أنواع الصدق مبنية على بعضها البعض .
هنالك مهددات صدق ومصداقية لكل استنتاج - أسباب تجعل الاستنتاج خاطئاً . يحاول الباحث تقليص إمكانية قبول معظم المهددات للصدق ليجعل الاستنتاج الذي تم الوصول إليه في الدراسة هو الأكثر قبولاً وصدقاً . مثلاً ، تخيل أن دراسة تبحث في العلاقة بين قدر معين من التدريب على تقنية معينة ومعدلات استخدام تلك التقنية . ولأننا نهتم بالعلاقة فإنها تعتبر موضوع مصداقية استنتاج . لنفترض أن الدراسة أكملت ولم نجد علاقة ارتباط هامة بين التدريب على التقنية ومعدلات استخدامها، كيف يمكن أن يكون هذا الاستنتاج خاطئاً ؟ أو ما هي مهددات الصدق في هذه الحالة ؟ أولاً من الممكن عدم توفر المقدرة الإحصائية الكافية للكشف عن العلاقة حتى وإن كانت موجودة . ربما يكون حجم العينة صغير جداً أو أن مقياس مقدار التدريب لا يمكن الاعتماد عليه .
يكون استنتاج عدم وجود علاقة أكثر قوة ومصداقية إذا كان بإمكاننا أن نوضح أن التفسيرات البديلة حول المقدرة الإحصائية ، حجم العينة والمقياس لا يمكن الوثوق بها .
أخيراً يمكننا القول أن نظرية الصدق وقوائم مهددات الصدق المحددة توفر مقياساً مهماً ومفيداً لتقويم نوعية استنتاجات البحوث .


1/16 : صياغة المشكلة :
من أين تأتي مواضيع البحث ؟ كيف يحصل الباحثون على الأفكار عن مواضيع البحوث ؟ أهم مصادر العامة لأفكار للبحوث هى المشاكل العملية في الميدان . فالعديد من الباحثين منشغلون مباشرة بتطبيق الكثير من برامج الخدمات الاجتماعية والصحية والإنسانية ويحصلون إلى أفكارهم بناءً على ما يرونه حولهم . آخرون لا يعملون مباشرة في هذه البرامج لكنهم يتعاملون مع العاملين في البرامج من أجل معرفة الاحتياجات وفهمها . العديد من الأفكار قد تبدو لمن هم خارج المجال غير ذات فائدة وغير مهمة إطلاقاً .
مصدر آخر من مصادر أفكار البحث هو الأدبيات المكتوبة في المجال المعين . ومن المؤكد أن العديد من الباحثين يحصلون على أفكار بحوثهم من خلال قراءتهم للأدبيات المكتوبة ومحاولتهم إيجاد الطرق التي يمكن بها تنقية ومواصلة البحوث السابقة .
أخيراً العديد من الباحثين يبتكرون مواضيع بحثهم بأنفسهم، ومن البديهي أن لا أحد يعيش في فراغ لذلك نتوقع أن الأفكار التي يتم الوصول إليها بشكل فردي متأثرة بخلفية الباحث من حيث الثقافة، التعليم والخبرة .
تعتمد الصياغة النهائية لمشكلة البحث على عدد من الاعتبارات اهمها خبرة الباحث ومدى التزامه بالخطوات العلمية المتعارف عليها لصياغة المشكلة. ما يلى بعض هذه الخطوات:
ـ تحديد موضوع الدراسة الرئيسى.
ـ حصر النقاط الرئيسية و الفرعية للمشكلة.
ـ تحديد العوامل التى دفعت الباحث لاختيار المشكلة.
ـ تحديد الفوائد النظرية والعملية المتوقع تحقيقها من اجراء البحث. 
ـ التعريف باهم الدراسات التى اجريت فى موضوع البحث.
ـ تحليل أهم النتائج التى وصلت اليها تلك الدراسات.
ـ التعريف بالاضافة التى يود الباحث تقديمها.
ـ تحديد الصعوبات العلمية والعملية التى يتوقع الباحث أن يقابلها فى دراسته.

1/17 : هل الدراسة ممكنة ؟
بمجرد الحصول على فكرة الدراسة يبدأ الواقع في الظهور وتبدأ أنت في التفكير إذا كانت هذه الدراسة ممكنة أم لا . هنالك الكثير من الاعتبارات تبدأ في التدخل . فكثير منها عبارة عن تنقل بين الصرامة والعملية . وللقيام بدراسة جيدة من وجهة النظر العلمية قد تضطر إلى عمل أشياء لم تكن تعملها في الظروف العادية . ربما تتحكم في تنفيذ برنامجك باهتمام أكثر من العادة، أو ربما تسأل المشاركين في البرنامج أسئلة أكثر مما اعتدت عليه . إذا كانت لديك موارد غير محدودة وتحكم مطلق في الظروف يكون بإمكانك إعداد بحث ذا نوعية ممتازة . لكن مثل هذه الظروف المثالية نادرة الحدوث لذلك يضطر الباحثون إلى البحث عن أفضل الوسائل للحصول على الصرامة العلمية المطلوبة .
هنالك العديد من الاعتبارات العملية التي يجب أخذها في الاعتبار عند تحديد جدوى مشروع البحث . أولاً يجب أن تفكر في الزمن الذي سيستغرقه البحث حتى يكتمل . ثانياً يجب أن تفكر في الاعتبارات الأخلاقية للبحث . ثالثاً هل من الممكن الحصول على التعاون الضروري للوصول بالبحث إلى نهايته بنجاح . رابعاً ، يجب الأخذ في الاعتبار التكلفة المالية لإجراء البحث .
الفشل في الاعتبار الكافي لأي من هذه العوامل قد يعنى حدوث الكارثة لاحقاً .

1/18 : مراجعة واستعراض الأدبيات :
واحدة من الخطوات المهمة والأولية هي القيام باستعراض ومراجعة الأدبيات السابقة . إنها إحدى التجارب المهنية التي قد تتعرض لها، لماذا ؟ لاشك ستجد أن كل فكرة ذات أهمية بالنسبة لك قد تم التفكير فيها بدرجة ما .
الغرض من استعراض الأدبيات هو تحديد البحوث ذات العلاقة ووضع مشروع بحثك في إطاره المفهومي والنظري الصحيح . وإذا نظرنا إليه بهذه الطريقة لن يكون هناك موضوع جديد تماماً أو متفرد لا يمكن أن نجد له بحثاً مقارباً .
فيما يلي نستعرض بعض الأفكار المفيدة في إجراء مراجعة الأدبيات . 
أولاً : ركز جهودك على الأدبيات العلمية . حاول تحديد أكثر الدوريات مصداقية وثقة في مجال موضوع بحثك وأبدأ بها . ركز على الدوريات التي تتبع ما يعرف بنظام " الاستعراض الأعمى " للمواضيع المنشورة وهو نظام يعتمد على عدم كشف اسم صاحب المقال المقدم للنشر عند إجراء عملية تقويمه من قبل المحكمين . الدوريات التي تعتمد نظام " الاستعراض الأعمى " تتمتع بمصداقية أكثر .
ثانياً : قم بإجراء مراجعة الأدبيات في بداية عملية البحث . هذا يساعد في أن تتعلم أكثر كما يساعد في اتخاذ قرار التخلص من بعض الأفكار في مرحلة مبكرة .
ما الذي يجب أن تبحث عنه في مراجعة الأدبيات ؟ 
أولاً ، ربما تجد دراسة شبيهة بتلك التي تود القيام بها . بما أن كل الدراسات الموثوقة تقوم بمراجعة الأدبيات بإمكانك النظر في الأدبيات التي راجعتها تلك الدراسة لتحصل على انطلاقة سريعة .
ثانياً ، البحوث السابقة تساعدك على تضمين كل النماذج ذات العلاقة بدراستك . ربما توصلت تلك النماذج إلى نتائج لم تضمنها أنت في النموذج الخاص بك . فإذا قمت بإعداد دراستك من دون تضمين ذلك النموذج لن يحكم عليها بأنها جيدة وموثوقة لأنها تجاهلت نموذجاً مهما.
ثالثاً، مراجعة الأدبيات تساعد في إيجاد واختيار وسيلة القياس المناسبة. سترى ما هي وسائل القياس التي استخدمها الباحثون في مواقف متشابهة لموقفك .
رابعاً ، مراجعة البيانات تساعدك على توقع المشاكل المشتركة في إطار بحثك. ويمكنك استخدام تجارب الآخرين لتجنب الأخطاء المشتركة.

1/19 : خطة البحث :
بعد الفراغ من صياغة وعرض مشكلة البحث وفرضياته لابد من وضع خطة تعمل كهاد ودليل للبحث [3] .
من المهم بمكان صياغة هذه الخطة قبل بدء الدراسة لأنها تساعد على تحديد خطوات الدراسة والتفكير . وتشتمل خطة البحث عادة على المكونات التالية :
1 - المقدمة : وتحتوى على :
- أسباب إجراء الدراسة .
- مناقشة وعرض موجز للدراسات السابقة .
- فرضيات الدراسة .
2 - المنهج : ويشمل :
- جمهور الدراسة . من هم - كم عددهم ، أين نجدهم وكيف سيتم اختيارهم؟ .
- الأدوات التي تستخدم في الدراسة - كيفية قياس المتغيرات - ما هي أدوات جمع البيانات المستخدمة ولماذا ؟
- خطوات جمع البيانات.
- نوع تصميم الدراسة .
3 - تحليل البيانات : ويشمل: 
توضيح كيفية تنظيم وتحليل البيانات التي جمعتها .
- الدراسات الكمية تستخدم طرق التحليل الإحصائي .
- الدراسات النوعية تعتمد على التحليل الاستقرائي للبيانات - البحث عن الفئات ، النظم والأفكار في البيانات المكتوبة .
يجب أن نضيف أن بعض خطط البحوث - خاصة مشاريع التخرج تحمل فصلاً أو فقرة منفصلة لاستعراض أدبيات البحث - وآخرون يفضلون دمج فقرة تحليل البيانات مع فقرة المنهج.

1/20 : آداب وأخلاقيات البحث :
آداب أو أخلاقيات البحث موضوع حوله اختلاف كبير لأنه مبنى على نظم القيم الخاصة بكل فرد . ما قد يراه أحدنا صحيحاً قد يراه الآخر غير ذلك[4].
في هذا الجزء نناقش ثلاثة مداخل أساسية تناولت آداب وأخلاقيات البحث :
1 - مدخل الإلزام الأخلاقي: يرى هذا المدخل أننا يجب أن نعرِّف ونستخدم معايير كونية عندما نصدر الأحكام الأخلاقية . فالفعل إما أن يكون أخلاقياً أو غير أخلاقي بدون أي استثناء .
2 - مدخل الشك: هذه رؤية نسبية ترى أن المعايير الأخلاقية ليست كونية وإنها نسبية حسب ثقافة وعصر الفرد .
3 - مذهب المنفعة: هذه وجهة نظر عملية ترى أن الحكم على أخلاقيات دراسة ما يعتمد على الموازنة للتبعات والنتائج للمشاركين في البحث وللمجتمع العريض - هذا المدخل هو الأكثر اعتماداً بواسطة العديد من الأكاديميين والسؤال الأساسي فيه هو : هل تتعدى الفوائد المحتملة للدراسة المخاطر المحتملة ؟.

الاعتبارات الأخلاقية :
يهتم الباحثون عادة بثلاثة أنواع من الاعتبارات الأخلاقية وهي :
1 - العلاقة بين العلم والمجتمع: نجد أن العديد من أفكار البحث تنبع من مجالات يعتبرها المجتمع هامة .
كما أن معظم الحكومات ومؤسسات التمويل تستخدم منح البحث للتأثير في مجالات البحث التي يختارها الباحثون .
2 - بعض القضايا المهنية: الاهتمام الأخلاقي الأساسي هنا هو عمليات الاحتيال والمخادعة . بكل تأكيد الغش والكذب لا يمكن الدفاع عنهما .
3 - معاملة المبحوثين: هذه أكثر القضايا الأخلاقية أهمية . وتتضمن التأكيد أن المبحوثين لن يصيبهم أي أذى بدنى أو نفسي نتيجة مشاركتهم في البحث .

بعض الموجهات للبحث وسط البشر :
فيما يلي نعرض لبعض الموجهات والإرشادات التي يجب على الباحث الاجتماعي اتباعها وهي:
- ـ الموافقة على المشاركة بوعي، هذه هي العملية التي يزوّد فيها مجتمع البحث أو المبحوثون بالمعلومات الكافية حتى يقرروا على بينة مشاركتهم في البحث أو عدم المشاركة. المعلومات التالية يجب أن يزود بها كل مبحوث قبل الحصول على موافقته النهائية .
- هدف البحث والطرق المتبعة في جميع البيانات .
- توضيح أي أخطار أو مشاكل قد يتعرض لها المبحوث. 
- توضيح أي فوائد محتملة جراء المشاركة في البحث .
- التأكيد على سرية المعلومات .
- توضيح أن المشاركة طوعية ويمكن للمبحوث الانسحاب في أي وقت أثناء الدراسة .
- المشاركون دون السن القانونية يجب الحصول على موافقة والديهم أو أولياء أمورهم.

________________________________________
1. R. Bruke Johnson, University of Alabama, College of Education. 09 March 2004.
http:// wwwsouthalabama.edu.coe/bset/jonson/lectures/composepage. 
[2] Torchim, William M. The Research Method Knowledge Base, 09 March 2004, Internet www page at URL: http:// torchim-human-cornell.edu.kb.index-htm.
.[3] 1. R. Bruke Johnson, Univerity of Albama, Colledge of Education. 09 March 2004.
http:// wwwsouthalabama.edu.coe/bset/jonson/lectures/composepage 
[4] Ibid
--------------------------------------------
وسائل جمع البيانات
3/1 الملاحظة .
3/2 المقابلة .
3/3 الاستبيان .
3/4 دراسة الحالة .
3/5 تحليل المحتوي

مقدمة
يتناول هذا الجزء شرح وتوضيح أهم وسائل جمع البيانات ( والتى تعرف أحياناً بأدوات جمع البيانات) وهى: الملاحظة، المقابلة، الاستبيان، دراسة الحالة وتحليل المحتوى. ونعتقد أنها تمثل الوسائل الاساسية والاكثر استخداماً والتى يمكن اختيار احداها، بعضها أو ربما جميعها لجمع البيانات والمعلومات الضرورية حول مشكلة البحث.
قد يلاحظ القارىء أننا اسهبنا فى شرح تحليل المحتوى كوسيلة لجمع البيانات ويرجع ذلك الى اكتساب هذه الوسيلة اهمية متذايدة فى الوقت الراهن ( عصر المعلومات) وذلك لمقدرتها على التعامل المباشر مع المعلومات من خلال ما هو مكتوب، مسجل و مصور. 

3/1 الملاحظة :
تعتبر الملاحظة إحدى الوسائل الأساسية لجمع البيانات لإعداد البحوث . وتكون الملاحظة ضرورية لوجود بعض المواقف التى يصعب على الباحث استخدام الوسائل الأخرى لجمع البيانات فيها.[1] ومثلها مثل وسائل جمع البيانات الأخرى تتطلب الملاحظة مهارات محددة يتقنها الباحث حتى يتمكن من إجراء الملاحظة الجيدة التي هي وسيلة لجمع البيانات المطلوبة .

طبيعة الملاحظة :
عندما تجرى الملاحظة بطريقة جيدة فإنها تتصف بالمميزات التالية :
1 - أنها تبرز الإطار الطبيعي والبيئي الذي يحدث فيه السلوك .
2 - تساعد في فهم الأحداث المهمة التي تؤثر في حياة مجتمع الدراسة .
3 - أنها تحدد معنى للواقع من وجهة نظر الملاحظ - فرداً أو مجتمع .

أهداف الملاحظة :
تحقق الملاحظة كوسيلة لجمع البيانات عدة أهداف أهمها :
1 - إبراز السلوك الإنساني كما يحدث فعلاً وتسمح لنا بمتابعة السلوك أثناء حدوثه، ولذلك فهي تركز على الجانب الحيوي للسلوك وليس الجامد .
2 - توفر الملاحظة وصفاً تصويرياً للحياة الاجتماعية لا يمكن الحصول عليه بوسائل جمع البيانات الأخرى. حيث هناك العديد من المواقف التي ليس لدينا عنها وصفاً كافياً . مثال ذلك ، كيف يتصرف الأطفال الجانحون في الحياة اليومية ؟ كيف يسلك سارق السيارة؟ كيف يتعلم الإنسان مهنة ما؟ وما إلى ذلك .
3 - الاستكشاف ويعد الهدف الثالث للملاحظة .إذ في أحيان كثيرة يكون لدينا القليل جداً عن موضوع ما، وعن طريق التواجد في مجتمع الدراسة نستطيع اكتشاف قدر من التوجه نحو الجوانب المهمة في الموضوع الذي نحن بصدده.

أنواع الملاحظة :
يمكن تصنيف الملاحظة على حسب الدور الذي يلعبه الملاحظ، وعليه يكون لدينا نوعين اساسيين من أنواع الملاحظة : أ - الملاحظة بالمشاركة . ب - الملاحظة غير المشاركة .

أ - الملاحظة بالمشاركة :
في هذا النوع من المشاركة يكون الباحث جزءاً من مجتمع الدراسة . وهنالك عدة طرق للدخول لهذا النوع من الملاحظة . ومنها أن يكون الباحث عضواً في جماعة ما ثم يقرر ملاحظتها . أو قد يلتحق الباحث بجماعة ما بغرض ملاحظتها، بغض النظر عن الطريقة التي يصبح بها الباحث جزءاً من الجماعة المراد ملاحظتها تكون المشاركة النشطة في حياة مجتمع الدراسة المكون الأساسي في الملاحظة بالمشاركة .
لابد من الإشارة إلى إن هنالك العديد من نقاط القوة والضعف تحيط بالملاحظة بالمشاركة كوسيلة لجمع البيانات :
1 - من نقاط القوة أن الباحث يحافظ على الإطار الطبيعي الذي تحدث فيه الدراسة، كما أنه ليست هنالك أسئلة حول وجود الباحث في مجتمع الدراسة لذلك يظل سلوك المبحوثين طبيعياً ولا يهتم الباحث بما يجب ملاحظته وما لا يجب ملاحظته .
2 - من نقاط الضعف أن الباحث لا يكون دائماً واضحاً حول المعايير المستخدمة لتحديد أهمية الملاحظات وبالتالي تدوينها .
3 - من نقاط الضعف الأخرى أن هذا النوع من الملاحظة يقتضي زمناً طويلاً يمضيه الباحث وسط مجتمع الدراسة ، وفي بعض الأحيان قد يكون موضوع الدراسة نشاطاً غير قانوني أو يحمل تبعات سلبية كتعاطي المخدرات ، الإدمان على الكحول ، السرقات .. إلخ وهي مواضيع دراسة يصعب على معظم الباحثين ملاحظتها بالمشاركة .
ب - الملاحظة غير المشاركة :
في هذا النوع يلاحظ الباحث سلوك الآخرين في وضعه الطبيعي ولا يكون جزءاً مشاركاً فيه.
من مزايا هذه الطريقة أنه يمكن إجراء بعض التحضيرات قبل الدخول مثل اختيار الوضع المراد ملاحظته ، مدى تمثيل البيانات ، المشاكل المتعلقة بوجود الباحث وما إلى ذلك . ويتمتع الباحث هنا بحرية أكثر في تحديد قيمة البيانات الملاحظة والقرارات حول تدوينها .
لكن على الرغم من هذه المزايا هنالك نقطة ضعف أساسية وهي أن الباحث في الملاحظة غير المشاركة لا يحصل على الوضع الطبيعي للحياة الاجتماعية كما في حالة الملاحظة بالمشاركة مثلاً .
العوامل التي تحكم اختيار الملاحظة كوسيلة لجمع البيانات :
هناك العديد من العوامل التي تتداخل لتؤثر على اختيار الباحث للملاحظة كوسيلة لجمع البيانات ويمكننا تقسيم هذه العوامل إلى ثلاث مجموعات :
1 - عوامل تتعلق بموضوع الدراسة .
2 - عوامل تتعلق بمهارات الباحث وخصائصه .
3 - عوامل تتعلق بمجتمع الدراسة .
فيما يلي بعض التفصيل لهذه العوامل :

1 - العوامل التي تتعلق بموضوع الدراسة :
توجد الكثير من مواضيع الدراسة التي تحتم جمع معلومات عن النشاطات الفعلية للناس في حياتهم اليومية . مثل هذه المواضيع لا يمكن دراستها بواسطة الوسائل الأخرى لجمع البيانات . مثال لذلك استكشاف الحياة اليومية للأطفال الجانحين ، المجموعات التي لا يمكن أن يتم التواصل معها بوسائل جمع البيانات الأخرى والمجموعات والمنظمات السرية .
إضافة إلى ذلك هنالك بعض الأطر والمرجعيات النظرية التي تميل إلى الملاحظة كوسيلة مفضلة لجمع البيانات مثل نظريات الاثنوميثودولوجي ، النظريات الظاهراتية والتفاعلية . ولا ننسى طبعاً مرجعيات أخرى أوسع مثل علم الانثروبولوجيا والبحوث النوعية.

2 - العوامل التي تتعلق بمهارات الباحث وخصائصه :
تختلف المهارات والاستعدادات للقيام للملاحظة من باحث لآخر لكن هذا لا يعنى أن هنالك فئة بعينها من الباحثين هي التي باستطاعتها القيام بالملاحظة . في الحقيقة يمكن تدريب الباحثين على القيام بالملاحظة مثلما يتم تدريبهم على وسائل جمع البيانات الأخرى مثل المقابلة والاستبيان .
بالنسبة للخصائص فإنها تعنى عمر ، نوع وأصل الباحث ومدى تأثر هذه الخصائص بمجتمع الدراسة . وتأثير مجتمع الدراسة عليها مثال ذلك هل من الممكن أن تقوم فتاة صغيرة في السن بدراسة مجموعة من مدمني الكحول أو المخدرات عن طريق الملاحظة ؟ 
3 - العوامل التي تتعلق بمجتمع الدراسة :
من الجوانب الهامة في العوامل التي تتعلق بمجتمع الدراسة مكانة الباحث بالنسبة لمجتمع الدراسة. عامل هام آخر هو علاقات المكانة وتعنى مقدرة المبحوث على منع الباحث من ملاحظة نشاطه بدعوى الخصوصية. عليه يمكننا القول أن إمكانية استخدام الملاحظة كوسيلة لجمع البيانات تزيد كلما قلت مقدرة المبحوث على حماية خصوصيته . هنا تتداخل مجموعة من العوامل المؤثرة مثل مهنة المبحوث ، أوضاعه الاقتصادية والثقافية .
عوامل المهنة ترجع إلى مقدرة المبحوث على الحصول على حصانة ضد نشاطاته مباشرة . مثال ذلك العديد من المهن مثل الأطباء ، رجال الشرطة ، المحامين .. إلخ .
أما العوامل التي تتعلق بالوضع الاقتصادي فهي ترجع إلى مدى مقدرة المبحوث على حماية نفسه من ملاحظة نشاطه من خلال المقدرة على الدفع لحماية الخصوصية . من الناحية الأخرى كلما ساءت الحالة الاقتصادية للمبحوث كلما كان أكثر عرضة للملاحظة ، مثال ذلك ضحايا الكوارث الطبيعية والإنسانية المختلفة .

3/2 : المقابلة :
تعتبر المقابلة أكثر وسائل جمع البيانات سوسيولوجية ذلك لأنها تعتمد على التفاعل اللفظي بين الباحث والمبحوث[2]. ويرى العديد من الباحثين أن أفضل الطرق لمعرفة دوافع سلوك الأفراد هي أن تسألهم عن تصرفاتهم مباشرة عن طريق الحديث إليهم .
هذا لا يعنى أننا ننكر أن للمقابلة كوسيلة لجمع البيانات نقاط قوتها وضعفها ، فهى تناسب مواضيع دراسة ولا تناسب أخرى وأنها تحتاج إلى امتلاك مهارات خاصة لا يحتاج إليها في الوسائل الأخرى .

خصائص المقابلة :
المقابلة نوع من التواصل اللفظي بغرض الحصول على كمية بيانات، ومن أهم خصائصها:
1 - تسأل الأسئلة ويتم الحصول على الأجوبة لفظياً - الخاصية اللفظية للأسئلة تؤكد على ثلاثة نقاط أساسية :
أولاً : المقابلة ليست تبادلاً للحديث فقط . وإنما هى محادثة تهدف إلى الحصول على إجابات لفظية لأسئلة لفظية .
ثانياً : ليس بالضرورة أن يكون التبادل اللفظي وجهاً لوجه حيث يمكن إجراء المقابلات عبر الهاتف .
ثالثاً : على الرغم من أن المقابلة تكون عادة بين شخصين فإنها ليست قاصرة على هذا العدد من الأفراد . بل تجرى في أحيان كثيرة مع الأزواج وزوجاتهم أو الأبناء ووالديهم . كما يمكن إجراء المقابلات مع مجموعات من الأفراد .
2 - تسجل البيانات وتدون بواسطة الباحث وليس المبحوث .
3 - العلاقة بين الباحث والمبحوث تتميز بعدة ميزات أولاً ، إنها علاقة مؤقتة أو عابرة في مدتها أو شكلها ولها نقطتي بداية ونهاية محددتين . ثانياً ، يكون الباحث والمبحوث غرباء حتى لو كان هناك تعارف سابق بين الباحث والمبحوث ـ وهو نادراً ما يحدث ـ فإن المقابلة وما تحتويه من أسئلة وأجوبة تصبح تجربة جديدة .
4 - تصميم المقابلة يتميز بمرونة كبيرة مقارنة بوسائل جمع البيانات الأخرى . فالحرية المتاحة للباحث في طرح الأسئلة تسمح بقدر كبير من فهم الأسئلة والأجوبة من قبل الباحث والمبحوث في آن واحد .

الوظائف الأساسية للمقابلة :
تؤدى المقابلة وظيفتين أساسيتين بصورة فعالة وهما الوصف والاستكشاف .
1 - الوصف ، البيانات التي يتم الحصول عليها عن طريق المقابلة تصف بطريقة مثالية الواقع الاجتماعي .
2 - الاستكشاف ، تساعد المقابلة بمدنا برؤى جديدة حول الجوانب غير المستكشفة من موضوع البحث .
العوامل التي تحكم استخدام المقابلة :
تتداخل العديد من العوامل لتحديد جدوى استخدام المقابلة كوسيلة لجمع بيانات علمية . أهم هذه العوامل هي :
1 - خواص الباحث :
يمكننا أن نميّز بصورة عامة بين الخواص أو المميزات الذاتية والموضوعية للباحث أو الشخص الذي سيجر ي المقابلة .
الخواص الذاتية - تلك التي تتعلق بالفرد - على قدر عال من الأهمية خاصة إذا كان هدف الدراسة استكشافياً . فلكي تكون المقابلة أداة استكشاف فعالة يجب أن يقوم بها باحثون يتميزون بعقل فضولي ولديهم المقدرة على إعادة توجيه أنفسهم حسب ما يتطلبه موضوع البحث 
بامتلاك هذه الخواص يكون في مقدور الباحث القيام بعدد من الأشياء تتعلق بالأسئلة، الأجوبة، الأفراد الذين يجب مقابلتهم، وما يجب إنجازه بشكل عام .
الخواص الموضوعية للباحث لها تأثير مهم على فعالية المقابلة - مثل هذه الخواص تشمل النوع، العمر ، العرق ، الطبقة الاجتماعية ، طريقة اللبس ، طريقة الكلام .. إلخ .
تأثير الخواص الموضوعية لا يقف فقط على خلق الانطباع الأولى ذلك أن المبحوث يوافق على إجراء المقابلة أم لا، وإنما تضع حدوداً معينة على الأدوار التي يمكن للباحث أن يلعبها بنجاح .

2 - خواص المبحوثين :
ترتبط خواص المبحوثين بالمقابلة من خلال تأثير تلك الخواص على انسياب البيانات أثناء المحادثة.
الخاصية الأساسية هنا هي مقدرة المبحوث على النطق، فالأفراد الذين يتم اختيارهم للمقابلات يجب أن يكونوا قادرين على وضع أفكارهم في ألفاظ مفهومة، فالأطفال الذين يعانون من أمراض عقلية والذين لديهم مقدرات تواصل لفظي محدودة - الصم ، البكم ، غير مناسبين لإجراء مقابلات معهم .
كما أن الأفراد الذين لم يتلقوا تعليمياً نظامياً، أو أولئك الذين تلقوا تعليماً محدوداً تكون هناك بعض المشاكل في اختيارهم كمبحوثين عن طريق المقابلة . 
وأخيراً الأفراد الذين يعيشون في ظروف عزلة خاصة لا يستطيعون التعبير عن أفكارهم بطريقة مفيدة .
الخاصية الثانية هي استعداد المبحوث لإجراء المقابلة، فالعديد من الباحثين يحاولون تجاوز هذه المشكلة عن طريق البحث عن متطوعين لأن الأفراد الذين لديهم الاستعداد للحديث بشكل حر ومنفتح يشكلون أفضل المبحوثين مقارنة بأولئك الذين لا يرغبون في المشاركة أصلاً .
هنالك عدة طرق يمكن اتباعها لزيادة استعداد المبحوثين للمشاركة، منها دفع مبالغ مالية مقابل المقابلة و طريقة أخرى هي إجراء المقابلة وفق شروط المبحوث. كأن يتم إجراؤها في المنزل بدلاً عن المكتب أو العكس . وأخيراً يمكن إقناع المبحوث أن مصير البحث وربما مصير الباحث أيضاً - حالة مشاريع الطلاب للتخرج - يتوقف على مشاركته .
الخاصية الثالثة هي مكانة المبحوث بالنسبة للباحث . فالقادة والمتخصصون يشكلون مبحوثين يجب إعطاءهم معاملة خاصة وذلك من خلال :
- التشديد على معرفة المبحوث بالموقف .
- تشجيع المبحوث على تصوره عن الموقف .
- حث المبحوث على تقديم آراءه حول ما يراه مناسباً وما يراه غير مناسب بدلاً عن الاعتماد على آراء الباحث وحده .
هذا النوع من المبحوثين يعرف بالقادة وعادة يكون لديهم ما يقولونه . وتشمل هذه الفئة أولئك الذين لديهم أكثر المعلومات عن الموقف المحدد، كما تشمل الأشخاص المؤثرين في مجتمع البحث .
3 - طبيعة موضوع الدراسة :
يتأثر قرار اختيار المقابلة كوسيلة لجمع البيانات بنوع موضوع البحث . فهناك بعض المواضيع لا نجد لها استجابات كافية كالدخل مثلاً . وهناك مواضيع تصنف كمواضيع خاصة أو سرية ولا يمكن الحديث عنها أصلاً . كما أن هناك مواضيع يصعب التعبير عنها لغة، مثل هذه المواضيع لا تصلح معها المقابلة كوسيلة لجمع البيانات ومن الأفضل دراستها عن طريق الوسائل الأخرى .

أنواع المقابلة :
هنالك عدة تصنيفات للمقابلة لكننا نتبع أبسطها بتقسيمها على حسب درجة تصميمها المسبق إلى مقننة وغير مقننة.

1 - المقابلة الغير مقننة :
هذا النوع كما يبدو من اسمه لا يتطلب أكثر من تحديد موضوع الدراسة وطبيعته ثم مقابلة المبحوثين وسؤالهم . الزمن الذي تستغرقه كل مقابلة يحدده الباحث . الأسئلة غير منظمة ما قد يسأل عنه أولاً في إحدى المقابلات قد يأتي في منتصف أو آخر مقابلة أخرى . والسؤال الواحد قد لا يسأل لكل المبحوثين. كما أن هناك قدراً عالياً من المرونة والحرية فيما يخص خواص المبحوثين ، عددهم ، طريقة عرض الموضوع ، خواص الباحث وما إلى ذلك .
هذا القدر من المرونة والحرية أكسب المقابلة الغير مقننة العديد من المزايا: 
أولاً ، تقارب المقابلة المحادثة التلقائية الطبيعية . 
ثانياً ، هنالك إمكانية كبيرة لاستكشاف جوانب موضوع البحث بدون أي قيود .
لكن في مقابل هذه المزايا هنالك أيضاً بعض السلبيات الخاصة بالمقابلة غير المقننة مثل: 
أولاً ، البيانات من مقابلة إلى أخرى يصعب مقارنتها لعدم وجود سيطرة على طريقة الأسئلة. 
ثانياً ، ربما يضيع الكثير من الوقت في إجراء مقابلات لا تضيف جديداً إلى البيانات المجموعة.
ثالثاً ، لأن الباحث لا يتبع مسبقاً طريقة معينة لتصنيف البيانات فإن وقتاً كثيراً يجب توفيره لعمليات ترميز البيانات وتصنيفها .
لهذه الأسباب وغيرها يفضل الكثير من الباحثين إضفاء قدر من التقنين على مقابلاتهم .

2 - المقابلة المقننة :
هنالك العديد من الطرق التي تمكن الباحث من إضفاء بعض السيطرة على المقابلة . فعند ضبط أي من أبعاد المقابلة ينتج ذلك قدراً من التقنين أو التصميم . وأهم الأبعاد التي يمكن إضفاء بعض التقنين والسيطرة عليها هي :
أ - تحديد مكان المقابلة : 
المكان الذي تجرى فيه المقابلة له الكثير من الانعكاسات على نوعية البيانات التي يمكن الحصول عليها . وهنالك العديد من العوامل التي تحكم قرار تحديد المكان .
أول هذه العوامل هو أهمية عنصر الزمن بالنسبة للباحث . فالباحث عادة لا يتوفر له الزمن الكافي للسفر لمسافات طويلة للتردد عدة مرات على مجتمع البحث، لذلك قد يحتاج إلى إجراء المقابلات في أماكن تقلل من الزمن المطلوب لإجرائها .
ثاني هذه العوامل يتعلق بسرية البيانات نفسها، فهناك العديد من الاماكن التي يمكن تصنيفها كأماكن غير مناسبة لإجراء المقابلات، فأماكن العمل مثلاً لاتصلح لمقابلات عن مواضيع دراسة تتعلق بالعمل نفسه .
ب - التحكم في الأسئلة والأجوبة :
إذا كان للباحث قدر من المعرفة عن موضوع الدراسة فإمكانه ضبط وتحديد الأسئلة والأجوبة. بالنسبة للأسئلة يمكن التحكم فيها عن طريق وضعها في ترتيب معين وإعداد أسئلة لمختلف الإجابات مثل نعم ، لا .. إلخ .
ويمكن للباحث تحديد الإجابات أيضاً عن طريق إعطاء المبحوث أكثر من خيار للإجابة ليختار منها ما يراه مناسباً .

جـ - التحكم في خواص الباحثين والمبحوثين :
أخذين في الاعتبار أن إطار المقابلة تحادثي ويتضمن الكثير من العلاقة وجهاً لوجه نجد أن جوانب الباحثين والمبحوثين التي ناقشناها سابقاً تلعب دوراً هاماً في تحديد القيمة العلمية للبيانات التي نحصل عليها عن طريق المقابلة . وليس هنالك قواعد محددة يجب اتباعها للتحكم في هذه الخواص وإنما على الباحث أن يختبر هذه الخواص مسبقاً قبل بداية البحث ليرى إن كانت هناك حاجة للتحكم في بعضها حتى لا تؤثر على البيانات المطلوبة .

د - تقليص موضوع البحث :
كلما أعطى الباحث المزيد من الاهتمام والأفكار لما هو مطلوب من الباحثين تظهر لديه النزعة نحو تقليص موضوع البحث . وهذا القرار يرتبط بعدد آخر من العوامل أهمها الوقت والتكلفة. إحدى طرق التقليص هو إتباع المقابلات المركزة للحصول على أكبر قدر من البيانات في زمن قصير وبأقل تكلفة .
أخيراً نجد أن هنالك العديد من المزايا في تقنين المقابلة والتحكم فيها منها: 

أولا،ً يمكن المقارنة بين بيانات مقابلة وأخرى . 
ثانياً ، مشاكل التدوين والترميز أقل تأثيراً ولذلك تكون البيانات أكثر دقة. 
ثالثاً، كلما كان الإطار متحكماً فيه قل احتمال المحادثات عديمة الجدوى والمضيعة للزمن .
في مقابل هذه المزايا فإن للتقنين والتحكم سلبياته أيضاً فكلما زاد التحكم فقدت المقابلة تلقائيتها بوصفها محادثة طبيعية . وأحياناً يقود التحكم إلى تقليص إجابات المبحوث إلى الحد الأدنى وظهور آراء الباحث الشخصية حول الموضوع المدروس . أخيراً ، إمكانية الاستكشاف إن لم تكن قد أزيلت بالكامل فإنها تحدث في أدنى حدودها .

إيجابيات وسلبيات المقابلة :
بغض النظر عن نوع المقابلة المستخدم فإن لكل منها مزاياه وجوانب قصوره .
1 - الإيجابيات :
يمكن إيجاز أهم إيجابيات المقابلة فيما يلي :
أ - تمكن الباحث من الحصول على البيانات المطلوبة بسرعة .
ب - تمكن الباحث من التأكد أن المبحوث قد فهم السؤال بطريقة صحيحة .
جـ - تسمح بقدر كبير من المرونة أثناء إلقاء الأسئلة .
د - يمكن للباحث إبداء قدر كبير من التحكم في الإطار الذي تجرى فيه المقابلة .
هـ - يمكن مراجعة مصداقية البيانات على أساس التلميحات غير اللفظية عن المبحوث .

2 - السلبيات :
هناك عدد من السلبيات التى تحيط بالمقابلة متعلقة في معظمها بـ :
أ - مصداقية الاستجابة اللفظية: هنالك دائماً التساؤل حول ما إذا كان الفرد يسلك كما يقول وهو ما يلقى بالعديد من الظلال على البيانات التي يمكن الحصول عليها عن طريق المقابلة.
ب - تقلب الباحث: هذه السلبية خاصة بتقلبات الباحث عبر الزمان والمكان وطرح الأسئلة وتدوين الإجابات وكل ما يتعلق بالمقابلة، حيث إن الباحث لا يكون في حالة واحدة أو مزاج واحد .
جـ - تعدد الباحثين وتقلباتهم: في السلبية " ب " تحدثنا عن أثر التقلبات في حالة الباحث الواحد وتتفاقم تلك الآثار في حالة تعدد الباحثين أو الأشخاص الذين يقومون بإجراء المقابلات .
د - التغيرات المتعلقة بإطار المقابلة: كما هو معروف تتم المقابلات في أطر هي مجتمعات الدراسة - قرى - مدن - مدارس - مستشفيات وما إلى ذلك . وهذه الأطر لا تظل في حالة واحدة طيلة فترة البحث وإنما تتعرض للكثير من التغيرات المرتبطة بالحياة العامة والتي تؤثر بطريقة أو أخرى على عملية المقابلة .
هـ - تستغرق المقابلات عادة زمناً أطول من ما هو مخطط لها وإذا أخذنا في الاعتبار الزمن المطلوب لإجراء الترميز والتصنيف أو تفريغ البيانات من أشرطة التسجيل يصبح عامل الزمن أحد السلبيات الأساسية المصاحبة للمقابلة .
و - تسجيل البيانات وتدوينها : يعتبر اختيار الطريقة المناسبة لتسجيل وتدوين البيانات أحد السلبيات الأساسية المصاحبة للمقابلة . إذا قرر الباحث تدوين الإجابة أثناء المقابلة ربما فقد جزءًا من البيانات أو ربما أثار شكوك المبحوث . وإذا قرر تدوين ملاحظات مختصرة على أمل توسيعها لاحقاً هنالك إمكانية ضياع البيانات من الذاكرة ما لم تسجل بعد المقابلة مباشرة . كما أن استخدام أدوات التسجيل له مشاكله أيضاً من حيث التأثير على سير المقابلة وإثارة شكوك المبحوث، وعدم الرغبة في تسجيل كل ما يقوله .
لذلك على الباحث أن يكون حذراً في اختيار الطريقة المناسبة لتدوين وتسجيل استجابات المبحوثين .

3/3 : الاستبيان
يعتبر الاستبيان أحد أكثر وسائل جمع البيانات استخداماً في البحث الاجتماعي [3] . على الرغم من أن هنالك العديد من الوسائل التي تستخدم لجمع البيانات فإن الاستبيان كوسيلة وحيدة أو مستخدماً مع وسائل أخرى هو أكثر وسائل جمع البيانات شهرة وانتشاراً .
بعض الوظائف الأساسية للاستبيان :
تؤدى كل أنواع الاستبيان نوعين من الوظائف :
1 - الوصف :
توفر البيانات التي يمكن الحصول عليها عن طريق الاستبيان وصفاً لخصائص الأفراد أو الجماعات مثل النوع ، العمر ، مستوى التعليم ، المهنة ، الدخل، وما إلى ذلك . الوصف الدقيق والصحيح لهذه العناصر ضروري للبحث والباحث في الكشف عن العلاقات بين مختلف العناصر والمتغيرات كما أنه يساعد على استكشاف مجتمع الدراسة وإمكانية التوقع حوله .
2 - القياس :
الوظيفة الثانية والمهمة للاستبيان هي قياس اتجاهات الرأي للأفراد والجماعات حول أشياء أو مواضيع يرغب الباحث في قياس اتجاهات الرأي نحوها .
أنواع الاستبيان :
لا يتقيد الاستبيان بطول محدد أو موضوع معين . فيمكن أن يكون على شاكلة كرت بريدي أو ربما يبلغ طوله مئات الصفحات . ويقع على الباحث وحده تحديد طول ، وطبيعة محتوى وطريقة إدارة وتوزيع الاستبيان .
على الرغم من أن هنالك العديد من الاعتبارات التي يمكن أن يصنف على ضوئها الاستبيان فإننا نستخدم هنا : (1) نوع الإجابة المطلوبة . (2) طريقة توزيع الاستبيان . كأساس لتصنيف الاستبيان.
1 - أنواع الإجابة :
يمكن تصنيف الإجابة على أسئلة الاستبيان إلى ثلاثة أنواع هي : أ - مغلقة . ب - مفتوحة. جـ - مزيج من الاثنين مغلقة ومفتوحة .
أ - الاستبيان المغلق :
الاستبيان المغلق يحتوى على أسئلة ذات خيارات ذات إجابة محددة مسبقاً ، أي مغلقة . في هذا النوع من الاستبيان يطلب من المبحوث اختيار الإجابة التي تناسبه .
اختيار هذا النوع من الاستبيان كأداة لجمع البيانات يعتمد على عدة عوامل منها : المعرفة الكافية للمبحوثين عن موضوع البحث وتوقع الباحث لأنواع محددة من الإجابات كالاختيار بين عدد من الأحزاب السياسية مثلاً - ديمقراطي - جمهوري - مستقل .
ب - الاستبيان المفتوح :
تتميز الاستبيانات المفتوحة بأسئلة تتطلب إجابات قصيرة أو طويلة من المبحوث . بدلاً عن تحديد عدد من الإجابات بواسطة الباحث. في هذا النوع من الاستبيان يزود الباحث المبحوث بعدد من الصفحات تحمل أسئلة مفتوحة ويطلب منه تفصيل رؤيته حول مواضيع البحث .
جـ - الاستبيان المغلق - المفتوح :
في هذا النوع من الاستبيان يقوم الباحث بتضمين عدد من خيارات الإجابة في شكل مقولات ثم يضمن خياراً آخر باسم " أخرى " وتترك مساحة للإجابة المفتوحة .
المثال التالي يوضح أنواع الاستبيان :
لماذا اخترت الدراسة الجامعية :
1 - من أجل الحصول على شهادة .
2 - من أجل الحصول على وظيفة .
3 - بسبب المكانة الاجتماعية الأفضل .
4 - أسباب أخرى : حددها .
………………………………….
………………………………….
………………………………….
بعض إيجابيات الاستبيان المغلق :
1 - سهولة ترميز البيانات .
2 - لا يحتاج كتابة من قبل المبحوث . كما أنه فعال في الحالات التي لا تستطيع أن تعبر عن نفسها لفظياً .
3 - الاستبيان المغلق يشجع على إكمال الاستبيان بواسطة المبحوث حيث إنه لا يتطلب كتابة إجابات مطولة .
4 - في حالة إرسال الاستبيان عن طريق البريد فغالباً ما يقوم المبحوث بإكماله وإرجاعه إن كان لا يتطلب كتابة .

بعض سلبيات الاستبيان المغلق :
1 - عدم مقدرة الباحث على تزويد المبحوث بكل خيارات الإجابات المتوقعة مما قد يقود إلى بيانات غير صحيحة .
2 - أحياناً قد تنحصر إجابات المبحوث في ترتيب واحد . مثلاً قد يختار فقط الإجابة الأولى لكل الأسئلة . يحدث ذلك غالباً في حالات طول الاستبيان أو رغبة المبحوث في الفراغ منه بسرعة لأي سبب ما .
بعض إيجابيات الاستبيان المفتوح :
1 - الاستبيان المفتوح أكثر إفادة في حالة عدم معرفة الباحث الكافية بموضوع الدراسة . المبحوث هنا أقل تقيداً باختيارات الإجابة لسؤال ما .
2 - في أحيان كثيرة يساعد الاستبيان المفتوح على التعرف على سلوك جماعات معينة .
بعض سلبيات الاستبيان المفتوح :
1 - صعوبة ترميز وتصنيف الإجابات .
2 - عدم الدقة في الإجابات الناتج عن التباين في مقدرات الإجابة كتابةً، الناتج عن التباين في مستويات التعليم ، الخلفيات الاقتصادية والاجتماعية إضافة إلى لغة الاستبيان نفسه .
3 - يحتاج الاستبيان المفتوح وقتاً أطول لإكماله بواسطة المبحوث أو بواسطة الباحث بالنسبة للعينة المطلوبة .
طرق توزيع الاستبيان :
هناك طريقتان لتوزيع وإدارة الاستبيان : (1) عن طريق البريد . (2) التوزيع المباشر .
1 - التوزيع عن طريق البريد :
هنا يتم إرسال الاستبيان لأشخاص محددين سلفاً إما عن طريق البريد العادي أو البريد الإلكتروني والإنترنت ثم ينتظر الباحث إرجاع الاستمارات وقد تمت الإجابة عليها بواسطة المبحوثين.
2 - التوزيع المباشر :
تعرف أحياناً بطريقة التوزيع وجها لوجه . هنا يتم توزيع الاستمارات لأشخاص محددين مسبقاً وتتم الإجابة عليها بواسطة المبحوثين في حضور الباحث أو مساعديه .
لكل من الطريقتين إيجابياته وسلبياته . التوزيع عن طريق البريد اقتصادي لكن من سلبياته عدم التأكد من الشخص الذي قام بالإجابة هل هو الزوج - الزوجة - أحد الأبناء .. إلخ . سلبية أخرى هي عدم التأكد من إرجاع الاستمارات بواسطة المبحوثين . أما السلبية الثالثة فهي إمكانية سوء فهم الأسئلة بواسطة المبحوث وانعدام فرصة التصحيح .
التوزيع المباشر له عدد من الإيجابيات مثل إكمال الاستبيان وإعادته بمعدلات عالية ، معرفة الباحث بالشخص الذي قام بالإجابة وحضور الباحث أو مساعديه لتصحيح أي سوء فهم للأسئلة قد يحدث من قبل المبحوث .
لكن من سلبيات هذه الطريقة أنها تتطلب زمناً وتكلفة أكثر مقارنة بالتوزيع عن طريق البريد.
تصميم الاستبيان :
في هذه الفقرة نناقش علاقة جوانب أساسية في تصميم الاستبيان وهي محتوى الأسئلة ، لغة الأسئلة ترتيب الأسئلة وطريقة واستمارات الإجابة .
أ - محتوي الأسئلة :
عند وضع أي سؤال في الاستبيان عليك أن تسأل نفسك أولاً عن مدى مقدرته على تناول المحتوى الذي تريده . فيما يلى بعضاً من هذه الأسئلة :
1 - هل السؤال مفيد فعلاً. هنا يجب أن تفكر في جدوى السؤال وحجم التفاصيل المطلوبة.
2 - هل هنالك حاجة إلى عدد من الأسئلة؟ قد يكون السؤال الواحد غير كاف للحصول على الإجابة المطلوبة وبالتالي لابد من تفصيله في أكثر من سؤال .
3 - هل لدى المبحوث القدر الكافي من المعلومات للإجابة عن السؤال ؟
4 - هل يحتاج السؤال إلى تحديد أكثر ؟
5 - هل السؤال عام بما يكفي ؟ أي أنه غير محدد أكثر من اللازم .
6 - هل السؤال دقيق بما يكفي ؟
7 - هل سيجيب المبحوث على السؤال بالصدق المطلوب؟ .
ب - لغة الأسئلة :
الصياغة اللغوية السليمة والدقيقة للأسئلة تساعد على فهمها وبالتالي إجابتها بشكل صحيح من قبل المبحوث مما يقود إلى بيانات أكثر ثقة ومصداقية . لذلك علينا دوماً الانتباه إلى اللغة التي تكتب بها الأسئلة . ما يلي بعض التساؤلات التي تساعد إثارتها على الصياغة الصحيحة لأسئلة الاستبيان :
1 - هل من الممكن أن يساء فهم السؤال بسبب غموضه ؟
2 - ما هي الفرضيات التي يشكلها السؤال بالنسبة للمبحوث ؟ أي كيف سيفهم المبحوث السؤال؟ .
3 - هل الإطار الزمني محدد بما يكفي ؟ وذلك من حيث صياغات الحاضر ، الماضي والمستقبل ؟
4 - هل لغة الأسئلة شخصية أم عامة ؟
5 - هل اللغة المستخدمة مباشرة أم غير مباشرة ؟
6 - هل يحتوى السؤال على مصطلحات غامضة وغير متداولة في مجتمع البحث ؟
جـ - ترتيب الأسئلة :
ترتيب الأسئلة في استمارة الاستبيان واحدة من أصعب الواجبات عند تصميم الاستبيان . ما هي الأسئلة التي تأتي أولاً وما هي تلك التي تأتي بعد ذلك ؟ إذا تركت الأسئلة الهامة في آخر الاستبيان هل سيشعر المبحوث بالتعب والإرهاق وتقل مقدرته على التركيز ؟ إذا وضعت الأسئلة الهامة في البداية ربما لا يكون المبحوث قد وصل مرحلة الاستعداد الذهني الكافية للإجابة عنها . لا توجد وصفات جاهزة لمعالجة مثل هذه الهموم عند تصميم الاستبيان لكن يجب الأخذ في الاعتبار الكافى ما يلي :
- هل تتأثر الإجابة على السؤال بالأسئلة السابقة له ؟
- هل يحصل السؤال على الاهتمام الكافي ؟
أسئلة البداية : 
تشكل أسئلة البداية الانطباع الأول أثناء تعبئة الاستبيان كما تؤثر على سير العملية بكاملها. لذلك يجب أن تكون البداية بأسئلة وصفية بسيطة تسهل إجابتها .
الأسئلة الحساسة :
في الكثير من أنواع البحث الاجتماعي تضطر أن تسأل المبحوث بعض الأسئلة التي تعرف بأنها حساسة . لذلك قبل البدء في مثل هذه الأسئلة على الباحث أو مساعديه تهيئة المبحوث وكسب استعداده لتلقى مثل هذه الأسئلة بعدة طرق تعتمد على مهارات الباحث وخبرته ومعرفته بمجتمع البحث .
د - استمارة الإجابة :
تعنى استمارة الإجابة بكيفية جمع الإجابات من المبحوثين . هناك نوعان من استمارات الإجابة (1) الاستمارة المصممة . (2) الاستمارة غير المصممة .
1 - استمارات الإجابة المصممة :
توجد عدة أنواع من استمارات الإجابة المصمصة مثل :
أ - ملئ الفراغات :
النوع : العمر: المهنة: 
ب - ترتيب الاختبارات حسب الأفضلية :
ما هي المواد المفضلة لديك حيث (أ) هي المادة الأفضل . (ب ) الأفضلية الثانية وهكذا .
- الرياضات .
- العلوم .
- الجغرافيا .
- التاريخ .
- اللغات .
جـ - اختر الإجابة :
ماذا تملك من الأشياء التالية :
- حاسب آلي .
- طابعة .
- سيارة .
- تلفون جوال .
- ساعة .
د - ضع دائرة حول ما تراه مناسباً:
تساعد الدراسة الجامعية على تحقيق مستقبل أفضل .
1 - لا أوافق بشدة . -2- لا أوافق -3- لا أدرى -4- أوافق -5- أوافق بشدة .
2 - استمارات الإجابة غير المصممة:
في هذا النوع من الاستمارات تترك مساحات فارغة لكتابة الإجابة فيها بواسطة المبحوث أو الباحث أو مساعديه .
موجهات عامة:
عملية جمع البيانات تعتمد بالدرجة الأولى على التفاعل بين الباحث أو مساعديه ومجتمع البحث. في معظم الأحوال تكون مشاركة المبحوثين تطوعية لذلك على الباحث أو مساعديه مراعاة الآتي عند جميع البيانات عن طريق المقابلة أو الاستبيان :
- أبدأ بشكر المبحوث على موافقته على المشاركة في الدراسة والسماح بها .
- حاول أن يكون زمن المقابلة قصيراً وقاصراً على ما هو ضروري فقط .
- كن حساساً تجاه احتياجات المبحوث وزمنه .
- كن حذراً تجاه علامات عدم الارتياح التي قد تبدو من المبحوث وحاول معرفة أسبابها ومعالجتها .
- تقدم بالشكر الجزيل للمبحوث عند نهاية المقابلة .
- إذا كان ذلك ممكنا ، أكد على أنك سترسل نسخة من نتائج الدراسة للمبحوث أو مجتمع البحث .
3/4 : دراسة الحالة
دراسة الحالة تعنى جمع وعرض بيانات مفصلة عن مبحوث أو مجموعة صغيرة من المبحوثين تتضمن عادة سرداً للمبحوثين أنفسهم [4] . باعتبارها إحدى وسائل البحث النوعي تركز دراسة الحالة على الفرد أو مجموعة صغيرة من المبحوثين، ثم الحصول على استنتاجات عن ذلك الفرد أو الجماعة في ذلك الإطار المحدد .
في دراسة الحالة يسعى الباحث إلى اكتشاف حقيقة عامة وكونية، كما لا ينظر في علاقات السبب والنتيجة وإنما يركز على الاستكشاف والوصف .
دراسة الحالة أقدم أشكال وسائل جمع البيانات، ويرجع الفضل إلى علم الاجتماع والانثرويولوجيا في صياغة وتشكيل المفهوم كما نعرفه اليوم . لكن دراسة الحالة طريقة مستخدمة بواسطة العديد من المجالات الأخرى مثل الطب ، الخدمة الاجتماعية، والتاريخ .
تعنى دراسة الحالة بالتداخل بين كل المتغيرات من أجل الحصول على فهم للموقف قدر الإمكان. هذا النوع من الفهم الشامل يتم الوصول إليه عن طريق عملية تعرف بالوصف المكثف وتتضمن وصفاً معمقاً للحالة المدروسة . يشتمل الوصف المكثف أيضاً على تفسير معاني البيانات الديموغرافية والوصفية مثل المعايير والقيم الثقافية ، قيم المجتمع والاتجاهات . والدوافع المتأصلة فيه.
على نقيض وسائل جمع البيانات الكمية التي تركز على الأسئلة الكمية نجد أن دراسة الحالة هي الاستراتيجية المفضلة عند طرح أسئلة من نوع كيف ولماذا . كما أنها وسيلة مفضلة أيضاً عندما لا يكون للباحث سيطرة على الموقف المدروس أو عندما يكون لديه اهتمام بالحياة الواقعية للإطار المدروس . كما أن من أهداف دراسة الحالة تقديم متغيرات جديدة وأسئلة للبحث حول الموقف المحدد.
أنواع دراسة الحالة :
هنالك عدة أنواع من دراسة الحالة وعلى الباحث أن يختار منها ما يتناسب مع أهدافه وموضوع دراسته .
أ - دراسة الحالة التوضيحية :
هذه دراسة وصفية في الأساس وتهدف إلى التعريف بالموقف المحدد .
ب - دراسة الحالة الاستكشافية :
هذه دراسات مكثفة تجرى قبل تنفيذ مشاريع البحث الكبرى . هدفها الأساسي هو المساعدة في تحديد أسئلة البحث ومقاييسه . من سلبيات هذه الطريقة أن النتائج الأولية قد تبدو مقنعة ثم تنشر كاستنتاجات نهائية .
جـ - دراسة الحالة التراكمية :
تهدف هذه الطريقة لمراكمة بيانات جمعت من مواقع مختلفة وفي أوقات مختلفة . الفكرة الأساسية وراء هذه الطريقة هي أن جمع الدراسات السابقة يسمح بتعميمات أوسع بدون تكاليف دراسات جديدة قد تكون مجرد إعادة للدراسات السابقة .
د - دراسة الحالة النقدية :
تهتم هذه الطريقة بدراسة حالة واحدة في موقف واحد أو عدة مواقف دون الاهتمام بالوصول إلى تعميمات محددة . وهي مفيدة في دراسة الأسباب والنتائج .
الأطر النظرية :
في دراسة الحالة يحتاج الباحث إلى توضيح الأسئلة التي يود استكشافها والإطار النظري الذي سيتناول من خلاله الحالة . هنالك ثلاثة أنواع من الأطر النظرية هي الأكثر استخداماً وهي :
أ - النظريات الفردية : هذه تركز بشكل أساسي على تطور الفرد من حيث الإدراك ، السلوك، التعليم ، التفاعل وما إلى ذلك من الخصائص الفردية .
ب - النظريات التنظيمية : هذه تركز على تنظيم العمل ، المؤسسات ، البناء التنظيمي والوظائف التنظيمية .
جـ - النظريات الاجتماعية : وهذه تركز على النمو الحضري ، سلوك الجماعات ، المؤسسات الاجتماعية والثقافية .
تصميم دراسة الحالة :
بعد اختيار الإطار النظري يمكن للباحث أن يبدأ في تصميم دراسة الحالة . وتصميم " البحث عامة" كما هو معروف يتناول مجموعة من القضايا أهمها :
- نوع أسئلة البحث .
- البيانات المناسبة .
- البيانات التي ستجمع .
- كيفية تحليل تلك البيانات .
ونسبة لتعدد مواضيع دراسة الحالة فإنه من الصعب تحديد طريقة معينة لتصميم دراسة الحالة . لكن هناك مكونات أساسية لابد من أن يشتمل عليها التصميم الذي سيضعه الباحث لدراسة الموضوع المعين وهي :
1 - أسئلة البحث .
2 - قضايا البحث .
3 - وحدة التحليل .
4 - المنطق الذي يربط البيانات بقضايا البحث .
5 - المعيار لتفسير النتائج .
بالإضافة إلى المكونات أعلاه على الباحث أن يوضح ما يلي :
- الإطار النظري .
- أهداف الدراسة .
- موضع أو مواضيع الدراسة .
- المسائل المناسبة لجمع البيانات .
- مكونات التقرير النهائي .
إجراء دراسة الحالة :
للحصول على أفضل تصور عن المبحوث يتبع باحثو دراسة الحالة عدداً من المداخل والطرق نناقشها فيما يلي :
وسيلة أوأكثر :
يستخدم باحثو دراسة الحالة مجموعة من الوسائل تشمل ، المقابلات الدراسية الميدانية ، الملاحظة بالمشاركة ويمكن استخدام أي من هذه الوسائل أو أكثر من وسيلة في آن واحد .
اختيار المبحوثين :
دراسة الحالة يمكن أن تدرس فرداً واحداً أو مجموعة صغيرة من المبحوثين، يبدأ الباحث عادة بتاريخ الحالة وهي مرحلة ضرورية لتزويد الباحث بالتاريخ الشخصي للمبحوثين، وتتضح أهمية التاريخ الشخصي للمبحوثين في مرحلة لاحقة عندما يبدأ الباحث في تحليل البيانات واستخلاص النتائج .
جمع البيانات :
هناك ستة أنواع من البيانات تجمع في دراسة الحالة :
1 - الوثائق .
2 - سجلات الأرشيف .
3 - المقابلات .
4 - الملاحظة المباشرة .
5 - الملاحظة بالمشاركة .
6 - المنتجات الفنية .
ومن أجل أن تكون دراسة الحالة أكثر صحة ومصداقية فإنه يفضل اتخاذ مصادر متعددة للبيانات أي عدم الاعتماد على مصدر واحد .
تحليل البيانات :
لتحليل البيانات نجد أن هنالك سبعة أطر لتنظيم وعرض المعلومات :
- دور المبحوث .
- تحليل شبكات التبادل الرسمي وغير الرسمي بين المجموعات .
- الإطار التاريخي .
- الإطار المفهومي .
- الموارد .
- الطقوس والرموز .
- الأحداث الحرجة التي تحدث أو إعادة تأكيد المعتقدات ، الممارسات والقيم الأساسية .
لهذه الأطر هدفان : الأول البحث عن نموذج ضمن البيانات، والثاني هو البحث عن نماذج تعطي معنى لدراسة الحالة .
كتابة تقرير دراسة الحالة :
تقرير دراسة الحالة في أغلب الأحيان عبارة عن قصة تقدم تفصيلاً سردياً ومتماسكاً للأحداث الواقعية ، فالتقرير له مسرح ، شرح ، شخصيات، وأحياناً حوار .
بصورة عامة تكون تقارير دراسة الحالة وصفية جداً وتتضمن توضيح الموقف النظري للباحث، كيف قادت تلك النظريات البحث وأسئلته ، خلفيات المبحوثين ، عملية جمع البيانات ، والربط بين البيانات والاستنتاجات التي تم التوصل إليها .
نقاط قوة وضعف دراسة الحالة :
يرى مؤيدو دراسة الحالة أنها توفر بيانات مفصلة أكثر من التحليل الإحصائي . كما يرى العديد من الباحثين أن دراسة الحالة تناسب بحث المواقف الخلاقة والمبدعة .
فيما يرى المعارضون أن دراسة الحالة يصعب تعميم نتائجها لأنها تعاني من ذاتية متأصلة ولأنها مبنية على بيانات نوعية ذاتية تصلح فقط للإطار الذي أنتجت فيه .
فيما يلي نعرض بشيء من التفصيل لنقاط ضعف وقوة دراسة الحالة .
نقاط القوة :
المرونة :
دراسة الحالة تتميز بمرونة ظاهرة عند مقارنتها بوسائل جمع المعلومات الأخرى . ولأنها تركز على الاستكشاف أكثر من الإدراك والتنبؤ فإن الباحث يتمتع بحرية نسبية لاكتشاف القضايا كما تبدو في الواقع . إضافة إلى ذلك، فإن مرونة تصميم دراسة الحالة تتيح للباحث حرية كبيرة في طرح أسئلة البحث و توسيع مداها .
التأكيد على السياق :
لأن دراسة الحالة تركز على فهم موضوع واحد، فقد تخصصت دراسات الحالة في "البيانات العميقة" و"الوصف المكثف " المبنى على سياقات محددة مما يضفي على نتائج البحث وجهاً أكثر إنسانية .
نقاط الضعف :
- الذاتية المتأصلة والناتجة عن التفسير الذاتي للبيانات . النتائج لا يمكن تعميمها ، مصداقيتها يصعب اختبارها ونادراً ما تقدم دراسة الحالة مقترحات لحل المشاكل .
- التكلفة العالية .
- الاعتبارات الأخلاقية المتعلقة بخلفيات الباحثين ، تمويل دراسات الحالة وعدم الالتزام بتصميم الدراسة وجمع بيانات خارج نطاق اهتمام الدراسة .
3/5 : تحليل المحتوى
تحليل المحتوى إحدى أدوات البحث وتستخدم لتحديد وجود كلمات أو مفاهيم داخل نص أو مجموعة من النصوص[5]. يحسب الباحث ويحلل وجود ، معنى وعلاقات الكلمات أو المفاهيم ثم يقوم بالاستنتاجات حول المضامين التي يحملها النص ، الكاتب أو الكتاب ، المتلقون ، وحتى الثقافة ووقت كتابة النص .
تشمل النصوص الكتب ، فصول في كتب ، المقالات ، المقابلات ، المناقشات ، الصحف ، الوثائق التاريخية ، الخطب ، المحادثات ، الإعلانات ، المسرحيات ، المحادثات غير الرسمية وكل أنواع التعبير اللغوي .
عند تحليل محتوى أي نص يتم تفكيكه إلى فئات على مستويات مختلفة مثل الكلمات ، الجمل، الأفكار أو الفقرات ثم تختبر بواسطة واحدة من طرق تحليل المحتوى : تحليل المفاهيم أو تحليل العلاقات.
استخدامات تحليل المحتوى :
نسبة لأنه يمكن تطبيقها لاختبار أي قطعة مكتوبة أو اتصال مسجل فإن طريقة تحليل المحتوى تستخدم اليوم في مجالات متعددة ومتنوعة مثل دراسات السوق ، الإعلام ، الأدب والنقد ، الاثنوغرافيا والدراسات الثقافية ، دراسات النوع ، العمر ، علم الاجتماع والعلوم السياسية ، علم النفس إضافة إلى العديد من المجالات الأخرى .
إضافة إلى ذلك تعكس طريقة تحليل المحتوى علاقة وثيقة بعلمي اللغة الاجتماعي والنفسي كما تلعب دوراً مهماً في تطور علم الذكاء الاصطناعي .
أنواع تحليل المحتوى :
سنعرض هنا لنوعين من أنواع تحليل المحتوى :
1 - تحليل المفاهيم .
2 - تحليل العلاقات .
تحليل المفاهيم يعنى بتحديد وجود وتكرار المفاهيم - يعبر عنها عادة في شكل كلمات أو تعابير - داخل النص . قد يكون لديك إحساس مثلاً بأن شاعرك المفضل يكتب كثيراً عن الجوع . عن طريق تحليل المفاهيم يمكنك تحديد عدد المرات التي ظهرت فيها كلمات مثل الجوع ، جائع أو جوع في ديوان شعر له .
طريقة تحليل العلاقات هي مرحلة أعلا وتهتم بدراسة العلاقات بين المفاهيم في النص .
بالرجوع إلى المثال السابق عن طريق تحليل العلاقات يمكنك تحديد الكلمات أو التعابير التي تأتي بعد كلمات الجوع وجائع وجوع من حيث الوجود والتكرار ، ثم تقوم بتحديد ما هي المعاني الجديدة التي تظهر نتيجة لذلك التقسيم .
أ - طريقة تحليل المفاهيم :
في طريقة تحليل المفاهيم يتم اختيار مفهوم للدراسة، ويتضمن التحليل حساب عدد مرات وجود المفهوم الذى قد يكون ظاهراً وضمنياً . وحيث إن المفاهيم الظاهرة يسهل تحديدها بداهة فإن تدوين المفاهيم الضمنية وتحديد مستوى تأثيرها يصبح أكثر صعوبة لأننا نحتاج أن نبنى أحكامنا على نظام ذاتي.
من أجل الحد من الذاتية والحد من مشاكل الثقة والمصداقية فإن تدوين المفاهيم الضمنية يتم بواسطة استخدام القواميس المتخصصة أو قواعد الترجمة المقارنة أو الاثنين معاً .
طرق تحليل المفهوم : وتشمل :
- تحديد أسئلة البحث .
- اختيار العينة .
- تقسيم النصوص إلى فئات مكونة من كلمات أو تعابير .
خطوات إجراء تحليل المفاهيم :
عند القيام بتحليل المحتوى عن طريق تحليل المفاهيم يجب اتباع الخطوات التالية :
1 - تحديد مستوى التحليل .
2 - تحديد عدد المفاهيم المدونة .
3 - تحديد نوع التدوين ووجود أو تكرار المفهوم .
4 - تحديد طريقة التمييز بين المفاهيم .
5 - تحديد قواعد لتدوين النصوص .
6 - تحديد مصير البيانات غير الضرورية .
7 - تدوين النص .
8 - تحليل النتائج .
1 - تحديد مستوى التحليل : 
يجب على الباحث أن يحدد ما إذا كان سيدون كلمة واحدة - بحثاً - أو مجموعة من الكلمات والتعابير - بحثاً اجتماعياً تجريبياً .

2 - تحديد عدد المفاهيم :
يجب على الباحث أن يحدد عدد المفاهيم التي سيدونها، وهذا يقتضي تحديد مجموعة من المفاهيم والفئات المحددة مسبقاً وغالباً ما تكون الأكثر علاقة بموضوع وأسئلة البحث. في هذه الخطوة أيضاً يجب على الباحث أن يحدد مستوى المرونة التي يتركها لنفسه أثناء تسجيل وتدوين المفاهيم . أهمية المرونة في التدوين - درجة عدم التقيد بالمفاهيم المحددة مسبقاً ـ تساعد الباحث على إدخال أي بيانات جديدة ذات أهمية لموضوع البحث يمكن أن يقابلها أثناء تسجيله للمفاهيم المحددة مسبقاً .
3 - تحديد نوع التدوين :
بعد تحديد عدد من المفاهيم للتدوين على الباحث أن يحدد نوع التدوين الذي سيقوم به، وهل سيدون ويسجل وجود المفهوم فقط أم تكراره . إذا كان التدوين لوجود المفهوم فقط - بحثاً - فإن المفهوم يدوّن مرة واحدة فقط ، ولا يهتم الباحث بعدد مرات تكرار. هذا النوع من التدوين يعطي الباحث تصوراً محدوداً جداً عن النص ، أما إذا قرر الباحث تدوين عدد المرات التي ظهر فيها المفهوم في النص 60 مرة ، أو 90 مرة، أو 3 مرات مثلاً فإن ذلك قد يشير إلى أهمية المفهوم أو عدمها .
4 - تحديد طريقة التمييز بين المفاهيم :
على الباحث هنا أن يحدد مستويات التعميم . هل تدون المفاهيم كما تبدو تحديداً فقط أو هل من الممكن تدوينها حتى ولو ظهرت بشكل مختلف . مثلاً مفهوم " غال " قد يظهر " الغلاء ". على الباحث أن يقرر ما إذا كانت الكلمتان تعنيان بالنسبة له شيئاً مختلفاً جداً أو من الممكن تدوينهما على اعتبار أنها كلمة واحدة .
على الباحث أيضاً أن يحدد مستوى التضمن الذي سيسمح به . تحديد مستوى التضمن سيسمح للباحث بتدوين ليس فقط كلمة " غال " وإنما بعض الكلمات المستخدمة في تخصصات معينة مثل " تحدى اقتصادي " بالنسبة لكلمة غال أو مكلف مثلاً .
5 - تحديد قواعد لتدوين النصوص :
تحديد قواعد تدوين النصوص يساعد على التأكد من اتساق تدوينه من خلال النص على طريقة واحدة إذا دون الباحث " تحدى اقتصادي " كمفهوم منفصل من مفهوم " غال " أو "مكلف" في إحدى الفقرات وقام بتدوين نفس المفهوم " تحدى اقتصادي " تحت مظلة مفهوم "غال" أو المكلف " في الفقرة التالية فإن بياناته تكون غير صادقة بسبب عدم الاتساق في قواعد التدوين وبالتالي تكون كل الاستنتاجات المستقاة من تلك البيانات غير صادقة أيضاً .
6 - تحديد مصير البيانات غير الضرورية :
على الباحث أن يحدد ما إذا كان سيتجاهل البيانات غير الضرورية أو استخدمها لإعادة اختيار أو تغيير عملية التدوين - كلمات مثل " و " و " الـ " و " في " عندما تظهر بمفردها يمكن تجاهلها - أنها لا تضيف إلى حساب كلمات مثل " غال " " مكلف " وما إلى ذلك .
7 - تدوين النص :
يتم تدوين النص إما يدوياً عن طريق قراءة النص وكتابة المفاهيم وتكرارها أو من خلال عدد من برامج الحاسب الآلي . ولقد ساهمت برامج الحاسب في التطور الملحوظ في تحليل المحتوى كإحدى وسائل جمع البيانات وذلك لأنه عن طريق تلك البرامج يمكن تدوين وتصنيف أعداد ضخمة من النصوص في وقت وجيز . لكن عمل الحاسب الآلي يعتمد على ما يعده الباحث من فئات للتدوين .
8 - تحليل النتائج :
بعد الفراغ من عملية التدوين يبدأ الباحث في اختبار البيانات واستخراج ما يراه من استنتاجات وتعميمات . لكن بما أن تحليل المفاهيم يختص فقط بالبيانات الكمية - وجود المفاهيم في النص ومرات تكرارها - فإن هذه الطريقة لا تتيح إمكانيات واسعة للتفسير والتعميم إلا أنه من الممكن أن نجد اتجاهات تقود إلى أفكار أوسع، وإذا تكرر مفهوم ما أكثر من 10 مرات في مقابل مرة واحدة لمفهوم آخر فإن هذا يمكن أن يقود إلى استنتاجات هامة تتعلق بأسئلة البحث وموضوعه.
ب - تحليل العلاقات :
تحليل العلاقات مثل تحليل المفاهيم يبدأ بتحديد المفاهيم في نص أو مجموعة من النصوص . وتذهب طريقة تحليل العلاقات إلى ما هو أبعد من مجرد وجود المفاهيم إلى استكشاف العلاقات التي بينها . فالمفاهيم المنفصلة لا تحمل معنى داخلها لكن المعنى هو نتاج للعلاقة بين المفاهيم داخل النص. والمفاهيم ينظر إليها كرموز تكتسب معناها من خلال ارتباطاتها مع الرموز الأخرى .
تأثير النظريات على تحليل العلاقات :
يختلف نوع التحليل الذي يتبعه الباحث للعلاقات بين المفاهيم حسب اختلاف المدخل النظري. وهنالك مدخلان نظريان هما الأكثر استخداماً في تحليل العلاقات وهما :
أ - المدخل اللغوي :
يركز هذا المدخل على التحليل اللغوي للنص جملة جملة .
ب - المدخل الإدراكي :
يركز هذا المدخل على إنشاء نماذج عقلية وخطط قرارات. القصد من خطط القرارات هو التعبير عن العلاقات بين الأفكار ، المعتقدات ، أنماط السلوك والمعلومات المتوفرة للكاتب عند كتابة النص . العلاقات يمكن التعبير عنها كمنطقية ، استنتاجية ، سببية ، تسلسلية أو رياضية .
النماذج العقلية هي مجموعات أو شبكات من المفاهيم المتداخلة يعتقد أنها تعكس إدراك الوعي والوعي الباطني للواقع . يرى علماء الإدراك أن البني العقلية الداخلية تتكون أثناء قيام الناس بالاستنتاجات وجمع المعلومات عن العالم .
النماذج العقلية هي وسائل أكثر تحديداً لوضع الخطط لأنها إضافة إلى الاستخلاص والمقارنة يمكن تحليلها حسابياً وبيانياً. مثل هذه النماذج تعتمد بكثافة على الحاسب الآلي من أجل إنشاء الخطط . الدراسات التي تستند على هذه الطريقة تتبع الخطوات التالية :
1 - تحديد المفاهيم .
2 - تحديد أنواع العلاقات .
3 - تدوين النص على أساس تحديد المفاهيم وأنواع العلاقات .
4 - تدوين المقولات .
5 - عرض الخطط الناتجة بيانياً وتحليلها حسابياً .
من أجل خلق النموذج على الباحث أن يحول النص إلى خطة من المفاهيم والعلاقات، ثم تحليل الخطة على مستوى المفاهيم والمقولات حيث تحتوى المقولة على مفهومين والعلاقة بينهما .
طرق تحليل العلاقات :
في تحليل العلاقات يجب أن نقرر حول أنواع المفاهيم التي نود تحليلها . وتختلف الدراسات في عدد المفاهيم من مفهوم واحد إلى أكثر من خمسمائة مفهوم .
من المؤكد أن الكثير من الفئات قد يضفي غموضاً على النتائج والفئات القليلة تقود إلى نتائج غير موثوق بها وضعيفة المصداقية .
لذلك من المهم أن نترك إطار واحتياجات البحث تقود طريقة التدوين، وفيما يلي نعرض لثلاثة طرق فرعية لتحليل العلاقات :
1 - طريقة استخلاص التأثر :
توفر هذه الطريقة تقييماً عاطفياً للمفاهيم التي في النص غير أنه تحفها بعض المشاكل لأن العواطف تختلف باختلاف المجتمعات والزمن، فعلى الرغم من ذلك، فإنها أداة جيدة لاستكشاف الحالة العاطفية والنفسية للمتحدث أو الكاتب .
2 - طريقة تحليل التقارب :
تهتم هذه الطريقة بالتواجد المشترك للمفاهيم الظاهرة في النص .
3 - طريقة تخطيط الإدراك :
تسمح هذه الطريقة بالمزيد من التحليل لنتائج الطرق السابقة، كما تهدف هذه الطريقة إلى خلق نموذج عن معني النص . هذا النموذج يمكن عرضه في رسم بياني يمثل العلاقات بين المفاهيم . يمكن رسم عدة أنواع من النماذج العقلية " مثل نماذج عقلية للنص ، الكاتب ، المتحدث ، المجموعة الاجتماعية ، الزمن " حسب اهتمام الباحث .
هذا التنوع يعتبر مؤشراً للفرضيات النظرية التي تقف وراء التخطيط : النماذج العقلية تمثلات للمفاهيم المتداخلة التي تعكس إدراك الوعي والوعي الباطني للواقع، واللغة هي مفتاح لفهم هذه النماذج التي يمكن النظر إليها كشبكات .
خطوات تحليل العلاقات :
خطوات تحليل العلاقات هي بمثابة استراتيجيات متوفرة للباحثين الذين يقومون بتحليل العلاقات وهذه الخطوات هي :
1 - تحديد السؤال .
2 - اختيار العينة .
3 - تحديد نوع التحليل .
4 - اختصار النص إلى فئات وتدوين الكلمات .
5 - استكشاف العلاقات بين المفاهيم . - قوةً ، علامةً واتجاهاً .
6 - تدوين العلاقة .
7 - القيام بالتحليل الإحصائي .
8 - القيام برسم التمثلات .
فيما يلي نعرض لهذه الخطوات بالتفصيل :
1 - تحديد السؤال :
تحديد السؤال مهم جداً لأن السؤال هو الذي يوجه الدراسة، وبدون سؤال مركزي تكون أنواع وخيارات المفاهيم المتاحة للتفسير غير محدودة وبالتالي يصعب إكمال التحليل .
2 - اختيار العينة :
بعد تحديد سؤال البحث على الباحث أن يختار عينة البحث من نص أو مجموعة من النصوص. ويجب أن يتناسب حجم العينة مع سؤال أو أسئلة وأهداف الدراسة بحيث لا تكون عينة كبيرة جداً يصعب تحليلها ولا صغيرة جداً ، لا تقود إلى نتائج يعتمد عليها .
3 - تحديد نوع التحليل :
بعد اختيار العينة من الأفضل تحديد نوع أو أنواع العلاقات التي يود الباحث دراستها. وهنا يمكن للباحث أن يختار أي من طرق تحليل العلاقات التي ناقشناها سابقاً .
بعد اختيار طريقة التحليل على الباحث أن يحدد مستوى التحليل - هل سيدون كلمات مقررة مثل " ربما " أو مجموعة من الكلمات والتعابير مثل " ربما أكون قد نسيت " .
4 - اختصار النص إلى فئات وتدوين الكلمات :
يمكن أن يكون التدوين ـ في أبسط مستوياته ـ لمجرد الوجود، وبالرغم من بساطة هذا النوع من التدوين لكنه استخدم بنجاح بواسطة عدد كبير من الباحثين .
يمكن للباحث أن يدون للغموض في النص ، المعنى المزدوج ، أو ترك مساحات للتغيير أو إعادة التقويم . كما يمكن للباحث أن يدون للكلمات المستخدمة التي لها طبيعة غامضة وعلاقتها بأهمية المعلومات المرتبطة بتلك الكلمات .
5 - استكشاف العلاقات بين المفاهيم :
بعد الفراغ من تدوين الكلمات يبدأ تحليل النص من أجل تحديد العلاقات بين المفاهيم التي تم تحديدها سابقاً . هنالك ثلاثة مفاهيم تلعب دوراً مركزياً في استكشاف العلاقات بين المفاهيم في تحليل المحتوى :
أ - قوة العلاقة :
هذا المفهوم يعنى درجة الارتباط والعلاقة بين مفهومين أو أكثر . هذه العلاقات سهلة التحليل والمقارنة عندما تكون كل العلاقات بين المفاهيم متساوية .
تحديد قوة العلاقة أساسي عند تحديد هل كلمات مثل " ما لم " ، " ربما " ، " محتمل " ترتبط بفقرة، تعبير ، فكرة من النص أم لا .
ب - مؤشر العلاقة :
مؤشر العلاقة يعنى هل العلاقة بين المفاهيم إيجابية أم سلبية . لتوضيح ذلك ، مفهوم "هبوط" يرتبط سلبياً بمفهوم " البورصة " وفي نفس الوقت فإن مفهوم " صعود " يرتبط إيجابياً بمفهوم "البورصة" . لذلك فإن التعبير " السوق هابط " يمكن أن يدون ليوضح العلاقة السلبية بين " هابط " و " السوق " .
طريقة أخرى للتدوين تقتضي إنشاء فئات منفصلة من المتعارضات الثنائية - " صعود " هي نفس " هبوط " مثلاً لكن من الممكن تدوينهما كفئتين منفصلتين إحداهما إيجابية والأخرى سلبية .
جـ - اتجاه العلاقة :
اتجاه العلاقة يعنى نوع العلاقة التى تبديها الفئات . تدوين هذا النوع من البيانات يكون مفيداً في توضيح أثر المعلومات الجديدة على عملية اتخاذ القرار مثلاً .
هناك عدة أنواع من العلاقات الاتجاهية مثل" X" يقتضي" Y" و " X "حدثت قبلY " وإذا " X إذن Y " أو هل أن المفهوم X هو المحرك الأساسي للمفهوم Y والعكس صحيح .
6 - تدوين العلاقة :
أحد الاختلافات الأساسية بين تحليل المفاهيم وتحليل العلاقات هو أن العلاقات بين المفاهيم تدون .
7 - التحليل الإحصائي :
هذه الخطوة تعنى القيام بالتحليل الإحصائي للبيانات التي دوّنت أثناء تحليل العلاقات. قد يتضمن هذا استكشاف الاختلافات أو البحث عن العلاقات بين المتغيرات التي قمت بتحديدها في الدراسة .
بالإمكان هنا استخدام مقاييس الإحصاء الوصفي أو الاستنتاجي مثل ما هو الحال مع مختلف أنواع البيانات الأخرى .
8 - رسم التمثلات :
إضافة إلى التحليل الإحصائي يقود تحليل العلاقات عادة إلى إعداد تمثلات المفاهيم وما يتبعها في شكل نصوص ، أو رسوم بيانية .
إيجابيات طريقة تحليل المحتوى :
تتميز طريقة تحليل المحتوى كوسيلة لجمع البيانات بعدة إيجابيات يمكن إيجازها فيما يلي :
- تنظر مباشرة للاتصال عبر النصوص أو السجلات وبذلك تدخل إلى الجانب المركزي في التفاعل الاجتماعي .
- تسمح بالعمليات الكمية والنوعية .
- توفر رؤى تاريخية وثقافية قيمة عبر الزمن من خلال تحليل النصوص .
- تسمح بمقاربة النص التي يمكن أن تتنقل بين الفئات المحددة ، والعلاقات والتحليل الإحصائي للشكل المدون للنص .
- وسيلة غير متطفلة لتحليل التفاعل .
- تقدم رؤى عن النماذج المعقدة للتفكير الإنساني واستخدام اللغة .
سلبيات طريقة تحليل المحتوى :
على الرغم من الإيجابيات السابق ذكرها فإن طريقة تحليل المحتوى تعاني عدداً من السلبيات النظرية والإجرائية مثل :
- تحتاج وقتاً طويلاً جداً .
- عرضة للخطأ المتزايد خاصة عند استخدام تحليل العلاقات من أجل الحصول على مستويات عليا من التفسير .
- تخلو من الإحساس النظري .
- الاختزال متأصل فيها خاصة عندما تتعامل مع النصوص المعقدة .
- كثيراً ما تتجاهل الإطار الذي انتج فيه النص ومآلات ما بعد إنتاج النص .
- يصعب حوسبتها آلياً .
________________________________________
[1] James A. Black and Dean J Champion, Methods and Issues in Social Research, John Wiley and Sons, New York, 1976 pp 329-340.
[2] James Black and J Champion, Methods and Issues in Social Research, opic.cit. pp. 353 - 375 
[3]James Black and J Champion, Methods and Issues in Social Research, opic.cit. pp.379-399 
[4] The Colorado State University Writing Center, 09 March 2004, http:// writing-colostate-edu/references/research.
[5]The Colorado State University Writing Center, 09 March 2004, http:// writing-colostate-edu/reference/research

الباب الرابع
4/1 البحث النوعي .
4/2 البحث التاريخي .
4/3 البحث التقويمى .
مقدمة:
يسعى هذا الباب الى عرض ثلاثة أنواع أساسية من أنواع البحث الاجتماعى هى: البحث النوعى، البحث التاريخى والبحث التقويمى. وقد وقع الاختيار على هذه الانواع من البحث لانها تختلف قليلاً عن البحث الاجتماعى التقليدى من ناحية وعدم التركيز عليها فى معظم أدبيات إعداد البحوث المنشورة من الناحية الاخرى.
4/1 البحث النوعي
البحث النوعي منهج واسع ومعقد ويحتاج إلى عدد من الكتب لتغطيته . الغرض من هذا الفصل هو تعريف القارئ بالبحث النوعي وطرقه ومناهجه وبياناته .
الاتجاه النوعي هو طريقة تفكير عامة لإجراء البحوث النوعية . وهو يصف لنا الهدف من البحث النوعي ، دور الباحث ، مراحل البحث وطرق تحليل البيانات .
فيما يلي نستعرض أربعة أنواع أساسية من الاتجاهات النوعية [1] .
1 - الاثنوغرافيا :
تطور الاتجاه الاثنوغرافي للبحوث النوعية ضمن علم الانثروبولوجيا . والتركيز في الاثنوغرافيا يكون على دراسة ثقافة بكاملها، مفهوم الثقافة كان يرتبط بمفاهيم عرقية وجغرافية لكنه توسع أخيراً ليشمل كل جماعة أو منظمة . وعلى ذلك يمكننا أن ندرس ثقافة قطاع الأعمال أو مجموعة معينة مثل الاندية الرياضية .
الاثنوغرافيا مجال عريض يوجد به العديد من المتخصصين والمناهج . إلا أن أكثر الاتجاهات الاثنوغرافية شهرة هو الملاحظة بالمشاركة كجزء من البحوث الميدانية . ينغمس الاثنوغرافي في الثقافة كمشارك نشط ثم يسجل ملاحظات ميدانية مكثفة . وليس للاثنوغرافي حدود لما يجب ملاحظته او نقطة نهاية لعمله .
2 - الظاهراتية :
تعتبر الظاهراتية أحياناً اتجاهاً فلسفياً كما أنها منهجاً نوعياً . وللظاهراتية تاريخ طويل في العديد من فروع البحث الاجتماعي مثل علم النفس ، علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية . الظاهراتية مدرسة فكرية تركز الانتباه على التجارب الذاتية للبشر وتصوراتهم عن العالم، وذلك أن الظاهراتي يود أن يفهم كيف يبدو العالم للآخرين .

3 - البحث الميداني :
البحث الميداني يمكن أن يعتبر اتجاهاً ضمن البحث النوعي أو طريقة لجمع بيانات نوعية . والفكرة الأساسية هي أن الباحث يذهب إلى الميدان لملاحظة الظاهرة في حالتها الطبيعية . ثم يقوم بتدوين بيانات كثيفة ترَّمز وتحلَّل في طرق مختلفة .
4 - النظرية التجذيرية :
النظرية التحذيرية اتجاه نوعي طوره كل من قلاسر وستراوس في الستينيات من القرن الماضي. الهدف المحدد لهذه النظرية هو تطوير نظرية عن الظاهرة موضوع الدراسة . لكنه ليست تنظيراً مجرداً وإنما يجب تجذر النظرية في الملاحظة ومن هنا جاء الاسم . النظرية التجذيرية عملية تكرارية معقدة حيث يبدأ الباحث بإثارة الأسئلة التي تقود إلى أخرى وهذه الأسئلة يجب ألا تكون جامدة أو قاصرة . وعندما يبدأ الباحث في جمع البيانات يبدأ تحديد المفاهيم النظرية الأساسية، ثم تطور ارتباطات مبدئية بين المفاهيم النظرية والبيانات . هذه المرحلة الأولية من البحث تكون مفتوحة جداً وقد تستغرق شهوراً . لاحقاً ينشغل الباحث بالتمحيص والتلخيص، ثم تتجه جهوده نحو مفهوم مركزي يخلص في نهايته إلى توضيح مدروس بعناية كافية للظاهرة موضوع الدراسة .
البيانات النوعية :
تتباين البيانات النوعية في طبيعتها، وتشمل كل أنواع البيانات غير العددية . و فيما يلي أهم أنواعها :
1 - المقابلات العميقة :
تشمل المقابلات العميقة الأفراد والجماعات . ويمكننا تدوين البيانات بطرق مختلفة مثل الاختزال ، تسجيلات الصوت ، أشرطة الفيديو والمذكرات المكتوبة . وتختلف المقابلات العميقة عن الملاحظة في طبيعتها ونوع التفاعل، ففي المقابلات هنالك شخص واحد يسأل وعدد من الذين تتم مقابلتهم . والهدف من هذا النوع من المقابلات هو سبر آراء الذين تتم مقابلتهم حول الظاهرة موضوع الاهتمام .
2 - الملاحظة المباشرة :
لدينا فهماً عريضاً جداً للملاحظة المباشرة هنا . فهى تختلف عن المقابلة لأن الملاحظ لا يسال المستجيب مباشرة . إنها الملاحظة يمكن أن تشمل كل شيء من البحث الميداني والإقامة لفترة من الزمن في مجتمع آخر إلى الصورة الفوتوغرافية التي توضح بعض جوانب الظاهرة كما أن البيانات يمكن أن تدون بعدة طرق كما في حالة تدوين بيانات المقابلة .
3 - الوثائق المكتوبة :
نعنى بالوثائق المكتوبة عادة الوثائق الموجودة أصلاً وليست تلك التي يكتبها الباحث، وهذه تشمل الصحف ، المجلات ، الكتب ، مواقع الإنترنت ، المذكرات وما إلى ذلك. ويتم تحليل الوثائق المكتوبة بطريقة دراسة المحتوى .
طرق البحث النوعي :
هنالك العديد من الطرق المستخدمة في البحوث النوعية ولا يحد عدد ونوعية الطرق المستخدمة في بحث ما إلا خيال الباحث نفسه . فيما يلي نستعرض بعض أكثر الطرق استخداماً .
1 - الملاحظة بالمشاركة :
الملاحظة بالمشاركة واحدة من أشهر طرق جمع البيانات النوعية، كما أنها أكثر الطرق استهلاكاً للوقت والجهد . فهى تتطلب أن يصبح الباحث مشاركاً في الثقافة أو الإطار الذي يلاحظه. وتتطلب الملاحظة بالمشاركة شهوراً وسنوات من العمل المكثف لأن الباحث يحتاج إلى أن يكون جزءاً طبيعياً من الثقافة حتى يضمن أن تكون ملاحظاته طبيعية .
2 - الملاحظة المباشرة :
تختلف الملاحظة المباشرة عن الملاحظة بالمشاركة في عدة جوانب . أولاً الملاحظ المباشر لا يحاول أن يكون جزءاً مشاركاً في إطار البحث . ويجاهد الملاحظ المباشر من أجل أن يكون غير فضولي حتى لا ينحاز في ملاحظاته . ثانياً ، الملاحظة المباشرة تشير إلى اتجاه انفصالي . الباحث يلاحظ ولا يشارك، ونتيجة لذلك يمكن استخدام مختلف أنواع التقنيات لتدوين الملاحظات. ثالثاً ، الملاحظة المباشرة تكون عادة أكثر تركيزاً من الملاحظة بالمشاركة . الباحث يلاحظ مواقف أو أناساً محددين ولا يغرق في كل الإطار . أخيراً الملاحظة المباشرة لا تستغرق وقتاً طويلاً مثل الملاحظة بالمشاركة فقد تلاحظ مباشرة موقفاً يستمر عدة دقائق فقط .
3 - المقابلة غير المعدة :
تقتضي المقابلة غير المعدة التفاعل المباشر بين الباحث والمبحوثين . وتختلف عن المقابلة المعدة في عدة جوانب . أولاً على الرغم من أن الباحث قد يكون لديه بعض الأسئلة الدالة أو المفاهيم المعينة ليسال عنها نجده لايحمل أسئلة مكتوبة مسبقاً . ثانياً المقابل حر في قيادة المحادثة في الاتجاه الذي يريده . لكن من سلبيات هذه الطريقة ، أن الأسئلة غير محددة والإجابات تكون كذلك فمن الصعوبة تحليل البيانات التي تجمع عن طريق المقابلة غير المعدة .
4 - دراسة الحالة :
دراسة الحالة هي دراسة مكثفة لافراد أو مواقف معينة .إذ ليست هناك طريقة واحدة لإجراء دراسة الحالة ويمكن استخدام حزمة من وسائل جمع البيانات كالتي سبق ذكرها .
4/2 : البحث التاريخي 
البحث التاريخي هو الدراسة المنتظمة لأحداث الماضي لمعرفة ما حدث فيه، فهو ليس مجرد عملية تجميع حقائق وتواريخ أو حتى وصفاً للأحداث . بل تفسير حيوي منساب لأحدث الماضي يشتمل على تلك الأحداث بهدف استعادة التمايزات، الشخصيات والأفكار التي أثرت فيها وبذلك يكون أحد أهداف البحث التاريخي هو نشر فهم أحداث الماضي [2] .
أهمية البحث التاريخي :
يمكن إيجاز أسباب أهمية البحث التاريخي فيما يلي :
1 - الكشف عن ما هو غير معروف ( بعض الأحداث التاريخية لم تسجل ) .
2 - الإجابة على الأسئلة الخاصة بأحداث الماضي .
3 - توضيح العلاقة بين الماضي والحاضر لأن معرفة الماضي يمكن أن تقدم منظوراً أفضل لأحداث الحاضر .
4 - تسجيل وتقييم إنجازات الأفراد ، المنظمات أو المؤسسات .
5 - المساعدة على فهم الثقافة التي نعيش ضمنها .
خطوات البحث التاريخي :
لا يختلف البحث التاريخي في جوهره عن البحث الاجتماعي إن لم يكن جزءاً منه . لذلك نجد أن هناك أكثر من مدخل للقيام بالبحث التاريخي، والخطوات التالية هي التي تتبع بواسطة معظم الباحثين في مجال البحث التاريخي :
1 - تحديد موضوع البحث وصياغة المشكلة :
هذه هي الخطوة الأولى في البحث التاريخي . فأفكار ومواضيع البحث التاريخي توجد في عدة مصادر مثل الأحداث الجارية، إنجازات الأفراد أو العلاقات بين أحداث الماضي والحاضر .
2 - جمع البيانات ومراجعة الأدبيات :
تتضمن هذه الخطوة تحديد وجمع البيانات التي تتعلق بموضوع البحث . فمصادر البيانات للبحث التاريخي تكون من الوثائق مثل المذكرات ، الصحف ، التسجيلات ، الصور ، الآثار والمقابلات مع الأفراد الذين خبروا الموضوع أو لهم معرفة عنه .

3 - تقويم البيانات :
يجب تقويم كل مصادر المعلومات من أجل التحقق من أصالتها وصحتها وذلك لأن المصادر تكون عرضة للتأثر بالعديد من عوامل الانحياز . هناك نوعان من التقويم يجب أن يخضع لهما كل مصدر :
1 - النقد الخارجي : وهو عملية تحديد مصداقية ، موثوقية وأصالة مصدر البيانات . تكون أحياناً مهمة صعبة وأحياناً أخرى يمكن القيام بها بسهولة عن طريق تحليل خط اليد أو تحديد عمر الورقة التي تحمل البيانات .
2 - النقد الداخلي : هو عملية تحديد موثوقية وصحة البيانات الموجودة في المصدر . وتتم هذه العملية عن طريق النقد الإيجابي والنقد السلبي .
- النقد الإيجابي : يعنى التأكد من أن المقولات والمعاني الموجودة في المصدر مفهومة . أحياناً يصعب ذلك بسبب الغموض أو انعكاسات الحاضر .
- النقد السلبي : يعنى تأسيس موثوقية ، أصالة وصدق محتوى المصدر المستخدم . وهذه مهمة أكثر صعوبة لأنها تقضي إصدار أحكام حول صحة وأصالة ما هو موجود في المصدر .
يستخدم المؤرخون عادة ثلاثة وسائل كشف هي :
أ - التوثيق أو مقارنة الوثائق مع بعضها البعض لتحديد ما إذا كانت تحمل نفس البيانات وتستخدم هذه الطريقة للحصول على معلومات حول صحة وأصالة الوثيقة .
ب - متابعة المصدر وذلك عن طريق تحديد الكاتب ، تاريخ كتابة الوثيقة ، ومكانها .
جـ - إيجاد القرائن أو تحديد متى وأين وقع الحدث .
4 - تأليف البيانات وإعداد التقرير :
هذه هي الخطوة الأخيرة وتعنى بتأليف البيانات التي تم جمعها ووضعها في تقرير سردي للموضوع المدروس .
عملية التأليف : تعنى اختيار ، تنظيم وتحليل المواد المجموعة في شكل مواضيع أو أفكار أو مفاهيم . ثم توضع هذه الأفكار في انسجام لتشكل كلاً متصلاً .
هنالك أربعة أنواع من المشاكل التي يمكن مقابلتها عند تأليف البيانات في تقرير سردي :
1 - محاولة استنتاج علاقة سببية من أحداث ذات علاقة ترابطية تمثل المشكلة الأولى . كون أن حدثين حدثا في وقت واحد لا يعنى ذلك أن أحدهما سبب للآخر .
2 - المشكلة الثانية هي تحديد وتفسير كلمات مفتاحية من أجل تجنب الغموض والتأكيد على أن تلك الكلمات تحمل الدلالات الصحيحة .
3 - المشكلة الثالثة هي التمييز بين الدليل الذي يشير إلى كيف يجب أن يكون سلوك الناس وكيف هو سلوكهم الفعلي .
4 - المشكلة الرابعة هي الإبقاء على التمييز بين القصد والنتيجة .

4/3 البحث التقويمى
التقويم طريقة منهجية ذات علاقة وثيقة بالبحث الاجتماعي التقليدي لكنها تختلف عنه . يستخدم التقويم العديد من طرق البحث التي يستخدمها البحث الاجتماعي التقليدي لكن لأن التقويم يحدث في أطر تنظيمية فهو يحتاج إلى مهارات جماعية ، ومقدرات إدارية إضافة إلى مهارات أخرى لا يعتمد عليها البحث الاجتماعي عادة. في هذا الجزء نستعرض دراسات التقويم والمفاهيم والمصطلحات المستخدمة فيها [3] .
تعريف التقويم :
التعريف الأكثر انتشاراً للتقويم هو :
التقويم هو التقييم المنتظم لقيمة وفائدة شيء ما .
هذا التعريف ليس صحيحاً تماماً - هناك العديد من أنواع التقويم التي لا تنتج بالضرورة تقييماً للقيمة أو الفائدة مثال ذلك الدراسات الوصفية ، تحليل التطبيقات وما إلى ذلك . ربما يكون التعريف الأفضل هو ذلك الذي يؤكد على وظائف معالجة البيانات وإعادة استخدامها .
يمكننا القول أن التقويم هو :
الحصول المنتظم على البيانات وتقييمها لتوفير إفادات عملية عن شيء ما .
كلا التعريفين يتفق على أن التقويم هو عملية منتظمة وكلاهما استخدم المصطلح الغامض "شيء" الذي يمكن أن يكون برنامج ، سياسة ، تقنية ، شخص ، حاجة ، نشاط وما إلى ذلك.
التعريف الأخير أكد على الحصول على البيانات وتقييمها أكثر من تقييم القيمة أو الفائدة لأن كل أعمال التقويم تشتمل على جمع للبيانات ، إصدار أحكام حول مصداقية المعلومات والاستنتاجات التي نسوقها منها في حالة حدوث تقييم للقيمة والفائدة أو عدمه .
أهداف التقويم :
الهدف العام لمعظم أنواع التقويم هو توفير إفادات عملية لجمهور متنوع مثل المتبرعين ، الداعمين ، مجموعات الزبائن ، الإداريين وما إلى ذلك . تعتبر الإفادة عملية ومفيدة إذا كانت تساعد في عملية إتخاذ القرار . لكن العلاقة بين التقويم وأثره ليست بسيطة - الدراسات التي تبدو نقدية تفشل في التأثير على القرارات قصيرة المدى والدراسات التي تبدو بدون تأثير يمكن أن يكون لها تأثير لاحق عندما تتوفر ظروف أفضل . على الرغم من ذلك هنالك اتفاق عام على أن الهدف الأساسي للتقويم هو التأثير على اتخاذ القرار أو صياغة السياسات والبرامج من خلال توفير إفادات مستقاة إمبريقياً .

استراتيجيات التقويم :
استراتيجيات التقويم تعنى منظورات واسعة وشاملة حول التقويم . وهى تحتوى على المجموعات أو المعسكرات العامة للتقويم . وسنناقش هنا أربعة مجموعات لاستراتيجيات التقويم .
1 - النماذج العامة التجريبية :
هذه أكثر أنواع استراتيجيات التقويم رسوخاً عبر التاريخ، فهي تأخذ قيمها وطرقها من العلوم خاصة العلوم الاجتماعية لذلك تضع في أولوياتها تفعيل النزاهة ، الدقة ، الموضوعية وصدق البيانات المنتجة . ضمن النماذج العملية التجريبية يمكننا إدراج التصميم التجريبي وشبه التجريبي، البحث الهدفي الذي تطور في مجال التربية ، الإستراتيجيات ذات التوجهات الاقتصادية مثل تحليل التكلفة وتحليل الربح والخسارة .
2ـ النماذج ذات التوجه الادارى :
النوع الثاني من الاستراتيجيات هو النماذج ذات التوجه الإداري . وأشهرها " تقنية تقويم ومراجعة البرامج ( PERT ) و الطريقة النقدية ( (CPM تستخدم على نطاق واسع في مجال إدارة الأعمال والمجالات الحكومية . أما إستراتيجيات التقويم ذات التوجه الإداري فتركز على الشمول في التقويم كما أنها تضع عملية التقويم نفسها في إطار عريض من النشاطات التنظيمية .
3ـ النماذج النوعية الانثروبولوجية :
النوع الثالث من الاستراتيجيات هو النماذج النوعية الانثروبولوجية . وهذه تركز على أهمية الملاحظة ، الحاجة إلى الاحتفاظ بالنوعية الظاهراتية لإطار التقويم، إضافة إلى أهمية التجارب الذاتية في عملية التقويم . ضمن هذه الفئة تجد المداخل التي تعرف بالطبيعية ، مختلف المدارس النوعية والنظريــة النقدية.
4ـ النماذج ذات التوجهات المشاركة :
النوع الرابع والأخير هو ما يعرف بالنماذج ذات توجهات المشاركة . وكما يبدو من الاسم فهي تؤكد على الأهمية المركزية للمشاركين في التقويم خاصة الزبائن ومستخدمي البرامج أو التقنيات. مثال لهذا النوع كل المداخل التي تتجه نحو الزبائن ، المستهلكين والمستخدمين .
نأتي إلى السؤال كيف تختار من هذه الاستراتيجيات الأربعة ؟ يحتدم الجدل بين مختلف الاستراتيجيات كل يدعى تفوق ما لديه . في الواقع معظم المقيمين على معرفة بالأنواع الأربعة لطرق التقويم ويأخذون منها جميعاً حسب الحاجة . لايوجد عدم تكامل أصيل بين هذه الاستراتيجيات العريضة وكل منها يقدم ما هو قيم لطاولة التقويم .
في الحقيقة ، في السنوات الأخيرة بدأ الاهتمام يتجه نحو دمج نتائج التقويم التي يتم الوصول إليها باستخدام مختلف الاستراتيجيات ومختلف المناهج والمداخل . ومن المؤكد أنه لا توجد إجابة سهلة على السؤال الذي طرحناه آنفاً حول كيفية الاختيار من بين هذه الاستراتيجيات، فالمشاكل معقدة والمناهج المطلوبة يجب أن تكون وستظل متنوعة .
أنواع التقويم :
هناك أنواع مختلفة من التقويم باختلاف الشيء المراد تقويمه والغرض من التقويم نفسه . ربما يكون الاختلاف الأساسي في أنواع التقويم بين التقويم التكويني والتقويم التلخيصي . التقويم التكويني يقوى أو يحسن الشيء المراد تقويمه من خلال اختبار تقديم البرنامج أو التقنية ، نوعية تنفيذها وتقييم الإطار التنظيمي ، الأفراد العاملين ، الطرق وما إلى ذلك .
التقويم التلخيصي في المقابل يختبر آثار ونتائج بعض الأشياء - إنه يلخصها عن طريق وصف ما يحدث بعد تقديم البرنامج أو التقنية ، تقييم ما إذا كان البرنامج قد أحدث الأثر المطلوب ، تحديد الأثر الكلي للعوامل النسبية وتقدير التكلفة النسبية المصاحبة للشيء .
التقويم التكويني يشتمل على عدد من أنواع التقويم :
- تقييم الحاجة : يحدد من يحتاج إلى البرنامج ، ما هو حجم الحاجة وماذا سيحدث لتلبيتها.
- تقييم التقويم : يحدد جدوى التقويم نفسه - وكيف يمكن للمهتمين به المساعدة في جعله مفيداً.
- تصميم المفاهيم : يساعد المهتمين على تعريف البرنامج أو التقنية ، المجموعات المستهدفة والنتائج المتوقعة .
- تقويم التنفيذ : يراقب دقة تقديم البرنامج أو التقنية .
- تقويم العملية : يختبر عملية تقديم البرنامج أو التقنية ويشمل ذلك طرق التقويم البديلة.
التقويم التلخيصي ويشمل :
- تقويم النتائج : يختبر ما إذا كان البرنامج أو التقنية قد أحدث الأثر الملحوظ على حصيلة محددة .
- تقويم الأثر : هذا أوسع، ويقيم كل الآثار الناتجة مقصودة أو غير مقصودة للبرنامج أو التقنية ككل .
- التحليل الثانوي : يعيد اختبار البيانات الموجودة من أجل تناول أسئلة جديدة أو استخدام وسائل لم تستخدم من قبل .
- ما وراء التحليل : يدمج نتائج مختلف الدراسات من أجل الوصول إلى ملخص أو حكم عام حول موضوع التقويم .
أسئلة ووسائل التقويم :
يسأل المقومون العديد من الأسئلة ويستخدمون مختلف الوسائل لتناولها . سنتناول ذلك في إطار التقويم التكويني والتلخيصي الذي عرفناه سابقاً .
الأسئلة والوسائل الأساسية في البحث التكويني هي :
- ما هو تعريف ومنظور المشكلة أو الموضوع وما هو السؤال ؟
هنا تستخدم وسائل الصياغة وتحديد المفاهيم مثل جلسات التفكير ، مجموعات التركيز خريطة المفاهيم وما إلى ذلك .
- أين تقع المشكلة وما هو حجمها وجديتها ؟
الوسيلة الأكثر استخداماً هنا هي " تقييم الحاجة " والتي يمكن أن تحتوى على : تحليل مصادر المعلومات الموجودة ، استخدام مسوحات العينة ، المقابلات ، البحث النوعي ، إفادات الخبراء ومجموعات التركيز .
- كيف يجب أن يقدم البرنامج أو التقنية لمعالجة المشكلة ؟
بعض الوسائل التي تعرضنا لها سابقاً يمكن أن تطبق هنا أيضاً وتشمل وسائل اتخاذ القرار، وسائل تخطيط وتنفيذ البرامج وما إلى ذلك .
- ما مدى جودة تقديم البرنامج أو التقنية ؟
الوسائل المناسبة هنا في تقنيات المراقبة النوعية والكمية ، استخدام نظم إدارة البيانات ووسائل تقييم التنفيذ .
الأسئلة والوسائل في البحث التلخيصي هي :
- ما نوع التقويم الممكن ؟
نستخدم هنا وسائل مثل تقييم التقويم ووسائل اختيار التصميم المناسب للتقويم .
- ما فعالية البرنامج أو التقنية ؟
هنا يمكننا أن نختار من وسائل الملاحظة وعلاقات الارتباط للكشف عن مدى تحقق الآثار والنتائج المرغوب فيها . كما يمكن استخدام التصميم التجريبي وشبه التجريبي لتحديد ما إذا كانت الآثار الملاحظة ناتجة عن البرنامج أو التقنية وليست أي مصدر آخر .
- ما الأثر النهائي للبرنامج ؟
هنا يمكن استخدام وسائل الاقتصاد القياسي مثل وسيلة الربح والخسارة إضافة إلى الوسائل النوعية التي تساعد على تلخيص كل الآثار الناتجة مقصودة وغير مقصودة .

تخطيط التقويم :
عادة ما يكون التقويم جزءاً من عملية إدارية كبرى تعرف أحياناً بدائرة تخطيط التقويم . الفرق بين التخطيط والتقويم ليس واضحاً دائماً وتوصف هذه الدائرة بطرق مختلفة ومراحل مختلفة بواسطة المخططين والمقومين .
تكون المرحلة الأولى من هذه الدائرة عادة هي تصميم حزمة من التدخلات الممكنة ، البرامج أو التقنيات ثم اختيار الأفضل للتنفيذ .
اعتماداً على المنظمة ونوع المشكلة يمكن أن تشتمل عملية التخطيط للتقويم على بعض أوكل المراحل التالية :
- صياغة المشكلة أو الموضوع .
- التحديد المفهومي للخيارات المتاحة .
- وصف هذه الخيارات وانعكاساتها المحتملة .
- تقويم الخيارات واختيار أفضلها .
- تنفيذ الخيار الذي وقع عليه الاختيار .
تشتمل مرحلة التقويم على عدد من المراحل الفرعية هي :
- صياغة أهداف وافتراضات البرنامج أو التقنية .
- التحديد المفهومي للمكونات الأساسية للتقويم مثل البرنامج - المشاركين - الإطار - المقاييس.
- تصميم التقويم .
- وصف طريقة تنسيق المكونات .
- تحليل البيانات - النوعية والكمية .
ـ الاستفادة من نتائج التقويم.

الباب الخامس
تحليل البيانات وكتابة البحث

مقدمة
يهدف هذا الباب الي تزويد القارىء ببعض الموجهات الأساسية الخاصة بتحليل البيانات وكتابة البحث والتي لاتغني عن مراجعة مصادر أكثر تخصصاً وتنوعاً في المجالين.

5/1 : تحليل البيانات 
في معظم البحوث الاجتماعية تحتوى مرحلة تحليل البيانات على ثلاث خطوات أساسية[4] هي:
1 - تنظيف وتنظيم البيانات - تحضير البيانات .
2 - وصف البيانات . الإحصاءات الوصفية .
3 - اختبار الفرضيات والنماذج . الإحصاء الاستنتاجي .
تتبع معظم أنواع البحوث الاجتماعية في مرحلة التحليل الخطوات المشار إليها أعلاه . وصف كيفية تحضير البيانات عادة ما يكون مختصراً ويركز فقط على الجوانب المتفردة في دراستك. الإحصاءات الوصفية المتوفرة ضخمة جداً . وفي معظم التقارير يتم اختيار الإحصاءات الوصفية بعناية وتنظم في جداول ورسوم بيانية توضح أكثر المعلومات أهمية . وعادة ما يربط الباحث الإحصاءات الاستنتاجية بأسئلة بحث محددة أو فرضيات بعينها أثيرت في مقدمة البحث . في كتابة التحليل يجب أن نتجنب كتابة التفاصيل الكثيرة الزائدة عن الحد لأن القارئ لن يستطيع متابعة النتائج الأساسية . هذا وعادة ما تترك التفاصيل الدقيقة لتكون ملحقات البحث ويحتوى تقرير البحث على التحليل الأكثر أهمية .
1 - تحضير البيانات :
تحضير البيانات هي الخطوة الأولى في التحليل كما أسلفنا وتشتمل على عدة مراحل هي تسجيل البيانات ، اختبار صحة البيانات ، إدخال البيانات في الحاسب الآلي، تحويل البيانات ، إنشاء قاعدة معلومات تحتوى على مختلف أنواع المقاييس المستخدمة .
قبل الدخول في تفاصيل هذه المرحلة نود أن نشير إلى أنه في حالة توفر قدر من المعرفة والدراية للباحث بالحاسب الآلي والبرامج المتخصصة في إدخال البيانات واستخلاص النتائج يمكن الباحث أن يقوم بهذه الخطوة بمفرده وإلا فإننا نقترح على الباحث الاستعانة بالمتخصصين في الإحصاء وتحليل البيانات حتى يضمن صحة تحليل بياناته .
تسجيل البيانات :
في أي مشروع بحث تكون لدينا بيانات من مصادر مختلفة وفي أوقات مختلفة مثل:
- الاستبيانات .
- المقابلات .
- الاختبارات القبلية والبعدية .
- الملاحظات .
في كل الدراسات نحتاج إلى إيجاد طريقة لتسجيل البيانات . يتبع مختلف الباحثين طرقاً مختلفة وتتوفر حالياً العديد من برامج الحاسب الآلي التي تستخدم لتسجيل البيانات كما يمكن الاستعانة هنا بمحللي البيانات المتخصصين والغرض من هذه الخطوة هو إعداد قاعدة بمعلومات وبيانات الدراسة ويجب الاحتفاظ بهذه البيانات لمدة 5 إلى 7 سنوات على الأقل .
مراجعة البيانات للتأكد من صحتها :
عند استلام البيانات يجب مراجعتها ومن الأفضل أن يكون ذلك أولاً بأول . وهنالك العديد من الأسئلة التى يمكن إثارتها للتأكد من صحة المعلومة .
- هل الإجابات واضحة ومقروءة .
- هل تمت الإجابة على كل الأسئلة الهامة .
- هل الإجابات مكتملة .
- هل تشمل كل المعلومات عن الموقف المحدد - الزمان - المكان - الباحث .
إعداد قاعدة البيانات :
قاعدة بيانات الدراسة هي الطريقة التي تخزن بها بيانات الدراسة لكي يمكن الوصول إليها بغرض التحليل لاحقاً . 
هنا يمكن استخدام نفس البرامج التي استخدمت في مرحلة تسجيل البيانات، ونذكّر هنا أيضاً بضرورة الاستعانة بالمتخصصين في الإحصاء وتحليل البيانات .
2 - الإحصاءات الوصفية :
تستخدم الإحصاءات الوصفية لوصف الملامح الأساسية لبيانات الدراسة . كما توفر ملخصات مبسطة عن العينة والمقاييس . والإحصاءات الوصفية مع تحليل الرسم البياني البسيط يكونان الأساس للتحليل الكمي للبيانات .
عند تناولنا لكل متغير فإننا ننظر في ثلاثة خواص ومميزات أساسية لذلك المتغير هي :
- التوزيع .
- النزعة المركزية .
- التشتت .
في معظم الأحوال نصف إحصائياً هذه الخواص لكل متغير في دراستنا .
التوزيع :
التوزيع ملخص تكرار القيم الفردية للمتغير . ويمكن أن نصف التوزيع في عدة طرق مثل جداول توزيع الأفراد على القيم ، جداول النسب المئوية وأنواع الرسم البياني المختلفة . 
نماذج للمتغيرات - العمر ، الدخل ، الأسعار ، درجات الحرارة ، وتوزيعها على الوحدات أفراد ، سلع ، أيام وما إلى ذلك .
النزعة المركزية :
توزيع النزعة المركزية هو تقدير لمركز توزيع القيم، وهنالك ثلاثة أنواع لتقدير النزعة المركزية، هى:
المتوسط : وهو عبارة عن حاصل جمع القيم مقسوماً على عددها .
الوسيط : القيمة التي توجد في منتصف القيم .
المنوال : أكثر القيم تكراراً .
التشتت :
التشتت هو انتشار القيم حول النزعة المركزية . وهناك مقياسان للتشتت الأول هو المدى ويحسب بطرح أقل قيمة من أعلا قيمة . والثاني هو الانحراف المعياري وهو الجذر التربيعي لمجموع مربعات الانحرافات عن وسطها الحسابي مقسوماً على حجم العينة ويحسب كما يلي :

3 - الإحصاءات الاستنتاجية :
تستخدم الإحصاءات الاستنتاجية للحصول على استنتاجات تتعدى البيانات التي بين أيدينا . ربما نستخدمها لمحاولة استنتاج كيف يفكر مجتمع البحث من بيانات العينة المتوفرة لدينا . أي أننا نستخدم الإحصاءات الاستنتاجية لنقوم بالاستنتاج من البيانات المتوفرة لدينا إلى مواقف أكثر عمومية حيث إننا نستخدم الإحصاءات الوصفية لوصف ما يجري في بيانات دراستنا كما رأينا في الفقرة السابقة .
نركز هنا على الإحصاءات الاستنتاجية التي تستخدم في البحوث التجريبية وشبه التجريبية وبحوث التقويم . عندما نرغب في مقارنة متوسط الأداء لمجموعتين - طلاب - طالبات - مثلاً . فإننا نستخدم الـ t-test .
معظم الإحصاءات الاستنتاجية الأساسية تأتي من نموذج إحصائي يعرف بالـ General Linear Model منها الـ T-test و ( ANOVA ) و الـ ( ANCOVA ) إضافة إلى العديد من المقاييس الإحصائية الأخرى .
مرة أخرى نكرر هنا إنه ما لم يكن الباحث على دراية تامة بالإحصاءات الاستنتاجية ومقاييسها المختلفة فإننا نقترح عليه الاستعانة بالمتخصصين في الإحصاء وتحليل البيانات من أجل ضمان صدق استنتاجاته .
صدق الاستنتاج :
صدق الاستنتاج هو أكثر أنواع الصدق أهمية لأنه ضروري لتحديد العلاقة في ملاحظاتنا ويمكن تعريفه كما يلي :
هو درجة معقولية الاستنتاج حول علاقة ما بين متغيرين في بيانات دراستنا .
إذا كنا مثلاً ، نجري دراسة عن المكانة الاجتماعية / الاقتصادية والموقف من العقوبات المالية فإننا نسعى للحصول على استنتاج . بناءً على بياناتنا ربما نستنتج أن هنالك علاقة إيجابية ذلك أن الأفراد الذين في مكانة اجتماعية / اقتصادية مرتفعة لهم موقف إيجابي من العقوبات المالية في حين أن الذين هم في مكانة اجتماعية / اقتصادية منخفضة يعارضونها .
صدق الاستنتاج هو الدرجة التي يكون فيها الاستنتاج معقولاً ويمكن تصديقه .
عند دراستنا لأي علاقة يكون لدينا احتمالين للاستنتاج : وجود علاقة في البيانات التي لدينا أو عدم وجودها . لكن في كلتا الحالتين قد نخطئ في الاستنتاج، فقد نخلص إلى أن هناك علاقة وهي في الحقيقة غير موجودة أو قد نستنتج عدم وجود علاقة على الرغم من وجودها . لذلك في حديثنا عن صدق الاستنتاج يجب أن نأخذ كل ذلك في الاعتبار .

مهددات صدق الاستنتاج :
مهددات صدق الاستنتاج هي عوامل تقود إلى استنتاجات خاطئة حول علاقة ما في ملاحظاتنا. وهناك نوعان من الأخطاء حول تقدير العلاقة :
1 - استنتاج عدم وجود علاقة على الرغم من أنها موجودة .
2 - استنتاج علاقة على الرغم من عدم وجودها .
وفيما يلى نتناول هذه الأخطاء بشيء من التفصيل .
1 - استنتاج عدم وجود علاقة على الرغم من وجودها : 
يمكن إرجاع هذا الخطأ عادة إلى أي من العوامل التالية :
- عدم دقة المقاييس .
- تباين العينة .
- ضعف القدرة الإحصائية .
2 - استنتاج وجود علاقة على الرغم من عدم وجودها وهذا الخطأ يعود إلى :
- إعادة تحليل البيانات أكثر من مرة .
موجهات لتحسين صدق الاستنتاج :
1 - مقدرة إحصائية جيدة .
2 - رفع درجات الدقة في كل خطوات البحث .
3 - تنفيذ أفضل للبرامج في حالة بحوث التقويم .

5/2 كتابة البحث
كتابة البحث موضوع مختلف تماماً عن إعداد البحث وله أدبياته المتخصصة التي تعالجه والتي نوصى بالرجوع إليها عند الوصول إلى مرحلة كتابة البحث. وفي هذه الفقرة نعرض لبعض الاعتبارات العامة المتعلقة بكتابة البحوث . 
أولاً : جمهور البحث :
من الذي سيقرأ تقرير البحث ؟ تختلف تقارير البحوث باختلاف متطلبات جمهور البحث أو قرائه من حيث هل يرغبون في التفاصيل التقنية للبحث ، هل يبحثون عن ملخص لنتائج البحث أم هل يودون اختبار بحثك في امتحان تخرج ، ماجستير أم دكتوراه .
ثانياً : قصة البحث :
من المؤكد أن لكل مشروع بحث قصة واحدة أساسية فى داخله . تتعلق تلك القصة أحياناً بإحدى نتائج البحث وأحياناً أخرى بمشكلة منهجية، لذلك عند كتابة تقرير البحث يجب أن تعمد لتحكي قصة البحث للقارئ .
الجزء الأصعب في حكاية قصة البحث هو العثور على القصة نفسها في المقام الأول . وعادة عندما تصل إلى مرحلة الكتابة تكون قد استغرقت في التفاصيل لأسابيع ، شهور وربما سنوات . لقد كنت تتعامل مع قضايا العينة ، الإجابات ، المقاييس ، التصميم وتحليل البيانات ، وتكون أشبه بالنعامة التي دفنت رأسها في الرمال . من أجل أن تعثر على قصة البحث يجب أن تسحب رأسك من الرمال وتنظر إلى الصورة الأكبر، كما يجب أن تحاول أن تنظر إلى بحثك من زاوية نظر قرائه . ربما قد تحتاج إلى التخلص من بعض التفاصيل التي استهوتك كثيراً أو ربما تحتاج إلى وضعها في جداول وملحقات البحث .

ثالثاً : تصميم تقرير البحث :
يختلف تصميم تقرير البحث باختلاف الغرض منه والجهة المقدم إليها . فإذا كنت تكتب مثلاً من أجل النشر في دورية فإن لكل دورية إرشادات تصميم خاصة بها . وإذا كنت تنوي كتابة كتاب فلكل دار نشر متطلبات تصميم محددة . أما إذا كنت تقوم بأعداد بحث كمشروع تخرج - دبلوم ، بكالوريوس، ماجستير أو دكتوراه فإن لكل جامعة سياساتها الخاصة بالنسبة لتصميم البحث وأسلوبه . http://omar.socialindex.net
________________________________________
[1] Torchim, William, M, The Research Method Knowledge Base, opic.cit.
[2] R. Bruke Johnson, University of Alabama, College of Education, 09 March 2004, http:// www. Southalabama, opic.cit.
[3] Torchim William M, The Research Method knowledge Base, opic.cit.
[4] Torchim, William M, The Research Method Knowledge Base. opic. cit. 

abuiyad

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق