مجموعة اليسر للتدريب والاستشارات تأمل من زوارها الكرام المشاركة في الاستطلاعات التي تجريها بفعالية نظرا لفائدتها العالية
مجموعة اليسر للتدريب والاستشارات هي شركة تضامن لبنانية مسجلة تحت الرقم 489 تتنشط في مجال الدورات التدريبية والمؤتمرات العلمية والتربوية والاجتماعية والادارية والثقافية والتنمية والارشاد الاسري والاجتماعي ، واصدار المنشورات المتخصصة ، وتقديم الاستشارات في المجالات المذكورة وتوقيع الاتفاقيات مع الجامعات والمؤسسات والشركات الوطنية والعالمية على انواعها والقيام بالاستطلاعات والابحاث العلمية والدراسات المتخصصة في لبنان والخارج - نتمنى لكم زيارة ممتعة

09‏/12‏/2010

علم الاجتماع السياسي



أثارت التغيرات الحاصلة في طبيعة النظم الاجتماعية للمجتمعات الحديثة في بداية القرن التاسع عشر اهتمام العديد من علماء الاجتماع الذين سعوا لدراسة هذه النظم وخاصة النظام السياسي الذي يعد من أهمها، فجاء علم الاجتماع السياسي ليعالج طبيعة البناءات والنظم السياسي المتعددة الأهداف والوظائف في الحياة الاجتماعية الحديثة.

ويعرّف علم الاجتماع السياسي على أنه أحد فروع علم الاجتماع الذي يهتم بدراسة كل من النتائج والأسباب الاجتماعية لعملية توزيع القوة داخل أو بين المجتمعات، كما أنه يعالج أنماط الصراع السياسي والاجتماعي الذي يؤدي إلى تغيير عملية توزيع القوة. وهو أيضاً العلم الذي يقدم النظام السياسي في إطار العلاقة التكاملية مع مختلف النظم الاجتماعية المكوّنة لبناء المجتمع ككل. وقد اختلف علماء الاجتماع السياسي في إدراج تسمية محددة لعلم الاجتماع السياسي، حيث رأى بعض العلماء السياسيين أن علم الاجتماع السياسي يرتبط بمفهوم الدولة وهو بالتالي يحدد على أنه علم حكم الدولة ومعرفة كل ماله علاقة بفن حكم الدولة وإدارة علاقاتها مع الدول الأخرى، وعليه فإن علم الاجتماع السياسي هو «علم الدولة».

وفي المقابل حاول بعض العلماء التأكيد على أن علم الاجتماع السياسي هو علم السلطة والحكومة والولاية والقيادة في كل المجتمعات البشرية. وبالتالي يعتبر مفهوم علم الاجتماع السياسي مرتبط «بعلم السلطة».

أهداف علم الاجتماع السياسي
تعتبر أهداف علم الاجتماع السياسي مرتبطة بأهداف علم الاجتماع العام كونه العلم الرئيسي.
1 ـ تعزيز مكانة علم الاجتماع السياسي من خلال الوصول إلى بعض القوانين التي يمكن عن طريقها تحليل الظواهر والقضايا والعمليات السياسية بصورة علمية2 ـ يسعى علم الاجتماع السياسي إلى تبني المناهج والمداخل السوسيولوجي لكي يتمكن من دراسة النظم والأنساق السياسية وتحليلها تحليلاً سيوسيولوجياً.
3 ـ دراسة وظائف وبناءات الظواهر والنظم والأنساق السياسية .
4 ـ دراسة العلاقة المتبادلة بين النسق السياسي والأنساق الاجتماعية الأخرى.
5 ـ دراسة التغير في المكونات البنائية والوظيفية للمؤسسات والنظم السياسية.
6 ـ دراسة التغير المستمر على الأيديولوجيات السياسية.
7 ـ دراسة الطبقات السياسية أو دراسة الصفوة السياسية التي تحاول تسلم زمام الأمور السياسية في الحياة البشرية.
8 ـ دراسة الجماعات الرافضة أو المناهضة للنظم السياسية.
9 ـ دراسة مشاكل التنمية السياسية.
10 ـ مقارنة النظم السياسية عبر العصور التاريخية.

مجالات علم الاجتماع السياسي
أهم المجالات التي يهتم علم الاجتماع السياسي بدراستها : هي السلوك الانتخابي، دراسة القوة الاقتصادية وصنع القرار السياسي، دراسة أيديولوجيات الحركات السياسية وجماعات المصلحة، دراسة الأحزاب السياسية والمنظمات التطوعية، دراسة الحكومة ومشكلة البيروقراطية، دراسة النظريات السياسية، دراسة الوعي والاتفاق السياسي، دراسة الحريات السياسية وأحزاب المعارضة وجماعات الضغط، دراسة الحركات السياسية الحديثة، دراسة السياسية الدولية، دراسة النسق السياسي وعلاقته بالأنساق الاجتماعية الأخرى، دراسة الفساد السياسي.

مع منتصف القرن التاسع عشر تطورت الاتجاهات النظرية المعاصرة في مجال علم الاجتماع السياسي وأصبحت هناك آراء متعددة حول القضايا والمشكلات السياسية التي يجب أن يهتم بها هذا العلم، وقد سعت مجموعة الاتجاهات النظرية المعاصرة في مجال علم الاجتماع السياسي لتوظيف المناهج والمداخل البحثية السوسيولوجية المتطورة في مجال علم الاجتماع وفروعه المتنوعة واستخدامها في دراسة وتحليل المشكلات والظواهر السياسية التي ظهرت في القرنين الماضيين وهذا ما جعل طبيعة الاتجاهات النظرية المعاصرة في علم الاجتماع السياسي في الوقت الحاضر تتميز وتنفرد عن التحليلات التقليدية الكلاسيكية بالعديد من السمات والخصائص المنهجية البحثية من ناحية وأيضاً الأفكار والقضايا النظرية التي اهتمت بدراستها وتحليلها من ناحية أخرى.

الاتجاهات الليبرالية الأوروبية المبكرة
تظهر أهمية الاتجاهات الليبرالية السياسية المعاصرة من خلال تركيز أصحابها على تناول عدد من القضايا والمشكلات والظواهر الاجتماعية والسياسية التي لا تزال تشغل العقل البشري حتى البدايات الأولى من القرن الحادي والعشرين.
وقد انشغلت هذه الاتجاهات في تحليل البناءات والنظم السياسية التي توجد في المجتمعات الرأسمالية الحديثة إضافة إلى دراسة المجتمعات الشيوعية والاشتراكية أو الاتحاد السوفياتي سابقاً.
ومن أهم العلماء الذين أسهموا في تحليل وبلورة الكثير من الظواهر والنظم والمشكلات السياسية في المجتمعات الحديثة (ماكس فيبر) الذي تناول في إسهاماته قضايا هامة كالسلطة ونماذجها المختلفة والعلاقة بين السلطة والبناءات السياسية والاجتماعية المختلفة.

ومن العلماء الذين كانت لهم إسهامات هامة في مجال علم الاجتماع السياسي (فلغريد باريتو) الذي اقترنت أفكاره بأفكار المدرسة الإيطالية التي أسهمت في طرح العديد من الأفكار والظواهر السياسية والاجتماعية الهامة التي لا تزال تعتبر موضع اهتمام شديد للعديد من المتخصصين سواء في علم الاجتماع السياسي أو العلوم السياسية ككل. ولقد اتسمت تحليلات باريتو في مجال علم الاجتماع السياسي بتصوراته حول الديمقراطية والتمايز الطبقي أولاً وفكرته عن الصفوة السياسية ثانياً. وقد لوحظ أن آراء باريتو السياسية تشبه إلى تصورات فيبر السياسية ولا سيما أن كل منهما يمثل التيارات السياسية الليبرالية التي ظهرت في أوروبا خلال النصف الأخير من القرن التاسع عشر والعقود الأولى من القرن العشرين.

الاتجاهات الوظيفية الأمريكية
ظهرت إسهامات رواد علم الاجتماع الأمريكي مع البدايات الأولى للقرن العشرين لتضيف أبعاداً وأفكاراً وتصورات نظرية ومهنية وبحثية واقعية وشمل هذا الإسهام جميع فروع علم الاجتماع وهذا ما ظهر على سبيل المثال في علم الاجتماع السياسي حيث أثرت المدرسة السوسيولوجية الأميركية أو ما يعرف بالنظرية البنائية الوظيفية بالعديد من التصورات الهامة التي لا تزال تشغل اهتمام المتخصصين في مجال علم الاجتماع السياسي.
ومن أهم العلماء الذين كان لهم الوقع المؤثر في مجال علم الاجتماع السياسي (تالكوت بارسونز) فلقد جاءت تصوراته وأفكاره متعددة ومتنوعة من خلال تأسيسه مدرسة سوسيولوجية متميزة أسهمت في تحديث علم الاجتماع بفروعه المختلفة ولقد كانت أفكار بارسونز السوسيولوجية تركز على فكرتين هامتين أولاً النسق الاجتماعي وثانياً النسق السياسي وتجدر الإشارة إلى أن آراء بارسونز السياسية لا يمكن فصلها بسهولة عن أفكاره وتصوراته الاجتماعية أو السوسيولوجية العامة. وخاصة أن بارسونز كان يسعى لوضع نظرية سوسيولوجية شاملة وهي نظرية الأنساق الاجتماعية.
كما أن تصورات وأفكار بارسونو السياسية جاءت لتعكس بالفعل واقع المجتمع الأمريكي خاصة والمجتمعات الرأسمالية الغربية بصورة عامة.
وأيضاً من العلماء الذين أسهموا بشكل فعّال في هذا المجال العالم (س.ليبست) حيث جاءت إسهامات ليبست في مجال علم الاجتماع السياسي من خلال انتمائه للاتجاهات الوظيفية الأميركية المعاصرة التي وجدت من النظريات الاشتراكية المثالية والماركسية نقطة انطلاق لها. ولقد تركزت تحليلات ليبست على انتقاد آراء ماركس السياسية كما ركز أيضاً على دراسة الأسباب والعوامل التي أدت إلى تطور علم الاجتماع السياسي بصورة عامة وتحليل العديد من القضايا التي تندرج تحت مجالات هذا العلم وخاصة دراسة البناءات السياسية الداخلية والتنظيمات السياسية والنقابية والسلوك السياسي وغير ذلك من موضوعات هامة في مجال علم الاجتماع السياسي.

الاتجاهات الإصلاحية الفرنسية
إن معظم الاتجاهات الفرنسية السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي ظهرت منذ أواخر القرن التاسع عشر وخاصة بعد الثورة الفرنسية، قد تبنت السياسات الإصلاحية ونبذت الأفكار والتيارات الثورية خاصة نظريات ماركس وانتقدتها بشدّة بسبب سياساتها المتشددة والتي بعدت فيها عن أفكارها ومبادئها التي انطلقت فيها. فقد ركز رواد النظرية السياسية المثالية على ضرورة تبني الأساليب والسياسات الإصلاحية التي تؤمن بالتغيير والتحديث التدريجي في المجتمع الحديث ونبذ علاقات القوة الدموية التي جاءت في تحليلات ماركس.

ومن أهم علماء الاجتماع السياسي في فرنسا (مورسيس دو فرجيه) و (فيليب بيرو) وقد اهتم كل منهما بالتركيز على أهمية تطوير وتحديث مجالات علم الاجتماع السياسي المعاصر وضرورة تحديث مناهجه وأدوات البحث الميداني. كما اتسمت تحليلات كل من (دو فرجيه وبيرو) بالواقعية في اختيارهم للقضايا والظواهر السياسية التي اهتما بمعالجتها بالفعل ومحاولة تحديث هذه القضايا بصورة مستمرة بما يتناسب مع طبيعة الواقع السياسي والعمليات السياسية التي تحدث في المجتمعات المتقدمة والنامية في الوقت عينه.
وكذلك تبنى كل منهما طابعاً تحليلياً لمقارنة إسهامات العديد من الاتجاهات السياسية المثالية والشيوعية والرأسمالية ولم تخلُ تحليلاتها من الطابع النقدي للظواهر السياسية والمشكلات التي تم معالجتها بواسطة الاتجاهات السابقة وهذا ما تتسم به عموماً تحليلات المدرسة الفرنسية الإصلاحية.

الاتجاهات الراديكالية البريطانية
تكمن أهمية الإسهامات البريطانية في علم الاجتماع السياسي في أنها اتسمت بطابع راديكالي نقدي مختلف نسبياً عن الاتجاهات السياسية البريطانية التي ظهرت خلال النصف الأخير من القرن التاسع عشر.

ومن أهم علماء علم الاجتماع السياسي المعاصر الذين يمثلون هذا الإتجاه (توم بوتومور) الذي تميزت كتاباته بالتنوع والتفرد العلمي والواقعية في تحليله للقضايا والمشكلات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية وقد عالج في كتاباته العديد من القضايا الهامة مثل الديمقراطية والطبقات الاجتماعية حيث أكد أن ظهور الديمقراطية كنظام سياسي ترتب عليه ظهور الطبقات الاجتماعية التي نمت في إطار النظام الاقتصادي الصناعي الرأسمالي.
كما تحدث عن الحركات الاجتماعية والأحزاب السياسية عن طريق دراسة أبعاد العمل السياسي الجماعي الذي يظهر من خلال الحركات الاجتماعية المنتظمة مثل الأحزاب السياسية وجماعات الضغط وحدوث التمردات والمظاهرات السياسية والانقلابات السياسية والعسكرية.
كما حاول بوتومور أن يطرح تصنيفات حديثة للنظم الاجتماعية الكلاسيكية وركز على قضية التغير والصراع السياسي باعتبار أن التغيير عموماً يعتبر نوع معين من أنواع التطور والتحديث الذي يحدث في أي مجتمع وذلك استجابة لمجموعة من العوامل الداخلية والخارجية أو تفاعل هذه العوامل من أجل اختفاء أجيال قديمة وحلول أجيال صاعدة، كما تعتبر التكنولوجيا أحد العوامل الهامة التي أدت إلى التغيير الاجتماعي والاقتصادي وظهور قيم اجتماعية وثقافية وسياسية لم تكن موجودة من قبل.
abuiyad

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق