مجموعة اليسر للتدريب والاستشارات تأمل من زوارها الكرام المشاركة في الاستطلاعات التي تجريها بفعالية نظرا لفائدتها العالية
مجموعة اليسر للتدريب والاستشارات هي شركة تضامن لبنانية مسجلة تحت الرقم 489 تتنشط في مجال الدورات التدريبية والمؤتمرات العلمية والتربوية والاجتماعية والادارية والثقافية والتنمية والارشاد الاسري والاجتماعي ، واصدار المنشورات المتخصصة ، وتقديم الاستشارات في المجالات المذكورة وتوقيع الاتفاقيات مع الجامعات والمؤسسات والشركات الوطنية والعالمية على انواعها والقيام بالاستطلاعات والابحاث العلمية والدراسات المتخصصة في لبنان والخارج - نتمنى لكم زيارة ممتعة

09‏/12‏/2010

الظاهرة الاجتماعية



الظاهرة الاجتماعية :
الظاهرة الاجتماعية هي فعل اجتماعي يمارسه جموع من البشر، أو هم يتعرضون له أو يعانون منه أو من نتائجه ‏. ‏وحينما تكون الظاهرة ذات بعد سلبي فهي مشكلة اجتماعية ‏social problem ‏. والظاهرة الاجتماعية حينما ‏تكون مشكلة، فالمصدر الحقيقي لها هو وجود خلل في كل أو بعض مجالات المجتمع أو بعض أجزائها. ولنا أن نعلم ‏أن المشكلة الاجتماعية لا يمكن تحديد المصادر المسئولة عن تشكلها ما لم نكن على دراية تامة بموقعها من المجال ‏الاجتماعي العام. وعلينا أن نعي بشكل ماهر تداخلات الأفعال التي تشكل في مجملها حالة مثل حالة الأمية والفقر ‏الذي ينتشر في المجتمع. وفي الغالب الفقر والأمية بصفتها حالة لا تدعى ظاهرة بقدر ما تسمى قضية اجتماعية ‏Social issues‏. بينما الفعل السلبي المنتشر يسمى ظاهرة ‏Social

وعرفت العلوم الاجتماعية الظاهرة الاجتماعية التي تنتجها الحياة اليومية بأنها النظم الاجتماعية والقواعد والاتجاهات العامة التي يشترك بإتباعها أفراد المجتمع ويتخذون منها أساسا لتنظيم حياتهم العامة، وتنسيق العلاقات التي تربطهم بعضهم ببعض وبغيرهم. كالنظم التي يسير عليها المجتمع في شؤونه السياسية الاقتصادية والخلقية والعقائدية والقضائية وما إلى ذلك،لكن دور كايم لم يعطها تعريفا على الرغم انه عني بتعريف الظاهرة الطبيعية والكيميائية والبيولوجية ،لأنه كان يرى أن علم الاجتماع يدرس كل الظواهر التي لم تدرسها العلوم السابقة عليه. ولأنه يرى من العبث تعريف الظاهرة الاجتماعية أو تحديدها باعتبار كل الظواهر الإنسانية بما في ذلك ظواهر علم النفس هي ظواهر اجتماعية، وقد عرف الفيروز أبادي الظاهرة الاجتماعية في القاموس المحيط أن الظاهر عكس الباطن وهي الأرض المرتفعة.

وأن من خصائص الظواهر الاجتماعية: أنها ظواهر عامة وليست ظواهر فردية نفسية من قبيل الإدراك والتفكير أو الإرادة وأنها ظواهر اجتماعية ليست من صنع الأفراد وإنما هي نتيجة للحياة الاجتماعية ومقتضيات العمران البشري وأنها تنتظم الأفراد فيتخذونها أساسا لتنظيم حياتهم العامة وعلاقاتهم يبعضهم البعض. 

إن علم الاجتماع في دراسة الظواهر الاجتماعية إنما يلاحظ ويدرس أساسا ما هو كائن منها بالفعل في الواقع وليس ما يفترض لها أن تكون عليه.
إننا ينبغي أن نحلل هذه الظواهر تحليلا سوسيولوجياً، بحيث ننظر إلى الظاهرة الاجتماعية ككائن حي ينمو ويزدهر بفعل مجموعة من العوامل الحاضنة والمحيطة ومن هذا المنطلق يظهر لدينا أن الظاهرة الاجتماعية تعد نظريه تطورية.



معرض الكتاب باعتباره ظاهرة اجتماعية
تشكل معارض الكتب الدولية في العالم، بالنسبة لمجتمعاتها، ظاهرة ثقافية (أي علمية أو معرفية) بالدرجة الأولى، يتلوها كونها ظاهرة اقتصادية، وأخيراً كونها ظاهرة اجتماعية. معارض الكتب الدولية هي دوماً ظاهرة اقتصادية أولاً بالنسبة للناشرين. إلا أنني أرى أن معارض الكتاب الدولية في المملكة تشكل بالنسبة لمجتمعنا ظاهرة اجتماعية بالدرجة الأولى، وثقافية (أي علمية أو معرفية) بالدرجة الثانية، واقتصادية في الدرجة الأخيرة. فلِمَ يختلف متوقع أو ترتيب الكتاب ومعارضه في مجتمعنا عنه في المجتمعات الأخرى؟
يحيلنا مفهوم الظاهرة الاجتماعية مباشرة إلى عالم الاجتماع أوغست كونت، الذي يرى أن علم الاجتماع يدرس كل الظواهر التي لم تدرسها العلوم السابقة عليه. ورغم أن كونت يرى أن من العبث تعريف الظاهرة الاجتماعية أو تحديدها، باعتبار كل الظواهر الإنسانية بما في ذلك ظواهر علم النفس هي ظواهر اجتماعية، إلا أنني هنا على وجه التحديد أعني بالظاهرة الاجتماعية التي يمثلها معرض الكتاب لدينا، وكما تجسد في حالة معرض الرياض الدولي للكتاب هذا الأسبوع، أنها حالة يكون فيها محور الاهتمام المجتمعي بالحدث منصباً بشكل أساسي على أنماط التفاعل فيما بين الناس، كما تكون فيها القضايا التي تصاحب الحدث أقل ارتباطاً بالمعرفة وأكثر ارتباطاً بسلوك الناس خلال هذا الحدث. وبمعنى آخر، ينصب الاهتمام المجتمعي حول ما ينبغي للناس أن يفعلوه وما لا ينبغي لهم أن يفعلوه، وحول ما ينبغي لهم أن يطلعوا عليه وما لا ينبغي لهم أن يطلعوا عليه. بل حتى النقاشات التي تتطرق إلى محتوى المعرض المعرفي لا تدور غالباً من منطلق معرفي، بل تدور حول ما يسمح للمجتمع وأفراده بالإطلاع عليه وما لا يسمح لهم بالإطلاع عليه، وذلك في تجسيد واضح للجانب الاجتماعي على حساب الجانب المعرفي.
abuiyad

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق