مجموعة اليسر للتدريب والاستشارات تأمل من زوارها الكرام المشاركة في الاستطلاعات التي تجريها بفعالية نظرا لفائدتها العالية
مجموعة اليسر للتدريب والاستشارات هي شركة تضامن لبنانية مسجلة تحت الرقم 489 تتنشط في مجال الدورات التدريبية والمؤتمرات العلمية والتربوية والاجتماعية والادارية والثقافية والتنمية والارشاد الاسري والاجتماعي ، واصدار المنشورات المتخصصة ، وتقديم الاستشارات في المجالات المذكورة وتوقيع الاتفاقيات مع الجامعات والمؤسسات والشركات الوطنية والعالمية على انواعها والقيام بالاستطلاعات والابحاث العلمية والدراسات المتخصصة في لبنان والخارج - نتمنى لكم زيارة ممتعة

10‏/12‏/2010

المنهج الفنومنولوجي عند مارتن هيدجر

تشويهات المنهج تلاحق الفيلسوف
علاء هاشم مناف  .. العراق
ان التحول في المعالجات للمباحث الوجودية وهي تعتمد الصيغة الريئسية للانسان وإمكانياته في الخبرة لهذه الحالات، من الوعي للمشكلة لأنه وعي تجريبي، لظاهرات معينة كلها تنبع من الأسس البديهية والتجريبية داخل الإدراك الحسي للأنسان . 
والفلسفة الوجودية، كانت منذ البداية .. وهي تؤكد الحرص على القضايا، المتعلقة، بالانسان، وحياته، ومشكلة الرأي، والاختيارات والمسؤولية، الفردية .. وعلاقة هذا الأنسان بالقوى التقدمية في المجتمع الذين، تسلحلوا، بالايديولوجية الماركسية .. يستطيعون الإجابة، على الاسئلة التي تطرحها البرجوازية، والتي كانت تحس في حينها، باقتراب النهاية لسيطرتها . فالتصورات التي كان يطرحها، الانسان، لكي تتطابق مع حقائق الواقع الاجتماعي، لكن هذه التصورات، كانت تؤشر، الدراية، والإختزال، اللذين حصلا للفكر الاشتراكي، في العالم المعاصر .. والاجابة المجرّدة، والرد على الافواه .. التي شكلّت، انتصار النزعة، الفردية، والاختيار للانسان في هذه الحياة .. والنزعة الفردية، والاختيار للانسان شكلت حجر الزاوية، للايديولوجية البرجوازية، من منطق، وموقع الفردية البرجوازية تجيب الوجودية، عند هذه المداخلات، والاشكاليات للحياة الانسانية . فالفرد شكل، منطقا في تكوين هذه الذاتية والتي الغت الحقيقة الانسانية .. فالمنطق الوجودي، يؤشر هذا الموضوع .. في أن الذات الفردية، لا يشغلها غير الاهتمام، بوجودها الخاص وبالمسيرة التي تنطلق .. نحو العدم، هذه النزعة الفردية .. كانت هي الموضوع الرئيسي، لمعالجة الوجوديين، للقضايا، والمسائل ذات الموضوع الفلسفي، وكان الوجود، هو الموضوع الرئيسي للفلسفة الوجودية . 
وفي هذا المجال، يقول (هيدجر) (الوجود هو الشغل الشاغل للفلسفة في حاضرها وماضيها). فالمفهوم للوجود، يتكون من إتجاهات واسعة، فهو، لا يخضع، لأي تفسير ثابت .. فالبحث عن البواطن في عمليات التصور يعطينا، الوجود بماهياته، وبواطنه . ولا يمكن ان نتأكد منها، بالمفاهيم التي تكون، موضوعا ثانيا .. وأن الوحدة، للإدراك الباطني، وفيما تؤكد المخيلة، للفهم الفردي - فهو حدود الخلاف بين (هيدجر - وسارتر) وهو الخلاف الذي امتد، الى جميع الإشكاليات، باعتبار ان المنطق الانساني وجود، في ذاته، وقوانينه، الإنسانية .. أي ان الوجود من اجل الذات بحاجة، الى الوجود الذاتي .. وهو العدم .. وان المنطق الوجودي، بكل اشكاله المتناقضة برز من، وجود آخر، ولا يمكن ان يتحول المنطق الباطني للوجود، الى عدم .. ولكن عند (سارتر) حدده بالوجود، الانساني، الذي يسعى اليه .. من خلال وعي المعاناة، الوجودية لينبع منه وجود وفي المحصلة النهائية، فانه العدم أيضا، والعدم يولد الانسان .. والقضية، بكل مقدماتها، التي يخلص لها (سارتر) وهذه المسألة ذات المقدمة، التي تجعل (سارتر) قريبا من (هيدجر) حين يعي الذات وعدمها، خاصة عندما، ينتابها القلق، الذي يفتح لها طريق العودة الى العدم بذاته . 
فالجوانب العاطفية، والسيكولوجية، تكسب الوجوديين، طابعهم - الانطولوجي في الاشكال المتنوعة للوجود، ويصبح الانسان في الفلسفة الوجودية هو الاهتزاز والقلق .. هكذا برز في التيار الوجودي، تياران (تيار مسيحي - وتيار ملحد) المسيحي مثله (باسيرز - ومارسيل) والملحد (هايدجر - وسارتر) ولكن كلا التيارين، حملا افكار التشاؤم، والضياع، والعبث، وعدم الجدوى بالانسان .. في هذه الحياة .. فالواقعية للوجود الانساني، تدل على خواص، الموجود، في عزلته، ومصادفته .. وهو يمارس اهتماماته، في مجال منطق الحقيقة، وواقعية تختلف عن الحقائق الواقعية .. واكثر الاهتمام مفروض طالما بقي راكدا وقد أشر هذا الموضوع (هيدجر) بواقعية الدلالات (الزمكانية) من خلال منطق المعنى (الانطولوجي) والواقعية هذه، هي تأكيد للحالة، الصدفية في الماضي .. فالانسان هو ليس، امكان، ما كان، بل ما سيكون عليه، هذا الانسان، والانسان كان، ملقى، في البرية في بداية هذا العالم المعزول، لكنه تحرك .. نحو تأكيد ذاته، وحريته، وامكانياته، في عمليات تغيير هذا العالم و(هيدجر) نظر الى الانسان في حالاته المستقبلية، فما دامت الواقعية تتشبث، بخصوصيات الماضي .. فالوجود الانساني، من الناحية الزمكانية .. حالة من التطور المستقبلي .. والفلسفة الوجودية هي، أكثر التيارات الفلسفية عمقا والبرجوازية التي تؤكد فردية الانسان وظهورها كان في مرحلة تصاعد الرأسمالية العالمية في ازماتها حيث عبرت، هذه الفلسفة عن الروح، التشاؤمية، وفي ازمتها الانسانية ليسود المفهوم الايديولوجي بين المفاهيم البرجوازية .. وكان من أبرز مؤسسي هذه الفلسفة، هو (مارتن هيدجر) و(كارل ليلسيرز من المانيا) و(جبرايل مارسيل - وجان بول سارتر - والبيركامو من فرنسا) و(رينانو من ايطاليا) و(باريت من الولايات المتحدة الامريكية) . كانت الفلسفة الوجودية .. امتدادا لافكار (برغسون) و(نيتشة) وكان المنهج الذي اختطه من (الفنومنولوجيا) للفيلسوف (هوسرل) متأثرا بأفكار الفيلسوف (كيركفارد) . 
مارتن هيدجر 
كان هيدجر، من أصل الماني .. وقد ولد في العام (1889) واتم دراسته في جامعة (فربيورج) في (بريجاد) وكان من اساتذته، الفيلسوف (هوسرل) مؤسس الفلسفة الظاهرانية او مذهب الظاهريات الذي كان المنبع الرئيسي للوجودية، في العام (1914) حصل (هيدجر) على شهادة الدكتوراه، في رسالة قدمها بعنوان (نظرية الحكم في النزعات السيكولوجية) وطبعت على نفقة مطابـع الجامعة. 
في العام (1916)، قدم رسالة دكتوراه ثانية .. وهي الرسالة التي أهلّته للقيام بعمليات التدريس عن (نظرية المقولات والمعنى عند دونس إسكوت)، وفي العام (1923) عين استاذا للفلسفة في جامعة (ماربرج) وفي هذه المرحلة الف كتابه (الوجود والزمان) وتم نشر الجزء الاول منه في العام (1927) .. عين (هيدجر) خلفا (لهوسرل) استاذه في الجامعة نفسها بتوصية من استاذه (هوسرل) بعد ان أحيل (هوسرل) الى التقاعد في العام (1929) .. وقد قدم (هيدجر) لاستاذه (هوسرل) بحثا تذكاريا تقديرا لجهوده العلمية، واعتزازا، باستاذيته .. اسم البحث (ماهية السبب) ويعد هذا البحث، من الابحاث القيمة عند (هيدجر) وفي العام (1929) الف كتاب سماه (كنت ومشكلة ما بعد الطبيعة) عرض فيه اراء الفيلسوف (كنت) وقد هاجمه انصار (كنت) ومؤيده، وكان (إرنست كاسبر) على رأسهم.
وفي العام (1929) كان يلقي على طلابه في جامعة (فريبورج) محاضراته عن (ما الميتافيزيقا) .. وفي العام (1933) انتخب مديرا الجامعة نفسهــا.. ومن الجدير بالذكر .. فـي هذا العام تولى (هتلر) حكم السـلطة فــي المانيا .. ولكن بعد مدة .. اعلن استقالته من الجامعة فـي العام (1934)، وفي العام (1945) وعند دخول الحلفاء المانيا كـــــان موقفا قد اتخذ ضده .. فتم فصله من الجامعة. 
وتعرضت افكاره .. الى هجمات، وتشويهات .. وتحريفات، والى اشكاليات في عمليات الفهم .. ووجّهت الى (هيدجر) الكثير من الاتهامات، منها العدمية .. والعاطفية الشديدة .. واتهم بانه .. عدو المنطق، والعلم .. والمعرفة .. وكانت اخرى .. قد إتهمته .. في الالتواء، في الاساليب، التعبيرية .. والغموض .. الشديد المتقصد، في طريقة العرض لافكاره .. وينتاب اسلوبه .. سوداوية وهزيمة .. وكان (كارناب) على رأس المنتقدين .. والمشككين، وهو من دعاة (الوضعية المنطقية) وحاول، الانتقاص، من قدر (هيدجر) واتهمه، بانه، مضلل .. وان كل ما كتبه، لا يعدو سوى هذيان فارغ .. ومفارقات لفظية .. لا تشكل أيّ معنىً جوهريا .. وشن هجمات على، مؤلفات (هيدجر) وعلى كتابه (ما الميتافيزيقا) بالذات، وعده اسطرا من التصورات، الفارغة، والعقيمة التي لا معنى لها .. ومن الذين تأثر بهم (هيدجر) هو (كيركغارد) الذي يعد أبو الفلسفة الوجودية الحديثة، فكان الإتجاه للوجود عكس (كيركغارد) وهذا ما أكده الباحث الفرنسي .. (كوارية) فهو الذي نشر بحثا في مجلة (نقد) باللغة الفرنسية للحديث عن وجودية (هيدجر) المتناقضة مع الوجودية .. والخلافات التي نشبت بين (هيدجر) و(سارتر) وهي التي توجت الفصل في رفض (هيدجر) لوجودية (سارتر) في ان وجودية (هيدجر) لا تدور حول اشكاليات الانسان بل حول (اشكاليات الكينونة، والوجود العام) . 
في المانيا ترعرعت الفلسفة الوجودية في اعقاب الحرب العالمية الاولى في تلك المرحلة، تميز الجو الفكري، والسياسي، والديني، بالسوداوية .. والحقد .. أثر الهزيمة العسكرية لألمانيا، والخوف والذعر العام الذي شمل البلاد .. أثر تصاعد .. المد البروليتاري في (روسيا) والثورة في المانيا .. التي أشعل فتيلها .. (هزيمة المانيا العسكرية) .
كانت الموجة الوجودية .. قد اجتاحت فرنسا، في أثر الإحتلال النازي وانتشرت بشكل لافت للنظر .. وعلى نطاق واسع إبان الحرب .. وهذا ما نلاحظه، في التعبير، الصارخ في أحلام الكتاب الوجوديين الفرنسيين وهو التعبير، عن النزعة البرجوازية، المشوهة .. والممزقة أثر الاحتلال والهزيمة، النازي ..، والخوف اللذين انتابا - البرجوازية الفرنسية - وتصاعد المد الجماهيري، والثقافة الشعبية التي قادتها الجماهير، الشعبية المثقفة .. كل هذه الاسباب، كانت وراء .. إشاعة .. وانتشار، الفلسفة الوجودية .. خاصة في الاوساط البرجوازية التي تنشد الثقافة .. وكانت الحرب العالمية الثانية .. هي الحد .. والفيصل الذي شمل المجتمعات الرأسمالية قاطبة .. وذلك بسبب انتشار الفكر الوجودي وطرح مفاهيمه الشعبية .. وقد أفاد (هيدجر) من (لاكرت) في أن، الدراسة الفلسفية .. يجب ان تكون شاملة وعميقة .. ودراسة من .. سبقونا في الفلسفة .. من سقراط الى اخر فيلسو .. وكذلك المناهج فهي تختلف .. بإختلاف المواضيع .. سواء على مستوى العلوم الروحية .. والموضوعات التاريخية للإنسان .. والفلسفة تختلف في منهاجها عن باقي العلوم .. فالأنطولوجيا تعني علم الوجود، والذي يكّون ابتداؤه الصيغ الآتية من الوجود الإنساني .. فيما تدرس، العلوم، الطبيعية الخصائص الوجودية، الى الموضوعات .. والمتعلقات .. وابنية للعلوم التاريخية .. وإدراك الصيغ، والدوافع والفلسفة تعتمد المنهج الظاهري وهو المنهج، الذي يستنتج، المقاييس، التي تؤكد أحوال الشعور ودراسة الظاهرات الوجودية .. وهو يصف أحوال الوجود .. الوجود والشعور فهو تصور يتعلق بالموت - والحياة - والشعور - والزمان - والخطيئة - والسقوط - وتأتي (الفنومنولوجيا) لتعمق الموضوع، والوعي الفلسفي، ليتصدر المنهج .. وهو يتكون، من التراكيب الواقعية، والكيفية التي ينطلق منها والتاثر بمذهب استاذه (هوسرل) فأخذ من الظاهريات الذي يمتن العصب في المنهج (الانطولوجي) للوجود، وظاهرات (هوسرل) طابع من الشعور .. والبنية، والرؤية للموضوع .. هو الحضور المنطقي للموضوع عينه، لتعميم فكر الموضوع .. ليشمل التفكير المادي .. والاشكال .. والمتعلقات، بالمقاولات .. وبالماهيات .. وبالأساس لكل المواضيع .. الصورية .. والطابع الرئيسي للإدراك والشعور .. الذي يكون فيه الظهور في الموجودات . 
ان التحليل الذي إستخدمه (هيدجر) في كتابه .. الوجود والزمان .. هو التحليل (الفنومنولوجي) للموجود الانساني .. ولآنيته .. و(هيدجر) يفصح عن هذا الموضوع .. وهو بمثابة، الطريق الذي يؤدي بدوره الى فهم التدقيق في الوجود عينه .. وعلى هذا المنوال اصبحت فلسفة الوجود عند (هيدجر) هي فلسفة (انطولوجية) (فنومنولوجية) وهو المنهج المستخدم، لتوضيح معنى الوجود، والموجود وتفسيره، من الناحية المنطقية، والآنية عند (هيدجر) وهي التحقيق الكلي للوجود، والموجود العيني، من حيث الرتبة الذاتية والفكرية واستخدام المنهج (الفنومنولوجي) وهو تأكيد لنوعية المعطيات، الخاصة، بالخبرة، وبشكل مباشر، والخصائص المشار، اليها .. هي الموروث الزماني في خلاصات (الماضي وموروثه) والحاضر من الماضي، والمستقبل وخواصه، من الحاضر .. فهي مجموعة، من القنوات، وتعد معيارا، من الاهتمام الاساسي، للوجود الانساني .. وللتفرع لعمليات تحليل الوجود وتأكيد (هيدجر) .. ان مشكلة، مرتبطة بشكل جدلي، بمشكلة الوجود . فلا يمكن الوصول الى الوجود الاّ وفق مشكلة (العدم) وهما .. شيئان متلابسان .. ومتلازمان في حالتهما الاعتيادية .. فحالات السلب في المنطق (الهيدجري) هو مصدر العدم وقد يكون العكس، ولكن بالنتيجة، يؤكد (هيدجر) ان العدم، هو الفيصل الرئيسي في السلب المنطقي، وهذا الاخير، هو مظهر، من المظاهر السالبة للسلوك ومن خلال هذا الحال .. المغلق بشكه العام، يحس بالتنامي في العمليات الوجودية، والميتافيزقا عنده تحول من الشكوك وتجاوز لحالات الاستذكار، والاصطلاحات التقليدية .. وتجاوز اصطلاحات العلو للمباحث (الميتافيزيقية) فهي تصنيفات لبيانات الموجودات ذات الوضوح الانساني .. فهو المدى الذي يجعل، حلقات الوجود تؤكد منطقها التاريخي، وتكيف الفرائض، بمقومات صادقة، ومستمرة .. في إطار .. مجهوده الفلسفي، وفي كتاب (ما الميتافيزقا) يؤكد (منطق ارادة القوة) كان هذا الموضوع قد ناقشه في العام 1943 وميزه على اساس من التأملات الميتافيزقية التي ناقشها (هيدجر) وناقش ورد على بحثه عن (ما الميتافيزيقا) في ان الميتافيزيقا، مذهب يجب القضاء عليه، وحذفه من الوجود .. لانه تضمن، عبارات فارغة .. فالعبارات لا تثير اية حالات من التوتر .. ومن الوقائع الحسية وهي حكما فارغة وزائفة وكتب (هيدجر) بحثا عن الشعر، ولم يتضمن هذا البحث الخاصة .. على طريقة (ارسطو) او هيجل، بل تناول المنطق الشعري من خلال شاعرين من أعظم شعراء (المانيا) هما (هيلدرلن - وريلكة) فقد تناول .. (هيلدرلن) وماهية الشعر، وما مقدار الحاجة الى المنطق الشعري في هذه المراحل التاريخية الذي يتم فيه .. تشبث الانسانية والقضاء على عصر الالهة، والانبياء . 
لقد حلّت اللّعنة على بني الانسان .. وساد الظلام منذ أن .. رفع الالهة .. ايديهم .. عن الارض .. ومنذ رحيل المسيح وصعوده الى السماء .. فانتشر الظلام على الارض وساد البؤس، والسقوط . للانسان .. وكانت الحاجة الى الشعر مثل الحاجة الى (كهنة باخوس القديسين) الذين يجولون في الليل الحالك، ويتنقلون، من مكان .. الى مكان .. وكان الشعراء فقط هم الذين يشعرون بمسير هؤلاء القديسين .. وهم يجولون .. ويرددون اغاني .. ويتغنون بالهة الخمر .. والشعراء .. يتخذون من ذلك الاثير الذي يتركه القديسون لهم، لان هذا الاثير يسكن الالهة .. وهذا الاثير من العناصر، المقدسة عند الشعراء والذي يتركه الالهة الراحلون .. فالشاعر في الظروف العصيبة والشديدة الخطب .. يتنبه الى اثير الالهة المقدس، ليستلهم منه المغفرة .. في زمن اللّيل الحلك والمقفر .. وعليه فقد اعجب (هيدجر) بالشاعر الرومانتيكي (هيلدرلن) ليواصل العمل النقدي في تحليل قصائده وكتب عدة تعليقات نقدية وعلى التوالي . 
في العام 1941 - والعام 1942 - والعام 1944 - وفي هذه المرحلة ظهرت له عدة من الكتب : 
1- (نظرية افلاطون في الحقيقة) في العام 1942 . 
2- (رسالة في ماهية الحقيقة) في العام 1941 . 
3- (رسالة في النزعة الانسانية) في العام 1947 . 
4- (مدخل الى الميتازفيزيقا) في العام 1935 وهي هد من المحاضرات القاها في الجامعة في الفصل الدراسي الثاني . 
5- له بحث صغير بعنوان (ما الفلسفة) وهي عدة من المحاضرات القاها في العام 1955 بشمالي فرنسا .. ثم نشرت هذه المحاضرات في العام 1956 وكان قد ترجمها الى الفرنسية (بوفرية) في العام 1957 . 
6- له كتاب بعنوان (المتاهة) ظهر هذا الكتاب باللغة الالمانية في العام 1950 .. وترجم الى الفرنسية في العام 1965 والغريب في الامر ان نجد في هذه الدراسة الوحيدة المعروفة .. عند (هيدجر) عن (الاصل في العمل الفني) كما نجد فيه ابحاثا اخرى .. عن عصر التصورات الكونية .. وكذلك مفهوم التجربة عند (هيجل) .. وكلمة نيتشة المؤثرة .. والمدوية حتى هذه اللحظة (لقد مات الإله) . 
7- نشر (لهيدجر) مقالات بعنوان (ما الذي نعنيه بالتفكير). كانت عبارة عن محاضرات - القاها - بجامعة (فريبورج) في فصلين دراسيين متواليين في العامين 1951 - 1952 .. وطبعت بمطابع فرنسا . 
8- ترجمت كتب (هيدجر) حتى شملت كل ما الفه (هيدجر) وظهرت، في (انكلترا) و(امريكا) - قبل ترجمة (وليام كاوباك) و(جين رايلد) لمحاضرة (ما الفلسفة) .
ويقود المعطيات التي طرحها (هيدجر) الى المباشرة بالخبرة، من خلال وصفة لهذه المعطيات .. وهي تظهر نفسها في اول تكشفها، الأولي والبدائي في استخدام المنهج (الفنومنولوجي) في عمليات التحليل للوجود الانساني عبر خبرة الوجود العام، في ولادة الانسان، وفي خبره من الاهتمامات العامة، والعابرة، حتى يكشف عن نفسه في التزامه بالمشروعات العامة والعملية، والشخصية، والانقسام فيها .. وكان رأي (هيدجر) في ما يطرحه (ديكارت) عن مفهومه للعالم، بوصفه وجودا جوهريا ممتدا ويتضمن تزييفا وجوديا للعالم كونه معطي من معطيات الخبرة المباشرة، وذلك لان العالم، لم يك ذا ابعاد جوهرية، وهو يمتد في الحيز الزمكاني، الذي يتوضح فيه العالم الجمالي للانسان الذي يدرك خواص العالم من عدة ادراكات اولية، في الخبرات .. والاهتمامات، الاولية المباشرة .. فالعالم يتحرك باتجاه الوجود الانساني .. ولهذا .. فقد قضي (هيدجر) على الثنائية للذات والموضوعات التي انتشرت كانت بتأثير الديكارتية.

abuiyad

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق